في ذكر عمرو بن العاص
عَجَباً لاِبْنِ النَّابِغَةِ [971] ! يَزْعَمُ لاَِهْلِ الشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً [972] ، وَأنـِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ [973] : أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ [974] ! لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً ، وَنَطَقَ آثِماً . أَمَا ـ وَشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ـ إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ [975] ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ ، وَيَقْطَعُ الاِْلَّ [976] ; فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِر وَآمِر هُوَ ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا ، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ القومَ سُبَّتَهُ [977] . أَمَا وَاللهِ لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الاخِرَةِ ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً [978] ، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً [979] .
وفيها صفات ثمان من صفات الجلال
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ : الاَْوَّلُ لاَ شَيْءَ قَبْلَهُ ، وَالاخِرُ لاَ غَايَةَ لَهُ ، لاَ تَقَعُ الاَْوْهَامُ لَهُ عَلى صِفَة ، وَلاَ تُعْقَدُ [980] الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى كَيْفِيَّة ، وَلاَ تَنَالُهُ التَّجْزِءَةُ وَالتَّبْعِيضُ ، وَلاَ تُحِيطُ بِهِ الاَْبْصَارُ وَالْقُلُوبُ .
ومنها : فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللهِ بِالْعِبَرِ النَّوَافِعِ ، وَاعْتَبِرُوا بِالاي السَّوَاطِعِ [981] ، وَازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ الْبَوَالِغِ [982] ، وَانْتَفِعُوا بِالذِّكْرِ وَالْمَوَاعِظِ ، فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخالِبُ المَنِيَّة ، وانْقَطَعَتْ مِنكُمْ عَلائِقُ الامْنِيَّة ، ودَهَمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الاُْمُورِ [983] ، وَالسِّيَاقَةُ إِلَى الْوِرْدِ الْمَوْرُودِ [984] ، فَـ ( كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )
[985] : سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَى مَحْشَرِهَا ; وَشَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا .
دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ ، وَمَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ ، لاَ يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا ، وَلاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا ، وَلاَ يَهْرَمُ خَالِدُهَا ، وَلاَ يَبْأَسُ سَاكِنُهَا [986] .
عظة الناس بالتقوى
قَدْ عَلِمَ السَّرَائِرَ ، وَخَبَرَ الضَّمَائِرَ ، لَهُ الاِْحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْء ، وَالْغَلَبَةُ لِكُلِّ شَيْء ، وَالْقُوَّةُ عَلَى كُلِّ شَيْء . فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُ مِنْكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ ، قَبْلَ إِرْهَاقِ أَجَلِهِ [987] ، وَفِي فَرَاغِهِ قَبْلَ أَوَانِ شُغُلِهِ ، وَفِي مُتَنَفَّسِهِ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ [988] ، وَلِيُمَهِّدْ لِنَفْسِهِ وَقَدَمِهِ ، وَلْيَتَزَوَّدْ مِنْ دَارِ ظَعْنِهِ لِدَارِ إِقَامَتِهِ . فَاللهَ اللهَ أَيُّهَا النَّاسُ ، فِيمَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ ، وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى ، وَلَمْ يَدَعْكُمْ فِي جَهَالَة وَلاَ عَمىً ، قَدْ سَمَّى آثَارَكُمْ [989] ، وَعَلِمَ أَعْمَالَكُمْ ، وَكَتَبَ آجَالَكُمْ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء ، وَعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ [990] أَزْمَاناً ، حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ ـ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ ـ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ ; وَأَنْهَى إِلَيْكُمْ ـ عَلَى لِسَانِهِ ـ مَحَابَّهُ [991] مِنَ الاَْعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ ، وَنَوَاهِيَهُ وَأَوَامِرَهُ ، وَأَلْقَى إِلَيْكُمُ الْمَعْذِرَةَ ، وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ ، وَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَأَنْذَرَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَاب شَدِيد . فَاسْتَدْرِكُوا بَقِيَّةَ أَيَّامِكُمْ ، وَاصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُمْ [992] ، فَإِنَّهَا قَلِيلٌ فِي كَثيرِ الاَْيَّامِ الَّتِي تَكُونُ مِنْكُمْ فِيهَا الْغَفْلَةُ ، وَالتَّشَاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَةِ ; وَلاَ تُرَخِّصُوا لاَِنْفُسِكُمْ ، فَتَذْهَبَ بِكُمُ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الْظَّلَمَةِ [993] ، وَلاَ تُدَاهِنُوا [994] فَيَهْجُمَ بِكُمُ الاِْدْهَانُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ .
عِبَادَ اللهِ ، إِنَّ أَنْصَحِ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ ; وَإِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ ; وَالْمَغْبُونُ [995] مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ ، وَالْمَغْبُوطُ [996] مَنْ سَلِمَ لَهُ دِينُهُ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، والشَّقِيُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَغُرُورِهِ . وَاعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ [997] شِرْكٌ ، وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلاِْيمَانِ [998] ، وَمَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ [999] . جَانِبُوا الْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلاِيمَانِ . الصَّادِقُ عَلَى شَفَا مَنْجَاة وَكَرَامَة ، وَالْكَاذِبُ عَلَى شَرَفِ مَهْوَاة وَمَهَانَة وَلاَ تَحَاسَدُوا ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الاِْيمانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ، وَلاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ [1000] ; وَاعْلَمُوا أَنَّ الاَْمَلَ يُسْهِي الْعَقْلَ ، وَيُنْسِي الذِّكْرَ . فَأَكْذِبُوا الاَْمَلَ فَإِنَّهُ غُرُورٌ ، وَصَاحِبُهُ مَغْرُورٌ .
وهي في بيان صفات المتقين وصفات الفساق والتنبيه إلى مكان العترة الطيبة والظن الخاطئ لبعض الناس
عِبَادَ اللهِ ، إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ ، فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ ، وَتَجَلْبَبَ الْخَوْفَ [1001] ; فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى [1002] فِي قَلْبِهِ ، وَأَعَدَّ الْقِرَى [1003] لِيَوْمِهِ النَّازِلِ بِهِ ، فَقَرَّبَ عَلَى نَفْسِهِ الْبَعِيدَ ، وَهَوَّنَ الشَّدِيدَ . نَظَرَ فَأَبْصَرَ ، وَذَكَرَ فَاسْتَكْثَرَ ، وَارْتَوَى مِنْ عَذْب فُرَات سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ ، فَشَرِبَ نَهَلاً [1004] ، وَسَلَكَ سَبِيلاً جَدَداً [1005] . قَدْ خَلَعَ سَرَابِيلَ الشَّهَوَاتِ ، وَتَخَلَّى مِنَ الْهُمُومِ ، إِلاَّ هَمّاً وَاحِدَاً انْفَرَدَ بِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى ، وَمُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَى ، وَصَارَ مِنْ مَفَاتِيحِ أَبْوَابِ الْهُدَى ، وَمَغَالِيقِ أَبْوَابِ الرَّدَى . قَدْ أَبْصَرَ طَرِيقَهُ ، وَسَلَكَ سَبِيلَهُ ، وَعَرَفَ مَنَارَهُ ، وَقَطَعَ غِمَارَهُ [1006] ، وَاسْتَمْسَكَ مِنَ الْعُرَى بِأَوْثَقِهَا ، وَمِنَ الْحِبَالِ بِأَمْتَنِهَا ، فَهُوَ مِنَ الْيَقِينِ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ ، قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ للهِ ـ سُبْحَانَهُ ـ فِي أَرْفَعِ الاُْمُورِ ، مِنْ إِصْدَارِ كُلِّ وَارِد عَلَيْهِ ، وَتَصْييرِ كُلِّ فَرْع إِلَى أَصْلِهِ . مِصْبَاحُ ظُلُمَات . كَشَّافُ عَشَوَات [1007] ، مِفْتَاحُ مُبْهَمَات ، دَفَّاعُ مُعْضَلاَت ، دَلِيلُ فَلَوَات [1008] ، يَقُولُ فَيُفْهِمُ ، وَيَسْكُتُ فَيَسْلَمُ . قَدْ أَخْلَصَ للهِ فَاسْتَخْلَصَهُ ، فَهُوَ مِنْ مَعَادِنِ دِينِهِ ، وَأَوْتَادِ أَرْضِهِ . قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ ، فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ ، يَصِفُ الْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ ، لاَ يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلاَّ أَمَّهَا [1009] ، وَلاَ مَظِنَّةً [1010] إِلاَّ قَصَدَهَا ، قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ [1011] ، فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ ، يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ [1012] ، وَيَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ .
وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً وَلَيْسَ بِهِ ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّال ، وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلاَّل ، وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُور ، وَقَوْلِ زُور ; قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ ; وَعَطَفَ الْحَقَّ [1013] عَلَى أَهْوَائِهِ ، يُؤَمِّنُ النَّاسَ مِنَ الْعَظَائِمِ ، وَيُهَوِّنُ كَبِيرَ الْجَرَائِمِ ، يَقُولُ : أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ ، وَفِيهَا وَقَعَ ; وَيَقُولُ : أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ ، وَبَيْنَهَا اضْطَجَعَ ; فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَان ، وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَان ، لاَ يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَهُ ، وَلاَ بَابَ الْعَمَى فَيَصُدَّ عَنْهُ . وَذلِكَ مَيِّتُ الاَْحْيَاءِ !
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ وَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [1014] ! وَالاَْعْلاَمُ [1015] قَائِمَةٌ ، وَالايَاتُ وَاضِحَةٌ ، وَالْمَنَارُ [1016] مَنْصُوبَةٌ ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ [1017] ! وَكَيْفَ تَعْمَهُونَ [1018] وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُ [1019] نَبِيِّكُمْ ! وَهُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ ، وَأَعْلاَمُ الدِّينِ ، وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ ! فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ ، وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ [1020] .
أَيُّهَا النَّاسُ ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّت ، وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَال » فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ ، فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقَّ فِيمَا تُنْكِرُونَ ، وَاعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ ـ وَهُوَ أَنَا ـ ، أَلَمْ أَعْمَلْ فِيكُمْ بِالثَّقَلِ الاَْكْبَرِ [1021] ! وَأَتْرُكْ فِيكُمُ الثَّقَلَ الاَْصْغَرَ ! قَدْ رَكَزْتُ فِيكُمْ رَايَةَ الاِْيمَانُ ، وَوَقَفْتُكُمْ عَلَى حُدُودِ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ ، وَأَلْبَسْتُكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ عَدْلِي ، وَفَرَشْتُكُمُ [1022] الْمَعْرُوفَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي ، وَأَرَيْتُكُمْ كَرَائِمَ الاَْخْلاَقِ مِنْ نَفْسِي ، فَلاَ تَسْتَعْمِلُوا الرَّأْيَ فِيمَا لاَ يُدْرِكُ قَعْرَهُ الْبَصَرُ ، وَلاَ تَتَغَلْغَلُ إِلَيْهِ الْفِكَرُ .
ومنها : حَتَّى يَظُنَّ الظَّانُّ أَنَّ الدُّنْيَا مَعْقُولَةٌ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ [1023] ; تَمْنَحُهُمْ دَرَّهَا [1024] ، وَتُورِدُهُمْ صَفْوَهَا ، وَلاَ يُرْفَعُ عَنْ هـذِهِ الاُْمَّةِ سَوْطُهَا وَلاَ سَيْفُهَا ، وَكَذَبَ الظَّانُّ لِذلِكَ . بَلْ هِيَ مَجَّةٌ [1025] مِنْ لَذِيذِ الْعَيْشِ يَتَطَعَّمُونَهَا بُرْهَةً ، ثُمَّ يَلْفِظُونَهَا جُمْلَةً !
وفيها بيان للاسباب التي تهلك الناس
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَقْصِمْ [1026] جَبَّارِي دَهْر قَطُّ إِلاَّ بَعْدَ تَمْهِيل وَرَخَاء ; وَلَمْ يَجْبُرْ [1027] عَظْمَ أَحَد مِنَ الاُْمَمِ إِلاَّ بَعْدَ أَزْل [1028] وَبَلاَء ; وَفِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْب [1029] وَمَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْب مُعْتَبَرٌ ! وَمَا كُلُّ ذِي قَلْب بِلَبِيب ، وَلاَ كُلُّ ذِي سَمْع بِسَمِيع ، وَلاَ كُلُّ نَاظِر بِبَصِير . فَيَا عَجَباً ! وَمَا لِيَ لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هـذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلاَفِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا ! لاَ يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ ، وَلاَ يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِغَيْب ، وَلاَ يَعِفُّونَ [1030] عَنْ عَيْب ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ ، وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ . الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا ، وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا ، مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضَلاَتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَتَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِىء مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُراً ثِقَات ، وَأَسْبَاب مُحْكَمَات .
في الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وبلاغ الامام عنه
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَة [1031] مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَة مِنَ الاُْمَمِ وَاعْتِزَام [1032] مِنَ الْفِتَنِ ، وَانْتِشَار مِنَ الاُْمُورِ ، وَتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ [1033] ، وَالدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ ; عَلَى حِينِ اصْفِرَار مِنْ وَرَقِهَا ، وَإِيَاس مِنْ ثَمَرِهَا ، وَاغْوِرَار [1034] مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى ، وَظَهَرَتْ أَعْلاَمُ الرَّدَى ، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ [1035] لاَِهْلِهَا ، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا . ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ [1036] ، وَطَعَامُهَا الْجِيفَةُ [1037] ، وَشِعَارُهَا [1038] الْخَوْفُ ، وَدِثَارُهَا [1039] السَّيْفُ . فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللهِ ، وَاذْكُرُوا تِيكَ الَّتِي آبَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ [1040] ، وَعَلَيْهَا مُحَاسَبُونَ . وَلَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلاَ بِهِمُ الْعُهُودُ ، وَلاَ خَلَتْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمُ الاَْحْقَابُ [1041] وَالْقُرُونُ ، وَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْم كُنْتُمْ فِي أَصْلاَبِهِمْ بِبَعِيد .
وَاللهِ مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَيْئاً إِلاَّ وَهَا أَنَا ذَا مُسْمِعُكُمُوهُ ، وَمَا أَسْمَاعُكُمُ الْيَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالاَْمْسِ ، وَلاَ شُقَّتْ لَهُمُ الاَْبْصَارُ ، وَلاَ جُعِلَتْ لَهُمُ الاَْفْئِدَةُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ ، إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيتُمْ مِثْلَهَا فِي هـذَا الزَّمَانِ . وَوَاللهِ مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَيْئاً جَهِلُوهُ ، وَلاَ أُصْفِيتُمْ بِهِ [1042] وَحُرِمُوهُ ، وَلَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ جَائِلاً خِطَامُهَا [1043] ، رِخْواً بِطَانُهَا [1044] ، فَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ مَا أَصْبَحَ فِيهِ أَهْلُ الْغُرُورِ ، فَإِنَّمَا هُوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ ، إِلَى أَجَل مَعْدُودِ .
الْحَمْدُ للهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَة ، وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة [1045] ، الَّذِي لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِماً ; إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاج ، وَلاَ حُجُبٌ ذَاتُ إِرْتَاج [1046] ، وَلاَ لَيْلٌ دَاج [1047] ، وَلاَ بَحْرٌ سَاج [1048] وَلاَ جَبَلٌ ذُو فِجَاج [1049] ، وَلاَ فَجٌّ ذُو اعْوِجَاج ، وَلاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَاد [1050] ، وَلاَ خَلْقٌ ذُو اعْتَِماد [1051] ، ذلِكَ مُبْتَدِعُ [1052] الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ [1053] ، وَإِلهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ دَائِبَانِ [1054] فِي مَرْضَاتِهِ ، يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيد ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيد .
قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ ، وَأَحْصَى آثَارَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ ، وَعَدَدَ أَنْفُسِهمْ ، وَخَائِنَةَ أَعْيُنِهِمْ [1055] وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمِيرِ ، وَمُسْتَقَرَّهُمْ وَمُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الاَْرْحَامِ وَالظُّهُورِ ، إِلَى أَنْ تَتَنَاهَى بِهِمُ الْغَايَاتُ .
هُوَ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ [1056] عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لاَِوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ ، قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ [1057] ، وَمُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ [1058] ، وَمُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ [1059] ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ . مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ ، وَمَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ [1060] ، وَمَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ .
عِبَادَ اللهِ ، زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا ، وَحَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَتَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ ، وَانْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ [1061] ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ [1062] عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ منْهَا وَاعِظٌ وَزَاجِرٌ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا لاَ زَاجِرٌ وَلاَوَاعِظٌ .
[971] النابغة : المشهورة بالزنا ، «نبغ» إذا ظهر .
[972] الدُعابة - بالضم - المزاح واللعب .
[973] تِلعابة : - بكسر التاء - : كثير اللعب .
[974] أُعَافِس : أعالج الناس وأضاربهم مِزاحاً، ويقال : المعافسة : معالجة النساء بالمغازلة والممارسة كالمُعافَسة .
[975] يُلحف : أي يلح .
[976] الالّ - بالكسر - : القرابة، والمراد من قطع الالّ أن يقطع الرحم .
[977] السُبّة - بالضم - : الاست .
[978] الاتِيّة : العطيّة .
[979] رَضَخَ له رَضِيخةً : أعطاه قليلاً .
[980] تُعْقَدُ : مجاز عن استقرار حكمها، أي ليست له كيفية فتحكم بها .
[981] الاي : جمع آية، وهي الدليل . والسواطع : الظاهرة الدلالة .
[982] البوالغ : جمع البالغة غاية البيان لكشف عواقب التفريط . والنّذُر : جمع نذير . بمعنى الانذار .
[983] المفظعات : من «أفظع الامر» إذا اشتد .
[984] الوِرْد - بالكسر - الاصل في الماء يُورَدُ للريّ، والمراد به الموت أو المحشر .
[985] ق : 21 .
[986] بَئِس - كسمع - اشتدت حاجته .
[987] «إرْهاق الاجَل» : أن يُعْجلَ اُلمفَرّط عن تَدَارُكِ ما فاته من العمل ، أي : يحول بينه وبينه .
[988] الكَظَم - بالتحريك - : الحلق، أو مخرج النّفَس، والاخذ بالكَظَم : كناية عن التضييق عند مداركة الاجل .
[989] سَمّى آثاركم : بيَّن لكم أعمالكم وحَدَّدها .
[990] عَمّرَ نبيّه : مدّ في أجله .
[991] مَحَابّهُ : مواضع حّبه، وهي الاعمال الصالحة .
[992] «اصبروا أنفسكم» : اجعلوا لانفسكم صبراً فيها .
[993] الظّلَمة : جمع ظالم .
[994] اُلمداهَنَة : إظهار خلاف ما في الطّوِيّة، والادهان: مثله .
[995] المَغْبون : المخدوع .
[996] المَغْبُوط : المستحق لتطلّع النفوس إليه، والرغبة في نيل مثل نعمته .
[997] الرياء : أن تعمل ليراك الناس، وقلبك غير راغب فيه .
[998] «مَنْساةُ للايمان» : موضع لنسيانه، وداعية للذهول عنه .
[999] «مَحْضرَةٌ للشيطان» مكان لحضوره، وداع له.
[1000] «فانها» أي : المباغضة «الحالقة» أي الماحية لكلّ خير وبركة .
[1001] استشعر : لبس الشعار; وهو ما يلي البدن من اللباس، وتجلْبَبَ : لَبِسَ الجِلْباب وهو ما يكون فوق جميع الثياب، وقد سبق تفسيرها .
[1002] زَهَرَ مصباحُ الهدى : تلالا وأَضاء .
[1003] القِرَى - بالكسر - ما يُهَيّأ للضيف، وهو هنا العمل الصالح يهيّؤه للقاء الموت وحلول الاجل .
[1004] النّهَلُ : أول الشرب، والمراد أخذ حظّاً لا يحتاج معه إلى العمل، وهو الشرب الثاني .
[1005] الجَدد - بالتحريك - : الارض الغليظة، أي : الصلبة المستوية، ومثلها يسهل السير فيه .
[1006] الغِمار : جمع غَمْر - بالفتح - وهو معظم البحر، والمراد أنه عبر بحار المهالك إلى سواحل النجاة .
[1007] عَشَوَات : جمع عشوة - بالحركات الثلاث - وهي الامر الملتبس .
[1008] الفَلَوَات : جمع فَلاة، وهي الصحراء الواسعة، مجاز عن مجالات العقول في الوصول إلى الحقائق .
[1009] أمّها : قَصَدَها .
[1010] «مظنّة» أي : موضع ظنّ لوجود الفائدة .
[1011] «أمْكَنَه من زِمامِه» : تمثيل لا نقياده إلى أحكامه، كأنه مطية، والكتاب يقوده إلى حيث شاء .
[1012] ثَقَلُ المسافر - محرّكةً - : متاعه وحَشَمه، وِثَقَلُ الكتاب : ما يحمل من أوامرَ ونَوَاه .
[1013] «عَطَفَ الحقّ» حمل الحقّ على رغباته، أي : لا يعرف حقّاً إلا إياها .
[1014] تُؤفَكُون : تُقْلبون وتُصرفون - بالبناء للمجهول .
[1015] الاعلام : الدلائل على الحق من معجزات ونحوها .
[1016] المنار : جمع منارة .
[1017] يُتاه بكم : من التّيه بمعنى الضلال والحَيْرة .
[1018] تَعْمَهون : تتحيّرون .
[1019] عِتْرَة الرّجُل : نَسْلُه ورَهْطُه .
[1020] «رِدُوهم وُرُودَ الهيمِ العِطاش» : أي : هَلُمّوا إلى بحار علومهم مسرعين كما تسرع الهيم - أي الابل العطشى - إلى الماء .
[1021] الثّقَل هنا بمعنى النفيس من كل شيء، وفي الحديث المتواتر عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم قال : «تركت فيكم الثّقَلَيْن : كتاب الله، وعترتي» أي النفيسين .
[1022] فَرشْتُكُمْ : بَسَطْتُ لكم .
[1023] مقصورة عليهم : مسخّرة لهم، كأنهم شدّوها بعقال كالناقة .
[1024] «تمنحها دَرّها» : أي لبنها .
[1025] مَجّة - بفتح الميم - مصدر مرة من «مجّ الشراب من فيه» إذا رَمَى بِهِ .
[1026] يقصم : يُهْلِك، وحدّ القصم الكسر .
[1027] جَبَر العظمَ : طيّبَه بعد الكسر حتى يعود صحيحاً .
[1028] الازْل - بفتح الهمزة وسكون الزاي - الشدّة .
[1029] العَتْب - بسكون التاء - يريد منه عتب الزمان، مصدر «عتب عليه» إذا وَجِد عليه .
[1030] ولا يَعِفّون - بكسر العين وتشديد الفاء - من «عَفَفْت عن الشيء» إذا كففت عنه، أي : يستحسنون ما بدا لهم استحسانه، ويستقبحون ما خطر لهم قبحه بدون رجوع إلى دليل بيّن، أو شريعة واضحة، يثق كل منهم بخواطر نفسه، كأنه أخذ منها بالعروة الوثقى على ما بها من جهل ونقص .
[1031] الفَتْرة : ما بين زماني الرسالة .
[1032] «اعتزام» من قولهم «اعتزم الفرس» إذا مرّ جامحاً .
[1033] «تَلَظّ» : أي تَلَهّب .
[1034] اغْوِرار الماء : ذهابه .
[1035] «متجهّمة» من «تجهمه» أي : استقبله بوجه كريه .
[1036] «ثَمَرُها الفتنة» أي : ليست لها نتيجة سوى الفتن .
[1037] الجيفة : إشارة إلى أكل العرب للميتة من شدة الاضطرار .
[1038] الشّعار من الثياب : ما يلي البدن .
[1039] الدّثار : فوق الشّعار .
[1040] «مَرْتَهَنُون» أي : محبوسون على عواقبها في الدنيا من الذل والضعف .
[1041] الاحْقَاب : جمع حُقب - بالضم وبضمتين - قيل : ثمانون سنة، وقيل أكثر، وقيل : هو الدهر .
[1042] «أُصْفِيتم» أي : خُصصتم، مبني للمجهول.
[1043] الخِطام - ككتاب - : ما جُعل في أنف البعير لينقاد به، وجولان الخطام : حركته وعدم استقراره، لانه غير مشدود.
[1044] بِطان البعير : حِزامٌ يُجْعَلُ تحت بطنه، ومتى استرخى كان الراكب على خطر السقوط.
[1045] رَوِيّة : فكر ، وإمعان نظر ، وأصلها الهمز ، لقولك : رَأَوت في الامر .
[1046] الارتاج : جمع رَتَج ـ بالتحريك ـ وهو الباب العظيم .
[1047] الداجي : المظلم .
[1048] الساجي : الساكن .
[1049] الفِجاج : جمع فَجّ ، وهو الطريق الواسع بين جبلين .
[1050] المِهاد ـ بزنة كتاب ـ : الفِراش.
[1051] الخَلق : بمعنى المخلوق «ذو اعتماد» أي : بطش وتصرف بقصد وإرادة .
[1052] مُبْتَدع الخلق : منشئه من العدم المحض .
[1053] وارثُهُ : الباقي بعده.
[1054] دائبان : تثنية دائب ، وهو المُجِدّ المجتهد ، وصفهما بذلك لتعاقبهما على حال واحدة لايفتران ولا يسكنان .
[1055] خائنة الاعين : ما يسارق من النظر إلى ما لا يحل .
[1056] النقمة : الغضب ، ويجوز نَقِمَة ونِقْمَة على وزن كلِمَة وكِلْمَة .
[1057] عَازّه ـ بالتشديد ـ : رامَ مشاركته في شيء من عزته ; غالبه .
[1058] شاقّة : نازَعَه .
[1059] نَاوَأه : خالفه وهي مهموزة ، إلاّ أنّها سُهّلت لتشاكل «عاداه» .
[1060] «مَنْ أقْرَضَهُ قضاه» : جعل تقديم العمل الصالح بمنزلة القرض ، والثواب عليه بمنزلة قضاء الدين إظهاراً لتحقق الجزاء على العمل ، قال تعالى : «مَنْ ذَا الذي يُقْرِضُ الله قرضاً حسناً فيضاعفَهُ له أضعافاً كثيرة» .
[1061] العُنْف ـ بضم فسكون ـ : ضد الرفق ، ويقال : عَنُفَ عليه ، وعَنُفَ به ـ من باب كرم فيهما ـ وأصل العنيف الذي لا رفق له بركوب الخيل ، وجمعه عُنُف . والسياق هنا مصدر ساق يسوق .
[1062] «مَنْ لم يُعَنْ على نفسه» ـ مبني للمجهول ـ أي : من لم يساعده الله على نفسه حتى يكون لها من وجدانها منبه لم ينفعه تنبيه غيره .