امتناع تكليف ما لا يطاق
قال المصنّـف ـ ضاعف الله أجره ـ(1):
في امتناع تكليف ما لا يطاق
قالت الإمامية: إنّ الله تعالى يستحيل عليه ـ من حيث الحكمة ـ أن يكلّف العبد ما لا قدرة له عليه ولا طاقة له به، وأن يطلب منه فعل ما يعجز عنه ويمتنع منه(2).
فلا يجوز له أن يكلّف الزَمِـنَ الطيران إلى السماء، ولا الجمع بين الضدّين، ولا كونه في المشرق حال كونه في المغرب، ولا إحياء الموتى، ولا إعادة آدم ونوح عليهما السلام، ولا إعادة الأمس الماضي، ولا إدخال جبل قاف في خرم الإبرة(3)، ولا شرب ماء دجلة في جرعة واحدة، ولا إنزال
(1) نهج الحقّ: 99.
(2) أوائل المقالات: 57 ـ 58، شرح جمل العلم والعمل: 98 ـ 99، الذخيرة في علم الكلام: 100، تقريب المعارف: 112، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 106، المنقذ من التقليد 1 / 203.
(3) هذا ممّا يُضرب مثلا لِما هو مستحيل، وقد وردت عدّة أحاديث عن الخاصّة والعامّة تفيد أنّ جبل قاف هو الجبل المحيط بالأرض، وخضرة السماء منه، وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها... انظر: معاني الأخبار: 22 ح 1، مجمع البيان 9 / 208، تفسير الفخر الرازي 28 / 146 و 148، تفسير القرطبي 17 / 3 و 4، معجم البلدان 4 / 338 رقم 9373; والله العالم!