وضعـوا الحـديث الذي صيّـروا فيه اللعنة زكاةً ليعمّوا على الناس أمرهم، ويجعلوا لعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم لغواً، ودعاءه على معاوية بأن " لا يشبع الله بطنه "(1) باطلا، فجزاهم الله تعالى عن نبيّهم ما يحـقّ بشأنهم!
[7 ـ حديث نفي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عذاب القبر]
ومنها: ما رواه أحمد(2)، عن عائشة، أنّ يهودية قالت لها: " وقاكِ اللهُ عذابَ القبر.
قالت: فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علَيَّ، فقلت: هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟
قال: لا، وعمّ ذلك؟!
قالت: هذه يهودية قالت: وقاكِ الله عذاب القبر.
قال: كذبت يهود، وهم على الله أكذب، لا عذاب دون يوم القيامة.
ثمّ مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه، محمرّة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: أيّها الناس! استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حقّ ".
وروى أيضاً عن عائشة(3)، قالت: " سألَتها امرأةٌ يهودية فأعطتها، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر ; فأنكرت عائشة ذلك، فلمّا رأت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت له، فقال: لا.
(1) انظر: أنساب الأشراف 5 / 133 ـ 134، الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ 2 / 135 ح 1240 ; وراجع ج 1 / 10 ـ 11 هـ 1 فقد فصّلنا تخريج الحديث هناك.
(2) مسند أحمد 6 / 81. منـه (قدس سره).
(3) مسند أحمد 6 / 238. منـه (قدس سره).