دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 81
نمايش فراداده

إرادة الله تعالى وقدرته، صحيحة ; لكن عندنا دونهم.

إذ ليس امتناع رؤية المعدوم بأظهر من امتناع رؤية العلم، والإرادة، والروائح، والطعوم، ونحوها من الكيفيات الموجودة، وقد أنكروا امتناع رؤيتهـا.

  • ورابعاً:

    إنّه لو سُلّم أنّ العلّة هي الوجود، فلا نسلّم أنّه بإطلاقه هـو العلّة، بل يمكن أن تكون العلّة هي الوجود المقيّد بالحدوث الذاتي، أو الزماني، أو بالإمكان، أو بما يثبت معه شروط الرؤية، وإنْ قلنا: إنّ بعض هذه الأُمور عدميّ ; لأنّها قيود، والقيد خارج.

    ويمكن ـ أيضاً ـ أن تكون علّة رؤية العرض هي وجوده الخاصّ به لا المطلق، وكذا بالنسبة إلى رؤية الجوهر.

    فلا يلزم صحّـة رؤية الباري سـبحانه.

    ودعوى أنّا قد نرى البعيد وندرك له هويّة من غير أن ندرك أنّه جوهر أو عرض، فيلزم أن يكون المرئي هو المشترك بينهما لا نفسهما، وأن تكون العلّة مشتركة أيضاً بينهما، باطلة ; لمنع ما ذكره من لزوم كون المرئي هو المشترك.

    وذلك لاحتمال تعلّق الرؤية بنفس المرئي بخصوصه، إلاّ أنّ إدراكه في البعد إجماليّ.

    ولو سُلّم تعلّقها بالمشترك، فهو لا يسـتلزم أن تكون العلّة المشتركة هي الوجود المطلق، بل يحتمل أن تكون هي المقيّد بالإمكان والحدوث أو نحوهما، كما عرفت.

    ولو أعرضنـا عن هـذا كلّـه وعن سـائر ما يورد على هـذا الدليـل،