دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 84
نمايش فراداده

هل يحصل الإدراك لمعنىً في المدرك؟

قال المصنّـف ـ طـيّب الله مثواه ـ(1):

المبحـث السـادس

في أنّ الإدراك ليس لمعنىً

والأشاعرة خالفت العقلاء في ذلك، وذهبوا مذهباً غريباً عجيباً، لزمهم بواسطته إنكار الضروريّات.

فإنّ العقلاء بأسرهم قالوا: إنّ صفة الإدراك تصدر عن كون الواحد منّا حيّـاً لا آفة فيه.

والأشاعرة قالوا: إنّ الإدراك إنّما يحصل لمعنىً حصل في المُدرك، فإنْ حصل ذلك المعنى في المُدرَك، حصل الإدراك وإنْ فُقِدتْ جميع الشرائط ; وإنْ لم يحصل، لم يحصل الإدراكُ وإنْ وُجِدتْ جميع الشـرائط!(2).

وجاز عندهم بسـبب ذلك إدراك المعدومات ; لأنّ من شأن الإدراك أن يتعلّـق بالمُدرك(3) على ما هو عليه في نفسه، وذلك يحصل في حال

(1) نهج الحقّ: 45 ـ 46.

(2) انظر مؤدّاه في: تمهيد الأوائل: 302، الإرشاد ـ للجويني ـ: 157 ـ 158، شرح المقاصد 4 / 197.

(3) في المصدر: بالمرئي.