معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 173
نمايش فراداده

والأصل الآخَر التمكُّن ، يقال قَرَّ واستقرَّ . والقَرُّ : مركبٌ من مراكب النِّساء . وقال :

على حَرَج كالقَرِّ تخفقُ أكفانِي   

ومن الباب  القَرُّ    : صَبُّ الماءِ في الشَّيء ، يقال : قَرَرتُ الماء . والقَرُّ : صبُّ الكلامِ في الأُذُن .

ومن الباب : القَرقَر : القاع الأملس . ومنه القُرارة : ما يلتزِق بأسفل القِدْر ، كأنَّه شيءٌ استقرَّ في القِدْر .

ومن الباب عندنا ـ وهو قياسٌ صحيح ـ الإقرار : ضدُّ الجحود ، وذلك أنَّه إذا أقَرَّ بحقٍّ فقد أقرَّهُ قرارَهُ . وقال قومٌ في الدُّعاء : أقرّ الله عينه : أي أعطاه حتّى تَقِرَّ عينُه فلا تطمَحَ إلى من هو فوقَه . ويوم القَرِّ : يومَ يستقرُّ النّاسُ بمنىً ، وذلك غداةَ يومِ النَّحر .

قلنا : وهذه مقاييسُ صحيحةٌ كما ترى في البابين معاً ، فأمّا أنْ نتعدَّى ونتحمّل الكلامَ كما بلغنا عن بعضهم أنَّه قال : سمِّيت القارورة لاستقرار الماء فيها وغيرِه ، فليس هذا من مذهبنا . وقد قلنا إنّ كلامَ العرب ضربان : منه ما هو قياسٌ ، وقد ذكرناه ، ومنه ما وُضِع وضعاً ، وقد أثبَتْنا ذلك كلَّه . والله أعلم .

فأمّا الأصواتُ فقد تكون قياساً ، وأكثرُها حكاياتٌ . فيقولون : قَرقَرت الحمامةُ قَرقرةً وقَرْقَرِيراً .

قرس : القاف والراء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على برد . من ذلك القَرْس : البَرد . وقَرِس الإنسانُ قَرَساً ، إذا لم يستطيع أن يعمل بيديه من شِدّة البَرد . قال أبو زُبَيد :


  • وقد تَصَلَّيت حَرَّ حربِهِمُ كما تَصَلّى المقرورُ من قَرسِ

  • كما تَصَلّى المقرورُ من قَرسِ كما تَصَلّى المقرورُ من قَرسِ

يقال : أقْرسَه البرد . وممّا ليس من هذا الباب القُراسِية : الجملُ الضَّخم .

قرش : القاف والراء والشين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الجمع والتجمُّع . فالقَرْش : الجمع ، يقال : تَقَرَّشُوا ، إذا تجمَّعوا . ويقولون : إنّ قُريشاً سمِّيت بذلك . والمُقَرِّشة : السَّنة المَحْل ، لأنَّ النّاسَ يضمُّون مواشِيَهم . ويقال : تقارَشَت الرِّماح في الحَرْب ، إذا تداخَلَ بعضُها في بعض . ويقولون : إنّ قريشاً : دابَّةٌ تسكن البحر تَغِلبُ سائرَ الدَّوابّ . قال :


  • وقريشٌ هي التي تَسْكُن البحر وبها سُمِّيت قريشٌ قريشا

  • وبها سُمِّيت قريشٌ قريشا وبها سُمِّيت قريشٌ قريشا

 قرشم  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القُرْشُوم وهو القُراد ، وقد زيدت فيه الميم ، وأصله القرش ، وهو الجمع ، سمِّي قرشوماً لتجمُّع خلقه .

قرص : القاف والراء والصّاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قبضِ شيء بأطراف الأصابع مع نبْر    يكون . من ذلك : قَرَصتُه أقرُصُه قَرْصاً . والقُرْص معروفٌ ، لأنَّه عجينٌ يُقرَص قَرْصاً . وقرَّصت المرأةُ العجين : قَطَّعته قُرصةً قُرصة . ولَبَن قارصٌ : يَحذِي اللِّسان ، كأنَّه يقرُصه قرصاً . ومن الباب : القوارص ، وهي الشَّتائم ، كأنَّ العِرْضَ يُقرَص قرصاً إذا قيل فيه ما لا يَحسُن . قال :


  • قوارصُ تأتِيني وتَحتقرونها وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعِمُ

  • وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعِمُ وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعِمُ

قال ابن دُريد : « حُلِيٌّ مقرَّص؛ أَي مرصَّع بالجواهر   » ، وكأنَّ ذلك يكون مستديراً على صُورة القُرص .

وممّا ليس من هذا الباب القُرّاص : نبات    .

قرض : القاف والراء والضّاد أصلٌ صحيحٌ ، وهو يدلُّ على القطع . يقال : قَرَضت الشَّيءَ بالمقراض . والقَرْض : ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضاه ، وكأنَّه شيءٌ قد قطعتَه من مالك . والقِراض في التِّجارة ، هو من هذا ، وكأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً وأعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها . ويقولون :  القريض     : الجرة ، في قولهم : « حالَ الجريضُ دُونَ القريض »؛  والظاهر أنّه أُريد به    الشِّعر ، وهو أصحّ . ويقال : إنّ فلاناً وفلاناً يتقارضان الثَّناء ، إذا أثنَى كلُّ واحد منهما على صاحبه . وكأنَّ معنى هذا أنَّ كلَّ واحد منهما أقْرَضَ صاحبَه ثناءً كقَرضِ المال . وهو يَرْجع إلى القياس الذي ذكرناه .

 قرضب  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القُرضوب هو اللصّ . قال الأصمعيّ : وأصله قطع الشَّيء . يقال : قرضَبْتُه : قطعته . والذي ذكره الأصمعي صحيح ، والكلمة منحوتة من كلمتين : من قرض وقَضَب ، ومعناهما جميعاً : القطع .

قرط : القاف والراء والطاء ثلاثُ كلمات عن غير قياس .

فالأُولَى القُرْط ، وهو معروفٌ . وقَرَّطَ فلانٌ فرسَه العنانَ ، إذا طَرحَ اللِّجام في رأسه .

والثانية القُِرْطانُ والقُِرطاطُ للسَّرج ، بمنزلة الوَلِيَّة للرَّحْل . وربّما استُعمِل للرَّحل .

ويقال : ما جادَ فلانٌ بقِرْطيطة؛ أَي بشيء يسير .

 قرطعب  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً : يقولون : ما عليه قِرطَعْبَةٌ؛ أَي خِرْقة .

قرع : القاف والراء والعين معظمُ البابِ ضربُ الشَّيء . يقال : قَرَعْتُ الشَّيءَ أقرَعُه : ضربتُه . ومُقارَعة الأبطال : قَرعُ بعضِهم بعضاً . والقَرِيع : الفَحْل؛ لأنَّه يَقرع النّاقة . والإقراع والمُقارَعة : هي المساهَمة . وسمِّيت بذلك لأنَّها شيءٌ كأنّه يُضرَب . وقارعتُ فلاناً فقرعتُه؛ أَي أصابتني القُرعةُ دونَه . والقارعة : الشَّديدة من شدائد الدهر؛ وسمِّيت بذلك لأنَّها تقرع النّاس؛ أَي تضربُهم بشدَّتها . والقارعة : القِيامةُ ، لأنَّها تَضرِبُ وتُصيب النّاسَ بإقراعها . وقوارِعُ القرآنِ : الآياتُ التي مَن قَرأها لم يُصِبْه فزَع . وكأنَّها ـ واللهُ أعلمُ ـ سمِّيت بذلك لأنَّها تَقْرَع الجِنّ : والشّاربُ يَقرَعُ بالإناء جبهته ، إذا اشتفَّ ما فيه . ويقال : أقرَعَ الدّابَة بلجامِه ، إذا كَبَحه .

ومن الباب : قولهم : رجلٌ قَرِعٌ ، إذا كان يَقبل مشورةَ المُشير . ومعنى هذا أنَّه قُرِع بكلام في ذلك فقبِله . فإنْ كان لا يقبلُها قيل : فلانٌ لا يُقرَع . ويقولون : أقرَعْتُ إلى الحقِّ إقراعاً : رجَعت .

ومن الباب القَرِيع ، وهو السيِّد ، سمِّي بذلك لأنَّه يعوَّلُ عليه في الأُمور ، فكأنَّه يُقرَع بكثرةِ ما يُسأل ويستعان بهِ فيه . والدَّليل على هذا أنَّهم يسمُّونه مقروعاً أيضاً .

ثمّ يُحمَل على هذا ويستعار ، فقالوا : أقرَعَ فلانٌ فلاناً : أعطاه خيرَ مالِه . وخيارُ المال : قُرعتُه؛ وسمِّي لأنَّه يعَوَّل عليه في النَّوائب كما قلناه في القَرِيع .

وممّا اتّسعوا فيه والأصل ما ذكرناه : القَريعة ، وهو خير بيت في الرّبع ، إن كان بَرْدٌ فخيارُ كِنِّهِ ، وإن كان حرٌّ فخِيارُ ظلِّه .

وممّا شذَّ عن هذا الأصل القَرَع ، وفَصِيلٌ مقرَّع . قال أوس :


  • لدى كلِّ أُخدود يغادرنَ دارعاً يُجَرُّ كما جُرَّ الفصيلُ المقرَّعُ

  • يُجَرُّ كما جُرَّ الفصيلُ المقرَّعُ يُجَرُّ كما جُرَّ الفصيلُ المقرَّعُ

والقَرَع أيضاً : ذَهابُ الشَّعَْر    من الرأس .

قرف : القاف والراء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مخالطةِ الشَّيء والالتباس به وادِّراعِه . وأصل ذلك القَرْف ، وهو كلُّ قَشْر . ومنه قِرْفُ الخُبْز ، وسمِّي قرفاً وقَرْفاً    لأنَّه لباسُ ما عليه .

ومن الباب القَرْف : شيءٌ يُعمَل من جلود يعمل فيه الخَلْع . والخَلْع : أن يُؤخذ اللحمُ فيُطبخَ ويجعلَ فيه توابل ، ثمّ يُفْرَغ في هذا الخَلْع . قال :


  • وذُبْيانيَّة وَصَّتْ بَنِيها بأنْ كَذَب القراطفُ والقُروفُ

  • بأنْ كَذَب القراطفُ والقُروفُ بأنْ كَذَب القراطفُ والقُروفُ

ومن الباب : اقترفْتُ الشَّيء : اكتسبتُه ، وكأنّه لابَسَه وادَّرَعه . وكذلك قولهم : فلانٌ يُقرَف بكذا؛ أَي يُرمَى به . يقال للَّذِي يُتَّهم بالأمر : القِرْفةُ ، يقول الرّجلُ إذا ضاع له شيءٌ : فلانٌ قِرْفَتِي؛ أَي الذي أتَّهِمُه ، كأنَّه قد ألبسه الظِّنَّة . و بنو    فلان قِرْفَتِي؛ أَي الذي عندهم أظنُّ طَلِبَتي وبُغْيتي . ويقولون : سَلْ بني فلان عن ناقتك فإنَّهم قِرْفةٌ؛ أَي تجدُ خَبَرها عنْدهم . وقياسُه ما قد ذكرناه . والفَرسُ المُقْرِف : المُدانِي الهُجْنة . يقولون : إنّ الْمقرِف : الذي أبوهُ هجينٌ وأُمُّه عربيّة . قال الشّاعر    :


  • فإنْ نُتِجَتْ مُهراً كريماً فبالحَري وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ

  • وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ

وقارفَ فلانٌ الخطيئةَ : خالَطَها . وقارفَ امرأتَه : جامَعَها؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما لباسُ صاحِبِه . والقَرَفُ : الوَباء يكون بالبلد ، كأنَّه شيءٌ يصير مرضاً لأهله كاللِّباس . وفي الحديث : أنَّ قوماً  شَكَوْا إليه    وَبأَ أرضِهم فقال : « تَحوَّلُوا فإنَّ مِن القَرَف التَّلَفَ » .

 قرفص  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القرْفُصاء ، وهو أن يقعد الرجل قِعدَة المحتبِي ثمَّ يضعَ يديه على ساقَيه كأنَّه محتَب بهما . ويقال : قرفَصْتُ الرَّجُلَ شدَدتُه . وهذا ممّا زيدت فيه الراء ، وأصله من القَفْص ، وقد ذكرناه .

قرق : القاف والراء والقاف كلمةٌ واحدة . يقولون : القَرِق : القاع الأملس . قال :


  • كأنَّ أيديهنَّ بالقاعِ القَرِقْ أيدي جوار يتعاطَيْنَ الوَرِقْ

  • أيدي جوار يتعاطَيْنَ الوَرِقْ أيدي جوار يتعاطَيْنَ الوَرِقْ

 قرقس  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَرَقُوس ، وهو القاع الأملس ، وأَصله من القَرَق ، والسين فيه زائدة ، وقد ذكرناه .

 قرقف  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً : القُرْقُوف : الجَوّال .

قرم : القاف والراء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حزٍّ أو قطع في شيء . من ذلك القَرْم : قَرْم أنفِ البعير ، وهو قطعُ جُليدة منه للسِّمة والعلامةِ ، وتلك القُطَيعة القُرامة . وقولهم : القَرْم : السيِّد ، وكذلك المُقْرَم ، فهو الذي ذكرناه ، إنّما يُقرَم لكرمه عندهم حتّى يصير فحلاً ، ثمّ يسمَّى بالقَرْم الذي يُقرَم به . وقال أوس :


  • إذا مُقْرَمٌ منّا ذَرا حدُّ نابِهِ تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ

  • تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ

ويقولون : إنّ القُرامَة شيءٌ يُقطَع من كِركرة البعير ، يُنتفَعُ به عند القحط ويؤكل . ومنه القُرامة ، وهو ما لَزِق بالتّنُّور من الخبز . وسمِّي بذلك لأنَّه يُقرَم من التَّنُّور؛ أَي ينحَّى عنه .

ومن الباب القَرْم ، وهو تناوُلُ الْحَمَلِ الحشيشَ أوّلَ ما يَقْرِمُ أطرافَ الشَّجَر . والقِرام : السِّتْر : الرّقيق ، وهو من قياس الباب ، كأنَّه شيءٌ قد غُشِّيَ به البابُ ، فهو كالقُرمة التي تُقرَم من أنف البعير .

وممّا شذَّ عن هذا الباب القَرَم : شدَّةُ شهوةِ اللَّحم .

 قرمد  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القِرميد : الآجُرّ .

 قرمص  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : قُرموص الصّائد : بيته . وهذا ممّا زيدت فيه الراء ، وأصله القمص وقد مَرّ .

 قرمل  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ما ذكره ابنُ دريد    : بعير قُرامِلٌ : عَظيم الخَلْق . وهذا ممّا زيدت لامُه ، وأصلُه القرم .

قرن : القاف والراء والنّون أصلانِ صحيحان ، أحدُهما يدلُّ على جَمعِ شيء إلى شيء ، والآخَرُ شيءٌ ينْتَأُ بِقُوَّة وشِدَّة .

فالأوَّل : قارنتُ بين الشَّيئين . والقِران : الحبلُ يُقرَن به شيئانِ . والقَرَن : الحَبْل أيضاً . قال جرير :


  • بلِّغْ خليفَتَنا إنْ كنتَ لاقِيَه أنِّي لدَى البابِ كالمشدود في قَرَنِ

  • أنِّي لدَى البابِ كالمشدود في قَرَنِ أنِّي لدَى البابِ كالمشدود في قَرَنِ

والقَرَن : جُعَيْبَةٌ صغيرة تُضَمُّ إلى الجَعبة الكبيرة . قال :

فكلُّهمْ يَمشِي بقَوس وقَرَنْ   

والقَرَن في الحاجبين ، إذا التقَيا . وهو مقرونُ الحاجِبَين بيِّنُ القَرَن . والقِرْن : قِرنُك في الشَّجاعة . والقَرْن : مثلُك في السِّنِّ . وقياسُهما واحد ، وإنَّما فُرِق بينهما بالكسر والفتح لاختلاف الصِّفتين . والقِران : أن تقرن بين تَمرتين تأكلهما . والقِرانُ : أن تَقْرِن حَجَّةً بعُمرة . والقَرُون من النُّوق : المُقرَّنة القادِمَين والآخِرَين من أخلافها . والقَرون : التي إذا جَرَتْ وضعت يديها ورجليها معاً . وقولهم : فلان مُقْرِنٌ لكذا؛ أَي مطيقٌ له . قال الله تعالى : ) سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لنا هـذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِين ( الزخرف : 13؛ وهو القياس؛ لأنَّ معناه أنَّه يجوز أن يكون قِرناً له . والقَرِينة : نَفْس الإنسان ، كأنَّهما قد تقارَنا . ومن كلامهم : فلانٌ إذا جاذبَتْه قَرينةٌ بَهَرَها؛ أَي إذا قُرِنت به الشَّديدة أطاقَها . وقَرِينةُ الرَّجُلِ : امرأتُه . ويقولون : سامحته قَرِينته وقَرُونته وقَرُونه؛ أَي نفسه . والقارِنُ : الذي معه سَيفٌ ونَبْل .

والأصلُ الآخر : القَرْن للشّاةِ وغيرها ، وهو ناتئٌ قويّ ، وبه يسمَّى على معنى التشبيه الذَّوائبُ قروناً . ومن ذلك قول أبي سفيان في الرُّوم : « ذات القُرون   » . كان الأصمعيُّ يقول : أراد قرونَ شُعورِهم ، وكانوا يطوِّلون ذلك يُعرَفُون به . قال مُرقِّش :


  • لات هَنّا وليتني طَرَفَ الزُّ جِّ وأهلي بالشّام ذاتِ القُرونِ

  • جِّ وأهلي بالشّام ذاتِ القُرونِ جِّ وأهلي بالشّام ذاتِ القُرونِ

ومن هذا الباب : القَرْن : عَفَلة الشّاة تخرج من ثَفرِها . والقَرْن : جُبيلٌ صغيرٌ منفردٌ . ويقولون قد أقرَنَ رُمحَهُ    : إذا رَفَعَه . وممّا شذَّ عن هذين البابين : القَرْنُ : الأُمّةُ من النّاس ، والجمع قُرونٌ ، قالَ اللهُ سبحانه : ) وَقُرُونَاً بَينَ ذلِكَ كَثيرَاً(    الفرقان : 38 . والقَرْنُ : الدُّفعَةُ من العَرَقِ ، والجمعُ قُرونٌ ، قالَ زُهير :


  • نُعَوِّدُها الطِرادَ فَكُلَّ يوم يُسَنُّ على سَنابِكِها قُرونُ

  • يُسَنُّ على سَنابِكِها قُرونُ يُسَنُّ على سَنابِكِها قُرونُ

ومن النَّبات : القَرْنُوَة ، والجلد المُقَرْنَي : المدبوغُ بها .

قره : القاف والراء والهاء كلمةٌ إن صحَّت . يقولون : القَرَه في الجلد كالقَلَح في الأسنان ، وهو الوَسَخ . يقال : رجلٌ أقْرَهُ وامرأةٌ قرهاء .

قرى : القاف والراء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جمع واجتماع . من ذلك القَرْية ، سمِّيت قريةً لاجتماع النّاس فيها . ويقولون : قَرَيت الماء في المِقْراةِ : جمعتُه ، وذلك الماءُ المجموع قَرِيٌّ . وجمع القَرية قُرىً ، جاءت على كُسْوة وكُسىً . والمِقْراة : الجفْنة ، سمِّيت لاجتماع الضَّيف عليها ، أو لما جُمع فيها من طعام .

ومن الباب القَرْو ، وهو كالمِعْصَرة    . قال :


  • أرمِي بها البَيداءَ إذْ أعرَضَتْ وأنت بين القَرْوِ والعاصر

  • وأنت بين القَرْوِ والعاصر وأنت بين القَرْوِ والعاصر

والقرو : حوضٌ معروف ممدودٌ عند الحوض العظيم ، تَرِدُه الإبل . ومن الباب القَرْو ، وهو كلُّ شيء على طريقة واحدة . تقول : رأيت القوم على قَرْو واحد . وقولهم : إنّ القَرْو : القصدُ؛ تقول : قروتُ وقرَيْت ، إذا سلكت . وقال النّابغة :

يَقْرُوا الدَّكادِكَ من ذنَبان    والأكَما

وهذا عندنا من الأوّل ، كأنّه يتبعها قريةً قرية . ومن الباب القَرَى : الظَّهر ، وسمِّي قرىً لما اجتمع فيه من العِظام . وناقةٌ قَرْواءُ : شديدة الظَّهر . قال :

مضبورة قَرواءَ هِرْجاب فُنُقْ   

ولا يقال للبعير أقْرَى .

وإذا هُمِز هذا البابُ كان هو والأوَّلُ سواءً . يقولون : ما قرأَتْ هذه النّاقةُ سَلىً ، كأنَّه يُراد أنَّها ما حَملَتْ قطُّ . قال :


  • ذِراعَيْ عَيطل أدماءَ بِكر هجانِ اللَّونِ لم تَقرأْ جنينا

  • هجانِ اللَّونِ لم تَقرأْ جنينا هجانِ اللَّونِ لم تَقرأْ جنينا

قالوا : ومنه القُرآن ، كأنَّه سمِّي بذلك لجَمعهِ ما فيه من الأحكام والقِصَص وغيرِ ذلك . فأمّا اقْرأَتِ المرأةُ فيقال إنَّها من هذا أيضاً . وذكروا أنَّها تكون كذا في حال طُهرها ، كأنَّها قد جَمَعَتْ دمها في جوفها فلم تُرْخِه . وناسٌ يقولون : إنَّما إقراؤها : خروجُها من طُهر إلى حيض ، أو حيض إلى طُهْر . قالوا : والقُرْء : وقْتٌ ، يكونُ للطُّهر مرّةً وللحيض مرّة . ويقولون : هَبَّت الرِّياح لقارئها : لوقتِها . وينشدون :


  • شَنِئَت العَقْرَ عَقْرَ بنِي شُليل إذا هبَّت لقارِئها الرِّياحُ

  • إذا هبَّت لقارِئها الرِّياحُ إذا هبَّت لقارِئها الرِّياحُ

وجملة هذه الكلمة أنَّها مشكلة . وزعم ناسٌ من الفقهاء أنّها لا تكون إلاّ في الطُّهر فقالوا :    &hellip

وهو من الباب الأوَّل : القارئة ، وهو الشّاهد . ويقولون : النّاس قواري الله تعالى في الأرض ، هم الشُّهود . وممكنٌ أنْ يُحمَل هذا على ذلك القياس؛ أَي إنَّهم يَقْرُون الأشياءَ حتَّى يجمعوها علماً ثمَّ يشهدون بها .

ومن الباب القِرةُ    : المال ، من الإبل والغَنَم . والقِرَة : العِيال . وأنشَد في القرة التي هي المال :


  • ما إنْ رأينا ملكاً أغارا أكثَر منه قِرَةً وقارا

  • أكثَر منه قِرَةً وقارا أكثَر منه قِرَةً وقارا

وممّا شذَّ عن هذا الباب القارية : طرف السِّنان . وحدُّ كلِّ شيء : قارِيتَهُ .

قزب : القاف والزاء والباء ، فيه من طرائف ابن دريد    : القَزَب : الصَّلاَبة والشِّدَّة . قَزِب الشَّيءُ : صَلُب .

قزح : القاف والزاء والحاء أُصيلٌ يدلُّ على اختلاطِ ألوان مختلفة وتشعُّب في الشَّيء . من ذلك القَزْح : التّابَلُ من توابل القِدر . يقال : قَزِّحْ قِدْرَكَ . قال ابن دريد    : ومنه قولهم : مليح قَزِيحٌ . ويقال : إنّ القُزَح : الطَّرائق ، في التي يقال لها : قَوْسُ قُزَح ، الواحدة قُزْحَة . ويقال : تقزَّحَ النّبتُ ، إذا انشَعَب شُعَباً . وشجرةٌ متفزِّحة . وقَزَح الكلبُ ببوله . وقال ابن دريد    : يقال : إنّ القَزْح : بَوْلُ الكلب . والله أعلم .

قزّ : القاف والزاء كلمةٌ واحدة ، تدلُّ على قِلَّةِ سُكون إلى الشَّيء    ، من ذلك القزّ ، وهو الوَثْب . ومنه التقزُّز ، وهو التنطُّس . ورجلٌ قَزٌّ ، وهو لا يسكن إلى كلِّ شيء .

قزع : القاف والزاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خِفَّة في شيء وتفرُّق . من ذلك القَزَع : قِطَع السَّحاب المتفرِّقة ، الواحدة قَزَعَة . قال :


  • تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه كأنَّ رِعالَه قَزَع الْجَهامِ

  • كأنَّ رِعالَه قَزَع الْجَهامِ كأنَّ رِعالَه قَزَع الْجَهامِ

ومن الباب القَزَعُ المنهيُّ عنه ، وهو أن يُحلَق رأسُ الصّبيّ ويترك في مواضعَ منه شعرٌ متفرِّق . ورجلٌ مقزَّع : لا يُرَى على رأسه إلاّ شعيرات . وفرسٌ مقزَّع : رقَّت ناصيتُه .

ومن الباب في الْخِفّة : تقزَّعَ الفرسُ : تهيَّأَ للرَّكض . والظَّبيُ يَقزَع ، إذا أسرَعَ . والقَزَع : صِغار الإبل    .

قزل : القاف والزاء واللام كلمةٌ واحدةٌ ، وهي القَزَل    ، وهو أسوأ العَرَج . يقال منه : قَزِل يَقْزَل .

قزم : القاف والزاء والميم كلمةٌ تدلُّ على دناءة ولؤم . فالقَزَم : الدّناءة واللُّؤم . والرجل قَزَم ، يقال ذلك للأُنثى والذَّكر ، والواحد والجمع .

قسب : القاف والسين والباء يدلُّ على مِثْل ما دلَّ عليه الذي قبله . يقولون :  القَسْب : التَّمر اليابس . قال :


  • وأسمَرَ خَطِّيّاً كأنَّ كعوبَه نَوَى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً منصّلا

  • نَوَى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً منصّلا نَوَى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً منصّلا

والقَسْب : الصُّلب من كلِّ شيء . والقَسِيب : الطَّويل الشَّديد . ومن الباب القَسِيب ، وهو صوتُ الماءِ في جَرَيانه ، ولا يكون صوتٌ إلاّ كان بقوّة . قال عَبِيد :

للماء مِن تحتِهِ قَسيبُ   

قسر : القاف والسين والراء يدلُّ على قَهر وغَلَبة بشدّة . من ذلك القَسْر : الغَلَبة والقَهْر . يقال : قَسَرتُه قسراً ، واقتسرتُه اقتِساراً . وبعيرٌ قَيْسَرِيٌّ : صُلْب . والقَسْوَرة : الأسد ، لقُوّته وغلَبته .

قسّ : القاف والسين مُعظَمُ بابه تتبُّع الشَّيء ، وهو يشذُّ عنه ما يقاربُه في اللَّفظ .

قال علماؤنا : القَسُّ : تتَبُّع الشَّيء وطلبُه ، قالوا : وقولهم : إنّ القَسَّ النَّميمة ، هو من هذا لأنَّه يتتبَّع الكلامَ ثمَّ ينُمُّه    . ويقال للدَّليل الهادِي : القَسْقاس ، وسمِّي بذلك لعلمه بالطَّريق وحُسْنِ طلَبِه واتِّباعه له . يقال : قَسَّ يَقُسّ . وتَقَسَّسْتُ أصواتَ القومِ بالليل ، إذا تتبَّعتَها . وقولهم : قَسَسْتُ القومَ : آذَيْتُهم بالكلام القبيح ، كلامٌ غير ملخَّص ، وإنَّما معناه ما ذكرناه من القَسّ أي النَّميمة    . ويقولون : قَرَبٌ قَسقاسٌ ، وسيرٌ قَسِيس    : دائبٌ . وهو ذلك القياس ، لأنَّه يقُسُّ الأرض ويتتبَّعُها .

وممّا شذَّ عن الباب قولهم :  ليلةٌ قسقاسة : مُظْلِمة . وربَّما قالوا لِلَّيلةِ الباردة : قَسِيَّة    . وقُساسٌ : بلدٌ تُنسَب إليه السُّيوف القُساسيَّة .

وذكر ناسٌ عن الشّيباني ، أنَّ القَسْقاس : الجُوع . وأنشَدُوا عنه :


  • أتانا به القَسقاسُ ليلاً ودُونَه جراثيمُ رَمْل بينهنَّ نفانِفُ

  • جراثيمُ رَمْل بينهنَّ نفانِفُ جراثيمُ رَمْل بينهنَّ نفانِفُ

وإنْ صحَّ هذا فهو شاذٌّ ، وإن كان على القياس فإنّما أراد به الشّاعِرُ القَسقاس    ، وما أدري ما الجُوعُ هاهنا . وأمّا قولهم . دِرهمٌ قَسِيٌّ؛ أَي رديء ، فقال قومٌ : هو إعراب قاس    ، وهي فارسيَّة . والثِّياب القَسِّيَّة يقال : إنَّها ثيابٌ يؤتى  بها من اليَمَن . ويقولون : قَسْقَسْتُ    بالكلب : صحتُ به    .

قسط : القاف والسين والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنَيَين متضادَّين والبناءُ واحد . فالقِسط : العَدل . ويقال منه أقْسَطَ يُقْسِط . قال الله تعالى : ) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين ( المائدة : 42 . والقَسْط بفتح القاف : الجَور . والقُسوط : العُدول عن الحقّ . يقال : قَسَطَ ، إذا جار ، يَقْسِطُ قَسْطاً . والقَسَط : اعوجاجٌ في الرِّجلين ، وهو خلاف الفَحَج .

ومن الباب الأوّل القِسْط : النَّصيب ، وتَقَسَّطْنا الشَّيءَ بيننا . والقِسْطاس : المِيزان . قال الله سبحانه : ) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيم(  الإسراء : 35 .

وممّا ليس من هذا القُسْط : شيءٌ يُتَبَخَّرُ به ، عربيٌّ .

قسم : القاف والسين والميم أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدهما على جمال وحُسن ، والآخر على تجزئة شيء .

فالأوَّل القَسام ، وهو الحُسْن والجمال . وفلانٌ مُقَسَّم الوجه؛ أَي ذو جمال . والقَسِمة : الوجه ، وهو أحسن ما في الإنسان . قال :


  • كأنَّ دنانيراً على قَسِماتهِمْ وإنْ كان قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ

  • وإنْ كان قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ وإنْ كان قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ

والقَسام ، في شعر النّابغة    :  شِدة الحَرّ    .

والأصل الآخر القَسْم : مصدر قَسَمت الشَّيءَ قَسْماً . والنَّصيب قِسمٌ بكسر القاف . فأمّا اليمين فالقَسَم . قال أهلُ اللغة : أصل ذلك من القَسامة ، وهي الأيمان تُقْسَم على أولياء المقتول إذا ادَّعَوْا دمَ مقتولهم على ناس اتَّهموهم به    . وأمسَى فلانٌ متقسَّماً؛ أَي كأنَّ خواطرَ الهموم تقسَّمَتْه .

وممّا شذَّ عن هذا الباب : القَساميّ ، وهو الذي يَطْوِي الثِّيابَ أوّل طيِّها ، ثمّ تُطْوَي على طَيِّه . قال :

طَيَّ القَسامِيّ بُرودَ العَصّابْ   

يقال : إنّ العصّاب : الغَزّال .

قسن : القاف والسين والنّون كلمةٌ تدلُّ على شِدّة . يقال : أقسأَنَّ اللَّيلُ : اشتدَّ ظلامُه . والمقسَئِنُّ : الصُّلب من الرجال ، ويكون كبيرَ السِّنّ . قال :


  • إِنْ تكُ لَدْناً ليِّناً فإنّي ما شئتَ من أشْمَطَ مقسَئِنِّ

  • ما شئتَ من أشْمَطَ مقسَئِنِّ ما شئتَ من أشْمَطَ مقسَئِنِّ

قسى : القاف والسين والحرف المعتلّ يدلُّ على شِدّة وصلابة . من ذلك الحجر القاسي . والقَسْوة : غِلَظ القَلْب ، وهي من قسوة الحَجَر . قال الله تعالى : ) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذ لِكَ فَهِيَ كالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوةً( البقرة : 74 .  و القاسية : اللَّيلة الباردة . ومن الباب المُقاساة : معالجَة الأمر الشَّديد . وهذا من القَسوة ، لأنَّه يُظهِر أنّه أقسَى من الأمر الذي يُعالِجُه . وهو على طريقة المُفاعَلة .

قشب : القاف والشين والباء أصلانِ يدلُّ أحدُهما على خَلْط شيء بشيء ، والآخَر على جِدَّة في الشَّيء .

فالأوَّل : القَشْب ، وهو خَلْط الشَّيء بالطَّعام ، ولا يكاد يكون إلاّ مكروهاً . من ذلك القشْب    ، هو السمُّ القاتل . قال الهُذَليّ    :


  • فَعَمّا قليل سقاها معاً بذِيفان مُذْعِفِ قِشْب ثُمالِ

  • بذِيفان مُذْعِفِ قِشْب ثُمالِ بذِيفان مُذْعِفِ قِشْب ثُمالِ

ويقال : قَشَب فلانٌ فلاناً بسُوء : ذكَره به أو نسَبَه إليه . وقَشَبَه بقبيح : لَطَخَه به . ورجل مُقشَّب الحسَب ، إذا مُزِج حسبُه . قال ابن دريد    : القِشْبَة : الخسيس من النّاس ، لغة يمانِيَة .

والأصل الآخَر : القَشِيب : الجديد من الثِّباب وغيرِها . والقَشيب : السَّيف الحديث العهد بالجِلاء .

قشر : القاف والشين والراء أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدلُّ على تنحيةِ الشَّيء ويكونُ الشَّيءُ كاللِّباس ونحوه . من ذلك قولك : قَشَرت الشَّيء أقشِره . والقِشْرة : الجلدة المقشورة .  والقِشْر    : لباس الإنسان . قال الشّاعر :


  • مُنِعَتْ حنيفةُ واللهازمُ منكمُ قِشرَ العراقِ وما يَلَذُّ الحنجرُ

  • قِشرَ العراقِ وما يَلَذُّ الحنجرُ قِشرَ العراقِ وما يَلَذُّ الحنجرُ

وفي  حديث    قَيْلَةَ : « كنت إذا رأيتُ رجلاً ذا رُواء وذا قِشْر طمَحَ بصري إليه » . والمَطْرة القاشرة : التي تَقشِر وجهَ الأرض . وسنةٌ قاشورة : مُجْدبة تَقْشِر أموالَ القوم . قال :


  • فابعَثْ عليهم سنةً قاشورهْ تحتلق المالَ احتلاقَ النُّورهْ

  • تحتلق المالَ احتلاقَ النُّورهْ تحتلق المالَ احتلاقَ النُّورهْ

ثمّ سمِّي كلُّ شيء يَفْعَل ذلك قاشوراً ، فيقولون للشُّؤم : قاشور . ويقولون في المثل : « أشأَم مِن قاشِر   » ، وهو فحلٌ له حديث . ولهذا سُمِّي الفِسْكِل    من الخيل الذي يَجيء في الحَلْبة آخِرَها قاشُوراً . وقولهم : إنّ الأقْشَر : الشَّديد الحُمرة ، وإنَّما ذلك للشَّديد حُمرةِ الوجه ، الذي يُرَى وجهُه كأنّه يتقشّر . وقُشَيرٌ :  أبو قبيلة    من العرب .

قشّ : القاف والشين كلماتٌ على غير قياس . فالقَشُّ : القشْر    . يقال : تقشقش الشَّيءُ ، إذا تقشَّر . وكان يقال لسورتي : ) قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ ( الكافرون : 1 و ) قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ( الأخلاص : 1 : المقَشْقِشَتان ، لأنَّهما يُخرِجان قارئهما مؤمناً بهما من الكفُر .

وممّا ليس من هذا الجِنْس : القِشَّة : القِرْدَة ، والصَّبِيَّة الصغيرة . ويقولون : التَّقشقُش : تطلُّب الأكلِ من هاهنا وهنا ، وهذا إنْ صحَّ فلعلّه من باب الإبدال والأصلُ فيه السين ، وقد مضى ذكره . ويقال : قَشَّ القَوْمُ : إذا أحْيَوْا بعدَ هُزال .

قشع : القاف والشين والعين أصل صحيحٌ واحِد ، أومأ إلى قياسِهِ أبو بكر فقال : « كلُّ شيء خَفَّ فقد قَشِع وقَشَع يقْشَع قَشَعاً ، مثل اللّحم يجفّف   » . وهذا الذي قاله صحيح . ومنه انقشَعَ الغَيم وأقشع وتَقَشَّع    ، والقِشْعة : القطعة من السَّحاب تَبقَى بعد انكشاف الغَيم . وذكر بعضُهم أنّ الكُناسة قَُِشع    . قال الكِسائيّ : قَشَعت الرِّيح السحابَ وانقشَعَ هو . وأقْشَعَ القومُ عن الماء ، إذا أقلعوا . ويقال : إنّ القِشَعَ : ما يُرمى به عن الصَّدر من نُخاعَة    . والقَشْع : ما قُشِع عن وجه الأرض . وكَلاٌَ قشِيعٌ : متفرِّق . وشاةٌ قَشِعَةٌ : غَثَّةٌ كأنَّ السِّمَن قد انقشَعَ عنها . ورجلٌ قَشِعٌ : لا يثبت على أمر . فأمّا القَشْع فيقال : بيتٌ من أَدَم ، والجمع قُشُوع . قال :

إذا القَشْعُ من رِيح الشِّتاء تَقعقَعا   

وهو القياس ، لأنَّهم إذا سارُوا قَشَعوه . ويقال : القَشْع : النِّطْع . وهو ذلك القياس .

 قشعم  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : أمّ قَشْعَم : المنيّة والدّاهية . وهذا ممّا زيدت فيه الميم ، والأصل القَشْع .

قشف : القاف والشين والفاء كلمةٌ واحدةٌ ، وهي قولهم : قَشِف يَقْشَفُ ، إذا لوَّحته الشمس فتغيَّر ، ثمَّ قِيل لكلِّ من لا يتصنَّع للتجمُّل قَشِف ، وهو يتقشَّف .

قشم : القاف والشين والميم أُصَيْلٌ إن صحّ فهو من الأكل وما ضاهاه من المأكول . قالوا : القَشْم : الأكل . والقُشام : ما يُؤكَل . وقال ابن دريد : « قُشام المائدة : ما نُفِض منها من باقي خُبز وغيرِه   » . ويقال : ما أصابت الإبِلُ مَقْشَماً؛ أَي لم تُصِب ما ترعاه .

وممّا شذَّ من هذا الباب إنْ صحَّ قولُهم : قَشَمت الخُوصَ ، إذا شقَقتَه ، لتَسفَّهُ . وكلُّ ما شُقَّ منه فهو قُشام .

قصب : القاف والصّاد والباء أصلان صحيحان ، يدلُّ أحدهما على قَطْع الشَّيء ، ويدلُّ الآخَر على امتداد في أشياءَ مجوَّفة .

فالأوّل القَصْب : القَطْع؛ يقال : قَصَبْته قَصْباً . وسمِّي القصّابُ قصّاباً لذلك . وسيف قَصّابٌ؛ أَي قاطع . ويقال : قَصَبْتُ الدّابة ، إذا قطعتَ عليه شُربَه قبل أن يَرْوَى . ومن الباب : قَصَبت الرّجُل ، إذا عبتَه ، وذلك على معنى الاستعارة .

والأصل الآخر : الأقصاب : الأمعاء ، واحدها قُصْب . والقَصَب معروف ، الواحدة قَصَبة . والقَصْباء : جمع قَصَبة أيضاً . والقَصَب : أنابيبُ من جوهر . وفي الحديث : « بَشِّرْ خَدِيجةَ ببيت في الْجَنَّة من قَصَب ، لا صَخَب فيه ولا نَصَب » . والقَصَب : عُروق الرّئة . والقَصَب : مخارِجُ الماء من العيون؛ وهذا على معنى التشبيه . والقُصّاب : المَزامير . قال :


  • وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِيــ  ـنُ والمُسمِعاتُ بقُصّابِها

  • ـنُ والمُسمِعاتُ بقُصّابِها ـنُ والمُسمِعاتُ بقُصّابِها

ومن الباب القَصائِب : الذوائب ، واحدتها قَصِيبة . ويقال : القُصّابة : الخُصْلة من الشَّعر .

قصد : القاف والصّاد والدال أُصولٌ ثلاثة ، يدلُّ أحدُها على إتيانِ شيء وأَمِّه ، والآخَر على اكتناز في الشَّيء .

فالأصل : قَصَدته قَصْداً ومَقْصَداً .ومن الباب : أقْصَدَه السَّهمُ ، إذا أصابه فقُتِل مَكانَه ، وكأنّه قيلَ ذلك لأنَّه لم يَحِد عنه    . قال الأعشى :


  • فأقْصَدها  سهمي وقد كان قبلها لأمثالها من نِسوَةِ الحيِّ قانِصا

  • لأمثالها من نِسوَةِ الحيِّ قانِصا لأمثالها من نِسوَةِ الحيِّ قانِصا

ومنه : أقْصَدَتْه حَيَّهٌ ، إذا قتلَتْه .

والأصل الآخر : قَصَدْت الشَّيءَ كسرته . والقِصْدَة : القِطْعة من الشَّيء إذا تكسَّر ، والجمع قِصَدٌ .  ومنه قِصَدُ الرِّماح . ورمحٌ قَصِد ، وقد انقَصَد . قال :