دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 239
نمايش فراداده

وقال الفضـل(1):

مذهب الأشاعرة: إنّه تعـالى يمتنع عليه الكذب، ووافقهم المعتزلة في ذلك..

أمّا عند الأشاعرة: فلأنّه نقص، والنقص على الله تعالى محال..

وأمّا عند المعتزلة: فلأنّ الكذب قبيح، وهو سبحانه لا يفعل القبيح(2).

وقال صاحب " المواقف ": إعلم أنّه لم يظهر لي فرق بين النقص في الفعل وبين القبح العقلي فيه، فإنّ النقص في الأفعال هو القبح العقلي بعينه فيها، وإنّما تختلف العبارة(3).

أقـول:

الفرق أنّ النقص هنا يراد به النقص في الصفات، فإنّه على تقدير جواز الكذب عليه تتّصف ذاته بصفة النقص، وهم لم يقولوا ها هنا بالنقص في الأفعال ; حتّى لا يكون فرقاً بينه وبين القبح العقلي كما ذكره صاحب " المواقف ".

فحاصل استدلال الأشاعرة: إنّه تعالى لو كان كاذباً لكان ناقصاً في

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 229 ـ 230.

(2) شرح الأُصول الخمسة: 318 ـ 319، شرح المواقف 8 / 100.

(3) المواقف: 296، وانظر: شرح المواقف 8 / 101.