النكاح(1). وروى البغوي في باب القسم، من كتاب النكاح، من (مصابيحه)، من الحسـان: " إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعـدل بينهما، جاء يوم القيامة وشـقّه ساقط "(2). وليت شعري إذا عجز عدل رسول الله عن المساواة بين أزواجه اتّباعاً لهواه في عائشة، فكيف يعدل بين الناس والدواعي لخلاف العدل فيهم أكثر وأعظم؟! وما باله لم يتّبع أمر الله تعالى ـ حاشاه ـ إذ يقول: ( فإنْ خفـتم ألاّ تعدلوا فواحدة )(3)، فلا يتزوّج غير عائشة، أو يطلّق مَن عداها ويقيم معها في مرطها؟! ولست أعجب من عائشة في رواية مثل ذلك، وهي لا تبالي بنقص النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لإظهار حبّه لها! ولكنّ العجب ممّن يروي عنها ذلك ونحوه ولا يرعى حرمة سـيّد الرسل!! فكم رووا عنها من خرافات كثيرة متشدّقين بها، مثل ما رواه أحمد(4)، عن عائشة، قالت: " كانت عندنا أُمّ سلمة، فجاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
(1) سنن أبي داود 2 / 249 ح 2133. (2) مصابيح السُـنّة 2 / 441 ح 2414، وانظر: سـنن الترمذي 3 / 447 ح 1141، سنن النسائي 7 / 63، سنن ابن ماجة 1 / 633 ح 1969، سنن الدارمي 2 / 100 ح 2202، الإحسـان بترتيـب صحيـح ابـن حبّـان 6 / 204 ح 4194، السـنن الكبـرى ـ للبيهقي ـ 7 / 297. (3) سورة النساء 4: 3. (4) مسند أحمد 6 / 130. منه (قدس سره). وانظر: سنن أبي داود 4 / 276 ح 4898 وفيه: " زينب بنت جحش " بدل " أُمّ سلمة ".