دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 303
نمايش فراداده

وقـال الفضـل(1):

الحسن والقبح يقال لمعان ثلاثة:

الأوّل: صفة الكمال والنقص... يقال: العلم حسن... والجهل قبيح... ولا نزاع في أنّ هذا... ثابت للصفات في أنفسها، وأنّ مدركه العقل، ولا تعلّق له بالشرع.

الثاني: ملاءمة الغرض ومنافرته... وقد يعبّر عنهما بهذا... المعنى بالمصلحة والمفسدة، فيقال: الحسن ما فيه مصلحة، والقبيح ما فيه مفسدة... ; وذلك أيضاً عقلي، أي يدركه العقل كالمعنى الأوّل...

الثالث: تعلّق المدح والثواب بالفعل عاجلا وآجلا، أو الذمّ والعقاب كذلك..

فما تعلّق به المدح في العاجل والثواب في الآجل يسمّى: حسناً..

وما تعلّق به الذمّ في العاجل والعقاب في الآجل يسمّى: قبيحاً...

وهذا المعنى... هو محلّ النزاع، فهو عند الأشاعرة شرعي ; وذلك لأنّ أفعال العباد كلّها... ليس شيء منها في نفسه بحيث يقتضي مدح فاعله وثوابه، ولا ذمّ فاعله وعقابه، وإنّما صارت كذلك بواسطة أمر الشارع بها ونهيه عنها..

وعند المعتزلة ومن تابعهم من الإمامية: عقلي(2).

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 274.

(2) إلى هنا أخذ الفضل ـ كعادته ـ مناقشته نصّاً من شرح المواقف 8 / 182 ـ 183.