قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
ومنها: سقوط محلّه ورتبته عند العوامّ فلا ينقادون إلى طاعته، فتنـتفي فائدة البعثة.
ومنها: إنّه يلزم أن يكونوا أدون حالا من آحاد الأُمّة ; لأنّ درجات الأنبياء في غاية الشرف، وكلّ مَن كان كذلك كان صدور الذنب عنه أفحش، كما قال تعالى: ( يا نساء النبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين )(2)، والمحصن يُرجم وغيره يُحدّ، وحدّ العبد نصف حدّ الحـرّ.
والأصل فيه أنّ علمهم بالله أكثر وأتـمّ، وهم مهبط وحيه ومنازل ملائكته، ومن المعلوم أنّ كمال العلم يستلزم كثرة معرفته والخضوع والخشوع فينا في صدور الذنب، لكنّ الإجماع دلّ على أنّ النبيّ لا يجوز أن يكون أقلّ حالا من آحاد الأُمّـة.
ومنها: إنّه يلزم أن يكون مردود الشهادة ; لقوله تعالى: ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّـنوا )(3)، فكيف تقبل شهادته في الوحي؟!
ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الأُمّة، وهو باطل بالإجماع!
ومنها: إنّه لو صدر عنه الذنب لوجب الاقتداء به ; لقوله تعالى:
(1) نهج الحقّ: 157.
(2) سورة الأحزاب 33: 30.
(3) سورة الحجرات 49: 6.