وأقـول:
كان موسى (عليه السلام) شديد الغضب لله تعالى، ولم يكن حادّاً تخرجه الحدّة إلى غضب الله عليه.
وقوله: " فلمّا صحّ الحديث... " إلى آخره، باطل..
إذ كيف يصحّ حديث يرويه الكذبة عن أبي هريرة الخرافي الكذوب، وهو يشتمل على ما يحيله العقل؟! فإنّ الأنبياء (عليهم السلام) معصومون عن الذنوب، لا سيّما الكبائر بإقرار الخصم، ولا سيّما مثل هذه الجناية الكبرى على أحد عظماء الملائكة، ورسول الله العامل بأمره، إنْ صحّ عقلا أنْ يقع مثلها على الملائكة الروحانيّين.
ولو سُلّم جواز وقوع مثل هذه الكبيرة منهم، فأيّ عاقل يجوّز على موسى ـ مع عظم شأنه ـ أن يكره الانتقال إلى عالم الكرامة والرحمة، وهو الهادي والداعي إليه، والعالم بما أعدّ الله فيه لأوليائه؟!
ولو سُلّم خوفه من الموت وكراهته له، فأيّ عاقل يجوّز قلع عين مَـلَك الموت مع روحانيّته وشفافـيّته بلطمة بشر؟!
ولو سُلّم أنّه تصوّر له بصورة شخص تؤثّر فيه اللطمة، فكيف يقدر موسى عليه وهو على شفا جرف الموت، ومَلَك الموت بقوّته العظمى مؤيّداً بالقدرة الربّانية التي يتسلّط بها على نفوس العالمين بلا كلفة ومقاومة؟!
ويا للعجب! كيف ضيّع الله حقّ الملَكِ المرسَل بأمره ولم يقاصّه من