[السقيفة ـ وشهادة الحسين(عليه السلام):]
فما إن مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ربّه حتى سارع القوم في الانقلاب الذي بيّتوا له ـ يعني هو ليس إنقلاباً فورياً بل مبيّتاً له ـ انقلبوا الانقلاب الذي كتب أوّل سطر باستشهاد الإمام، لأنّه لولا تآمر أصحاب السقيفة وحجب الحقّ عن أصحاب الحقّ وقيام دولة خلافية على غير مراد الله، لولا ذلك لما تداعت الأحداث إلى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
فاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) هو النبت لهذا الغرس الذي غرسوه يوم السقيفة، والحسين (عليه السلام) في خروجه من المدينة كان يستشعر أنّه على طريق موسى (عليه السلام) في طلب النجاة من القوم الظالمين، فقال وهو يخرج (رَبِّ نَجِّني مِنَ القَومِ الظَّالِمينَ)(1).
[المقارنة بين خروج موسى (عليه السلام) وخروج الإمام الحسين (عليه السلام)]
أيّها الأحباب: ذكرت حديثاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو قوله الشريف: " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت "(2).
هذا الإيذاء ـ الذي لم يؤذ به نبي قبل رسول الله ـ تستطيع أن تفهمه لمّا تقارن بين خروج موسى من مصر وخروج الإمام الحسين:
1 - القصص: 21.
2 - كشف الغمة: 3 / 346، مناقب آل أبي طالب: 3 / 42، بحار الأنوار: 39 / 56.