ليس مجرد اختيار، بل اختيار عن علم وبصيرة واقتدار وتصفية.
[الاختيار في زمان إبراهيم(عليه السلام)]
ثمّ دخل على الاصطفاء تطوّر جديد، ما هو؟
سببه إبراهيم (عليه السلام): (إنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وآلَ إبْرَاهِيمَ وآلَ عِمْرَانَ)(1)، فهو تعالى لم يقل: إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وإبراهيم، بل قال: (وَآلَ إبْرَاهيمَ).
الله تبارك وتعالى لمّا أكرم إبراهيم وابتلاه بكلمات وأتمّهنّ وخوطب بالبشرى: (إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَاماً)، وتقبّل البشرى طامعاً في سعة رحمة الله وفي استدامة هذا النور في ذريته، (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي)، أُجيب جواب المثبت للإمامة من حيث المبدأ المستبعد للظالمين منها، (قَالَ لاَيَنَالُ عَهدِي الظَّالِمينَ)(2) أي: بلى يا إبراهيم يكون من ذريتك أئمة مع استبعاد الظالمين، لماذا؟
لكي تظلّ سُنّة الاختيار مقرونةً بأسباب موضوعية، وهي الفصل بين الظالم والصالح، البارّ والفاجر.
لقد جعل الله قاعدةً في كتابه مفادها: أنّ النعم لا تغيّرها إلاّ المعاصي، ذلك لأن الله إذا أنعم على عبد بنعمة (لَمْ يَكُ مُغَيِّراً
1 - آل عمران: 33.
2 - البقرة: 124.