ووجدتُ من الأفضل اتباع من يتلقّى عن أبيه عن جده رسول الله وهو الإمام جعفر الصادق الذي قد اعترف بفضل الإمام العدو قبل الصديق جاء في كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر المتوفى عام 974هـ والمولود 899هـ، في ص201 عن الإمام الصادق ما لفظه: (ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد، وابن جريح، ومالك، والسفياني، وأبو حنيفة، وشعبة، وأيوب السجستاني) انتهى.
تعجبت من الإمام مالك كيف ينقل عن الإمام جعفر الصادق خمسة أحاديث فقط في الذي يشهد فيه الداني والقاصي على أن علوم وفقه الإمام جعفر الصادق ملأ جميع أرجاء المعمورة، وكيف مالك يتعلّم الفقه والعلوم الدينية على يد الإمام جعفر الصادق، ولم ينقل عنه في كتابه الموطأ إلاّ خمسة أحاديث فقط.
والسبب في ذلك قد يتّضح من أن الإمام مالك كتب كتابه بطلب من الخليفة العباسي، والكل يعلم بغض العباسيين لآل البيت وأمر الخليفة العباسي مالك بتأليف كتابه الموطأ نكاية بالإمام جعفر.
يقول الدكتور مصطفى الشكعة ما لفظه:
"وأما مناسبة تأليف الكتاب، فقد كانت نتيجة غير مباشرة للمحنة التي تعرض لها الإمام مالك حين ضربه والي المدينة العباسي بالسياط، على ما مر بنا قبل قليل، ثم رأى الملك العباسي المنصور أن يسترضيه، وتم التراضي على أن يلتقي الإمام والمنصور في منى في موسم الحج، وتم اللقاء بينهما وكرم المنصور مالكاً وجرى بينهما حديث طويل في شؤون شتى اتسم بالمجاملة ولم يخلُ من حوار في الفقه أو الحديث أو العلم، ولم يلبث الملك العباسي أن قال لمالك: يا أبا عبدالله، ضع هذا العلم ودوّنه، ودوّن منه كتباً، وتجنب فيه شدائد عبدالله بن مسعود، واقصد إلى أوسط الأمور، وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة... لنحمل