الإمـام أفضل من رعـيّـتـه
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
المبحث الثاني
في أنّ الإمـام يجـب أن يكـون أفضل من رعيّـته
اتّفقت الإمامية على ذلك، وخالف فيه الجمهور فجوّزوا تقديم المفضول على الفاضل(2)، وخالفوا مقتضى العقل ونصّ الكتاب(3)، فإنّ العقل يُقبّح تقديم المفضول وإهانة الفاضل، ورفع مرتبة المفضول وخفض
(1) نهج الحقّ: 168.
(2) هذا القول من معتقدات الجمهور من المعتزلة والأشاعرة، وإن اشتهر به المعتزلة دون الأشاعرة..
فانظر للمعتزلة: المغني ـ للقاضي عبـد الجبّار ـ 20 ق 1 / 215، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 1 / 3.
وانظر للأشاعرة في ذلك أيضاً: غياث الأُمم: 140، تفسير القرطبي 1 / 187 المسألة 12 من الآية الكريمة (وإذ قال ربّـك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة) سورة البقرة 2: 30، شرح المقاصد 5 / 246 ـ 247، شرح العقائد النسفية: 238، شرح المواقف 8 / 372 ـ 373.
وانظر الصفحة 207 من هذا الجزء.
(3) انظر مثلا: تفسير القرطبي 1 / 182 في تفسير آية (إنّي جاعل في الأرض خليفة) سورة البقرة 2: 30 ; وانظر كذلك تفسير قوله تعالى: (إنّي جاعلك للناس إماماً) سورة البقرة 2: 124، وقوله تعالى: (يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض) سورة ص 38: 26.