وقال الفضـل(1):
اختلفوا في معنى الآية، فقال بعضهم: الاستثناء منقطع(2)، والمعنى: لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجراً، لكن المودّة فى القربى حاصلة بيني وبينكم، فلهذا أسعى وأجتهد في هدايتكم وتبليغ الرسالة إليكم(3).
وقال بعضهم: الاسـتثناء متّصل(4)، والمعنى: لا أسألكم عليه أجراً من الأُجور إلاّ مودّتكم في قرابتي(5).
وظاهر الآية على هذا المعنى شامل لجميع قرابات النبيّ، ولو خصّصناه بمن ذكر لا يدلّ على خلافة عليّ، بل يدلّ على وجوب مودّته.
ونحن نقول: إنّ مودّته واجبة على كلّ المسلمين، والمودّة تكون مع الطاعة، ولا كلّ مطاع يجب أن يكون صاحب الزعامة الكبرى.
والعجب من هذا الرجل أنّه يستدلّ على المطلوب، وكلامه في غاية البعد عنه وهو لا يفهم هذا.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 19.
(2) الاسـتثناء المنقطع: هو أن لا يكون المسـتثنى بعضاً ممّا قبله، ولذا صحَّ وضع " لكنْ " في مكان " إلاّ "، مثل: ما حضر الأساتذة إلاّ طلبتهم ; انظر: شرح ابن عقيل 2 / 472.
(3) تفسير الطبري 11 / 145 ذ ح 30686، تفسير الفخر الرازي 27 / 166، تفسير القرطبي 16 / 15، الكشّاف 3 / 466، روح المعاني 25 / 48.
(4) الاستثناء المتّصل: هو أن يكون المستثنى بعضاً ممّا قبله، مثل: سقيت الأشجار إلاّ شجرة ; انظر: شرح ابن عقيل 2 / 472.
(5) تفسير الكشّاف 3 / 466، تفسير القرطبي 16 / 16، روح المعاني 25 / 48.