مذهب الأشاعرة: إنّه تعالى له صفات موجودة قديمة زائدة على ذاته، فهو عالِم بعلم، وقادر بقدرة، ومريد بإرادة.. وعلى هذا القياس(2).
والدليل عليه: إنّنا نفهم الصفات الإلهية من صفات الشاهد، وكون علّة(3) الشيء عالِماً ـ في الشاهد ـ هي العلم ; فكذا في الغائب.
وحدّ العالِم ـ ها هنا ـ مَن قام به العلم، فكذا حدّه هناك، وشرط صدق المشـتقّ على واحد منّا: ثبوتُ أصله ; فكذا [شرط] في ما(4) غاب عنّا، وكذا القياس في باقي الصفات.
ثمّ نأخذ هذا من عرف اللغة وإطلاقات العرف، فإنّ العالِم لا شكّ أنّه مَن يقوم به العلم، ولو قلنا بنفي الصفات لكذّبنا نصوص الكتاب والسُـنّة، فـإنّ الله تعـالى فـي كـتابـه أثـبـت الصفـات [لنفسـه، كـقـوله تعـالى: ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء )(5)..
فإذا ثبت في النصوص إثبات الصفات] له، فلا بُـدّ لنا من الإثبات من غير تأويل، فإنّ الاضطرار إلى التأويل إنّما يكون بعد العجز عن الإجراء على حسب الواقع ; وذلك لدلالة الدلائل العقلية على امتناع إجرائه على
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 234 ـ 236.
(2) شرح المواقف 8 / 44 ـ 45، وانظر أيضاً: الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 82.
(3) كذا في الأصل والمصدر، والظاهر أنّها: " وعلّة كون... " كما سيأتي في أوّل كلام الشيخ المظفّر (قدس سره) الصفحة 274.
(4) في المصدر: من.
(5) سورة البقرة 2: 255.