ثُمَّ ازدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقبَلَ تَوبَتُهُمْ وَأولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ)(1).
أتدرون ماذا تعني زيادة الكفر؟
زيادة الكفر تتلخص في سبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإيذائه، ولهذا فإن الحكم النبوي على أحد القرشيين ـ واسمه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ـ الذي أعلن إسلامه في مكّة وهاجر مع المهاجرين ثمّ ارتد وعاد إلى مكّة، فكان يؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتقوّل عليه قولا مكذوباً، فلمّا فتح الله مكّة على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بقتله ضمن من أمر بقتلهم ولو تعلّق بأستار الكعبة ـ يعني لا توبة له ـ هذا الذي أمر رسول الله بقتله ولو تعلق بأستار الكعبة جاء به عثمان بن عفان ـ وهو أخو عثمان من الرضاعة ـ يطلب له الأمان! فسكت رسول الله ولم يؤمّنه ـ ثلاثاً ـ حتى إذا ألحّ عثمان أومأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يغيّب وجهه عنه وأن لا يراه، فلمّا أمر رسول الله بأن يغيّب وجه ابن أبي سرح عنه، قال بعضهم: يا رسول الله كأنك استكرهت على العفو عنه؟ ـ كم ضايقوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فقال: سكتّ ثلاثاً لعلّ أحدكم يقوم فيضرب عنقه(2).
هؤلاء الذين يؤمِّنون مَن أمر رسول الله بقتله لم يوجد منهم
1 - آل عمران: 90.
2 - أنظر: أُسد الغابة: 3/173 و4/5، المستدرك على الصحيحين: 3/45، سنن أبي داود: 1/607، وغيرها من المصادر التي ذكرت هذه الحادثة بصيغ مختلفة وزيادات ونقيصة.