وأقـول:
يرد على دليلهم الأوّل: إنّ النصّ على خلافة عليّ واقعٌ كما سـتعرف..
وإنّ الإجماع على بيعة أبي بكر لم يقع ; كيف؟! ولم يبايعه زعيم الخزرج وسيّدهم سعد بن عبادة ولا ذووه، إلى أن مات أبو بكر..
ولم يبايعه سـيّد المسلمين ومولاهم ومن يدور معه الحقّ حيث دار(1) إلاّ بعدما هجموا عليه داره وهمّوا بإحراق بيته(2)، كما سـتعرفه في مطاعن أبي بكر.
وكذلك الزبير، لم يبايـع إلاّ بعد أن كسروا سـيفه وأخذوه قـهراً(3).
ولا المقداد، إلاّ بعدما دفعوا في صدره وضربـوه(4).
وكذلك جملة من خيار المسلمين، لم يبايعوا إلاّ بعد الغلبة والقهر، كسلمان وأبي ذرّ وعمّار وحذيفة وبريدة وأشباههم، وكذا كثير من سائر
(1) راجع الصفحة 249 هـ 2 من هذا الجزء.
(2) مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 572 ب 43 ح 4، الإمامة والسياسة 1 / 30، أنساب الأشراف 2 / 268، تاريخ الطبري 2 / 233 حوادث سنة 11 هـ، العقد الفريد 3 / 273، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 51، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 6 / 48، المختصر في أخبار البشر 1 / 156، كنز العمّال 5 / 651 ح 14138.
(3) الإمامة والسياسة 1 / 28، تاريخ الطبري 2 / 233 و 234، البداية والنهاية 6 / 226 حوادث سنة 11 هـ، الكامل في التاريخ 2 / 189، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 6 / 48.
(4) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 1 / 174.