وقال الفضـل(1):
قد سبق أنّ هذه الدلائل حجّة على من قال بجواز صدور الكبائر عنهم، والإكثار من الصغائر حتّى يصير سبباً لحطّ منزلتهم عند الناس، وموجباً للإيذاء والتعنيف، وترجيح الأُمّـة عليه(2).
وأمّـا صدور الصغائر التي عفا الله عنـها إذا كان على سـبيل الندرة فغير ممتنع، ولا تدلّ المعجزة على وجوب انتفاء شيء منها، وكلّ هذه الدلائل قد ذكرناها في ما سلف(3)، وأنّ الأشاعرة ذكروها على سبيل الاسـتدلال على من يقول بجواز الكبائر، وقد قدّمنا أنّ بعض تلك الأدلّة يـدلّ على وجوب نفي الذنب عن الأنبياء مطلقاً ; والله أعلم.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 2 / 271.
(2) انظر الصفحتين 21 و 22 من هذا الجزء.
(3) انظر الصفحة 22 وما بعدها من هذا الجزء.