.. إلى غير ذلك من الكتاب والسُـنّة. وأمّـا ما ذكره من أنّ المراد بهذا التجـويز نفي وجوب شيء عليه، فلا يرفع الإشكال ; لأنّه إذا لم يجب عليه بعدله وحكمته أن يرسل الرسل بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد جاز أن يرسل رسولا إلى قوم ولا يأمرهم إلاّ بسبّه ومدح إبليس ـ إلى غير ذلك ممّا بيّنه المصنّف ـ، وتجويزهم مثل ذلك على الله سبحانه دليل على عدم معرفتهم به، وأنّهم ما قدروه حقّ قـدره. ولو جوّزت أشباه هذه الأُمور على أحد منهم لعدّها من أكبر النقص عليه، والذنب إليه، فكيف تجوز في حقّ الملك الجامع لصفات الكمال؟!