مِنْ شَيء ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحشَرونَ)(1)، ثمّ يقول في آية أخرى: (وَإنْ مِنْ أُمَّة إلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ)(2)، على سبيل الحصر، إذن حتى أمم الطيور والحيوان قد يكون فيها اختيار.
[الاختيار في مملكة النحل]
تعالوا نتأمل الإختيار في مملكة النحل، وهو الاختيار المذهل الذي دعى إلى أن يختصّ النحل بسورة من طوال السور في القرآن، ويختصّ بوحي، ومعجزة النحل وحدها دليل على الإمامة، الله يقول: (وَأَوحَى رَبُّكَ إلى النَّحلِ)، ياهل ترى جمع مذكر أم جمع مؤنث؟
سيظهر في الخطاب الآتي: (وَأوحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أنِ اتَّخِذِي)، فقد عدل بعدما كان يخاطب جمعاً، عدل في الأمر الصادر وكأنّه يخاطب مفرداً مؤنثاً، لأنّ لا جمع مؤنث أن اتخذن، ولا جمع مذكر: اتخذوا، قال: (أنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبَالِ بُيوتَاً وَمِنَ الشَّجرِ وَمِمَّا يَعرِشونَ)(3).
لقد أصبح معلوماً ـ وأيّ دارس في الإعدادية يعرف ـ أنّ في مملكة النحل ملكة.
1 - الأنعام: 38.
2 - فاطر: 24.
3 - النحل: 68.