دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 333
نمايش فراداده

فإنّ الإنسان إذا اجتهد بفعل الخير كان محلاًّ للتوفيق، وإذا أصرّ على الشرّ كان أهلا للخذلان، وآلَ أمره إلى النفاق والكفر، كما قال تعالى: ( فأعقبهم نفاقاً )(1) وقال تعالى: ( ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السوءى أن كذّبوا بآيات الله... )(2)، ولا قرينة على أنّ المراد بالإضلال والهداية في الآية ما ادّعاه، بل القرينة على خلافه عقلا ونقلا..

أمّـا العقـل: فلأنّ ذلك يستلزم إبطال الثواب والعقاب، ونفي العدل، وفائدة الرسل والكتب، والأوامر والنواهي ـ كما ستعرف إن شاء الله تعالى ـ، ولأنّه لا يحسن لمن ينهى عن شيء أن يفعله، ولذا قال شعيب: ( ما أُريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه )(3)..

وقال الشاعر:


  • لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثلَه عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ(4)

  • عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ(4) عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ(4)

وأمّا النقل: فقوله تعالى:( إنّ علينا لَلهُدى )(5)، ومن عليه الهدى كيف يتركه ويخلق الضلال؟!..

وقوله تعـالى: ( وأمّا ثمود فهديناهم فاسـتحـبّوا العمى على الهُدى... )(6).

(1) سورة التوبة 9: 77.

(2) سورة الروم 30: 10.

(3) سورة هود 11: 88.

(4) البيت من قصيدة لأبي الأسود الدؤلي، مطلعها:


  • حَسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيَهُ فالقـومُ أعداءٌ له وخصـومُ

  • فالقـومُ أعداءٌ له وخصـومُ فالقـومُ أعداءٌ له وخصـومُ

انظر: ديوان أبي الأسود الدؤلي: 129 ـ 132، خزانة الأدب 8 / 568.

(5) سورة الليل 92: 12.

(6) سورة فصّلت 41: 17.