دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 59
نمايش فراداده

شاهقة ونحن لا نراها.

هـذا هـو الاعـتـراض.

وأجاب الأشاعرة عنه: بأنّ هذا منـقوض بجملة العـاديّات، فإنّ الأُمور العاديّة تجوز نقائضها مع جزمنا بعدم وقوعها، ولا سفسطة ها هنا.

فكذا الحال في الجبال الشاهقة التي لا نراها، فإنّا نجوّز وجودها ونجزم بعدمها ; وذلك لأنّ الجواز لا يسـتلزم الوقوع، ولا ينافي الجزمَ بعدمه، فمجرّد تجويزها لا يكون سفسطة(1).

وحاصل كلام الأشاعرة ـ كما أشرنا إليه سابقاً ـ: أنّ الرؤية لا تجب عقلا عند تحقّق الشرائط، ويجوّز العقل عدم وقوعها عندها مع كونه محالا عادةً، والخصوم لا يفرّقون بين المحال العقلي والعادي، وجملة اعتراضاته ناشئة من عدم هذا الفرق.

ثمّ ما ذكره من الأضواء وتوصيفها والمبالغات فيها، فكلّها من قعقعة الشـنآن بعدما قدمنا لك البيـان.

(1) انظر: شرح المواقف 8 / 137 ـ 138.