وقال الفضـل(1):
نعوذ بالله من هذه الخرافات والهذيانات وذِكر الفواحش عند ذِكر الأنبياء، والدخول في زمرة: ( إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )(2).
وكفى به إساءة الأدب أن يذكر عند ذِكر الأنبياء أمثال هذه الترّهات، ثمّ يفتري على مشايخ السُـنّة وعلماء الإسلام ما لا يلزم من قولهم شيء منـه.
وقد علمت أنّ الحسن والقبح يكون بمعان ثلاثة:
أحدها: وصف النقص والكمال.
والثاني: الملاءمة والمنافرة.
وهذان المعنيان عقلـيّان لا شكّ فيه، فإذا كان مذهب الأشاعرة أنّهما عقلـيّان، فأيّ نقص أتمّ من أن يكون صاحب الدعوة موصوفاً بهذه القبائح التي ذكرها هذا الرجل السوء الفحّاش، وكأنّه حسب أنّ الأنبياء أمثاله من رعاع الحلّة، الّذين يفسدون على شاطئ الفرات بكلّ ما ذكره!
نعوذ بالله من التعصّب، فإنّـه أورده النار!
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 2 / 278.
(2) سورة النور 24: 19.