قعد : القاف والعين والدال أصلٌ مطّرِدٌ منقاسٌ لا يُخِلف ، وهو يُضاهِي الجلُوسَ وإن كان يُتكلَّمُ في مواضعَ لا يتكلَّم فيها بالجُلوس . يقال : قَعَد الرَّجلُ يقعُد قعوداً . والقَعْدة : المرَّة الواحدة . والقِعدة : الحالُ حسنةً أو قبيحة في القعود . ورجلٌ ضُجَعةٌ قُعَدة : كثيرُ القعودِ والاضطجاع . والقَعِيدة : قَعِيدة الرَّجُل : امرأَتُه . قال :
وامرأَةٌ قاعدةٌ ، إن أَردتَ القعود ، وقاعدٌ عن الحيض والأزواج ، والجمع قواعد . قال الله تعالى : )وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكاحاً (النور: 60. والمقْعَدات : الضَّفادع . والقُعْدُد : اللّئيم ، وزِيدَ في بنائه لقعوده عن المكارم . وأمّا القُعْدَد والقُعدُد فهو أَقَربُ القوم إلى الأب الأكبر . وفلانٌ أَقْعَدُ نَسَباً ، إذا كان أقربَ إلى الأب الأكبر ، وقياسُه صحيحٌ لأنَّه قاعد مع الأب الأكبر . والقَعِيد من الوحش : ما يأتيك من ورائك ، وهو خِلاف النَّطيح مُستقبِلك . والقَعَد : القَومُ لا ديوانَ لهم ، فكأنَّهم أُقعِدُوا عن الغَزْو . والثَّدي المُقْعَد على النّهد : النّاهد ، كأنّه أُقْعِد في ذلك المكان . وذو القَعْدة : شهرٌ كانت العربُ تقَعُد فيه عن الأسفار . والقُعْدة : الدّابّة تُقتَعَد للرُّكوب خاصّة . والقَعُود من الإبل كذلك . ويقال : القَعِيدة : الغِرارة ، لأنَّها تُملاَُ وتُقعَد . والقَعِيد : الجرادُ الذي لم يَستوِ جناحُه . وقواعد البيت : آساسُه . وقواعد الهَوْدَج : خشباتٌ أربع مُعترِضاتٌ في أسفله . والإقعادُ والقُعاد : داءٌ يأخذ الإبلَ في أوراكها فيُمِيلها إلى الأرض . والمُقْعَدة من الآبار : التي أُقعِدَتْ فلم يُنْتَهَ بها إلى الماء وتُرِكَتْ . والمُقْعَد : فَرخُ النَّسر . وقَعَدَتِ الرَّخَمة ، إذا جَثَمت . والمَقاعِد : موضع قُعودِ النّاسِ في أسواقهم . والقُعُدات : السُّروج والرِّحال . فأمّا قولهم : قَعِيدَكَ الله ، وقَعْدَكَ الله ، في معنى القَسَم . . . . . .
قعر : القاف والعين والراء أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدلُّ على هَزْم في الشَّيء ذاهب سُفْلاً . يقال : هذا قَعر البئر ، وقَعر الإناء ، وهذه قصعةٌ قَعِيرةٌ . وقَعَّر الرّجلُ في كلامه : شَدَّق . وامرأة قَعِرة : نعتُ سَوء في الجِماع . وانقَعَرت الشَّجرة من أَرومتِها : انقلعَتْ .
قعز : القاف والعين والزاء ليس فيه إلاّ طريفةُ ابن دريد ، قال : قَعَزْتُ الإناءَ : ملأتُه . وقَعَزْتُ في الماء : عَبَبْتُ .
قعس : القاف والعين والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ثبات وقوّة ، ويتوسَّعون في ذلك على معنى الاستعارة ، فيقال للرّجل المنيع العزيز : أَقْعَس ، وللغليظ العُنق قَوْعَس . و الأقعسانِ : جبلان طويلان . وليلٌ أقعَسُ؛ أَي طويلٌ ثابت ، كأنّه لا يكاد يَبْرَح . والإقعاس : الغِنى والإكثار . وعِزّةٌ قَعساء : ثابتةٌ لا تزول أبداً . قال :
وعزّةٌ قَعساءُ لَن تُناصَى
والعزُّ الأقعس في المذكَّر .
وممّا حُمِل على هذا : القَعَس : دُخولُ العنقِ في الصّدر حتَّى يَصير خلافَ الحَدَب؛ لأنَّ صدرَهُ كأنّه يرتفع . يقال : تقاعَسَ تقاعُساً ، واقعَنْسَسَ اقعنساساً . قال :
قعش : القاف والعين والشين أُصَيْلٌ يدلُّ على انحناء في شَيء . يقال : قَعشْتُ رأسَ الخشبة كَيما تُعطَف إليك . وقَعَشت الشَّيءَ : جمعتُه . وهو ذلك القياس ، لأنَّك تَعطِفُ بعضَه على بعض . وتَقَعْوَشَ الرّجلُ ، إذا انحنَى . وكذلك الجِذع . والقُعُوشُ : مراكب النّساء ، الواحد قَعْشٌ .
قعص : القاف والعين والصّاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على داء يدعو إلى الموت . يقال : ضربَه فأقْعَصَه؛ أَي قَتلَه مكانَه . والقَعَْص : الموت الوَحيّ . ومات فلانٌ قَعَْصاً . والقُعاص : داءٌ يأخذ في الصَّدر كأنَّه يكسِر العنُق ، يقال : قُعِصت فهي مقعوصة .
قعض : القاف والعين والضّاد كلمةٌ تدلُّ على عَطْف شيء وحَنْيِه . من ذلك القَعْض : عطفُك رأسَ الخشبة ، كما تُعطَف عروش الكَرْم . وهو قولُه :
أطرَ الصَّناعَين العريشَ القَعْضا
قعط : القاف والعين والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شَدِّ شيء ، وعلى شِدَّة في شيء . من ذلك الاقتِعاط ، وهو شدُّ العِصابة والعمامة . يقال : اقتطعتُ العمامةَ ، وذلك أن يشدَّها برأسه ولا يجعلَها تحتَ حنِكه . وفي الحديث : « أَمَرَ بالتلحِّي ونَهَى عن الاقتعاط » . ويقولون : القَعَط : الغضب وشدّة الصّياح . والقَعْط : الضِّيق . يقال : قَعَّط على غريمه : ضَيَّق . وممّا شذَّ عن هذا القَعْط : الشاء الكثير .
قعّ : القاف والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حكاياتِ صوت . من ذلك القَعْقَعة : حكايةُ أصوات التِّرَسةِ وغيرها . والمُقَعقِع : الذي يُجيل القِداح . ويكون للقِداح عند ذلك أدنَى صوت . ويقال : رجلٌ قَعقعانيُّ ، إذا مَشَى سمِعتَ لمفاصله قَعقَعةً . قال :
قَعْقعَةَ المِحوَرِ خُطّافَ العَلَقْ
وحِمارٌ قَعقعانيٌّ ، وهو الذي إذا حَمَلَ على العانة صَكَّ لَحْيَيْه . ويقال : قَرَبٌ قَعْقاعٌ : حثيث ، سمِّي بذلك لما يكون عندهُ من حركات السَّير وقَعْقَعته . وطريقٌ قعقاعٌ : لا يُسلَك إِلاَّ بمشقَّة . فأمّا القُعاعُ فالماء المُرُّ الغليظ . يقال : أَقَعُّوا ، إذا أنْبَطُوا قُعاعاً . فهذا ممكنٌ أنْ يكون شاذّاً عن الأصل الذي ذكرناه ، وممكن أن يكون مقلوباً من عَقَّ ، وقد مضى ذِكره . ويقولون : قَعْقَع في الأرض : ذَهَب . وهذا من قياس الباب ، لما يكون له عند سَيرِه من حركة وقَعقعة .
قعف : القاف والعين والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اجتراف شيء وأخْذِهِ أجمع . من ذلك القَعْف ، وهو شدّة الوطء واجتراف التّرابِ بالقوائم . والقاعف : المطر الشديد يَجْرُف وجهَ الأرض . وسيلٌ قُعافٌ ، مثل الجُراف . وقَعْفْتُ النَّخلةَ ، إذا قلعتَها من أصلها . والقَعْف : اشتِفافُكَ ما في الإناء أجْمَعَ .
قعل : القاف والعين واللام ثلاثُ كلمات غيرِ متجانسة ولا قياسَ لها .
فالأُولى القُعال : ما تناثَر من نَور العِنَب . والثانية : القَواعل : رؤوس الجبال ، واحدتُها قاعلة . والثالثة القَعْوَلَى : مِشيةٌ يَسفِي ماشِيها التُّرابَ بصُدور قدمَيه .
قعم : القاف والعين والميم كلماتٌ لا تَرْجِع إلى قياس واحد ، لكنَّها متباينة . يقولون : أُقْعِم الرّجلُ ، إذا أصابَه داءٌ فقتَلَه . وأقْعَمَتْه الحيّة . والقَعَم : مَيَلٌ في الأنف . ويقال : إنّ القَعَم في الأَليتينِ : ارتفاعُهما ، لا تكونان مُسترخِيتين . ويقولون : القَيعَم : السِّنَّوْر .
قعن : القاف والعين والنّون ليس فيه إلاّ قُعَين : قبيلةٌ من العرب .
قعو : القاف والعين والحرف المعتلّ فيه كلماتٌ لا قياسَ لها . يقولون : قَعا الفحلُ النّاقةَ قُعُوّاً . والقَعْو : خَشَبتانِ في البَكْرةِ فيهما المِحْور . قـال :
وأقْعَى الرَّجلُ في مَجلِسه ، إذا تسانَدَ كما يُقعِي الكلِب . ونُهِيَ عن الإقعاء في الصّلاة . وذكر ابنُ دريد : امرأةٌ قعواءُ : دقيقةُ السّاقَين .
قفح : القاف والفاء والحاء ، قال ابنُ دريد : قَفَحت نفسُه عن الشَّيء إذا كرهَتْه . قال : وهو في شِعر الطرِمّاح .
قفخ : القاف والفاء والخاء كلمةٌ واحدةٌ وهو ضربُ الشَّيءِ اليابس على مِثله . يقال : قَفَخ هامتَه . قال :
قَفخاً على الهامِ وبَجّاً وَخْضا
قفد : القاف والفاء والدال أصلٌ يدلُّ على التواء في شيء . من ذلك القَفَد : التواءُ رسغِ اليد الوحشيّ؛ رجلٌ أقفدُ وامرأةٌ قفداء . وكذلك الفرس . ويقولون : القَفْداء : جنس من الاعتمام .
قفدر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَفَنْدر : الشَّيخ . والقفندر : اللَّئيم الفاحش . وهذا ممّا زيدت فيه النّون ، ثمّ يكون منحوتاً من القَفْد والقَفْر : الخلاءِ من الأرض ، والقَفْد من قَفَدْتُه ، كأنَّه ذليل مَهِين .
قفر : القاف والفاء والراء أصلٌ يدلُّ على خُلوٍّ من خَير . من ذلك القَفْر : الأرض الخالية . ومنه القَفار : الطَّعام ولا أدْمَ معه . وفي الحديث : « ما أقْفَرَ بيتٌ فيه خَلّ » . وامرأةٌ قَفرة : قليلةُ اللَّحم .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل ، وهو من باب الإبدال ، يقولون : اقتفرت الأثَرَ واقتفيتُه ، وتفقَّر مثلُه . قال صخر :
فإنِّي عن تفقُّركم مكيثُ
وأمّا القَفُّور فنَبت . قال ابنُ أحمر :
ومن القياس الأوّل قولهم : نزلْنا ببني فلان فبتْنا القَفْرَ ، إذا لم يَقرُونا . وقال ابن دريد ـ وليس من البابين ـ : القفَر : الشَّعر . وأنشد :
جمع شِجار وهو خَشَب البِئْر .
قفز : القاف والفاء والزاء أصلانِ يدلُّ أحدهما على شبه الوَثْب ، والآخر على شيء يُلبَس .
فالأوّل القَفَزان : مصدر قَفَز . ويقال للضَّفادع : القَوافز . والآخر القُفّاز : وهو ضربٌ من الحَلْي تَتَّخذه المرأةُ في يديها ورجليها . ويقولون على التشبيه بهذا : فرسٌ مقفَّز ، إذا استدار تحجيلُه بقوائمه ولم يجاوز الأشاعر نَحْوَ المَنعَّل . فأمّا القَفِيز فمعرَّب .
قفس : القاف والفاء والسين . يقولون : القَفَس : الغضب .
قفش : القاف والفاء والشين . فيه طريفَة ابنِ دريد : قفش : جمع .
قفص : القاف والفاء والصّاد كلماتٌ تدلُّ على جمع واجتماع . يقولون : تقفَّص ، إذا تجمَّع . وقَفَّصتُ الظّبْيَ ، إذا شددتَ قوائمَه جميعاً . وقولهم : إنّ القَفْصَ : الوَثْب ، من هذا ، وذلك تجمُّع .
قفط : القاف والفاء والطاء كلمةٌ واحدة . يقولون : قَفَط الطّائرُ ، إذا سَفِد .
قفع : القاف والفاء والعين كلماتٌ تدلُّ على تجمُّع في شيء . يقال : أُذنٌ قَفْعاءُ ، كأنَّها أصابَتْها نار فانزَوَتْ . والرِّجْل القَفْعاء : التي ارتدَّتْ أصابعُها إلى القَدَم من البرد . والقَفْعة : شيءٌ يتَّخَذ من خُوص يُجتَنَى فيه الرُّطَب . وفي الحديث في ذكر الجراد : « ليْتَ عندنا منه قَفْعَةً أو قفعتين » . والله تعالى أعلمُ وأحكم .
قفعل : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : اقْفَعَلَّت يدُه : تقبّضت . وهذا ممّا زيدت فيه اللام ، وهو من تقفَّعَ الشَّيء ، وقد ذكرناه .
قفّ : القاف والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جَمْع وتجمُّع وتقبُّض . من ذلك القُفَّة : شَيءٌ كهيئة اليقطينة تُتَّخَذ من خُوط أو خُوص . يقال للشَّيخ إذا تقبَّضَ من هَرَمه : كأنَّه قُفَّة . وقد استَقفّ ، إذا تشنَّج . ومنه أَقَفَّتِ الدَّجاجةُ ، إذا كَفَّت عن البَيض . والقَفُّ : جنسٌ من الاعتراض للسَّرَق ، وقيل ذلك لأنَّه يقُفُّ الشَّيءَ إلى نفسه . فأمّا قولُهم : قَفْقَف الصَّرِدُ ، إذا ارتَعَد ، فذلك عندنا من التقبُّض الذي يأخذُه عند البرد . قال :
ولا يكون هذا من الارتعاد وحدَه .
ومن الباب القُفّ ، وهو شيءٌ يرتفع من مَتْن الأرض كأنّه متجمِّع ، والجمع قِفاف . والله أعلم .
قفل : القاف والفاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ أحدُهما على أوبة من سفر ، والآخر على صَلاَبة وشِدَّة في شيء .
فالأوّل القُفول ، وهو الرُّجوع من السَّفَر ، ولا يقال للذاهبين قافلةٌ حتّى يرجعوا .
وأمّا الأصل الآخَر فالقَفِيل ، وهو الخشب اليابس . ومنه القُفْل ، سمِّي بذلك لأنَّ فيه شدّاً وشِدَّة . يقال : أقفَلتُ البابَ فهو مُقْفَل . ويقال للبخيل : هو مُقْفَل اليدين . وقَفَِل الشَّيءُ : يَبِس . وخيلٌ قَوافِلُ : ضَوامِر . ويقال : أقْفَلَه الصّومُ : أيبَسَه .
قفن : القاف والفاء والنّون ليس بأصل ، لكنَّهم يقولون : القَفَن : لغةٌ في القفا . والقفِينَة : الشّاة تُذبَح من قَفاها . ويقال : إنّ القَفّانَ : طَريقةُ الشَّيء ومُنتهَى عملِه . وجاء في حديث عمر : « ثمَّ أكون على قَفّانِه » .
قفى : القاف والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إتْباعِ شيء لشيء . من ذلك القَفْو ، يقال : قَفوت أثَرَه . وقَفَّيتُ فلاناً بفلان ، إذا أتْبَعتَه إيّاه . وسمِّيت قافيةُ البيت قافيةً لأنَّها تقفو سائرَ الكلام؛ أَي تتلوه وتَتْبعه . والقَفا : مُؤْخِر الرّأس والعُنُق ، كأنَّه شيءٌ يَقفُو الوجهَ . والقافيه : القفا . وفي الحديث : « يقعدُ الشّيطانُ على قافية رأسِ أحدهم » .
قال ابن دريد : يقال : فلانٌ قِفْوتي : أي تُهمتي ، وقِفْوَتي؛ أَي خِيرَتي . قال : فكأَنَّه من الأضداد . وهذا الذي قاله فإنَّ المعنى فيه إذا اتَّهمه : قفاه أي تَبِعه يطلب سّيئةً عنده ، وإذا كان خِيرَتَه قَفاه أيضاً أي تَبِعه يرجو خَيْره . وليس ذلك عندنا من طريقة الأضداد في شيء . والقَفِيُّ والقَفاوة : ما يُدَّخر من لبن أو غيرِه لمن يُراد تكرمتُه به . وهو من القياس ، كأنَّه يُرادَ و يتبَع به إذا أُهدِيَ له . قال سلامة :
وقولهم : قَفَوت الرَّجُل ، إذا قذفْتَه بفُجور هو من هذا ، كأنّه أتْبَعَه كلاماً قبيحاً . وفي الحديث : « لا نَقْفُو أَمَّنا » .
قلب : القاف واللام والباء أصلانِ صحيحان : أحدهما يدلّ على خالِص شَيء وشَريفِه ، والآخَرُ على رَدِّ شيء من جهة إلى جهة .
فالأوَّل القَلْبُ : قلب الإنسان وغيره ، سمِّي لأنَّه أخْلَصُ شيء فيه وأرفَعُه . وخالِصُ كلِّ شيء وأشرفُه قَلْبُه . ويقولون : عربيٌّ قَُلْبٌ . قال :
والقُلاَب : داءٌ يصيب البعير فيَشْتَكِي قَلْبَه . والقُلْبُ من الأسورة : ما كان قُلْباً واحداً لا يُلوَى عليه غيرُه . وهو تشبيهٌ بقُلْب النَّخْلة . ثمّ شبِّه الحَيَّة بالقُلْب من الحَلْيِ فسمِّي قُلْباً . والقَلْب : نجمٌ يقولون إنّه قَلْبٌ العَقرب . و قَلَبْتُ النَّخلَة : نَزَعت قَلْبها .
والأصل الآخر قَلَبْتُ الثَّوبَ قَلْباً . والقَلَب : انقلابُ الشَّفَة ، وهي قَلْباءُ وصاحبُها أَقْلَب . وقَلَبْتُ الشَّيء : كبَبتُه ، وقلَّبته بيديَّ تقليباً . ويقال : أقْلَبَتِ الخُبْزةُ ، إذا حان لها أن تُقْلَب . وقولهم : ما به قَلبَةٌ ، قالوا : معناه ليست به عِلَّة يُقْلب لها فيُنْظَر إليه . وأنشدوا :
أي لم يقلِّب قوائمها من عِلَّة بها . والقَلِيب : البئرُ قبل أنْ تُطوَى؛ وإنّما سمِّيت قليباً لأنَّها كالشَّيء يقلَب من جهة إلى جهة ، وكانت أرضاً فلما حُفِرت صار ترابُها كأنَّه قُلِب . فإذا طُوِيت فهي الطَّوِيّ . ولفظ القليب مذكَّر . والحُوَّلُ القُلَّب : الذي يقلِّب الأُمور ويحتال لها . والقياس في جميع ما ذكرناه واحد . فأمّا القِلِّيب والقِلّوْب فيقال إنَّه الذئب . ويمكن أن يُحمَل على هذا القياس فيقال سمِّي بذلك لتقلُّبه في طلب مأكله . قال :
قلت : القاف واللام والتاء أصلانِ صحيحان ، أحدُهما يدلُّ على هَزْمَة في شَيء ، والآخَر على ذَهابِ شيء وهَلاكِه .
فالأوَّل القَلْت ، وهو النُّقرة في الصَّخرة ، والجمع قِلاتٌ . وقال :
وقَلْتُ العَين : نُقْرتها . وقَلْتُ الإبهام : النُّقرة تَحتَها . وقَلْت الثّريدة : الهَزْمة وسْطَها .
والأصل الآخر القَلَت ، وهو الهلاك . يقال : قَلِت قَلَتاً . وفي الحديث : « إنّ المسافِرَ ومتاعَهُ على قَلَت إلاَّ ما وَقَى اللهُ تعالى » . والمِقْلاَتُ من النّوق : التي لا يَعيش لها ولد ، وكذلك من النِّساء ، والجمع مقاليت . قال :
وقال :
قلح : القاف واللام والحاء كلمةٌ واحدة ، وهي القَلَح : صُفْرَةٌ في الأسنان . رجلٌ أقْلَحُ . قال :
ويقال : إنّ الأقْلَح : الجُعَل .
قلخ : القاف واللام والخاء كلمة واحدةٌ ، يقولون : إنّ القَلْخ : هَدير الجمل .
قلد : القاف واللام والدال أصلانِ صحيحانِ ، يدلُّ أحدهما على تعليق شيء على شيء وليِّه به ، والآخَر على حَظٍّ ونصيب . فالأوَّل التقليد : تَقليد البَدَنة ، وذلك أن يعلَّق في عُنُقها شيءٌ ليُعْلَمَ أنَّها هَدْيٌ . وأصل القَلْد : الفتل ، يقال : قَلَدْتُ الحبلَ أقلِدُه قَلْداً ، إذا فَتَلْتَه . وحبلٌ قليدٌ ومقلود . وتَقَلَّدْتُ السَّيف . ومُقَلَّدُ الرَّجُل : موضِعُ نِجاد السَّيف على مَنْكِبه . ويقال : قَلَّدَ فلانٌ فلاناً قِلادةَ سَوء ، إذا هجاه بما يَبْقَى عليه وَسْمُه . فإذا أكَّدوه قالوا : قلَّدَهُ طَوْقَ الحمامة؛ أَي لا يفارقُه كما لا يُفارِق الحمامةَ طوقُها . قال بِشْر :
والمِقْلَد : عصاً في رأسها عَوَج يُقْلَدُ بها الكَلأ ، كما يُقْلَدُ القَتُّ إذا جُعِل حِبالاً . ومن الباب القِلد : السِّوار . وهو قياس صحيح لأنَّ اليدَ كأنَّها تتقلَّدُه . ويقولون : إنّ الإقليد : البُرَة التي يشدُّ بها زِمام النّاقة .
والأصل الآخر : القِلْد : الحَظُّ من الماء . يقال : سقَينا أرضَنا قِلْدَها؛ أَي حظّها . وسقَتْنا السَّماءُ قِلْداً كذلك ، أراد حظّاً . وفي الحديث : « فَقَلَدَتْنا السَّماءُ قِلْداً في كلِّ أسبوع » .
فأمّا المقاليد ، فيقال : هي الخزائن . قال الله تعالى : ) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ ( الزمر : 63 ، ولعلَّها سمِّيت بذلك لأنَّها تُحْصِنُ الأشياء؛ أَي تَحفظُها وتَحوزُها . والعرب تقول : أقْلَدَ البحر على خَلْق كثير ، إذا أحْصَنَهُم في جَوفه .
وممّا شذَّ عن الباب القِلْدة والقِشْدة : تمر وسَويقٌ يخلط بهما سَمْن .
قلز : القاف واللام والزاء . يقولون : إنّ التقَلُّز : النَّشاط .
قلس : القاف واللام والسين كلمتان : أحدهما رَمْيُ السَّحابة النَّدَى من غير مطر ، ومنه قَلَس الإنسانُ ، إذا قاءَ ، فهو قالس . وأمّا التَّقليس فيقال : هو الضَّرب ببعض الملاهي . وهي الكلمة الأُخرى .
وقال أبو بكر ابنُ دريد : القَلْس من الحِبال ، ما أدري ما صحّتُه .
قلص : القاف واللام والصّاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انضمامِ شيء بعضِه إلى بعض . يقال : تقلَّصَ الشَّيءُ ، إذا انضمَّ . وشَفَةٌ قالِصَة . وظلٌّ قالصٌ ، إذا نَقَصَ ، وكأنَّه تضامَّ . قال تعالى : ) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً( الفرقان : 46 . وأمّا قَلَصَةُ الماءِ فهو الذي يَجِمُّ في البئر منه حتّى يرتفع ، كأنّه تقلَّص من جوانبه . وهو ماءٌ قليص . وجَمْعُ القَلَصَة قَلَصات . ويقولون : قَلَصَتْ نَفْسُه : غَثَتْ . وقياسُه قريب . فأمّا القَلُوصُ ، فهي الأُنثى من رِئال النَّعام . وعندي أنَّها سُمِّيت قَلوصاً لتجمُّع خَلْقِها ، كأنَّها تقلَّصَتْ من أطرافها حتَّى تجمَّعت . وكذلك أُنثى الْحُبارَى . وبها سمِّيَت القَلُوصُ من الإبل ، وهي الفتيَّة المجتمعة الخَلْق . ويقال : قَلَصَ الغدير ، إذا ذَهَبَ أكثرُ مائِه .
قلط : القاف واللام والطاء ليس فيه شيء يصحّ . غير أنَّ ابن دريد قال : رجُلٌ قُلاَطٌ : قَصير . ولعلَّ هذا من قولهم رجلٌ قَلَطِيٌّ .
قلع : القاف واللام والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انتزاعِ شيء من شيء ، ثمّ يفرَّع منه ما يقاربُه . تقول : قَلَعْتُ الشَّيءَ قَلْعاً ، فأنا قالعٌ وهو مقلوع . ويقال للرّجُل الذي يتقلَّع عن سَرْجِهِ لسوءِ فُروسَتِه : قُلْعَة . ويقال : هذا منزِلُ قُلْعة ، إذا لم يكن موضعَ استيطان . والقَوْم على قُلْعَة؛ أَي رِحلة . والمقلوع : الأمير المعزول . والقَلَعة : صخرةٌ تتقلَّع عن جبل منفردةً يَصعُب مَرامُها . وبه تشبَّه السحابة العظيمة ، فيقال قلَعَةٌ ، والجمع قَلَع . قال :
والقُلاع : الطِّين يتشقَّقُ إذا نَضَب عنه الماء . وسمِّي قُلاَعاً لأنَّه يتقلَّع . وأقلَعَ عن الأمر ، إذا كَفَّ . ورماهُ بقُلاَعه ، إذا اقتَلَع قطعةً من الأرض فرماه بها . والمِقْلاع معروف . والقَلاّع : الشُّرطِيّ فيما يقال . وروي في حديث : « لا يدخلُ الجنَّةَ دَيْبُوبٌ ولا قَلاّع » . قالوا : الدَّيبوب : الذي يدِبُّ بالنّمائم حتَّى يفرِّق بين النّاس . والقَلاّع : الرّجُل يَرَى الرّجُلَ قد ارتفَع مكانُه عند آخَرَ فلا يزال يَشِي بينهما حتَّى يَقلَعَه . وأقلَعَتْ عنه الحُمَّى . ويقال : تركتُ فلاناً في قَلَع من حُمَّى؛ أي في إقلاع . ويقال : قَلِعَ قَلَعاً . والقِلْع : شِراع السَّفينة ، وذلك لأنَّه إذا رُفِعَ قَلَعَ السّفينةَ من مكانها .
وممّا شذَّ عن هذا الباب القَلع والقِلْع . فأمّا القَلْع فالكِنْف ، يقولون في أمثالهم : « شَحْمَتِي في قَلْعِي » . وأمّا القِلْع فيقال : إنّها صُدَيِّرٌ يلبَسُه الرّجلُ على صَدره . قال :
مُسْتَأْبِطاً في قِلْعِه سِكِّينا
قلف : القاف واللام والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على كَشْط شيء عن شيء . يقال : قَلَفْت الشَّجرةَ ، إذا نحَّيْتَ عنها لِحاءَها . وقَلَفْتَ الدَّنَّ : فَضضتُ عنه طِينَه . وقَلَفَ الخاتنُ عُرْلة الصّبيِّ ، وهي القُلْفة ، إذا قَطَعها .