سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره... فوثب الرجال والنساء [فخرجوا] وبنى بي ".. الحديث.
وهذا من أعجب الأحاديث وأفظعها! إذ كيف لا يستنكر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)هذا الفعل الخاسر الوحشي ولا تحمله الغيرة على إباء هذا الفعل الشنيع؟!
لعَمر سيّد المرسلين لو كان له عند القوم حرمة وشأن لَما استمعوا إلى عائشة في نقل هذه الأُمور وتناقلتها أفواههم وأقلامهم!
ولا يسع المقام استيفاء هذه الكذبات والشناعات، وربّما تسمع بعضها في ما يأتي إن شاء الله تعالى.
[9 ـ حديث فرار الحجر من النبيّ موسى (عليه السلام)]
ومن أخبارهم التي ذكرت في الأنبياء ما لا يليق، ما رواه البخاري في باب من اغتسل عرياناً وحده، من كتاب الغُسـل، عن أبي هريرة، عـن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " كانت بنو إسرائيل يغتسلون عُراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلاّ أنّه آدَر(1).
فذهب مرّة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففرّ الحجر بثوبه، فخرج موسى في أثره يقول: ثوبي يا حجر! ثوبي يا حجر! حتّى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس.
وأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضرباً!
(1) الأُدْرَةُ: نفخة في الخصية، ويقال: رجل آدَرُ ; انظر: لسان العرب 1 / 94 مادّة " أدر ".