قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
وفي الصحيحيـن، عن عبـدالله بن عمر أنّـه كـان يحـدّث عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنّه دعا زيد بن عمرو بن نفيل(2)، وذلك قبل أن ينزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقدّم إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثمّ قال: إنّي لا آكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل ممّا لم يذكر اسم الله عليه "(3).
فلينظر العاقل، هل يجوز له أن ينسب نبيّه إلى عبادة الأصنام والذبح على الأنصاب ويأكل منه، وأنّ زيد بن عمرو بن نفيل كان أعرف بالله منه، وأتمّ حفظاً ورعاية لجانب الله تعالى؟!
نعوذ بالله من هذه الاعتـقادات الفاسدة!
(1) نهج الحقّ: 155.
(2) هو: زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، والد سعيد بن زيد، وابن عمّ عمر بن الخطّاب، قيل: كان يتعبّـد في الجاهلية، ومات قبل مبعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
انظر: أُسد الغابة 2 / 143 رقم 1860، الإصابة 2 / 613 رقم 2925.
(3) صحيـح البخـاري 5 / 124 ح 312 و ج 7 / 165 ح 31، الجمـع بـيـن الصحيحيـن ـ للحميدي ـ 2 / 275 ح 1424، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 55 ح 8189، مسند أحمد 2 / 69 و 89 و 127، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 2 / 121 ـ 122.