صفته.. كما إنّهم يقولون: لو كان عاجزاً أو جاهلا، لكان ناقصاً في صفته. ولم يعتبروا ما يلزم ذلك النقص من القبح الذي يقول به المعتزلة. فتأمّـل، والفرق دقيـق! ثـمّ إنّ ما ذكره من أنّ عدم جواز الكذب عليه لا يتمشّى على قواعد الأشاعرة، فهذا كلام باطل عار عن التأمّل! فإنّ القول بأنْ لا مؤثّر في الوجود إلاّ الله، لا يستلزم إسناد القبائح إليه ; لأنّ فعل القبائح من مباشرة العبد، فهو غير مستند إلى الخالق. ثمّ مَن خلق القبائح فلا بُـدّ أن يكذب، ولا يجوز أن يكون صادقاً. هذا غاية الجهل والعناد والخروج عن قاعدة البحث، بحيث لو نُسب هذا الكلام إلى العوامّ اسـتنكفوا منه. وأمّا ثاني الاستدلالين على عدم التمشّي ; فهو أيضاً باطل صريح، فإنّ من قال: امتنع الكذب عليه للزوم النقص، فهذا الكذب يتعلّق بالدالّ على المعنى النفساني، وهو أيضاً نقص، فكيف لا يتمشّى؟!