دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 4 -صفحه : 424/ 150
نمايش فراداده

عند جنح الليل، قالت: فذكرت شيئاً صنعه بيده، وجعل لا يفطن لأُمّ سلمة، وجعلت أُومئ إليه حتّى فطن..

قالت أُمّ سلمة: أهكذا [الآن] ؟! أَما كانت واحدة منّا عندك إلاّ في خِلابَة(1) كما أرى، ـ وسـبّت عائشة ـ!

وجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ينهاها فتأبى، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): سبّيها! فسببتها [حتّى غلبتها] .

فانطلقت أُمّ سلمة إلى عليّ وفاطمة، فقالت: إنّ عائشة سبّتها، وقالت لكم وقالت لكم.

فقال عليّ لفاطمة: إذهبي فقولي: إنّ عائشة قالت لنا وقالت لنا.

[فأتته] فذكرت ذلك له، فقال لها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّها حِبّة(2) أبيك وربّ الكعبة.

فرجعت إلى عليّ فذكرت له الذي قال لها.

فقال: أَما كفاك إلاّ أن قالت لنا عائشة وقالت لنا حتّى أتتك فاطمة فقلت لها: إنّها حبّة أبيك وربّ الكعبة ".

فأنت ترى أنّ عائشة قد رمت أُمّ سلمة الطاهرة بأنّها سبّتها ظلماً، ولم تنتهِ بنهي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تراعِ حرمته، وأنّها أرادت الفتنة بينها وبين أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام، وأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يُجب بضعته إلاّ بأنّ عائشة حبّـته!

(1) الخِـلاَبَـةُ: المُخادَعة، وقيل: الخديعة باللسان ; انظر: لسان العرب 4 / 165 مادّة " خلب ".

(2) الحِبُّ ـ والأُنثى بالهاء ـ: الحبيب والمحبوب ; انظر: لسان العرب 3 / 7 ـ 8 مادّة " حبب ".