خطبه

السید جعفر الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 35/ 25
نمايش فراداده

ومن خطبة له عليه السلام

يبين فيها حسن معاملته لرعيته

وَلَقَدْ أَحْسَنْتُ جِوَارَكُمْ ، وَأَحَطْتُ بِجُهْدِي مِنْ وَرَائِكُمْ . وَأَعْتَقْتُكُمْ مِنْ رِبَقِ [2025] الذُّلِّ ، وَحَلَقِ [2026] الضَّيْمِ ، شُكْراً مِنِّي لِلْبِرِّ الْقَلِيلِ وَإِطْرَاقاً عَمَّا أَدْرَكَهُ الْبَصَرُ ، وَشَهِدَهُ الْبَدَنُ ، مِنَ الْمُنْكَرِ الْكَثِيرِ .

ومن خطبة له عليه السلام

عظمة الله وحمده

أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ ، يَقْضِي بِعِلْم ، وَيَعْفُو بحِلْم .

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِي ، وَعَلَى مَا تُعَافي وَتَبْتَلِي ; حَمْداً يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ . حَمْداً يَمْلاَُ مَا خَلَقْتَ ، وَيَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ . حَمْداً لاَ يُحْجَبُ عَنْكَ ، وَلاَ يُقْصَرُ دُونَكَ .

حَمْداً لاَ يَنْقَطِعُ عَدَدُهُ ، وَلاَ يَفْنَى مَدَدُهُ ، فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ إِلاَّ أنّا نَعْلَمُ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومٌ ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ [2027] وَلاَ نَوْمٌ . لَمْ يَنْتَهِ إِلَيْكَ نَظَرٌ ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ . أَدْرَكْتَ الاَْبْصَارَ ، وَأَحْصَيْتَ الاَْعْمَالَ ، وَأَخَذْتَ بِالنَّواصِي وَالاَْقْدَامِ . وَمَا الَّذِي نَرَى مِنْ خَلْقِكَ ، وَنَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ ، وَنَصِفُهُ مِنْ عَظِيمِ سُلْطَانِكَ ، وَمَا تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْهُ ، وَقَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ ، وَانْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ ، وَحَالَتْ سُتُورُ الْغُيُوبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَعْظَمُ . فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ ، وَأَعْمَلَ فِكْرَهُ ، لِيَعْلَمَ كَيْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ ، وَكَيْفَ ذَرَأْتَ [2028] خَلْقَكَ ، وَكَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِكَ ، وَكَيْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ [2029] الْمَاءِ أَرْضَكَ ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِيراً [2030] ، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً [2031] ، وَسَمْعُهُ وَالِهَاً [2032] ، وَفِكْرُهُ حَائِراً .

منها :

يَدَّعِي بِزَعْمِهِ أنّهُ يَرْجُو اللهَ ، كَذَبَ وَالْعَظِيمِ ! مَا بَالُهُ لاَ يَتَبَيَّنُ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ ؟ فَكُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ )

وَكُلُّ رَجَاء( إِلاَّ رَجَاءَ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ مَدْخُولٌ [2033] وَكُلُّ خَوْف مُحْقَّقٌ [2034] ، إِلاَّ خَوْفَ اللهِ فَإِنَّهُ مَعْلُولٌ [2035] يَرْجُو اللهَ فِي الْكَبِيرِ ، وَيَرْجُو الْعِبَادَ فِي الصَّغِيرِ ، فَيُعْطِي الْعَبْدَ مَا لاَ يُعْطِي الرَّبَّ ! فَمَا بَالُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يُقَصَّرُ بِهِ عَمَّا يُصْنَعُ لِعِبَادِهِ ؟ أَتَخَافُ أَنْ تَكُونَ فِي رَجَائِكَ لَهُ كَاذِباً ؟ أَوْ تَكُونَ لاَ تَرَاهُ لِلرَّجَاءِ مَوْضِعاً ؟ وَكَذلِكَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِهِ ، أَعْطَاهُ مِنْ خَوْفِهِ مَا لاَ يُعْطِي رَبَّهُ ، فَجَعَلَ خَوْفَهُ مِنَ الْعِبَادِ نَقْداً ، وَخَوْفَهُ مِنْ خَالِقِهِ ضِمَاراً [2036] وَوَعْداً . وَكَذلِكَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ ، وَكَبُرَ مَوْقِعُهَا مِنْ قَلْبِهِ ، آثَرَهَا عَلَى اللهِ تَعَالَى ، فَانْقَطَعَ إِلَيْهَا ، وَصَارَ عَبْداً لَهَا .

رسول الله صلى الله عليه وآله

وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله كَاف لَكَ فِي الاُْسْوَةِ [2037] ، وَدَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وَعَيْبِهَا ، وَكَثْرَةِ مَخَازِيهَا وَمَسَاوِيهَا ، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا ، وَوُطِّئَتْ لِغَيْرِهِ أَكْنَافُهَا [2038] ، وَفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا ، وَزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا .

موسى عليه السلام

وَإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسى كَلِيمِ اللهِ 7 حَيْثُ يَقُولُ : (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِيرٌ)

[2039] وَاللهِ ، مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً يَأْكُلُهُ ، لاَِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الاَْرْض ، وَلَقَدْ كَانْتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِيفِ [2040] صِفَاقِ [2041] بَطْنِهِ ، لِهُزَالِهِ وَتَشَذُّبِ لَحْمِهِ [2042] .

داوود عليه السلام

وَإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتَ بِدَاوُودَ 7 صَاحِبِ الْمَزَامِيرِ ، وَقَارِىءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوص بِيَدِهِ [2043] ، وَيَقُولُ لِجُلَسَائِهِ : أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا ! وَيَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا .

عيسى عليه السلام

وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ 7 فَلَقَدْ كَانَ يَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ ، وَيَلْبَسُ الْخَشِنَ ، وَيَأْكُلُ الْجَشِبَ ، وَكَانَ إِدَامُهُ الْجُوعَ ، وَسِرَاجُهُ بِاللَّيْلِ الْقَمَرَ ، وَظِلاَلُهُ في الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الاَْرْض وَمَغَارِبَهَا [2044] ، وَفَاكِهَتُهُ وَرَيْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ الاَْرْضُ لِلْبَهَائِمِ ; وَلَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ تَفْتِنُهُ ، وَلاَ وَلَدٌ يَحْزُنُهُ ، وَلاَ مَالٌ يَلْفِتُهُ ، وَلاَ طَمَعٌ يُذِلُّهُ ، دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ ، وَخَادِمُهُ يَدَاهُ !

الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

فَتَأَسَّ [2045] بِنَبِيِّكَ الاَْطْيَبِ الاَْطْهَرِ صلى الله عليه وآله فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى ، وَعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى . وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ ، وَالْمُقْتَصُّ لاَِثَرِهِ . قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً [2046] ، وَلَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً ، أَهْضَمُ [2047] أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً [2048] ، وَأَخْمَصُهُمْ [2049] مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ ، وَحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ ، وَصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ . وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلاَّ حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لله ، وَمُحَادَّةً [2050] عَنْ أَمْرِ اللهِ . وَلَقَدْ كَانَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ عَلَى الاَْرْضِ ، وَيَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ، وَيَخْصِفُ [2051] بِيَدِهِ نَعْلَهُ ، وَيَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ [2052] ، وَيُرْدِفُ [2053] خَلْفَهُ ، وَيَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ : يَا فُـلاَنَةُ ـ لاِِحْدَى أَزْوَاجِهِ ـ غَيِّبِيهِ عَنِّي ، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنَيَا وَزَخَارِفَهَا . فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وَأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ ، وَأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلاَ يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً [2054] ، وَلاَ يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً ، وَلاَ يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً ، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ ، وَأَشْخَصَهَا [2055] ، عَنِ الْقَلْبِ ، وَغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ . وَكَذلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، وَأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ .

وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ مَا يَدُلُّكَ عَلَى مَسَاوِىءِ الدُّنْيَا وَعُيُوبِهَا : إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ [2056] ، وَزُوِيَتْ عَنْهُ [2057] زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ [2058] . فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ : أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذلِكَ أَمْ أَهَانَهُ ! فَإِنْ قَالَ : أَهَانَهُ ، فَقَدْ كَذَبَ وَاللهِ الْعَظِيمِ ، وأتى بِالاِْفْكِ الْعَظِيمِ ، وَإِنْ قَالَ : أَكْرَمَهُ ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ ، وَزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ . فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ ، وَاقْتَصَّ أَثَرَهُ ، وَوَلَجَ مَوْلِجَهُ ، وَإِلاَّ فَلاَ يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ ، فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ عَلَماً لِلسَّاعَةِ [2059] ، وَمُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ ، وَمُنْذِراً بِالعُقُوبَةِ . خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا خَمِيصاً [2060] ، وَوَرَدَ الاْخِرَةَ سَلِيماً . لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَر ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وَأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ . فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللهِ عِنْدَنَا حِينَ أَ نْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ ، وَقَائِداً نَطأُ عَقِبَهُ [2061] ! وَاللهِ لَقَدْ رَقَعْتُ مِدْرَعَتِي [2062] هذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا . وَلَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ : أَلاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ ؟ فَقُلْتُ : اغْرُبْ عَنِّي [2063] «فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى [2064] »

ومن خطبة له عليه السلام

في صفة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الاطهار :

ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِيءِ ، وَالْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ ، وَالْمِنْهَاجِ الْبَادِي [2065] وَالْكِتَابِ الْهَادِي . أُسْرَتُهُ خَيْرُ أُسْرَة ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَة; أَغصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ ، وَثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ [2066] . مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ ، وَهِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ [2067] عَلاَ بِهَا ذِكْرُهُ وَامْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ . أَرْسَلَهُ بِحُجَّة كَافِيَة ، وَمَوْعِظَة شَافِيَة ، وَدَعْوَة مُتَـلاَفِيَة [2068] . أَظْهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المجْهُولَةَ ، وَقَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ ، وَبَيَّنَ بِهِ الاَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ [2069] . فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاِْسْلاَمِ دِيناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ ، وَتَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ ، وَتَعْظُمْ كَبْوَتُهُ [2070] ، وَيَكُنْ مَآبُهُ [2071] إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ وَالْعَذَابِ الْوَبِيلِ .

وَأَتَوْكَّلُ عَلَى اللهِ تَوَكُّلَ الاِْنَابَةِ [2072] إِلَيْهِ . وَأَسْتَرْشِدُهُ السَّبِيلَ الُمؤَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِهِ ، الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ

النصح بالتّقوى

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ، بِتَقْوَى اللهِ وَطَاعَتِهِ ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً ، وَالْمَنْجَاةُ أَبَداً رَهَّبَ فَأَبْلَغَ ، وَرَغَّبَ فَأَسْبَغَ [2073] ; وَوَصَفَ لَكُمُ الدُّنْيَا وَانْقِطَاعَهَا ، وَزَوَالَهَا وَانْتِقَالَهَا .فَأَعْرِضُوا عَمَّا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا . أَقْرَبُ دَار مِنْ سَخَطِ اللهِ ، وَأَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللّهِ ! فَغُضُّوا عَنْكُمْ عِبَادَ اللهِ غُمُومَهَا وَأَشْغَالَهَا ، لِمَا قَدْ أَيْقَنْتُمْ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَتَصَرُّفِ حَالاَتِهَا . فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ [2074] ، وَالمُجِدِّ الْكَادِحِ [2075] . وَاعْتَبِرُوا بِمَا قَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ مَصَارِعِ الْقُرُونِ قَبْلَكُمْ : قَدْ تَزَايَلَتْ أَوْصَالُهُمْ [2076] ، وَزَالَتْ أَبْصَارُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ ، وَذَهَبَ شَرَفُهُمْ وَعِزُّهُمْ ، وَانْقَطَعَ سُرُورُهُمْ وَنَعِيمُهُمْ; فَبُدِّلُوا بِقُرْبِ الاَْوْلاَدِ فَقْدَهَا ، وَبِصُحْبَةِ الاْزَوَاجِ مُفَارَقَتَهَا . لاَ يَتَفَاخَرُونَ ، وَلاَ يَتَنَاسَلُونَ ، وَلاَ يَتَزَاوَرُونَ ، وَلاَ يَتَحَاوَرُونَ [2077] )

يتجاوَرون( . فَاحْذَرُوا ، عِبَادَ اللهِ ، حَذَرَ الْغَالِبِ لِنَفْسِهِ ، الْمَانِعِ لِشَهْوَتِهِ ، النَّاظِرِ بِعَقْلِهِ ; فَإِنَّ الاَْمْرَ وَاضِحٌ ، وَالْعَلَمَ قَائِمٌ ، وَالطَّرِيقَ جَدَدٌ [2078] وَالسَّبِيلَ قَصْدٌ [2079] .

ومن كلام له عليه السلام

لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟ فقال:

يَا أَخَا بَنِي أَسَد ، إِنَّكَ لَقَلِقُ الْوَضِينِ [2080] تُرْسِلُ [2081] فِي غَيْرِ سَدَد [2082] ، وَلَكَ بَعْدُ ذِمَامَةُ [2083] الصِّهْرِ وَحَقُّ الْمَسْأَلَةِ ، وَقَدِ اسْتَعْلَمْتَ فَاعْلَمْ : أَمَّا الاِسْتِبْدَادُ عَلَيْنَا بِهذَا الْمَقَامِ - وَنَحْنُ الاَْعْلَوْنَ نَسَباً ، وَالاَْشَدُّونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله نَوْطاً [2084] - فَإِنَّهَا كَانَتْ أَثَرَةً [2085] شَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم ، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ ; وَالْحَكَمُ اللهُ ، وَالمَعُود إِلَيْهِ الْقِيَامَةُ .

وَدَعْ عَنْكَ نَهْباً [2086] صِيحَ [2087] فِي حَجَرَاتِهِ [2088] وَلكِـنْ حَدِيثـاً مَـا حَدِيـثُ الرَّوَاحِـلِ وَهَلُمَّ [2089] الْخَطْبَ [2090] فِي ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَقَدْ أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِبْكَائِهِ; وَلاَ غَرْوَ وَاللهِ ، فَيَالَهُ خَطْباً يَسْتَفْرِغُ الْعَجَبَ ، وَيُكْثِرُ الاَْوَدَ [2091] ! حَاوَلَ الْقَوْمُ إِطْفَاءَ نُورِ اللهِ مِنْ مِصْبَاحِهِ ، وَسَدَّ فَوَّارِهِ [2092] مِنْ يَنْبُوعِهِ ، وَجَدَحُوا [2093] بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ شِرْباً وَبِيئاً [2094] ، فَإِنْ تَرْتَفِعْ عَنَّا وَعَنْهُمْ مِحَنُ الْبَلْوَى ، أَحْمِلْهُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَى مَحْضِهِ [2095] ; وَإِنْ تَكُنِ الاُْخْرَى ، (فَـلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَات ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)

[2096] .

ومن خطبة له عليه السلام

الخالق جلّ وعلا

الْحَمْدُ لله خَالِقِ الْعِبَادِ ، وَسَاطِحِ الْمِهَادِ [2097] ، وَمُسِيلِ الْوِهَادِ [2098] ، وَمُخْصِبِ النِّجَادِ [2099] . لَيْسَ لاَِوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ ، وَلاَ لاَِزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ هُوَ الاَْوَّلُ )

وَ( لَمْ يَزَلْ ، وَالْبَاقِي بِـلاَ أَجَل . خَرَّتْ لَهُ الْجِبَاهُ ، وَوَحَّدَتْهُ الشِّفَاهُ . حَدَّ الاَْشْيَاءَ عِنْدَ خَلْقِهِ لَهَا إِبَانَةً لَهُ [2100] مِنْ شَبَهِهَا . لاَ تُقَدِّرُهُ الاَْوْهَامُ بِالْحُدُودِ وَالْحَرَكَاتِ ، وَلاَ بِالْجَوَارِحِ وَالاَْدَوَاتِ . لاَ يُقَالُ لَهُ «مَتَى ؟» وَلاَ يُضْرَبُ لَهُ أَمَدٌ «بِحَتَّى» .الظَّاهِرُ لاَ يُقَالُ : «مِمَّ ؟» وَالْبَاطِنُ لاَ يُقَالُ : «فِيمَ ؟» لاَ شَبَحٌ فَيُتَقَضَّى ، وَلاَ مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى . لَمْ يَقْرُبْ مِنَ الاَْشْيَاءِ بِالْتِصَاق ، وَلَمْ يَبْعُدْ عَنْهَا بِافْتِرَاق ، وَلاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحْظَة [2101] ، وَلاَ كُرُورُ لَفْظَة ، وَلاَ ازْدِلاَفُ رَبْوَة [2102] ، وَلاَ انْبِسَاطُ خَطْوَة ، فِي لَيْل دَاج [2103] ، وَلاَ غَسَق سَاج [2104] ، يَتَفَيَّأُ [2105] عَلَيْهِ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ ، وَتَعْقُبُهُ الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِي الاُْفُولِ وَالْكُرُورِ [2106] ، وَتَقَلُّبِ الاَْزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ ، مِنْ إِقْبَالِ لَيْل مُقْبِل ، وَإِدبَارِ نَهَار مُدْبِر . قَبْلَ كُلِّ غَايَة وَمُدَّة ، وَكُلِّ إِحْصَاء وَعِدَّة ، تَعَالَى عَمَّا يَنْحَلُهُ [2107] الْمُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الاَْقْدَارِ [2108] ، وَنِهَايَاتِ الاَْقْطَارِ [2109] ، وَتَأَثُّلِ [2110] الْمَسَاكِنِ ، وَتَمَكُّنِ الاَْمَاكِنِ . فَالحَدُّ لِخَلْقِهِ مَضْرُوبٌ ، وَإِلَى غَيْرهِ مَنْسُوبٌ .

ابتداع المخلوقين

لَمْ يَخْلُقِ الاَْشْيَاءَ مِنْ أُصُول أَزَلِيَّة ، وَلاَ مِنْ أَوَائِلَ أَبَدِيَّة ، بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدَّهُ [2111] ، وَصَوَّرَ مَا صَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ . لَيْسَ لِشَيْء مِنْهُ امْتِنَاعٌ ، وَلاَ لَهُ بِطَاعَةِ شَيْء انْتِفَاعٌ .عِلْمُهُ بِالاَمْوَاتِ الْمَاضِينَ كَعِلْمِهِ بِالاَْحْيَاءِ الْبَاقِينَ ، وَعِلْمُهُ بِمَا فِي السمَاوَاتِ الْعُلَى كَعِلْمِهِ بِمَا فِي الاَْرَضِينَ السُّفْلَى .

منها :

أَيُّهَا الَْمخْلُوقُ السَّوِيُّ [2112] ، وَالْمُنْشَأُ الْمَرْعِيُّ [2113] ، فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ ، وَمُضَاعَفَاتِ الاَْسْتَارِ . بُدِئْتَ مِنْ سُلاَلَة [2114] مِنْ طِين ، وَوُضِعْتَ (فِي قَرَار مَكِينِ [2115] ، إِلَى قَدَر مَعْلُوم)

[2116] ، وَأَجَل مَقْسُوم . تَمُورُ [2117] فِي بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لاَ تُحِيرُ [2118] دُعَاءً ، وَلاَ تَسْمَعُ نِدَاءً ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلَى دَار لَمْ تَشْهَدْهَا ، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنَافِعِهَا فَمَنْ هَدَاكَ لاِجْتِرَارِ الْغِذَاءِ مِنْ ثَدْيِ أُمِّكَ ، وَعَرَّفَكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ مَوَاضِعَ طَلَبِكَ وَإِرَادَتِكَ ؟ ! هَيْهَاتَ ، إِنَّ مَنْ يَعْجِزُ عَنْ صِفَاتِ ذِي الْهَيْئَةِ وَالاَْدَوَاتِ فَهُوَ عَنْ صِفَاتِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ ، وَمِنْ تَنَاوُلِهِ بِحُدُودِ المخْلُوقِينَ أَبْعَدُ !

ومن كلام له عليه السلام

لمّا اجتمع الناس عليه وشكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم ، فدخل 7 على عثمان فقال :

إِنَّ النَّاسَ وَرَائِي وَقَدِ اسْتَسْفَرُوني [2119] بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ ، وَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ ! مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ ، وَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَمْر لاَ تَعْرِفُهُ .إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ مَا سَبَقْنَاكَ إِلَى شَيْء فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ ، وَلاَ خَلَوْنَا بِشَيْء فَنُبَلِّغَكَهُ . وَقَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا ، وَسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله كَمَا صَحِبْنَا . وَمَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلاَ ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَشِيجَةَ [2120] رَحِم مِنْهُمَا; وَقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالاَ . فَاللهَ اللهَ فِي نَفْسِكَ ! فَإِنَّكَ ـ وَاللهِ ـ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمىً ، وَلاَ تُعَلَّمُ مِنْ جَهْل ، وَإِنَّ الْطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ ، وَإِنَّ أَعْلاَمَ الدِّينِ لَقَائِمَةٌ . فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ إِمَامٌ عَادِلٌ ، هُدِيَ وَهَدَى ، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً ، وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً . وَإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ ، لَهَا أَعْلاَمٌ ، وَإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ ، لَهَا أَعْلاَمٌ . وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَضُلَّ بِهِ ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً ، وَأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً . وَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله يَقُولُ : «يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالامامِ الْجَائِرِ وَلَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ وَلاَ عَاذِرٌ ، فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى ، ثُمَّ يُرْتَبَطُ [2121] فِي قَعْرِهَا» . وَإِني اُنشِدُكَ اللهَ أَلاَّ تَكُونَ إِمَامَ هذِهِ الاُْمَّةِ الْمَقْتُولَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ يُقْتَلُ فِي هذِهِ الاُْمَّةِ إِمَامٌ يَفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلَ وَالْقِتَالَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا ، وَيَبُثُّ )

ويُثَبَّت (الْفِتَنَ فِيهَا ، فَـلاَ يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ; يَمُوجُونَ فِيهَا مَوْجاً ، وَيَمْرُجُونَ فِيهَا مَرْجاً [2122] . فَلاَ تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً [2123] يَسُوقُكَ حَيْثُ شَاءَ بَعْدَ جَلاَلِ السِّنِّ وَتَقَضِّي الْعُمُرِ .

فَقَالَ لَهُ عُثَْمانُ : كَلِّمِ النَّاسَ فِي أَنْ يُؤَجِّلُونِي ، حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَظَالِمِهمْ ، فقال عليه السَّلاَمُ :

مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَـلاَ أَجَلَ فِيهِ ، وَمَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَيْهِ .

[2025] رِبَق - جمع رِبْقة - وهي الحبل يُرْبق به .

[2026] حَلَق: جمع حَلْقَة .

[2027] السِّنة ـ بكسر السين ـ: أوائل النوم النّعاس .

[2028] ذَرَأتَ: خَلَقْتَ .

[2029] المَوْر ـ بالفتح ـ الموج .

[2030] حَسِيراً: مُتْعَباً .

[2031] المَبْهُور: المغلوب ومنقطع نَفَسه من الاعياء .

[2032] الواله - من الوَلَهِ - وهو ذهاب الشعور .

[2033] المَدْخول: المغشوش غير الخالص ، أو هو المَعيب الناقص لا يترتّب عليه عمل .

[2034] الخوف المحقّق: هو الثابت الذي يبعث على البعد عن المَخُوف والهرب منه .

[2035] الخوف المعلول : هو ما لم يثبت في النفس ولم يخالط القلب ، وإنما هو عارض في الخيال يزيله أدنى الشواغل . فهو كالاوهام لا قرار لها ، و«معلول» : من عَلّهُ يَعُلّه إذا شربه مرة بعد أخرى .

[2036] الضّمِار ـ ككتاب ـ ما لايُرْجى من الوعود والديون .

[2037] الاسْوَة: القدوة .

[2038] الاكناف: الجوانب . وزَوَى قبض .

[2039] القصص: 24 .

[2040] شفيف: رقيق ، يُسْتَشَفّ ما وراءه .

[2041] الصِّفاق: على وزن - كتاب ـ الجلد الباطن الذي فوقه الجلد الظاهر من البطن .

[2042] تَشَذّبُ اللحم: تفرّقه .

[2043] السّفائف ـ جمع سَفِيفة ـ وصف من «سَفّ الخُوصَ» إذا نسجه ، أي منسوجات الخوص .

[2044] ظلاله - جمع ظل - بمعنى الكِنّ والمأوى . ومن كان كنه المشرق والمغرب فلا كِنّ له .

[2045] تأسّ: أي اقْتَدِ .

[2046] القَضْم: الاكل بأطراف الاسنان ، كأنه لم يتناول إلا على أطراف أسنانه ، ولم يملا منها فمه .

[2047] أهْضَمُ: من الهضم : وهو خمص البطن ، أي خلوها وانطباقها من الجوع .

[2048] الكَشْح: ما بين الخاصرة إلى الضِّلْع الخلفي .

[2049] أخْمَصُهم: أخلاهم .

[2050] الُمحَادّة: المخالفة في عناد .

[2051] خَصَفَ النعلَ : خرزها .

[2052] الحمار العاري: ما ليس عليه بَرْدَعة ولا إكاف .

[2053] أرْدَف خلفه: أركب معه شخصاً آخر على حمار واحد أو جمل أو فرس أو نحوها وجعله خلفه .

[2054] الرِّياش: اللباس الفاخر .

[2055] أشخصها: أبعدها .

[2056] خاصّته: اسم فاعل في معنى المصدر ، أي مع خصوصيته وتفضله عند ربه .

[2057] زُوِيَت عنه ـ بالبناء للمجهول ـ: قُبِضَت واُبْعِدت ، ومثله بعد قليل: زَوَى الدنيا عنه: قبضها .

[2058] عظيمَ زُلْفَتِه: منزلته العليا من القرب إلى الله .

[2059] العَلَم - بالتحريك -: العلامة ، أي إن بعثته دليل على قرب القيامة إذ لا نبي بعده .

[2060] خميصاً: أي خالي البطن ، كناية عن عدم التمتع بالدنيا .

[2061] العَقِب ـ بفتح فكسر ـ: مؤخر القدم . ووطوء العقب مبالغة في الاتباع والسلوك على طريقته ، نَقْفُوه خطوة خطوة حتى كأننا نطأ مؤخر قدمه .

[2062] المِدْرَعة ـ بالكسر ـ: ثوب من صوف .

[2063] أغْرُبْ عني: اذهَبْ وابعد .

[2064] السُرَى: بضم ففتح . السير ليلاً . وهذا المثل «عند الصباح يحمد القوم السّرى» يُضرب لمحتمل المشقة ليصل الى الراحة ، ومعناه: إذا أصبح النائمون وقد رأوا السارين واصلين إلى مقاصدهم حَمِدوا سُراهم وندموا على نوم أنفسهم .

[2065] المنهاج البادي: أي الظاهر .

[2066] متهدّلة: متدلّية ; دانية للاقتطاف .

[2067] طَيْبة: المدينة المنورة .

[2068] مُتَلافية: من تلافاه : تداركه بالاصلاح قبل أن يهلكه الفساد ، فدعوة النبي تلافت أمور الناس قبل هلاكهم .

[2069] المفصولة: التي فصلها الله أي قضى بها على عباده .

[2070] الكَبْوَة: السقطة .

[2071] المآب: المرجع .

[2072] الانابة: الرجوع .

[2073] أسْبَغَ: أي أحاط بجميع وجوه الترغيب .

[2074] الشفيق: الخائف . والناصح: الخالص .

[2075] الكادح: المُبَالغ في سعْيه .

[2076] تزايلت: تفرّقت . والاوْصال: مجتمع العظام . وتفرقها كناية عن تبدد القوم وفنائهم .

[2077] المحاورة: المخاطبة والمناجاة .

[2078] الجَدَد ـ بالتحريك ـ: المستوي المسلوك .

[2079] القصد: القويم .

[2080] الوَضِين: بطان يشد به الرحل على البعير كالحِـزام للسرج ، فـاذا قلق واضطرب اضطرب الرحل فكثر تململ الجمل وقلّ ثباته في سيره .

[2081] الارسال: الاطلاق والاهمال .

[2082] السّدَد ـ محركاً ـ: الاستقامة .

[2083] الذِّمامة: الحماية والكفاية . والصِّهْر: الصلة بين أقارب الزوجة وأقارب الزوج .

[2084] النَوْط ـ بالفتح ـ: التعلّق والالتصاق .

[2085] الاثَرَة: الاختصاص بالشيء دون مستحقه .

[2086] النَهْبـ بالفتح ـ: الغنيمة .

[2087] صِيحَ ـ صيغة المجهول من صاح ـ: أي صاحوا للغارة .

[2088] حَجَرَاته ـ جمع حَجْرة بفتح الحاء ـ: الناحية .

[2089] هَلُمّ: اذكر .

[2090] الخَطْب: عظيم الامر وعجيبه .

[2091] الاوَد: الاعوجاج .

[2092] الفَوّار والفَوّارة من الينبوع: الثقب الذي يفور الماء منه بشدّة .

[2093] جَدَحُوا: خَلَطُوا .

[2094] الشِّرْب ـ بالكسر -: النصيب من الماء . والوَبِيء: ما يوجب شربه من الوَباء .

[2095] محض الحق: خالصه .

[2096] فاطر: 8 .

[2097] ساطحِ المهاد: جاعله سطحاً سهلاً وباسطه للعمل فيه . والمِهاد الارض .

[2098] الوهاد - جمع وَهْدَة - ما انخفض من الارض . ومُسيلها فاعل من أسال ، أي مُجري السيل فيها .

[2099] النِّجاد - جمع نَجْد -: ما أرتفع من الارض .

[2100] الابانة: ها هنا التمييز والفصل ، والضمير في له يرجع اليه سبحانه أي تمييزاً لذاته تعالى عن شبهها أي مشابهتها .

[2101] شخوص لحظة: امتداد بصر بلا حركة من جفن .

[2102] ازدلاف الرّبْوة: تقربها من النظر وظهورها له لانه يقع عليها قبل المنخفضات .

[2103] الداجي: المُظْلم .

[2104] الغَسَق: الليل . وساج: أي ساكن لا حركة فيه .

[2105] عبر عن نسخ نور القمر له ، بالتفيؤ تشبيهاً له بنسخ الظلّ لضياء الشمس وهو من لطيف التشبيه ودقيقه .

[2106] الافول: المغِيب . والكُرُور: الرجوع بالشروق .

[2107] نَحَلَهُ القولَ ـ كمنعه ـ : نسبه اليه .

[2108] صفات الاقدار: جمع قَدْر ـ بسكون الدال ـ: وهو حال الشيء من الطول والعرض والعمق ومن الصغر والكبر .

[2109] نهايات الاقطار: هي نهايات الابعاد الثلاثة المتقدم ذكرها .

[2110] التّأثّل : التأصّل .

[2111] أقام حدّه: أي ما به امتاز عن سائر الموجودات .

[2112] السّوِىّ: مستوي الخلقة لا نقص فيه .

[2113] المنشأ: المبتدع . والمَرْعِي: المحفوظ المعنيّ بأمره .

[2114] السُلالة من الشيء: ما انسلّ منه .

[2115] القرار المَكِين: محل الجنين من الرحم .

[2116] المرسلات: 21 ، 22 .

[2117] تَمُور: تَتَحَرّك .

[2118] لا تحيرُ: من قولهم: ما أحار جواباً ، أي لم يستطع ردّاً .

[2119] اسْتَسْفَرُوني: جعلوني سفيراً .

[2120] الوَشِيجة: اشتباك القرابة .

[2121] ربطه فارتبط: أي شدّه وحبسه .

[2122] المَرْج: الخلط .

[2123] السّيِّقة ـ كَكَيّسة ـ: ما استاقه العدو من الدواب .