وقال الفضـل(1):
أمّا ما ذكره من إجماع المفسّرين على أنّ الآية نزلت في عليّ، فهو باطل ; فإنّ المفسّرين لم يُجمعوا على هذا.
وأمّا ما رُوي من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكره يوم غدير خمّ حين أخذ بيد عليّ وقال: " ألسـتُ أَوْلى... "، فقد ثبت هذا في الصحاح(2).
وقد ذكرنا سرّ هذا في ترجمة كتاب " كشف الغُمّة في معرفة الأئمّـة "(3)..
ومجملُه: إنّ واقعة غدير خُمّ كانت في مرجع رسول الله عام حجّة الوداع، وغدير خُمّ: محلّ افتراق قبائل العرب، وكان رسول الله يعلم أنّه آخرُ عُمره، وأنّه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع، فأراد أن يوصي العرب بحفظ محبّـة أهل بيته وقبيلته..
ولا شكّ أنّ عليّـاً كان بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيّد بني هاشم وأكبر أهل البيت، فذكَرَ فضائله، وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبّة معه، ليتّخذه العرب سـيّداً ويعرفوا فضله وكماله.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 2 / 482.
(2) انظر: سنن ابن ماجة 1 / 43 ح 116، سنن الترمذي 5 / 591 ح 3713، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 134 ح 8478، مسند أحمد 1 / 119 و ج 4 / 372 و ج 5 / 347، المعجم الكبير 5 / 194 ـ 195 ح 5066 و 5068 ـ 5071، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 9 / 42 ح 6892، المستدرك على الصحيحين 3 / 118 ح 4576.
(3) راجع ج 2 / 20 ـ 21 من هذا الكتاب.