فأثار فارِطُهم غَطاطاً جُثَّماً
أصواتُه كتَراطُنِ الفُرْسِ
أصواتُه كتَراطُنِ الفُرْسِ
أصواتُه كتَراطُنِ الفُرْسِ
والأصل الآخر الغُطاط ، قال قومٌ : هو الصُّبح . وأنشدوا :
قام إلى حمراءَ في الغطاطِ
وقال آخرون : هو سَدَف الظلام . وقالوا في بيتِ ابن أحمر :
أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاط المقْبِلِ
من فَتَحَ شبَّههم بالقَطا ، ومن ضمَّ فإنّه شبَّههم بسواد السّدَف كَثرة . وأمّا غَطَطْتُه في الماء فممكنٌ أن يكون ذلك الصَّوْتَ الذي يكون من الماء عندها ، وممكنٌ أن يكون من سَدَف الظّلام ، كأنّه سترتَه بالماء وغطّيته .
غطف : الغين والطاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خَير وسُبوغ في شيء ، وأصله الغَطَف في الأشفار ، وهو كثرتُها وطولُها وانثناؤها . ثمّ يقال : عيشٌ أغطَف ، إذا كان ناعماً منثَنِياً على صاحبه بالخَير . والمصدر الغَطَف .
غطل : الغين والطاء واللام ثلاث كلمات : الغَيْطلَة : الشَّجَرَةُ ، والجمع الغَيْطَل . قال :
فطلّ يُرَنِّحُ في غَيطل
كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ
كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ
كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ
والغَيْطلة : البَقَرة . والغيطلة : التجاج اللَّيلِ وسوادُه .
غطم : الغين والطاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على كثرة واجتماع . من ذلك البحر الغِطَمُّ . ويقال لمُعْظَمِ البَحْر : غُطامِطٌ . ورجلٌ غِطَمٌّ : واسع الْخُلُقُ .
غطمش : الغَطَمَّش ، الكليل البَصَر . والغَطَمَّش : الظَّلوم الجائر . وهذا ممّا زيدت فيه الميم ، والأصل الغَطْش وهو الظُّلْمة . والجائر يتغاطَش عن العَدْل؛ أَي يتعامَى .
غطو : الغين والطاء والحرف المعتلّ يدلُّ على الغِشاء والسَّتر . يقال : غَطَيت الشَّيْءَ وغَطَّيْتُه . والغِطاء : ما تَغَطَّى به . وغَطا اللَّيلُ يَغْطُو ، إذا غَشَّى بظلامه .
غفص : الغين والفاء والصاد كلمةٌ واحدة . غافَصْتُ الرّجلَ : أخذْتُه على غِرّة . والله أعلم بالصَّواب .
غفر : الغين والفاء والراء عُظْمُ بابِه السَّتْر ، ثمّ يشِذُّ عنه ما يُذكر . فالغَفْر : السَّتر . والغُفْران والغَفْرُ بمعنىً . يقال : غَفَر الله ذنبه غَفْراً ومَغفِرةً وغُفراناً . قال في الغَفْر :
في ظلِّ مَن عَنَتِ الوُجوهُ له
مَلِكِ المُلوكِ ومالِكِ الغَفْرِ
مَلِكِ المُلوكِ ومالِكِ الغَفْرِ
مَلِكِ المُلوكِ ومالِكِ الغَفْرِ
ويقال : غَفِرَ الثَّوبُ ، إذا ثارَ زِئبِرُه . وهو من الباب ، لأنَّ الزِّئبِر يُغطِّي وجهَ الثَّوب . والمِغْفَر معروف . والغِفارة : خِرقةٌ يَضَعها المُدَّهِنُ على هامَته . ويقال الغَفِير : الشَّعر السّائل في القفا . وذُكر عن امرأة من العرب أنَّها قالت لابنتها : « اغفِرِي غفيرَك » ، تريد : غَطِّيه . والغَفِيرة : الغُفرانُ أيضاً . قال :
يا قوم ليسَتْ فيهمُ غَفِيرَهْ
وممّا شَذَّ عن هذا : الغَُفْر : ولد الأُرويّة ، وأُمُّه مُغْفِرٌ . والغَفْر : النُّكْس في المَرَض . قال :
خليلَيَّ إنّ الدّارَ غَفْرٌ لذِي الهوى
كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ
كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ
كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ
فأمّا المَغْفُور فشيءٌ يشبَّه بالصَّمغ يَخرُج من العُرْفُط .
غفّ : الغين والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا تتفرّع ، وهي البُلْغة ، ويُقال له : غُفَّة من العَيش . قال :
وغُفّةٌ من قِوام العَيش تَكفِينِي
واغتفَّتِ الخيلُ غُفَّة من الرَّبيع ، إذا أصابت منه شِبَعاً ولم تستكثِرْ . قال :
وكنّا إذا ما اغتفَّت الخيلُ غُفّةً
تجرَّد طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ
تجرَّد طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ
تجرَّد طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ
غفق : الغين والفاء والقاف أصلٌ يدلُّ على خِفّة وسُرعة وتكرير في الشَّيء ، مع فَتَرات تكون بين ذلك .
من ذلك قولهم : غَفَقَ إبلَه ، وذلك إذا اسرَعَ إيرادَها ثمّ كرَّرَ ذلك . ويقولون : ظلَّ يَتَغَفَّقُ الشَّرابَ ، إذا جعَلَ يشربُه ساعةً بعدَ ساعة . ويقال : غَفَقَ غَفقْةً من اللَّيل ، إذا نامَ نومةً خفيفة . والغَفْق : المطر ليس بــ الشَّديد . ويقال : غَفَقَه بالسَّوط غَفَقات . والغَفْق : الهُجوم على الشَّيء من غير قصد ، ويقال للآيب من غَيْبته فُجاءةً . وغَفَقَ الحِمارُ الأتانَ : أتاها مَرّةً بعد مرَّة .
غفل : الغين والفاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تَرك الشَّيء سهواً ، وربَّما كان عن عمد . من ذلك : غَفَلتُ عن الشَّيء غفَلةً وغُفولاً ، وذلك إذا تركتَه ساهياً . وأغفلْتُه ، إذا تركْتَه على ذُكْر منك له . ويقولون لكلِّ ما لا مَعْلَم له : غُفْلٌ ، كأنَّه غُفِل عنه . فيقولون : أرضٌ غُفْلٌ : لا عَلَم بها . وناقَةٌ غُفْلٌ : لا سِمَةَ عليها . ورجلٌ غُفْل : لم يجرِّب الأُمور .
غفوى : الغين والفاء والحرف المعتلّ أُصَيْلٌ كأنَّه يدلُّ على مِثلِ ما دلَّ عليه الأوّلُ من التَّرْك للشّيء ، إلاّ أنّ هذا يختصُّ بأنَّه جِنسٌ من النَّوم . من ذلك : أغفَى الرّجلُ من النَّوم يُغْفِي إغفاءً . والإغفاءةُ : المرّة الواحدة . قال :
فلو كنتَ ماءً كنتَ ماءَ غمامة
ولو كنت نوماً كنت أغفاءَةَ الفجرِ
ولو كنت نوماً كنت أغفاءَةَ الفجرِ
ولو كنت نوماً كنت أغفاءَةَ الفجرِ
من ذلك الغَفْو ، وهي الزُّبْيَة ، وذلك أنَّ السّاقط فيها كأنّه غَفَل وأغَفَى حَتَّى سقط .
وممّا شذَّ عن هذا : الغَفَى ، وهو الرُّذال من الشَّيء . يقال : أغفَى الطّعامُ : كثُر غَفاه؛ أَي الرديُّ منه .
غقّ : الغين والقاف ليس بشيء ، إنَّما يحكى به الصَّوْتُ يَغْلي ، يقال : غَقَّ .
غلب : الغين واللام والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قوّة وقَهر وشدَّة . من ذلك : غَلَب الرّجلُ غَلْباً وغَلَباً وغَلَبة . قال الله تعالى : ) وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون( الروم : 3 . والغِلاَب : المغالَبة . والأغلَبُ : الغَليظ الرّقَبَة . يقال : غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً . وهضْبةٌ غَلباءُ ، وعِزَّةٌ غلباء . وكانت تغلِبُ تسمَّى الغلباء . قال :
وأورثَنِي بنو الغَلباءِ مَجْداً
حديثاً بعدَ مَجدِهُم القديمِ
حديثاً بعدَ مَجدِهُم القديمِ
حديثاً بعدَ مَجدِهُم القديمِ
واغلولَبَ العُشْب : بلَغَ كلَّ مَبلغ . والمُغَلَّب من الشُّعراء : المغلوب مِراراً . والمُغَلَّب أيضاً : الذي غَلب خَصْمَه أو قِرْنَه ، كأنَّه غلِّب على خَصْمِه؛ أَي جُعِلت له الغَلَبة .
غلت : الغين واللام والتاء فيه كلمة ، يقولون : الغَلَت في الحساب : مثل الغَلَط في غيره . وفي بعض الحديث : « لا غَلَت في الإسلام » .
غلث : الغين واللام والثاء أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدلُّ على الخَلْط والمُخالَطة . من ذلك : غَلَثْتُ الطَّعامَ : خَلطت حنطةً وشعيراً . وهو الغَلِيث . ورجل غَلِثٌ ، إذا خالَطَ الأقرانَ في القِتال لَزُوماً لما طَلَب . ويقال : غَلِثَ به ، إذا لزِمَه ، وغَلِثَ بالغَنم : لازَمَها .
فأمّا قولهم : غَلِثَ الزَّندُ ، إذا لم يَرِ ، فهو كلامٌ غير ملخَّص؛ وذلك أنَّ معناه أنّه زَندٌ غيرُ منتخَب ، وإنَّما هو خِلْطٌ من الزُّنُودِ ، قد أُخِذَ من العُرْضِ مخْتلِطاً بغيره . يراد بالغَلَث خَشَبه ، وإذا كان كذلك لم يَرِ .
غلج : الغين واللام والجيم كلمةٌ تدلُّ على البَغْي والسَّطْوة . تقول العرب : هو يَتَغَلَّجُ علينا؛ أَي يبغِي . وعَيْرٌ مِغْلَجٌ : شَلاَّل للعانة . ويكون تغلَّجُه أيضاً أن يَشربَ ويتلمَّظَ بلسانه .
غلس : الغين واللام والسين كلمةٌ واحدة ، وهو الغَلَس ، وذلك ظلامُ آخرِ اللَّيل . يقال : غَلَّسْنا ، أى سِرنا غَلَساً . قال الأخطل :
كذَبَتْكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسط
غَلَسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالاً
غَلَسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالاً
غَلَسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالاً
وقولهم : وقع في تُغُلِّسَ ؛ أَي داهية ، هو من هذا ، لأنَّه يقع في أمر مُظلم لا يَعرِف المخرجَ منه .
غلط : الغين واللام والطاء كلمةٌ واحدة ، وهي الغَلط : خلاف الإصابة . يقال : غَلِط يَغْلَط غَلَطاً . وبينهم أُغلوطةٌ؛ أَي شيءٌ يُغالِط به بعضُهم بعضاً .
غلف : الغين واللام والفاء كلمةٌ واحدةٌ صحيحة ، تدلُّ على غِشاوة وغِشيان شيء لشيء . يقال : غِلافُ السَّيفِ والسِّكِّين . وقَلبٌ أغلَفُ : كأنَّما أُغشِىَ غِلافاً فهو لا يَعِي شيئاً . قال الله تعالى : ) وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ( البقرة : 88؛ أَي أُغشِيَتْ شيئاً فهي لا تَعِي . وقرئت : ) غُلُفٌ ( ؛ أَي أوعيةٌ للعِلْم . والقياس في ذلك كلّه واحد . ويقولون: تغَلَّف بالغالية ، وليس ببعيد ممّا ذكرناه.
غلفق : يقولون : الغَلْفَقُ : الطُّحُلَب .
غلق : الغين واللام والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على نُشوبِ شيء في شيء . من ذلك الغَلَق ، يقال منه : أغلقتُ البابَ فهو مُغْلَق . وغَلِقَ الرّهنُ في يدِ مُرْتَهِنِه ، إذا لم يَفتكَّه . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لا يَغْلَقُ الرَّهنُ » . قال الفُقهاء : هو أن يقول صاحب الرَّهْنِ لصاحب الدَّين : آنَيتُك بحقِّك إلى وقت كذا ، وإلاّ فالرَّهنُ لك . فنَهَى النبيُّ (صلى الله عليه وآله) عن ذلك الاشتراط . وكلُّ شيء لم يُتَخَلَّصْ فقد غَلِق . قال زُهير :
وفارقتْكَ برهن لا فَِكاكَ له
يومَ الوَداعِ فأمسى الرَّهنُ قد غَلِقا
يومَ الوَداعِ فأمسى الرَّهنُ قد غَلِقا
يومَ الوَداعِ فأمسى الرَّهنُ قد غَلِقا
ويقال : المِغْلَق : السَّهم السابعُ في الميسِر ، لأنّه يَستغلِق شيئاً وإن قلَّ . قال لبيد :
وجَزُورِ أيسار دعوتُ لحتْفِها
بمَغالق متشابه أجسامُها
بمَغالق متشابه أجسامُها
بمَغالق متشابه أجسامُها
ويقال : غَلِقَ ظَهرُ البعير فلا يَبْرأُ من الدَّبَر . ومنه غلِقَت النَّخلةُ : ذَوَت أُصولُ سعَفِها فانقطَعَ حَمْلُها . والله أعلم بالصَّواب .
غلّ : الغين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تخلّل شيء ، وثباتِ شيء ، كالشيء يُغْرَزُ . من ذلك قول العرب : غَلَلْتُ الشَّيء في الشَّيء ، إذا أثبتَّه فيه ، كأنّه غَرزْتَه . قال :
وعينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ
إلى حاجب غُلّ فيه الشُّفُر
إلى حاجب غُلّ فيه الشُّفُر
إلى حاجب غُلّ فيه الشُّفُر
والغُلّة والغَليل : العَطَش . وقيل ذلك لأنَّه كالشَّيء ينْغلُّ في الجَوف بحرارة . يقال : بَعيرٌ غَلاَّنُ؛ أَي ظَمْآن . والغَلَل : الماء الجاري بين الشَّجر .
ومنه الغُلول في الغُنم ، وهو أن يخفَى الشَّيءُ فلا يردَّ إلى القَسْم ، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابِه .
ومن الباب الغِلُّ ، وهو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر .
فأمّا قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « لا إغْلالَ ولا إسلال » فالإغلال : الخيانة ، والقياس فيه واضحٌ . قال النَّمِر :
جزى الله عنّا جمرة ابنةَ نوفل
جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ
جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ
جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ
وأمّا الحديث : « ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن » فمَنْ قال : « لا يُغِلّ » فهو من الإغلال ، وهو الخيانة . ومن قال : « لا يَغِلّ » فهو من الغِلِّ والضِّغن .
ومن الباب الغُلاَّنُ : الأوديةُ الغامضة ، واحدها غالٌّ ، وذلك أنَّ سالكَها يَنْغَلُّ فيها . والغِلاَلة : شِعارٌ يُلبَس تحت الثَّوب ، وبطانةٌ تُلبَس تحت الدِّرع .
ومن الباب الغُلّة ، وهو الفِدامُ يكونُ على رأس الإبريق ، والجمع غُلَل . قال لَبيد :
لها غُلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُف
بأيمانِ عُجْم يَنْصُفُون المَقاولا
بأيمانِ عُجْم يَنْصُفُون المَقاولا
بأيمانِ عُجْم يَنْصُفُون المَقاولا
والغَلغلة : سرعة السَّير . ورسالةٌ مُغَلغَلة : محمولةٌ من بلد إلى بلد . وهو القياس ، لأنَّها تتخلَّل البلاد وتنغلُّ فيها . قال :
أبلِغْ أبا مالك عنِّي مُغَلْغَلَةً
وفي العتابِ حياةٌ بين أقوامِ
وفي العتابِ حياةٌ بين أقوامِ
وفي العتابِ حياةٌ بين أقوامِ
ومن الباب الغَليل : النَّوَى يُغَلّ في القَتّ يُخلَطُ به ، تُعلَفُه الإبل . قال :
سُلاّءةٌ كعصا النَّهدِيِّ غُلَّ لها
ذو فيئة من نَوَى قُرَّانَ معجومُ
ذو فيئة من نَوَى قُرَّانَ معجومُ
ذو فيئة من نَوَى قُرَّانَ معجومُ
غلم : الغين واللام والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حَداثة وهَيْجِ شَهوة . من ذلك الغُلام ، هو الطارُّ الشّاربِ . وهو بيِّنُ الغُلومِيّة والغُلُومة ، والجمع غِلْمةٌ وغِلْمان . ومن بابه : اغتلَمَ الفَحلُ غُلمةً : هاج من شَهوة الضِّراب . والغَيْلَم : الجارية الحَدَثة . والغَيْلَم : الشابُّ . والغَيْلَم : ذكر السَّلاحِف . وليس بعيداً أن يكون قياسُه قياسَ الباب .
غلوى : الغين واللام والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ في الأمر يدلُّ على ارتفاع ومجاوَزة قَدْر . يقال : غَلا السِّعر يغلو غَلاءً ، وذلك ارتفاعُه . وغَلا الرَّجلُ في الأمر غُلُوّاً ، إذا جاوَزَ حدَّه . وغَلا بسَهْمِه غَلْواً ، إذا رَمَى به سَهْماً أقصى غايتِه . قال :
كالسَّهمِ أرسلَهُ من كفِّهِ الغالي
وتَغالَى الرَّجُلان : تفاعَلا من ذلك . وكلُّ مَرْماة عند ذلك غَلْوَة . وغَلَت الدّابّةُ في سَيرها غَلْواً ، واغتلت اغتلاءً ، وغالت غِلاءً . وفي أمثالهم : « جَرْيُ المذَكِّياتِ غِلاءٌ » . وتَغالَى النَّبتُ : ارتفَعَ وطال . وتَغالَى لحمُ الدابَّةِ ، إذا انحسر عنه وَبَره . وذلك لا يكون إلاَّ عن قوّة وسِمَن وعُلُوٍّ . وغَلَتِ القِدْرُ تَغْلِي غَلَياناً . والغُلَواء : أن يمُرَّ على وجهِهِ جامحاً . قال :
لم تلتفت لِلِداتِها
ومضَتْ على غُلَوائِها
ومضَتْ على غُلَوائِها
ومضَتْ على غُلَوائِها
وأمّا الغالية من الطِّيب فممكنٌ أن يكون من هذا؛ أَي هي غاليةُ القِيمة يقولون : تغلَّلْت وتغلَّيت من الغالية .
غمج : الغين والميم والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على حركة ومجيء وذَهاب . يقال للفصيل : غَمِجٌ ، وهو يتغامَجُ بين أرفاغ أُمِّه ، إذا جاءَ وذهَبَ . ويقولون للرَّجُل لا يستقيم خُلُقه : غَمِج . والغَمْج : شُرب الماء ، وهو قريبُ القياسِ من الأوَّل .
غمد : الغين والميم والدال أصلٌ واحد صحيح ، يدلُّ على تغطية وسَتْر . من ذلك الغِمْدُ للسَّيف : غِلافُهُ . يقال : غَمَدته أَغْمِدُه غَمداً . ويقال : تَغمَّده اللهُ برحمته ، كأنّه يَغْمُرُه بها . وتغمَّدتُ فلاناً : جعلتَه تحتَك حتَّى تغطِّيَه . والنِّسبة إلى غامد غامديّ ، وهو حيٌّ من اليَمَن ، واشتقاقُهُ ممّا ذكرناه .
غمر : الغين والميم والراء أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على تغطية وسَتْر في بعض الشِّدّة . من ذلك الغَمْر : الماءُ الكثير ، وسمِّي بذلك لأنَّه يغمرُ ما تَحتَه . ثمّ يشتقُّ من ذلك فيقال فَرَسٌ غَمْر : كثير الجَرْي ، شُبِّه جريُه في كثرته بالماء الغَمْر . ويقال للرّجُل المِعطاءِ : غَمْر ، وهو غَمْرُ الرِّداء . قال كثيِّر :
غَمْرُ الرِّداءِ إذا تبسَّمَ ضاحكاً
غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ
غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ
غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ
ومن الباب : الغَمْرة : الانهماك في الباطل واللّهو . وسمِّيت غَمرةً لأنّها شيءٌ يستُر الحقَّ عن عين صاحِبِها . وغَمَرات الموت : شدائدُه التي تَغْشَى . وكلُّ شِدّة غَمرة ، سمِّيت لأنّها تَغْشَى . قال :
الغمرات ثمّ ينجلينا
وممّا يصحِّح هذا القياسَ الغَمير ، وهو نباتٌ أخضَرُ يغمُره اليَبِيس . ويقال : دخَلَ في غُِمار النّاس ، وهي زَحْمتُهم ، وسمِّيت لأنَّ بعضاً يستُرُ بعضاً . وفلانٌ مُغامِرٌ : يَرمي بنفسه في الأُمور ، كأنَّه يقع في أُمور تَستُره ، فلا يَهتدِي لوجه المَخْلَص منها . ومنه الغمْر ، وهو الذي لم يجرّب الأُمورَ كأنَّها سُتِرتْ عنه . قال :
أناةً وحِلْماً وانتظاراً غداً بهمْ
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ