معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 149
نمايش فراداده

وأمّا النقصان فيقال : غارّت النّاقةُ تُغارُّ غِراراً ، إذا نَقَصَ لبنُها . وفي الحديث : « لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم » . فالغِرار في الصَّلاة : ألاَّ يتمَّ ركوعَها أو سجودَها . والغِرار في السَّلام : أن يقول السَّلام عليك ، أو يرُدَّ فيقول : وعليك . ومنه الغِرار ، وهو النَّوم القَليل . قال الشّاعر  :


  • إنّ الرَّزِيَّةَ من ثقيف هالكٌ تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ

  • تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ

وقال جرير :


  • ما بالُ نومِك في الفِراش غِراراً لو كان قلبُك يستطيع لطارا

  • لو كان قلبُك يستطيع لطارا لو كان قلبُك يستطيع لطارا

ومن الباب : بيع الغَرَر ، وهو الخَطَر الذي لا يُدْرَى أيكون أم لا ، كبيع العبدِ الآبِق ، والطائرِ في الهواء . فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً . وغَرّ الطائرُ فرخَه ، إذا زَقَّه ، وذلك لقلّته ونُقصانِ ما معه .

والأصل الثالث : الغُرَّة . وغرَّة كلِّ شيء : أكرمُه . والغُرَّة : البياض . وكلُّ أَبيضَ أغرُّ . ويقال لثلاثِ ليال من أوّل الشهر غُرّة .

ومن الباب : الغَرِير ، وهو الخُلُق الحَسَن . يقولون للشيخ : أدبَرَ غَريرهُ وأقبَلَ هريرُه .

وممّا يقارب : هذا الغَرارة ، وهي كالغَفْلة ، وذلك أنَّها من كَرَم الخلُق ، قد تكون في كلِّ كريم . فأمّا المذموم من ذلك فهو من الأصل الذي قَبلَ هذا؛ لأنَّه من نقصان الفِطْنة .

وممّا شذَّ عن هذه الأُصول إن صحَّ ، شيءٌ ذكره الشَّيبانيُّ : أنّ الغِرْغِر : دَجاج الحَبَش ، واحدتها غِرْغرة . وأنشد :


  • ألُفُّهمُ بالسَّيف من كلِّ جانب كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا

  • كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا

غرز : الغين والراء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَزِّ الشَّيء في الشَّيء . من ذلك غَرَزْتُ الشَّيءَ أغرِزُه غَرْزاً . وغَرَزْتُ رِجله في الغَرْز . وغَرَزَت الجرادةُ بذَنَبِها في الأرض ، مثل رَزّت . والطَّبيعة غريزة ، كأنَّها شيء غُرِز في الإنسان . فأمّا قولهم : اغترَزْت الشَّيءَ ، واغترَزْت السَّيرَ اغترازاً ، إذا دَنا سيرك فمعناه تقريبُ السَّير؛ أَي كأنِّي الآنَ وضعتُ رِجلي في غَرْز الرَّحْل . وأمّا قولهم : غَرَزَت النّاقةُ ، إذا قلَّ لبنُها فمعناه من هذا أيضاً ، كأنَّ لبَنَها غُرِزَ في جسمها فلم يَخْرُجْ .

غرس : الغين والراء والسين أصلٌ صحيحٌ قريبٌ من الذي قبله . يقال : غَرَسْتُ الشَّجرَ غَرْساً ، وهذا زَمَنُ الغِراس . ويقال : إنّ الغَرِيسة : النَّخْلةُ أوّلَ ما تَنبت .

وممّا شذَّ عن هذا الغِرْس : جِلدةٌ رقيقة تخرجُ على رأس الوَلَد . قال :

كُلَّ جنين مُشْعَر في غِرْسِ

غرض : الغين والراء والضاد من الأبواب التي لم تُوضَع على قياس واحد ، وكَلِمُه متباينةُ الأُصول ، وستَرَى بُعْد ما بينهما .

فالغَرْض والغُرْضَة : البِطانُ ، وهو جزام الرَّحْل . والمَغْرِض من البعير كالمَحْزِم من الدابَّة . والإغرايض : البَرَد ، ويقال بل هو الطَّلع . ولحمٌ عَريض : طريٌّ . وماءٌ مغروضٌ مثلُه . والغَرَض : المَلاَلة ، يقال غَرِضْت به ومنه . والغَرَض : الشَّوق . قال :


  • مَن ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلِّغٌ عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ

  • عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ


  • أنِّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وجهِها غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ

  • غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ

ويقال : غَرَضت المرأه سِقاءها : مَخَضته . وغَرَضْنا السَّخْلَ نَغرِضهُ ، إذا فَطَمْناه قبل إناه . والغَرْض : النُّقصان عن المِلْء . يقال : غَرَّضْ في سقائك؛ أَي لا تملأْه . ويقال : وَرَدَ الماءَ غارِضاً؛ أَي مبكّراً . والمَغارض : جوانب البطن أسفَلَ الأضلاع ، الواحد مَغْرِض .

غرف : الغين والراء والفاء أَصلٌ صحيحٌ ، إلاَّ أنَّ كَلِمهُ لا تنقاس ، بل تتباين . فالغَرْف : مصدر غَرَفْت الماءَ وغيرَه أَغرِفُه غَرْفاً . والغُرفة : اسمٌ ما يُغْرَف . والغَرِيف : الأجَمَة ، والجمع غُرُف . قال :

كما رَزَمَ العَيّار في الغُرُفِ

والغُرْفة : العُِلِّيَّة . ويقال : غَرَفَ ناصيةَ فرسِهِ ، إذا استأصلها جَزّاً .

غرق : الغين والراء والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انتهاء في شيء يبلغ أقصاه . من ذلك الغَرَق في الماء . والغَرِقة : أرضٌ  تكون في غاية الرِّيّ . واغْرَوْرَقت العينُ والأرض من ذلك أيضاً ، كأنّها قد غَرِقت في دمعها .

ومن الباب : أغرَقْتُ في القَوس :  مدَدتُها غايةَ المدّ . واغْتَرَق الفرسُ في الخيل ، إذا خالَطَها ثمّ سَبَقَها .

وممّا شذَّ عن هذا الباب الغُرْقة من اللَّبن : قدر ثُلث الإناء ، والجمع غُرَق . قال :


  • تُضْحِي وقد ضَمِنت ضَرَّاتها غُرَقاً من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ

  • من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ

غرل : الغين والراء واللام كلمةٌ واحدة ، وهي الغُرْلة ، وهي القُلْفة . والأغرل : الأقْلَف . ويقولون : إنّ الغَرِل : المسترخِي الخَلْق .

غرم : الغين والراء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ملازَمة ومُلازَّة . من ذلك الغَريم ، سمِّي غريماً للُزومه والحاحه . والغرام : العذاب اللازم ، في قوله تعالى : ) إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ( الفرقان : 65 . قال الأعشى :


  • إِنْ يعاقِبْ يكنْ غَراماً وإن يُعْـ  ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي

  • ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي

وغُرْم المالِ من هذا أيضاً ، سمِّي لأنَّه مالُ الغَرِيم .

غرن : الغين والراء والنون كلمةٌ واحدة ، يقولون إنّ الغَرِين  : ما يَبقى في الحوض من مائه وطِينه .

 غرند  : يقولون : اغْرَنداهُ ، إذا عَلاَهُ وغَلَبُه . قال :


  • قد جعل النُّعاس يَغْرَنْدِينِي أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي

  • أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي

 غرنق  : الغُرْنُوق : الشّابُّ الجميل . والغِرنَِيق طائر .

غرو : الغين والراء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ ، وهو يدلُّ على الإعجاب والعَجَبِ لحُسْن الشَّيء . من ذلك الغَرِيُّ ، وهو الحَسَن . يقال منه رجلٌ غَرٍّ . ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً . ومنه : أغريتُه بالشَّيء الذي تُلصَق به الأشياء . ويقال : غارَت العينُ بالدَّمع غِراءً ، إذا لجَّت في البكاء . وغَرِيَت بالدَّمع . وقال الشّاعر  :


  • إذا قلتُ أسلُو غارَتِ العينُ بالبُكا غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ

  • غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ

غزد : الغين والزاء والدال ليس يُشْبِه صحيح كلام العرب . وقد زعموا أنَّ الغِزْيد  الشديد الصوت ، وأنّ الغِزْيَد : النبات النّاعم . والله أعلم .

غزر : الغين والزاء والراء كلمةٌ واحدة ، وهو قولهم : غَزُرت النّاقة : كثُر لبنها غُزَراً وغَزارة . وعين غَزيرَةٌ ، ومعروفٌ غزير .

غزّ : الغين والزاء ليس فيها شيء . وغَزَّةُ : بلدٌ .

غزل : الغين والزاء واللام ثلاثُ كلمات متباينات ، لا تُقاس منها واحدةٌ بأُخرى .

فالأُولى : الغَزْل ، يقال : غَزَلت المرأة غَزْلَها ، والخشبة : مِغْزَل ، والجمع : مَغازِل .

والثانية : الغَزَل ، وهو حديث الفِتْيان والفَتَيات . ويقال : غَزِلَ الكَلْب غَزَلاً ، وهو أن يَطلُبَ الغزالَ حتّى إذا أدرَكَه تركه ولَها عنه .

والثالثة : الغزال ، وهو معروف ، والأُنثى غَزالة . ولعلَّ اسمَ الشَّمسِ مستعارٌ من هذا ، فإنَّ الشَّمسَ تسمَّى الغزالةَ ارتفاعَ الضُّحى .

غزو : الغين والزاء والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان ، أحدهما طلب شيء ، والآخر في بابِ اللِّقاح .

فالأوَّل الغَزْو . ويقال : غَزَوت أغزو . والغازي : الطّالِبُ لذلك ، والجمع غُزاة وغَزِيُّ أيضاً  ، كما يقال لجماعة الحاجّ حَجيج . والمُغْزِيَة : المرأة التي غزا زَوْجها . ويقال في النِّسبة إلى الغَزْو : غَزَوِيّ .

والثاني : قولهم : أغْزَت النّاقةُ ، إذا عَسُر لِقاحُها . وقال قومٌ : الأَتان المُغْزِية : التي يتأخَّر نِتاجُها ثمّ تُنْتَج . قال الهذليّ  :


  • يُرِنُّ على مُغْزِياتِ العِقا قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ

  • قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ

غسر : الغين والسين والراء كلمةٌ إنْ صحّت تدلُّ على اختلاط . يقولون : تغسَّر الغَزْل ، إذا التَبَس .

قال ابن دريد  : « الغَسَر : ما طرحَتْه الريح في الغَدِير . ثمّ كثُر حتّى قالوا : تغسَّرَ الأمر : اختلط » .

غسّ : الغين والسين ليس فيه إلاّ قولُهم : رجل غُسٌّ ، إذا كان ضعيفاً . ومنه قول أوس :


  • مُخَلَّفُونَ ويَقضِي الناسُ أمرَهُم غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ

  • غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ

غسق : الغين والسين والقاف أصلٌ صحيحٌ يدل على ظُلْمة . فالغَسَق : الظلمة . والغاسِق : الليل . ويقال : غَسَقت عينُه : أظلمت . وأغْسَقَ المؤذِّن ، إذا أخَّر صلاةَ المغرب إلى غَسَق اللَّيل . وأمّا الغَسّاق الذي جاء في القرآن ، فقال المفسِّرون : ما تقطَّرَ من جلود أهل النار .

غسل : الغين والسين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تطهيرِ الشَّيء وتنقِيَته . يقال : غَسَلتُ الشَّيءَ غَسْلاً . والغُسْل الاسم . والغَسُول : ما يُغْسَل به الرَّأْس من خِطْميٍّ أو غيره . قال :


  • فيا لَيْلَ إنّ الغِسْلَ ما دُمْتِ أيِّماً عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ

  • عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ

ويقال : فحلٌ غُسَلَة ، إذا كثُر ضِرابُه ولم يُلْقِح. والغِسْلينُ المذكور في كتاب الله تعالى ، يقال : إنَّه ما يَنْغسلُ من أبدان الكفّار في النار .

غسم : الغين والسين والميم ليس بشيء . وربَّما قالوا الغَسَم ، الظُّلْمة .

غسن : الغين والسين والنون كلمةٌ . يقولون إنّ الغُسَن : خُصَل الشَّعر . ويقال للناصية : غُسْنة .

غسا : الغين والسين والحرف المعتلّ حرفٌ واحد ، يدلُّ على تناه في كِبَر أو غيره . يقال : غَسَا اللَّيلُ وأغْسَى . وشيخ غاس : طال عمرُه . ورُوِيَ أنّ قارئاً قرأ : ) وَقَدْ بَلَغْتُ من الكِبَر غُسِيّاً ( .

غشّ : الغين والشين أُصولٌ تدلُّ على ضَعف في الشَّيء واستعجال  فيه . من ذلك الغِشُّ . ويقولون :  الغِشُّ : أ لاّ تمحَضَ النصيحة  . وشُربٌ غِشاشٌ : قليل . وما نامَ إلاّغِشاشاً؛ أَي قليلاً ، ولقيتُه غِشاشاً ، وذلك عند مُغَيْربان الشَّمس .

غشم : الغين والشين والميم أصلٌ واحد يدلُّ على قَهْر وغَلَبة وظُلْم . من ذلك الغَشْم ، وهو الظُّلم . والحَرْبُ غشومٌ لأنَّها تنال غيرَ الجاني . والغشَمْشَم :  الذي لا يثنيه  شيءٌ من شجاعته  . وزيد في حروفه للزِّيادة في المعنى .

 غشمر  : الغَشْمَرة ، إتْيانُ الأمرِ من غيرِ تثبُّت ، وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من الغَشْم والتشمُّر ، لأنَّه يتشمَّر في الأمر غاشماً .

غشى : الغين والشين والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطيةِ شيء بشيء . يقال : غَشَّيت الشَّيءَ أُغَشِّيه . والغِشاء : الغِطاء . والغاشِية : القيامة؛ لأنَّها تَغْشَى الخَلْق بإفزاعها . ويقال : رَماه الله بغاشية ، وهو داء يأخذ كأنّه يغشاه . والغِشْيان : غِشيان الرّجُل المرأة .

غصّ : الغين والصاد ليس فيه إلاّ الغَصَص بالطَّعام ، ويقال : رجلٌ غَصّانُ . قال :


  • لو بِغَيْرِ الماءِ حلقي شَرِقٌ كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي

  • كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي

غصن : الغين والصاد والنون كلمة واحدة ، وهي غُصْن الشَّجَرة ، والجمع غُصُون وأغصان . وقال : غَصَنت الغُصْن : قَطَعْتُه .

غضب : الغين والضاد والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدَّة وقُوّة . يقال : إنّ الغَضْبة : الصَّخرة الصُّلبة . قالوا : ومنه اشتُقَّ الغَضَب ، لأنَّه اشتدادُ السُّخط . يقال : غَضِب يَغْضَبُ غَضَباً ، وهو غضبانُ وغَضُوب . ويقال : غَضِبْتُ لفلان ، إذا كان حيّاً؛ وغضبت به ، إذا كان ميّتاً . قال دُرَيد :

أنّا غِضابٌ بمعبدِ

ويقال : إنّ الغَضُوب : الحيَّة العظيمة .

غضر : الغين والضاد والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حُسن ونَعْمة ونَضرة . من ذلك الغَضارة : طيبُ العَيش . ويقولون في الدُّعاء : أبادَ الله تعالى غَضراءهم؛ أَي خَيرهم وغضارتهم . قال عبدالله بن مُسلم : أصل الغَضْراء طِينةٌ خضراءُ عَلِكة . يقال : أَنْبَطَ بئرَه في غَضْراءَ ، ويقال : دابّةٌ غَضِرةُ النّاصية . إذا كانت مباركة .

ومن الباب : الغاضر : الجلد الذي أُجِيد دبغُه .

وممّا شذَّ عن هذا الباب قولُهم : لم يَغْضِرْ عن ذلك؛ أَي لم يَعْدِل عنه . قال ابنُ أحمر :

ولم يَغْضِرْنَ عن ذاك مَغْضَرا 

والغَضْوَر : نَبْت .

 غضرف  : الغُضْرُوف ، نَغْض الكَتِف  . وهي منحوتةٌ من كلمتين : من غَصَرَ وغَضَف . فأمّا غَضَرُه فلِينُه ، لأنَّه ليس فيه شِدَّة العظم وصلابتُه . وأمّا غَضَفُه فتثنِّيه ، لأنَّه يتثنَّى إذا ثُنِي للينه .

غضّ : الغين والضاد أصلانِ صحيحانِ ، يدلُّ أحدُهما على كفٍّ ونَقْص ، والآخر على طراوة .

فالأوّل الغضّ : غضُّ البصر . وكلُّ شيء كففتَه فقد غضَضْته . ومنه قولهم : تلحقُه في ذلك غَضاضةٌ؛ أَي أمر يَغُضُّ له بصَره . والغَضْغَضة : النُّقْصان . وفي الحديث : « لقد مَرَّ من الدُّنيا بِبطنته لم يُغَضْغَض » . ويقولون : هو بحرٌ لا يُغَضْغَض . وغَضْغَضْت السِّقاء : نقصتُه . وكذلك الحقّ .

والأصل الآخر : الغَضُّ : الطريُّ من كلِّ شيء . ويقال للطَّلْع حين يطلُعُ : غَضِيض .

غضف : الغين والضاد والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على استرخاء وتهدُّم وتَغشٍّ . من ذلك الأغْضَف من السِّباع : ما استرخت أُذُنه . ومن الباب : ليلٌ أغْضَفُ؛ أَي أسودُ يغشَى بظلامه . قال ذو الرُّمّة :


  • قد أَعسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُه في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ

  • في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ

ويقولون : عيشٌ غاضِف؛ أَي ناعم ، كأنَّه قد غَشِيَ بخيره  وغَضارته . والغُضْف  : القَطا الجُون ، وهذا على التَّشبيه بالليل وسَوادِه . ويقال : تغضَّفَت البِئر ، إذا تهدَّمت أجوالُها فغَشِيَتْ ما تَحتَها . ويقال : غَضَفت الأُتن تَغْضِفُ ، إذا أخذَتْ الجريَ أخْذاً . وهذا لأنَّها تَغْشَى الأرض بجريها . قال :


  • يَغُضُّ ويَغْضِفْن من ريِّق كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال

  • كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال

غضل : الغين والضاد واللام . يقولون : أَغْضَلَتِ الشَّجرة . واغضالَّتْ  ، إذا كثُرت أغصانها .

غضن : الغين والضاد والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تثنٍّ وتكسُّر . من ذلك الغُضُون : مَكاسر الجِلْد ، ومَكاسِر كلِّ شيء غُضون . وتغضَّنَ جِلدُه . والمغاضَنَة : مكاسَرة العينين . ومن الباب قولهم : ما غَضَنك عن كذا؛ أَي ما عاقك عنه . وغَضَن العَينِ : جلدُها الظّاهر ، سمِّي لتكسُّر فيه .

وممّا شذَّ عن هذا الباب قولهم : غَضَنت النّاقةُ بولدها ، إذا ألقَتْه قبل أن يُنْبِت .

 غضنفر  : الغَضَنْفَر ، وهو الرَّجُل الغليظ ، والأسد الغَشُوم .وهذا ممّا زيدت فيه الراء والنون ، وهو من الغَضَف . وقد مضى أنَّ اللَّيلَ الأغضفَ الذي يُغَشِّي بظلامِه .

غضا : الغين والضاد والحرف المعتلّ كلمتان : فالأُولى : الإغضاء : إدناء الجُفون . وهذا مشتقٌّ من اللَّيلة الغاضِية ، وهي الشَّديدة الظُّلمة .

والكلمة الأُخرى : الغَضا ، وهو شجرٌ معروف . يقال : أرضٌ غَضْياءُ : كثيرة الغَضا . ويقال : إبلٌ غَضِيَةٌ : اشتكَتْ عن أكل الغَضا .

 غطرس  : الغَطْرسة ، التكبُّر . وهذا ممّا زيدت فيه الراء؛ وهو من الغَطس كأنَّه يَغلِبُ الإنسانَ ويقهرُه حتّى كأنَّه غَطَسه؛ أَي غطَّسه .

 غطرف  : الغَطْرَفة ، وهي الكِبْر والعظمة . قال في التغطرف :


  • فإنَّكَ إنْ أغضبْتَنِي غَضِبَ الحَصَى عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ

  • عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ

وهذا أيضاً ممّا زيدت فيه الراء ، وهو من الغَطَف ، وهو أن يَنْثَنِيَ الشَّيءُ على الشَّيء حتّى يغشاه . فالجبّار يقهر الأشياءَ ويُغَشِّيها بعظمته . والغِطْريف : السَّيِّد يَغْشى بكرمِه وإحسانه .

غطس : الغين والطاء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الغَطِّ . يقال : غطَطْتُه في الماء وغَطَسته . وتَغاطَسَ القومُ : تغاطُّوا .

غطش : الغين والطاء والشين أصلٌ واحدٌ صحيح ، يدلُّ على ظُلْمَة وما أشبَهَها . من ذلك الأغطش ، وهو الذي في عينه شِبْه العَمَش ، والمرأة غَطْشاء . وفَلاةٌ غَطْشَى : لا يُهْتَدَى لها . قال :


  • ويَهْماءَ باللَّيلِ غَطْشَى الفلا ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها

  • ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها

وغَطَشَ الليلُ : أظلَمَ . والله تعالى أغْطَشَه  . والمتغاطِش : المتعامِي عن الشَّيء . ويقال : هو يَتَغاطش .

غطّ : الغين والطاء أُصَيلٌ صحيح فيه معنيان : أحدُهما صوتٌ ، والآخر وقتٌ من الأوقات .

فالأوَّل : غطِيط الإنسانِ في نومه . ومنه الغَطاط ، وهي القَطا ، سمِّيت لصوتها غَطاطاً . قال :