قال المصنّـف ـ رفع الله درجته ـ(1):
وفي " الجمع بين الصحيحين " عن أبي هريرة، قال: " أُقيمت الصلاة وعُدّلت الصفوف قياماً قبل أن يخرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمّا قام في مصلاّه ذكر أنّه جُنب، فقال لنا: مكانكم! فلبثنا على هيئتنا قياماً، فاغتسل ثمّ خرج إلينا ورأسه يقطر، فكـبّر وصلّينا "(2).
فلينظر العاقل هل يحسن منه وصف أدنى الناس بأنّه يحضر الصلاة ويقوم في الصفّ وهو جنب؟!
وهل هذا إلاّ من التقصير في عبادة ربّه وعدم المسارعة إليها؟! وقد قال تعالى: ( وسارعوا إلى مغفرة من ربّـكم )(3).. ( فاسـتبِقوا الخيرات )(4)..
فأيّ مكلّف أجـدر بقبول هـذا الأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وفي " الجمع بين الصحيحين " عن أبي هريرة، قال: " صلّى بنا رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إحدى صلاتَي العشيّ ـ وأكثر ظنّي أنّها العصر ـ ركعتين،
(1) نهج الحقّ: 154.
(2) الجمع بين الصحيحين 3 / 56 ح 2237، وانـظر: صحيح البخاري 1 / 128 ح 27 و ص 260 ـ 261 ح 35 و 36، صحيح مسلم 2 / 101، سنن أبي داود 1 / 59 ح 235، سنن النسائي 2 / 81 ـ 82 و 89، سنن ابن ماجة 1 / 385 ح 1220، مسند أحمد 2 / 518.
(3) سورة آل عمران 3: 133.
(4) سورة البقرة 2: 148، سورة المائدة 5: 48.