تقولون ليس نبياً منكم وأنتم جفّت ينابيعكم أن تكون فيها نطفة طاهرة.
الأُنثى الطاهرة في سورة النور، يقدم الله ذكر الطيّبات على الطيبين يقول: (الطَيِّبَاتُ لِلطَّيِّبينَ) كما يقول (الخَبِيثَاتُ لِلخَبيثينَ)(1)، يقدّم ذكر الأُنثى ثمّ يأتي بذكر الذكر، إشارة إلى أنّه إذا نظف الرحم وطهر المستودع كان قميناً بأن ينجب الرجال، ولذلك صحّ القول المأثور: " ما كان لفاطمة كفو غير علي "(2).
هذا خلق من أجلها، وهذا هو الاختيار!
[عودٌ على بدء]
وكما بدأت حديثي معكم بأنّ الاختيار موجود في كل الكائنات جماداً ونباتاً وحيواناً، أقول لكم: أنتهي أيضاً إلى التأكيد على أنّ الذي يمارس الاختيار في الإنسان عليه أن يتأمّل في مملكة النحل ومملكة النمل والهدهد!
أيها الأحباب، آيات في كتاب الله غريبة المأخذ والمنتهى ولا تقف عند حدّ لو تأملنا فيها، الله يقول: (وَمَامِنْ دَابَّة فِي الأرضِ وَلاَ طَائِر يَطيرُ بِجَنَاحَيهِ إلاّ أُمَمٌ أمثَالُكُمْ مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ
1 - النور: 26.
2 - روضة الواعظين: 146، مناقب ابن شهر آشوب: 2 / 29، بحار الأنوار: 43 / 101، وانظر: نفس المصدر: 43 / 92 و 107 بألفاظ أخرى.