هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 71
نمايش فراداده

فعندما قابلت بين حديث الوصية وهذه الاحاديث رأيت فيها سياقاً واحداً، وفهمت بأن المرمى واحد أيضاً، وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يسجّل لهم بالكتابة تفصيل ما قال لهم بالاجمال قبيل، ذلك في يومي عرفة والغدير، اليوم الذي قال فيه الخليفة: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يبين لهم المراد من العترة، ومن هم الذين تكون النجاة من الضلالة بالتمسك بهم، وفهم الخليفة مراده (صلى الله عليه وآله وسلم)، لذا كرهه أشد الكراهة وعارضه بتلك المعارضة الشديدة ومنع من كتابة الوصية، كما اعترف بذلك في أيام خلافته: بأنه إنما صدّ عن كتابتها حتى لا يجعل الامر لعلي (عليه السلام). عن ابن عباس أنه قال: سئل عنه عمر هل بقي في نفسه ـ يعني علياً ـ شيء من أمر الخلافة ؟ قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نص عليه ؟ قلت: نعم، وأزيدك: سألت أبي عما يدعيه، فقال: صدق، فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاً وحيطة على الاسلام، لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً ! ولو وليها لانقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبَى الله إلاّ إمضاء ما حتم.

ثم قال ابن أبي الحديد بعد ذكر هذه المحاورة: ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب [ تاريخ بغداد ] في كتابه مسندا.