خطبه

السید جعفر الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 35/ 34
نمايش فراداده

ومن كلام له عليه السلام

وقد سأله سائل عن أحـاديث البدع ، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر ، فقال عليه السلام :

إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاس حَقّاً وَبَاطِلاً ، وَصِدْقاً وَكَذِباً ، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً ، وَعَامّاً وَخَاصّاً ، وَمُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً ، وَحِفْظاً وَوَهْماً . وَلَقَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله عَلَى عَهْدِهِ ، حَتَّى قَامَ خَطِيباً ، فَقَالَ : «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2999] .

وَإِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِيثِ أَرْبَعَةُ رِجَال لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ :

المنافقون

رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِـلاِْيمَانِ ، مُتَصَنِّعٌ بِالاِْسْلاَمِ ، لاَ يَتَأَثَّمُ [3000] وَلاَ يَتَحَرَّجُ [3001] ، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله مُتَعَمِّداً ، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أنـّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ ، وَلَمْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا : صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله رَآهُ ، وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَلَقِفَ عَنْهُ [3002] ، فَيَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِ ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللهُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ بِمَا أَخْبَرَكَ ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ لَكَ ، ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ ، فَتَقَرَّبُوا إِلَى أَئِمَّةِ الضَّلاَلَةِ ، وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ ، فَوَلَّوْهُمُ الاعْمَالَ ، وَجَعَلُوهُمْ حُكَّاماً عَلَى رِقَابِ النَّاس ، فَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْيَا ، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ ، فَهذَا أَحَدُ الارْبَعَةِ .

الخاطئون

وَرَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله شَيْئاً لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَوَهِمَ [3003] فِيهِ ، وَلَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِباً ، فَهُوَ فِي يَدَيْهِ ، وَيَرْوِيهِ وَيَعْمَلُ بِهِ ، وَيَقُولُ : أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوهُ مِنْهُ ، وَلَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ كَذلِكَ لَرَفَضَهُ !

أهل الشبهة

وَرَجُلٌ ثَالِثٌ ، سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله شَيْئاً يَأْمُرُ بِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ نَهَى عَنْهُ ، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ ، أَوْ سَمِعَهُ يَنْهَى عَنْ شَيْء ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ ، فَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ ، وَلَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ ، فَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ ، وَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ إِذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ أنّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ .

الصادقون الحافظون

وَآخَرُ رَابِـعٌ ، لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللهِ ، وَلاَ عَلَى رَسُولِهِ ، مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ خَوْفاً مِنَ اللهِ ، وَتَعْظِيماً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَلَمْ يَهِمْ [3004] ، بَلْ حَفظَ مَا سَمِعَ عَلَى وَجْهِهِ ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مَا سَمِعَهُ ، لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ ، فَهُوَ حَفِظَ )

فَحَفِظ( النَّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ ، وَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ فَجَنَّبَ عَنْهُ [3005] ، وَعَرَفَ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ )

وَالمحْكَمَ وَالْمُتَشَابِهَ [3006] ( فَوَضَعَ كُلَّ شَيْء مَوْضِعَهُ وعَرَفَ المُتَشابِهَ ومُحكَمِهِ .

وَقَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله الْكَلاَمُ لَهُ وَجْهَانِ : فَكَلاَمٌ خَاصٌّ ، وَكَـلاَمٌ عَامٌّ ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مَا عَنَى اللهُ ، سُبْحَانَهُ بِهِ ، وَلاَ مَا عَنَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله فَيَحْمِلُهُ السَّامِعُ ، وَيُوَجِّهُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْرِفَة بِمَعْنَاهُ ، وَمَا قُصِدَ بِهِ ، وَمَا خَرَجَ مِنْ أَجْلِهِ ، وَلَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله مَنْ كَانَ يَسْأ لُهُ وَيَسْتَفْهِمُهُ ، حَتَّى إِنْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِيءَ الاَْعْرَابِيُّ وَالطَّارِيءُ ، فَيَسَألَهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَسْمَعُوا ، وَكَانَ لاَ يَمُرُّ بِي مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ إِلاَّ سَأَلْتُهُ عَنْهُ وَحَفِظْتُهُ فَهذِهِ وَجُوهُ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ فِي اخْتِلاَفِهِمْ ، وَعِلَلِهِمْ فِي رِوَايَاتِهِمْ .

ومن خطبة له عليه السلام

في عجيب صنعة الكون

وَكَانَ مِنِ اقْتِدَارِ جَبَروتِهِ ، وَبَدِيعِ لَطَائِفِ صَنْعَتِهِ ، أَنْ جَعَلَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ الزَّاخِرِ [3007] الْمُتَرَاكِمِ الْمُتَقَاصِفِ [3008] ، يَبَساً جَامِداً [3009] ، ثُمَّ فَطَرَ [3010] مِنْهُ أَطْبَاقاً [3011] ، فَفَتَقَهَا سَبْعَ سَمَاوَات بَعْدَ ارْتِتَاقِهَا [3012] ، فَاسْتَمْسَكَتْ بِأَمْرِهِ [3013] ، وَقَامَتْ عَلَى حَدِّهِ [3014] .وَأَرْسَى أَرْضاً يَحْمِلُهَا الاَْخْضَرُ [3015] الْمُثْعَنْجِرُ [3016] ، وَالْقَمْقَامُ [3017] الْمُسَخَّرُ ، قَدْ ذَلَّ لاَِمْرِهِ ، وَأَذْعَنَ لِهَيْبَتِهِ ، وَوَقَفَ الْجَارِي مِنْهُ لِخَشْيَتِهِ ، وَجَبَلَ [3018] جَلاَمِيدَهَا [3019] ، وَنُشُوزَ [3020] مُتُونِهَا [3021] وَأَطْوَادِهَا [3022] ، فَأَرْسَاهَا في مَرَاسِيهَا [3023] ، وَأَلْزَمَهَا قَرَارَتِهَا [3024] ، فَمَضَتْ رُؤُوسُهَا فِي الْهَوَاءِ ، وَرَسَتْ أُصُولُهَا فِي الْمَاءِ ، فَأنهَدَ جِبَالَهِا [3025] عَنْ سُهُولِهَا ، وَأَسَاخَ [3026] قَوَاعِدَهَا فِي متُونِ أَقْطَارِهَا ، وَمَوَاضِعِ أَنْصَابِهَا [3027] ، فَأشْهَقَ قِلاَلَهَا [3028] ، وَأَطَالَ أَنْشَازَهَا [3029] ، وَجَعَلَهَا لِـلاَْرْض عِمَاداً ،وَأَرَّزَهَا [3030] فِيهَا أَوْتَاداً ، فَسَكَنَتْ عَلَى حَرَكَتِهَا مِن أَنْ تَمِيدَ [3031] بِأَهْلِهَا ، أَوْ تَسِيخَ [3032] بِحِمْلِهَا ، أَوْ تَزُولَ عَنْ مَواضِعِهَا . فَسُبْحَانَ مَنْ أَمْسَكَهَا بَعْدَ مَوَجَانِ مِيَاهِهَا ، وَأَجْمَدَهَا بَعْدَ رُطُوبَةِ أَكْنَافِهَا ، فَجَعَلَهَا لِخَلْقِهِ مِهَاداً ، وَبَسَطَهَا لَهُمْ فِرَاشاً فَوْقَ بَحْر لُجِّيٍّ رَاكِد لاَ يَجْرِي [3033] ، وَقَائِم لاَ يَسْرِي ، تُكَرْكِرُهُ [3034] الرِّيَاحُ الْعَوَاصِفُ ، وَتَمْخُضُهُ الْغَمَامُ الذَّوَارِفُ [3035] ; (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى)

[3036] .

ومن خطبة له عليه السلام

كان يستنهض بها أصحابه الى جهاد أهل الشام في زمانه

اللَّهُمَّ أَيُّمَا عَبْد مِنْ عِبَادِكَ سَمِعَ مَقَالَتَنَا الْعَادِلَةَ غَيْرَ الْجَائِرَةِ ، وَالْمُصْلِحَةَ غَيْرَ الْمُفْسِدَةِ ، فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، فَأَبَى بَعْدَ سَمْعِهِ لَهَا إِلاَّ النُّكُوصَ عَنْ نُصْرَتِكَ ، وَالاِبْطَاءَ عَنْ إِعْزَازِ دِينِكَ ، فَإِنَّا نَسْتَشْهِدُكَ عَلَيْهِ يَا أَكْبَرَ الشَّاهِدِينَ شَهَادَةً ، وَنَسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ جَمِيعَ مَا اَسْكَنْتَهُ أَرْضَكَ وَسَمَاوَاتِكَ ، ثُمَّ أنتَ بَعْدَه الْمُغْنِي عَنْ نَصْرِهِ ، وَالاخِذُ لَهُ بِذَنْبِهِ .

ومن خطبة له عليه السلام

في تمجيد اللهِ وتعظيمه

الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ عَنْ شَبَهِ [3037] الْمَخْلُوقِينَ ، الْغَالِبِ لِمَقَالِ الْوَاصِفِينَ ، الظَّاهِرِ بَعَجَائِبِ تَدْبِيرِهِ لِلنَّاظِرينَ ، وَالْبَاطِنِ بِجَلاَلِ عِزَّتِهِ عَنْ فِكْرِ الْمُتَوَهِّمِينَ ، الْعَالِمِ بَلاَ اكْتِسَاب وَلاَ ازْدِيَاد ، وَلاَ عِلْم مُسْتَفَاد ، الْمُقَدِّرِ لِجَمِيعِ الاُْمُورِ بِلاَ رَوِيَّة وَلاَ ضَمِير ، الَّذِي لاَ تَغْشَاهُ الظُّلَمُ ، وَلاَ يَسْتَضِيءُ بِالاَْنْوَارِ ، وَلاَ يَرْهَقُهُ [3038] لَيْلٌ ، وَلاَ يَجْرِي عَلَيْهِ نَهَارٌ ، لَيْسَ إِدْرَاكُهُ بِالاِبْصَارِ ، وَلاَ عِلْمُهُ بِالاِخْبَارِ .

ومنها في ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أَرْسَلَهُ بِالضِّيَاءِ ، وَقَدَّمَهُ فِي الاِصْطِفَاءِ ، فَرَتَقَ [3039] بِهِ الْمَفَاتِقَ [3040] ، وَسَاوَرَ [3041] بِهِ الْمُغَالِبَ ، وَذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ، وَسَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ [3042] ، حَتَّى سَرَّحَ الضَّلاَلَ ، عَنْ يَمِين وَشِمَال .

ومن خطبة له عليه السلام

في مدح النبي الاكرم صلى الله عليه وآله والائمة المستحفظين لعلم الله والعظة بالتقوى

وَأَشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ ، وَحَكَمٌ فَصَلَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَسَيِّدُ عِبَادِهِ ، كُلَّمَا نَسَخَ اللهُ الْخَلْقَ [3043] فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِي خَيْرِهِمَا ، لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عَاهِرٌ [3044] ، وَلاَ ضَرَبَ فِيهِ [3045] فَاجِرٌ .

أَلاَ وإِنَّ اللهَ )

سُبْحَانَهُ( قَدْ جَعَلَ لِلْخَيْرِ أَهْلاً ، وَلِلْحَقِّ دَعَائِمَ ، وَلِلطَّاعَةِ عِصَماً [3046] ، وَإِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَة عَوْناً مِنَ اللهِ )

سُبْحَانَهُ( يَقُولُ عَلَى الالسِنَةِ ، وَيُثبِّتُ بِهِ الاَفْئِدَةَ . فِيهِ كِفَاءٌ [3047] لِمُكْتَف ، وَشِفَاءٌ لِمُشْتَف .

الائمة المستحفظين لعلم الله

وَاعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اللهِ الْمُسْتَحْفَظِينَ [3048] عِلْمَهُ ، يَصُونُونَ مَصُونَهُ ، وَيُفَجِّرُونَ عُيُونَهُ . يَتَوَاصَلُونَ بِالْوِلاَيَةِ [3049] ، وَيَتَـلاَقَوْنَ بِالمحَبَّةِ ، وَيَتَسَاقَوْنَ بِكَأْس رَوِيَّة [3050] ، وَيَصْدُرُونَ بِرِيَّة [3051] ، لاَ تَشُوبُهُمُ الرِّيْبَةُ [3052] ، وَلاَ تُسْرِعُ فِيهِمْ الْغِيبَةُ . عَلَى ذلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَأَخْـلاَقَهُمْ [3053] ، فَعَلَيْهِ يَتَحَابُّونَ ، وَبِهِ يَتَوَاصَلُونَ ، فَكَانُوا كَتَفَاضُلِ الْبَذْرِ يُنْتَقَى [3054] ، فَيُوْخَذُ مِنْهُ وَيُلْقَى ، قَدْ مَيَّزَهُ التَّخْلِيصُ ، وَهذَّبَهُ [3055] الَّتمْحِيصُ [3056] .

العظة بالتقوى

فَلْيَقْبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً [3057] بِقَبُولِهَا ، وَلْيَحْذَرْ قَارِعَةً [3058] قَبْلَ حُلُولِهَا ، وَلْيَنْظُرِ امْرُؤٌ فِي قَصِيرِ أَيَّامِهِ ، وَقَلِيلِ مُقَامِهِ ، فِي مَنْزِل حَتَّى يَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلاً ، فَلْيَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ [3059] ، وَمَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ [3060] . فَطُوبَى لِذِي قَلْب سَلِيم ، أَطَاعَ

مَنْ يَهْدِيهِ ، وَتَجَنَّبَ مَنْ يُرْدِيهِ ، وَأَصَابَ سَبِيلَ السَّلاَمَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ ، وَطَاعَةِ هَاد أَمَرَهُ ، وَبَادَرَ الْهُدى قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ ، وَتُقْطَعَ أَسْبَابُهُ ، وَاسْتَفْتَحَ التَّوْبَةَ ، وَأَمَاطَ الْحَوْبَةَ [3061] ، فَقَدْ أُقِيمَ عَلَى الطَّرِيقِ ، وَهُدِيَ نَهْجَ السَّبِيلِ .

ومن دعاء له عليه السلام

كان يدعو به كثيراً :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُصْبِحْ بِي مَيِّتاً وَلاَ سَقِيماً ، وَلاَ مَضْرُوباً عَلَى عُرُوقِي بِسُوء ، وَلاَ مَأْخُوذاً بِأَسْوَءِ عَمَلِي ، وَلاَ مَقْطُوعاً دَابِرِي [3062] ، وَلاَ مُرْتَدّاً عَنْ دِينِي ، وَلاَ مُنْكِراً لِرَبِّي ، وَلاَ مُسْتَوْحِشاً مِنْ إِيمَانِي ، وَلاَ مُلْتَبِساً [3063] عَقْلِي ، وَلاَ مُعَذَّباً بِعَذابِ الاُْمَمِ مِنْ قَبْلِي . أَصْبَحْتُ عَبْداً مَمْلُوكاً ظَالِماً لِنَفْسِي ، لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَلاَ حُجَّةَ لِي . وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ إِلاَّ مَا أَعْطَيْتَنِي ، وَلاَ أَتَّقِيَ إِلاَّ مَا وَقَيْتَنِي .

اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِي غِنَاكَ ، أَوْ أَضِلَّ فِي هُدَاكَ ، أَوْ أُضَامَ فِي سُلْطَانِكَ ، أَوْ أُضْطَهَدَ وَالاَْمْرُ لَكَ !

اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَفْسِي أَوَّلَ كَرِيمَة تَنْتَزِعُهَا مِنْ كَرَائِمِي ، وَأَوَّلَ وَدِيعَة تَرْتَجِعُهَا مِنْ وَدَائِعِ نِعَمِكَ عِنْدِي ! اللَّهُمْ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ ، أَوْ أَنْ نُفْتَتَنَ )

أو نُفتن( عَنْ دِينِكَ ، أَوْ تَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا [3064] دُونَ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ !

ومن خطبة له عليه السلام

خطبها بصفين

أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ سُبحَانَهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلاَيَةِ أَمْرِكُمْ ، وَلَكُمْ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لِي عَلَيْكُمْ ، فَالْحَقُّ )

والحقُّ( أَوْسَعُ الاَْشْيَاءِ فِي التَّوَاصُفِ ، وَأَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِ ، لاَ يَجْرِي لاَِحَد إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ ، وَلاَ يَجْرِي عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ . وَلَوْ كَانَ لاَِحَد أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلاَ يَجْرِيَ عَلَيْهِ ، لَكَانَ ذلِكَ خَالِصاً للهِِ سُبْحَانَهُ دُونَ خَلْقِهِ ، لِقُدْرَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وَلِعَدْلِهِ فِي كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ ، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطِيعُوهُ . وَجَعَلَ جَزَاءَهُمْ عَلَيْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ تَفَضُّلاً مِنْهُ ، وَتَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِيدِ أَهْلُهُ .

حـق الوالي وحـق الرعية

ثُمَّ جَعَلَ ـ سُبْحَانَهُ ـ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً افْتَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلَى بَعْض ، فَجَعَلَهَا تَتَكَافَأُ [3065] فِي وُجُوهِهَا ، وَيُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَلاَ يُسْتَوْجَبُ بعْضُهَا إِلاَّ بِبَعْض . وَأَعْظَمُ مَا افْتَرَضَ ـ سُبْحَانَهُ ـ مِنْ تِلْكَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِي عَلَى الرَّعِيَّةِ ، وَحَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْوَالِي ، فَرِيضةٌ فَرَضَهَا اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ لِكُلٍّ عَلَى كُلٍّ ، فَجَعَلَهَا نِظَاماً لاُلفَتِهِمْ ، وَعِزّاً لِدِينِهِمْ ، فَلَيْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِيَّةُ إِلاَّ بِصَلاَحِ الْوُلاَةِ ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ إِلاَّ بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ ، فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إِلَى الْوَالِي حَقَّهُ ، وَأَدَّى الْوَالِي إِلَيْهَا حَقَّهَا عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ ، وَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّينِ ، وَاعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ ، وَجَرَتْ عَلَى أَذْلاَلِهَا [3066] السُّنَنُ [3067] ، فَصَلَحَ بِذلِكَ الزَّمَانُ ، وَطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ ، وَيَئِسَتْ مَطَامِعُ الاعْدَاءِ . وَإِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ وَالِيَهَا ، أَوْ أَجْحَفَ [3068] الْوَالِي بِرَعِيَّتِهِ ، اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ ، وَظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ ، وَكَثُرَ الاِْدْغَالُ [3069] فِي الدِّينِ ، وَتُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ [3070] ، فَعُمِلَ بِالْهَوَى ، وَعُطِّلَتِ الاَْحْكَامُ ، وَكَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ ، فَـلاَ يُسْتَوْحَشُ لِعَظِيمِ [3071] حَقٍّ عُطِّلَ ، وَلاَ لِعَظِيمِ بَاطِل فُعِلَ ! فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الاَْبْرَارُ ، وَتَعِزُّ الاَْشْرَارُ ، وَتَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ الْعِبَادِ . فَعَلَيْكُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِي ذلِكَ ، وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ أَحَدٌ ـ وَإِنِ اشتَدَّ عَلَى رِضَى اللهِ حِرْصُهُ ، وَطَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ ـ بِبَالِغ حَقِيقَةَ مَا اللهُ )

سُبْحَانَهُ (أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ . وَلكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ النَّصِيحَةُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ ، وَالتَّعَاوُنُ عَلَى إِقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ . وَلَيْسَ امْرُؤٌ ـ وَإِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ ، وَتَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِ فَضِيلَتُهُ ـ بِفَوْقِ أَنْ يُعَانَ [3072] عَلَى مَا حَمَّلَهُ اللهُ مِنْ حَقِّهِ . وَلاَ امْرُؤٌ ـ وَإِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ ، وَاقْتَحَمَتْهُ [3073] الْعُيُونُ ـ بِدُونِ أَنْ يُعِينَ عَلى ذلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ .

فاجابه عليه السلام رجل من أصحابه بكلام طويل ، يكثر فيه الثناء عليه ، ويذكر سمعه وطاعته له ; فقال عليه السلام :

إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلاَلُ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي نَفْسِهِ ، وَجَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ ، أَنْ يَصْغُرَ عِنْدَهُ ـ لِعِظَمِ ذلِكَ ـ كُلُّ مَا سِوَاهُ ، وَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ كَانَ كَذلِكَ لَمَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَلَطُفَ إِحْسَانُهُ إِلَيْهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَى أَحَد إِلاَّ ازْدَادَ حَقُّ اللهِ عَلَيْهِ عِظَماً . وَإِنَّ مِنْ اَسْخَفِ [3074] حَالاَتِ الْوُلاَةِ عَنْدَ صَالِحِ النَّاسِ ، أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ ، وَيُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْرِ ، وَقَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِي ظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ الاِْطْرَاءَ ، وَاسْتَِماعَ الثَّنَاءِ ; وَلَسْتُ ـ بِحَمْدِ اللهِ ـ كَذلِكَ ، وَلَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذلِكَ لَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً للهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ . وَرُبَّمَا اسْتَحْلَى النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلاَءِ [3075] ، فَـلاَ تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاء ، لاِِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ [3076] )

البقيّة( فِي حُقُوق لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا ، وَفَرَائِضَ لاَ بُدَّ مِنْ إِمْضائِهَا ، فَـلاَ تُكَلِّمُونِي بَمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ ، وَلاَ تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ [3077] ، وَلاَ تُخَالِطُونِي بالْمُصَانَعَةِ [3078] ، وَلاَ تَظُنُّوا بِيَ اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ، وَلاَ الِْتمَاسَ إِعْظَام لِنَفْسِي ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوْ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ ، كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ . فَـلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَة بِحَقٍّ ، أَوْ مَشُورَة بِعَدْل ، فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِيءَ ، وَلاَ آمَنُ ذلِكَ مِنْ فِعْلِي ، إِلاَّ أَنْ يَكْفِيَ اللهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي [3079] ، فَإنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ ; يَمْلِكُ مِنَّا مَا لاَ نَمْلِكُ مِنْ أنْفُسِنَا ، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلاَلَةِ بِالْهُدَى ، وَأَعْطَانَا الْبصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمَى .

ومن خطبة له عليه السلام

في التظلم والتشكي من قريش

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ [3080] عَلَى قُرَيْش وَمَنْ أَعَانَهُمْ ; فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وَأَكْفَؤُوا إِنَائِي [3081] ، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ أَوْلَى بَهِ مِنْ غَيْرِي ، وَقَالُوا : أَلاَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ ، وَفِي الْحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً ، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً .فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ [3082] ، وَلاَ ذَابٌّ [3083] وَلاَ مُسَاعِدٌ ، إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِي ; فَضَنَنْتُ [3084] بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ ، فَأَغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى [3085] ، وَجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجَا [3086] ، وَصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ ، وَآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ وخْزِ )

حَزِّ( الشِّفَارِ [3087] .

قال السيد الشريف الرضيرضي الله عنه : وقد مضى هذا الكلام في أثناء خطبة متقدمة ، إلاّ أني كررته ها هنا لاختلاف الروايتين .

ومن كلام له عليه السلام

في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السلام :

فَقَدِمُوا عَلَى عُمَّالِي وَخُزَّانِ بَيْتِ مال الْمُسْلِمِينَ الَّذِي فِي يَدَيَّ ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْر ، كُلُّهُمْ فِي طَاعَتِي وَعَلَى بَيْعَتِي ; فَشَتَّتُوا كَلِمَتَهُمْ ، وَأَفْسَدُوا عَلَيَّ جَمَاعَتَهُمْ ، وَوَثَبُوا عَلَى شِيعَتِي ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنْهُمْ غَدْراً ; وَطَائِفَةٌ عَضُّوا عَلَى أَسْيَافِهِمْ [3088] ، فَضَارَبُوا بِهَا حَتَّى لَقُوا اللهَ صَادِقِينَ .

ومن كلام له عليه السلام

لمّا مر بطلحة وعبدالرحمن بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل :

لَقَدْ أَصْبَحَ أَبُو مُحَمَّد بِهذَا الْمَكَانِ غَرِيباً ! أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ قُرَيْشٌ قَتْلَى تَحْتَ بُطُونِ الْكَوَاكِبِ ! أَدْرَكْتُ وِتْرِي [3089] مِنْ بَنِي عَبْدِمَنَاف ، وَأَفْلَتَتنِي أَعْيَانُ بَنِي جُمَحَ ، لَقَدْ أَتْلَعُوا [3090] أَعْنَاقَهُمْ إِلَى أَمْر لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ فَوُقِصُوا [3091] دُونَهُ .

[2999]

[3000] يتأثّم: يخاف الاثم .

[3001] يتحرّج: يخشى الوقوع في الحرَج وهو الجُرْم .

[3002] لَقِفَ: تناول وأخذ عنه .

[3003] وَهِمَ : غلط وأخطأ .

[3004] لم يَهِم: لم يخطىء ولم يظن خلاف الواقع .

[3005] جنّب عنه: أي تجنب .

[3006] المتشابه من الكلام: هو ما لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم . ومُحْكَم الكلام: صريحه الذي لم يُنْسَخ .

[3007] زَخَرَ البحر ـ كمنع ـ: زُخوراً . وَتَزَخّرَ: طمَى وامتلا .

[3008] المتقاصف: المتزاحم كأن أمواجه في تزاحمها يقصف بعضها بعضاً ، أي يكسر .

[3009] اليَبَس ـ بالتحريك ـ: اليابس .

[3010] فَطَرَ: خلق .

[3011] الاطباق: طبقات مختلفة في تركيبها .

[3012] كانت الاطباق رتقاً يتصل بعضها ببعض ، ففتقها سبعاً وهي السماوات وقف كل منها حيث مكنه الله على حسب ما أودع فيه من السر الحافظ له .

[3013] استمسكت بأمره: أي بأمر اللهِ التكويني .

[3014] قامت على حدّه: أي حد الامر الالهي .

[3015] المراد من الاخضر: الحامل للارض وهو البحر .

[3016] المثْعَنْجِر ـ بكسر الجيم ـ: السيّال الكثير الماء .

[3017] القَمْقام : ـ بفتح القاف وتضمّ ـ البحر أيضاً .

[3018] جَبَلَ: خلقَ .

[3019] الجلاميد: الصخور الصُلْبة .

[3020] النُشُوز ـ جمع نَشْز بسكون الشين وفتحها وفتح النون ـ: ما ارتفع من الارض .

[3021] المُتون ـ جمع مَتْن ـ: ما صلب منها وارتفع .

[3022] الاطواد : جمع طود :الجبل .

[3023] مراسيها: ما «رست» أي رسخت فيه .

[3024] قرارتها: ما استقرت فيه .

[3025] قوله : «أنْهَدَ جبالهـا...» كأن النشوز والمتون والاطـواد كانت في بداية أمرهـا على ضخامتها غير ظاهرة الامتياز ولا شامخة الارتفاع عن السهول ، حتى إذا ارتجت الارض بما أحدثت يد القدرة الالهية في بطونها نهدت الجبال عن السهول فانفصلت كل الانفصال .

[3026] أساخ قواعدها: أي جعلها غائصة .

[3027] مواضع الانصاب ـ جمع نُصُب ـ: وهو ما جعل عَلَماً يُشهَد فيُقصَد .

[3028] قُلّة الجبل: أعلاه . وأشهقها: جعلها شاهقة أي بعيدة الارتفاع .

[3029] أطال أنشازها: أي متونها المرتفعة في جوانب الارض .

[3030] أرّزها : ـ بالتشديد ـ ثبّتها .

[3031] تَمِيد : أي تضطرب وتتزلزل .

[3032] تَسِيخ ـ كتَسُوخ ـ: أي تغوص في الهواء فتنخسف .

[3033] لا يجري: المراد هنا أنه لا يسيل في الهواء .

[3034] تُكَرْكِرُه: تذهب به وتعود .

[3035] الذَوَارِف: جمع ذَارِفة من ذرف الدمع إذا سال .

[3036] النازعات: 26 .

[3037] شَبَه ـ بالتحريك ـ: أي مشابهة .

[3038] رَهِقَهُ ـ كفرح ـ: غَشِيَهُ .

[3039] الرَتْق: سدّ الفَتْق .

[3040] المفاتق: مواضع الفَتْق وهي ما كان بين الناس من فساد وفي مصالحهم من اختلال .

[3041] سَاوَرَ به المُغالِبَ : أي واثب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كل من يغالب الحق .

[3042] الحُزُونة: غِلَظ في الارض .

[3043] نَسَخَ الخلقَ: نَقَلَهم بالتناسل عن أصولهم ، فجعلهم بعد الوحدة في الاصول فِرَقاً .

[3044] العاهر: الزاني ومن يأتي غير حِلّه كالفاجر .

[3045] ضرب في الشيء: صار له نصيب منه .

[3046] العِصَم ـ بكسر ففتح ـ: جمع عِصْمة وهي مايعتصم به . وعِصَم الطاعات: الاخلاص لله وحده .

[3047] الكِفاء ـ بالكسر ـ: الكافي أو الكِفاية .

[3048] المستحفَظين: بصيغة اسم المفعول: الذين أُودعوا العلم ليحفظوه .

[3049] الوِلاية: الموالاة والمُصَافاة .

[3050] الرَوِيّة فعيلة - بمعنى فاعلة -: أي يروي شرابها من ظمأ التباعد والنُفْرة .

[3051] رِيّة ـ بكسر الراء وتشديد الياء ـ الواحد من الرِيّ: زوال العطش .

[3052] الرِيبة: الشك في العقائد .

[3053] عقد خلقهم: أي وصل خلقهم الجسماني وأخلاقهم النفسية بهذه الصفات . وأحكم صلتهما بها حتى كأنهما معقودان بها .

[3054] «كتفاضل البَذْرِ يُنْتَقَى»: أي كانوا إذا نسبتهم إلى سائر الناس رأيتهم يفضلونهم ويمتازون عليهم كتفاضل البذر ، فان البذر يعتنى بتنقيته ليخلص النبات من الزوان . ويكون النوع صافياً لا يخالطه غيره . وبعد التنقيـة يؤخذ منه ويلقى في الارض ، فالبذر يكون أفضل الحبوب وأخلصها .

[3055] التهذيب هنا: التنقية .

[3056] التمحيص: الاختبار .

[3057] الكرامة: هنا: النصيحة أي اقبلوا نصيحة لا ابتغي عليها أجراً إلا قبولها .

[3058] القارعة: داعية الموت أو القيامة تأتي بغتةً .

[3059] المُتَحَوّل - بفتح الواو مشددة -: ما يُتَحَوّل إليه .

[3060] معارف المنتقَل: المواضع التي يعرف الانتقال إليها .

[3061] الحَوْبة ـ بفتح الحاء ـ: الاثم . وإماطتها: تنحيتها .

[3062] الدابر: بقية الرجل من ولده ونسله ، وأصل الدابر : الظهر ، وكنى بقطعه عن الدواعي التي من شأنها قطع القوة وإبادة النسل.

[3063] الالتباس: الاختلاط.

[3064] التتابع: ركوب الامر على خلاف الناس ، أراد به هنا الاسراع إلى الشر واللَجاجة.

[3065] تتكافأ: تتساوى .

[3066] أذْلال الطريق : جمع ذِلّ ـ بكسر الذال ـ : مجراه ووسطه و«جرت أمور الله أذلالها ، وعلى أذلالها» أي وجوهها.

[3067] السُنَن: جمع سُنّة.

[3068] أجحف بالرعيّة: ظلمهم .

[3069] الادغال في الامر: إدخال ما يفسده فيه .

[3070] مَحَاجّ السُنَن: جمع مَحَجّة ، وهي جادّة الطريق وأوسطها .

[3071] لا يستوحش لعظيم: أي لاتأخذ النفوس وحشة أو استغراب ، لتعودها على تعطيل الحقوق .

[3072] «بِفَـوْقِ أن يُعان ...»: أي : بأعلى من أن يحتـاج إلى الاعانـة ، أي بغنى عن المساعدة .

[3073] اقتحمَتْهُ: احتقرَتْهُ وازدرته .

[3074] أصل «السخف» رقة العقل وغيره ، أي ضعفه .

[3075] البَلاء: هنا : إجهاد النفس في إحسان العمل .

[3076] التَقِيّة: الخوف ، والمراد لازمه ، وهو العقاب.

[3077] البادرة: الغضب .

[3078] المُصَانعة: المُدَاراة .

[3079] أمْلَكُ به مني: أي أشد ملكاً مني .

[3080] أستعديك: أستعينك لتنتقم لي .

[3081] «إكفاء الاناء»: قلبه ، مجاز عن تضييع الحق .

[3082] الرافد: المُعِين .

[3083] الذابّ: المدافع .

[3084] ضننت: أي بخلت .

[3085] القذى: ما يقع في العين ، وأغضيت على القذى: غضضت الطرف عنه .

[3086] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه ، يريد به غصة الحزن .

[3087] الشِفار: جمع شَفْرة: حد السيف ونحوه . ووَخْز الشِفار: طعنها الخفيف .

[3088] العضّ على السيوف: كناية عن الصبر في الحرب وترك الاستسلام .

[3089] الوِتْر: الثأر .

[3090] أتلعوا: أي رفعوا أعناقهـم ومدّوهـا لتناول أمر ، وهو مناوأة أمير المؤمنينعليه السلام على الخلافة .

[3091] وُقِصوا: أي كُسرَت أعناقهم ، دون الوصول إليه .