محاضرات عقائدیة

الدمرداش بن زکی العقالی

نسخه متنی -صفحه : 139/ 28
نمايش فراداده

نِعمَةً أنْعَمَها عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّروا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(1)، فقد أنعم الله النعمة على آل إبراهيم، وجاء في تأسيس هذه النعمة نكتة غريبة ملفتة للنظر، وهي أنّ النعمة جاءت مقرونةً بخطاب الملائكة ليس لإبراهيم.

فالخطاب أوّلا لإبراهيم بالإمامة كمبدأ واستدامتها في الذرية، فأُجيب مع استبعاد الظالمين.

لكن عند التحقيق العملي نجد أن الملائكة جاءوا إلى إبراهيم(عليه السلام)بشأن قوم لوط، فأخذ يجادلهم في قوم لوط، وكانت امرأة إبراهيم البارّة الصالحة سارة عميدة أهل بيت الأنبياء قبل الزهراء (عليها السلام) ـ قبلها وليست مثلها، وهذه قبلية في المرور التاريخي ـ يقول الوحي: (وَامْرأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذا بَعْلِي شَيْخاً إنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ)(2).

وهنا بخلَّة إبراهيم مع الله أصبح لله بيتاً في الأرض، وبوّأ الله بيته لإبراهيم ليرفع قواعده، فأصبح هناك بيتاً ولابدّ للبيت من أهل: (وَإذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً)(3)،

1 - الأنفال: 53.

2 - هود: 71 ـ 73.

3 - الحج: 26.