وأقـول:
دعوى العادة كاذبة! ولا أدري متى اعتيد أصل المباهلة حتّى يعتاد فيها جمع الأهل والأقارب؟!
ولو كانت هناك عادة بذلك لاعترض النصارى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بمخالفتها، حيث لم يجمع من أهله وأقاربه إلاّ القليل!
ولو سُلّم، فمخالفة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للعادة دليل على أنّ محلّ العناية الإلهيّة، والكرامة النبويّة، هو مَن جمعهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الله سبحانه، دون بقيّـة أقاربه كالعبّـاس وبنيه، وسائر بني هاشم وبناتـهم، وبنات الزهـراء (عليها السلام)، ودون زوجاته، مع أنّهنّ من نسائه، ومن أهل بيت سكناه.
وقد عرف أنّهم محلّ عناية الله والشرف عنده، ومحلّ الخطر والعظمـة لديه، أسقفُ نجرانَ حيث قال ـ كما عن ابن إسحاق، ورواه في " الكشّاف " ـ: " إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يُزيل جبلا من مكانه لأزاله بهـا "(1).
وفي تفسيري الرازي والبيضاوي: " لو سألوا الله أن يُزيل جبلا من مكانه لأزاله بها "(2).
ثمّ قال الرازي: " واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها بين أهل التفسـير والحديث "(3).
(1) تفسير الكشّاف 1 / 434.
(2) تفسير الفخر الرازي 8 / 90، تفسير البيضاوي 1 / 163.
(3) تفسير الفخر الرازي 8 / 90.