قلق : القاف واللام والقاف كلمةٌ تدلُّ على الانزعاج . يقال : قَلِق يَقْلَق قَلَقاً .
قلقع : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَلْقَع ، وهو ما يَبِس من الطِّين على الأرض فيتقلّف . وهذه منحوتةٌ من ثلاث كلمات : من قفع ، وقلع ، وقلف ، وقد فُسِّر .
قلّ : القاف واللام أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدُهما على نَزارة الشَّيء ، والآخرُ على خلاف الاستقرارِ ، وهو الانزعاج .
فالأوَّل قولهم : قلَّ الشَّيءُ يقِلُّ قلّة فهو قليل . والقُلُّ : القِلّة ، وذلك كالذُّل والذِّلّة . وفي الحديثِ في الرِّبا : « إنْ كَثُرَ فإنَّه إلى قُلٍّ » . وأمّا القُلَّةُ التي جاءت في الحديث ، فيقولون : إنّ القُلَّة ما أقلَّهُ الإنسانُ من جَرّة أو حُبٍّ . وليس في ذلك عند أهل اللُّغة حدٌّ محدود . قال :
فَظَلِلْنا بنَعْمة واتَّكأْنا
وشَرِبنا الحَلالَ من قُلَلِهْ
وشَرِبنا الحَلالَ من قُلَلِهْ
وشَرِبنا الحَلالَ من قُلَلِهْ
ويقال : استقلَّ القومُ ، إذا مضَوا لمسيرِهم ، وذلك من الإقلال أيضاً ، كأنَّهم استخفُّوا السَّيرَ واستقلُّوه . والمعنى في ذلك كلِّه واحد . وقولنا في القُلَّة ما أقلَّه الإنسان فهو من القِلّة أيضاً ، لأنَّه يقلُّ عنده .
وأمّا الأصل الآخَر فيقال : تَقَلقلَ الرَّجُل وغيرُه ، إذا يثبُتْ في مكان . وتقَلقَل المِسمارُ : قَلِقَ في موضعه . ومنه فرسٌ قُلقُلٌ : سريع . ومنه قولهم : أخَذَه قِلٌّ من الغضب ، وهو شِبه الرِّعْدة .
قلم : القاف واللام والميم أصلٌ يدلُّ على تسويةِ شيء عند بَرْيه وإصلاحه . من ذلك : قَلَمْتُ الظُّفُر وقلَّمْته . ويقال للضَّعيف : هو مَقلُوم الأظفار . والقُلاَمَة : ما يسقُط من الظُّفُر إذا قُلِم . ومن هذا الباب سمِّي القلمُ قَلَماً ، قالوا : سمِّي به لأنَّه يُقْلَم منه كما يُقْلَمُ من الظُّفر ، ثمَّ شُبِّه القِدْح به فقيل : قلم . ويمكن أن يكون القِدحُ سُمِّي قلَماً لما ذكرناه من تسويته وبَرْيه . قال الله تعالى : )وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ( آل عمران : 44 . ومن الباب المِقْلَم : طَرَف قُنْب البعير ، كأنَّه قد قُلِم ، ويقال : إنّ مَقالم الرُّمح : كُعوبه .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل القُلاَّم ، وهو نبتٌ . قال :
أتَوْني بِقُلاَّم فقالوا تَعَشّهُ
وهل يأكُلُ القُلاَّمَ إلاّ الأباعرُ
وهل يأكُلُ القُلاَّمَ إلاّ الأباعرُ
وهل يأكُلُ القُلاَّمَ إلاّ الأباعرُ
قلمس : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القلمَّس : السَّيِّد . وهذا ممّا زيدت فيه اللام ، وهو من القَمْس والقاموس ، وهو مُعظَم الماء ، شبِّه بقاموس البحر .
قله : القاف واللام والهاء لا أحفَظُ فيه شيئاً ، غير أنّ غَديرَ قَلَهَي : موضع .
قلهذم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَلَهْذَم ، يقال هو صفةٌ للماء الكثير . وهذا ممّا زيدت فيه اللام والهاء ، وهو من القَذْم وهو الكثرة ، وقد فسَّرناه .
قلو : القاف واللام والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خِفّة وسرعة . من ذلك القِلْو : الحِمار الخفيف . و يقال : قَلَتَ النّاقةُ براكبها قَلْواً ، إذا تقدَّمَت به . واقلَوْلَت الحُمْر في سرعتها . والمُقلَوْلِي : المتجافي عن فِراشه . وكلُّ ناب عن شيء متجاف عنه : مُقْلَوْل . قال :
أقولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأقْرَدَتْ
أَلاَ هَلْ أخو عيش لذيذ بدائمِ
أَلاَ هَلْ أخو عيش لذيذ بدائمِ
أَلاَ هَلْ أخو عيش لذيذ بدائمِ
والمُنْكمش مُقْلَوْل . وفي الحديث : « لو رأيتَ ابنَ عُمَرَ لرأيتَه مُقْلولياً »؛ أَي متجافِياً عن الأرض ، كأنّه يريد كَثْرَةَ الصَّلاة . ومن الباب قَلاَ العَيْرُ آتُنَه قَلْواً . ومن الباب القِلَى ، وهو البُغْض . يقال منه : قَلَيْتُه أَقِيله قِلىً . وقد قالوا : قَلَيتُهُ أَقلاه . والقِلَى تجاف عن الشَّيء وذَهابٌ عنه ، والقَلْي : قَلْيُ الشَّيء عَلَى المِقْلَى . يقال : قَلَيْتُ وقَلْوت . و القَلاَّء : الذي يَقْلي . وهو القياس ، لأنّ الحَبَّة تُستَخَفُّ بالقلْي وتَخِفُّ أيضاً .
قمح : القاف والميم والحاء أُصَيْلٌ يدلُّ على صفة تكون عند شُرب الماء من الشّارب ، وهو رَفْعُهُ رأسَه . من ذلك القامح ، وهو الرّافع رأسَه من الإبل عند الشُّرب امتناعاً منه . وإبلٌ قِماح . قال :
ونحنُ على جوانبِها قُعودٌ
نَغضُّ الطَّرفَ كالإبلِ القِماحِ
نَغضُّ الطَّرفَ كالإبلِ القِماحِ
نَغضُّ الطَّرفَ كالإبلِ القِماحِ
ويقولون : رَوِيَتْ حتَّى انقَمَحَتْ؛ أَي تركت الشُّرب رِيّاً . وشَهْرا قُِماح : أشدُّ ما يكون من البَرْدِ ، وسمِّيا بذلك لأنّ الإبلَ إذا وردت آذاها بَردُ الماء فَقامَحَتْ؛ أَي رفَعَتْ رءوَسَها .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل القَمْح ، وهو البُرّ . ويقولون ـ ولعلّه أن يكون صحيحاً ـ : اقتَمَحْتُ السَّويقَ وقَمَحتُه ، إذا ألقيتَه في فمك براحَتِك . قال ابن دريد : القُمْحة من الماء : ما ملاََ فاكَ منه . والقُمَّحات : الوَرْس ، أو الزَّعفران ، أو الذَّرِيرة ، كلُّ ذلك يُقال .
قمد : القاف والميم والدال أُصَيْلٌ يدلُّ على طُول وقُوّة وشِدّة . من ذلك القُمُدُّ : القويُّ الشَّديد . قال ابن دريد : « القَمْد أصل بناء القُمُدّ . و الأقمد : الطَّويل ، رجلٌ أَقْمَدُ وامرأةٌ قمداء ، وقُمُدّ وقُمُدَّة » .
قمر : القاف والميم والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على بَياض في شيء ، ثمّ يفرّع منه . من ذلك القَمَر : قَمَر السَّماء ، سمِّي قمراً لبياضه . وحمارٌ أقمر؛ أَي أبيض . وتصغير القَمَر قُمَيْر . قال :
وقمير بدا ابن خمس وعشريــ
ــنَ فقالت له الفتاتان قُوما
ــنَ فقالت له الفتاتان قُوما
ــنَ فقالت له الفتاتان قُوما
ويقال : تقمَّرتُه : أتيتُه في القَمْراء . ويقولون : قَمِرَ التَّمْر ، وأقْمَرَ ، إذا ضَرَبَه البردُ فذهبت حلاوتُه قبل أن يَنضَج . ويقال : تَقَمَّر الأسدُ ، إذا خَرَجَ يطلبُ الصّيد في القَمْراء . قال :
سَقَطَ العِشاءُ به على مُتَقمِّر
ثَبْتِ الجَنانِ مُعاوِدِ التَّطْعانِ
ثَبْتِ الجَنانِ مُعاوِدِ التَّطْعانِ
ثَبْتِ الجَنانِ مُعاوِدِ التَّطْعانِ
وقَمَر القومُ الطّيرَ ، إذا عَشَّوْها ليلاً فصادُوها . فأمّا قول الأعشى :
تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأصبحتْ
قُضاعِيَّةً تَأْتي الكواهنَ ناشِصا
قُضاعِيَّةً تَأْتي الكواهنَ ناشِصا
قُضاعِيَّةً تَأْتي الكواهنَ ناشِصا
فقيل : معناه كما يتقمَّر الأسدُ الصّيدَ . وقال آخرون : تقمّرها : خَدَعها كما يُعَشَّى الطّائرُ ليلاً فيُصاد .
ومن الباب : قَمِرَ الرّجُل ، إذا يُبصِر في الثَّلج . وهذا على قولهم : قَمِرَت القِربة ، وهو شيءٌ يُصِيبُها كالاحتراق من القَمَر .
فأمّا قولُهم : قَمَرَ يَقْمِرُ قَمْراً ، والقِمار من المقامرة ، فقال قومٌ : هو شاذّ عن الأصل الذي ذكرناه ، وقال آخرون : بل هو منه . وذلك أنَّ المُقامِرَ يزيد مالُه ويَنْقُص ولا يَبْقَى على حال . وهذا شيءٌ قد سَمِعناه . والله أعلمُ بصحَّتِه .
قال ابن دريد : تَقَمَّرَ الرّجُل ، إذا طَلبَ من يقامره . ويقال : قَمَرْتُ الرّجُلَ أقمُره وأقمِرُه .
قمس : القاف والميم والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غَمْسِ شيء في الماء ، والماء نفسُه يسمَّى بذلك . من ذلك قَمَسْت الشَّيءَ في الماء : غَمَسْتُه . ويقال : إنّ قاموس البحرِ : مُعظَمه . وقالوا في ذكر المَدِّ والجزر : إنّ مَلَكاً قد وُكِّل بقاموس البحر ، كلَّما وَضَعَ رجلَه فاض ، فإذا رفَعَها غاضَ . ويقولون : قَمَسَ الولدُ في بطن أُمِّه : اضطرب . والقَمّاس : الغَوّاص . وانْقَمَسَ النّجم : انحطَّ في المَغْرِب . وتقول العربُ للإنسان إذا خاصم مَنْ هو أجرأ منه : « إنّما يُقامِسُ حُوتاً » .
قمش : القاف والميم والشين . يقولون : القَمْش : جَمْعُ الشَّيء من هاهنا وهُنا .
قمص : القاف والميم والصّاد أصلان : أحدهما يدلّ على لُبس شيء والانشِيامِ فيه ، والآخَر على نَزْوِ شيء وحركة .
فالأوّل القَميص للإنسان معروف . يقال : تَقَمَّصَه ، إذا لَبِسه . ثمّ يُستعار ذلك في كلِّ شيء دخل فيه الإنسان ، فيقال : تقمَّصَ الإمارَةَ ، وتقمَّص الوِلاية . وجَمْع القميص أقمصةٌ ، وقُمُص .
والأصل الآخر القمْص ، من قولهم : قمص البعير ويقمُص قمصاً وقِماصاً ، وهو أن يرفع يدَيه ثمّ يطرحَهما معاً ويَعجِنَ برجليه . وفي الحديث ذكر القامصة ، وهو من هذا . يقال : قَمَص البحر بالسَّفينة ، إذا حَرّكَها بالموج ، فكأنَّها بعيرٌ يقمِصُ .
قمط : القاف والميم والطاء أُصَيْلٌ يدلُّ على جمع وتجمُّع . من ذلك القَمْط : شدُّ أعصابِ الصّبِيِّ بقِماطِهِ . ومنه قُمِطَ الأسير ، إذا جُمِع بين يديه ورجليه بِحبل . ووقعت على قِماطِهِ ، معناه ، على عَقْدِ أمرِهِ كيف عَقْدُه ، وكذلك إذا فَطِنْتَ له . ومرَّ بنا حولٌ قَميطٌ؛ أَي تامٌّ جميع . وسِفادُ الطّائرِ قَمْطٌ أيضاً ، لجمعه ماءَه في أُنثاه .
قمطر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَمْطَرِير : الشَّديد ، وهذا ممّا زيدت فيه الراء وكرّرت تأكيداً للمعنى ، والأصل قَمَط وقد ذكرناه ، وأنَّ معناه الجمع . ومنه قولهم : بعير قِمَطرٌ : مجتمع الخَلق . والقياسُ كلُّه واحد .
قمع : القاف والميم والعين أُصولٌ ثلاثة صحيحة : أحدها نزولُ شيء مائع في أداة تُعْمَل له ، والآخَر إذلالٌ وقهر ، والثالث جنسٌ من الحيوان .
فالأوَّل القِمَعُ معروف ، يقال : قِمَعٌ وقِمْع . وفي الحديث : « وَيلٌ لأقماع القول » ، وهم الذين يَسمَعون ولا يَعُون ، فكأنَّ آذانَهم كالأقماع التي لا يَبْقَى فيها شيء . ويقولون : اقتمَعْتُ ما في السِّقاء ، إذا شربتَه كلَّه ، ومعناه أنّك صِرْت له كالقِمَع .
والأصل الآخَر ، وقد يمكنُ أنْ يُجمَعَ بينه وبين الأوَّل بمعنىً لطيف ، وذلك قولُهم : قَمعْتُه : أذلَلْتُه . ومنه قَمَعْتُه ، إذا ضربته بالمِقْمَع . قال الله تعالى : ) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيد ( الحج : 21 . وسمِّي قَمَعَة بن الياس لأنَّ أباه أمره بأمر فانقمع في بيته ، فسمِّي قَمَعة . والقياس في هذا والأوَّلِ متقارِب؛ لأنَّ فيه الوُلوجَ في بيته وكذلك الماءُ ينقمع في القِمَع .
والأصل الآخَر القَمَع : الذُّباب الأَزرق العظيم . يقال : تركناه يتَقمَّع الذِّبّانَ من الفَراغ؛ أَي يذُبُّها كما يتقمَّع الحِمار . وتُسمَّى تلك الذِّبّانُ : القَمَعُ . قال أوس :
ألم تر أنَّ اللهَ أنزلَ نَصرَه
وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ
وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ
وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ
ويقال : أقْمَعتُ الرّجل عنِّي ، إذا رددتَه عنك . وهو من هذا ، كأنَّه طرَدَه . وممّا حُمِل على التَّشبيه بهذا ، القَمَعُ : ما فوق السَّناسِن من سَنام البعيرِ من أعلاه . ومنه القَمَع : غِلَظٌ في إِحدى رُكبتَيِ الفَرَس . والقَمَع : بَثْرَةٌ تكون في المُوق من زيادةِ اللَّحم .
وممّا شَذَّ عن هذه الأُصول قولُهم : إِنَّ قمعة مالِ القومِ : خيارُه .
قمعد : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً اقْمَعَدَّ : عسُر .
قمل : القاف والميم واللام كلماتٌ تدلُّ على حَقارة وقماءة . رجلٌ قَمَليٌّ؛ أَي حقير . والقُمَّل : صِغار الدَّبا . وأقْمَلَ الرِّمْث ، إذا بدا ورقُه صغاراً ، كأنَّ ذلك شبِّه بالقُمَّل .
قمّ : القاف والميم أصلٌ واحد يدلُّ على جَمْع الشَّيء . من ذلك : قَمْقَمَ الله عَصَبه؛ أي جَمَعه . والقَمْقام : البحر ، لأنَّه مُجتَمَع للماء . والقَمقام : العدد الكثير ، ثمَّ يشبَّه به السيِّد الجامع لِلسِّيادة الواسعُ الخير .
ومن ذلك قُمَّ البيتُ؛ أَي كُنِس . والقُمامة : ما يُكنَس؛ وهو يُجمَع . ويقال من هذا : أقمَّ الفَحلُ الإبلَ ، إذا ألقَحَها كلَّها . ومِقَمَّة الشّاة : مِرَمَّتها ، وسمِّيت بذلك لأنّها تقمُّ بها النَّباتَ في فيها . ويقال لأعلى كلِّ شيء : القِمَّة ، وذلك لأنَّه مُجتَمعُه الذي به قِوامُه .
وممّا شذَّ عن هذا الباب القَمقام : صغار القِرْدان .
قمن : القاف والميم والنّون كلمةٌ واحدة . يقال : هو قَمَنٌ أَنْ يفعَل كذا ، لا يثنّى ولا يُجمَع إذا فتحتَ ميمه ، فإن كَسَرتَ أو قُلْت قَمينٌ ثنَّيت وجَمَعت . ومعنى قَمِين : خَليقٌ .
قمه : القاف والميم والهاء فيه كلماتٌ ليست بأصليَّة . يقولون : قَمَهَ الشَّيءُ ، إذا انْغَمَس في الماء فارتفَعَ حيناً وغابَ حيناً . وقِفاف قُمَّه . تَغيبُ في السَّراب وتظهر . وهذا في الإبدال ، وأصله قُمَّس . ويقولون : قَمَهَ البعيرُ مثل قَمَحَ ، إذا رفَعَ رأسَه ولم يشرب الماءَ ، هو من الإبدال .
وكلمةٌ أُخرى من المقلوب ، قال ابن دُرَيْد : القَمَه مثل القَهَم ، وهو قِلّةُ الشَّهوة للطّعام ، قَهِمَ وقَمِه .
قما : القاف والميم والحرف المعتلُّ كلمةٌ تدلُّ على حقارة وذُلّ . يقال : هو قَمِيٌّ بين القَماءة؛ أَي الحقارة . وأقْمَيْته أنا : أذللته .
وإذا هُمِز كان له معنىً آخر ، وذلك قولهم : تقمَّأْت الشَّيء ، إذا طلبتَه ، تَقَمُّؤاً . وزعم ناسٌ أنَّ هذا من باب الإعجاب ، يقال : أقمأَني الشَّيءُ : أعجبَني . وأقْمَأَتِ الإبِلُ : سَمِنَتْ . وتَقَمَّأْتُ الشَّيء : جمعته شيئاً بعد شيء . قال :
لقد قَضَيْتُ فلا تَستهزئا سَفَهاً
ممّا تقمَّأْتُه من لذّة وطَرِي
ممّا تقمَّأْتُه من لذّة وطَرِي
ممّا تقمَّأْتُه من لذّة وطَرِي
قنب : القاف والنّون والباء أصلٌ يدلُّ على جَمْع وتجمُّع . من ذلك المِقْنَب : القِطْعةُ من الخَيْل ، يقال : هي نحوُ الأربعينَ . والقَنِيب : الجماعةُ من النّاس .
قال ابن دُريد : قنَّب الزَّرعُ تقنيباً ، إذا أعْصَفَ . قال : وتسمَّى العَصِيفة : القُنّابَة . والعصيفة : الورَق المجتمعُ الذي يكون فيه السُّنبُل .
ومن الباب : القُنْب ، وهو وعاء ثِيلِ الفَرَس ، وسمِّي بذلك لأنَّه يَجمَع ما فيه . وأمّا القُِنَّب فزعم قومٌ أنَّها عربية . فإنْ كان كذا فهو من قَنَّب الزَّرعُ ، إذا أعْصَف . وهو شيءٌ يتَّخذ من بعض ذلك .
قنت : القاف والنّون والتاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على طاعة وخير في دين ، لا يعدو هذا البابَ . والأصل فيه الطّاعة ، يقال : قَنَتَ يَقْنُتُ قُنوتاً . ثمّ سمِّي كلُّ استقامة في طريق الدِّين قُنُوتاً ، وقيل : لطُولِ القِيام في الصَّلاةِ قُنُوت ، وسمِّي السُّكوتُ في الصَّلاة والإقبالُ عليها قُنوتاً. قال الله تعالى: ) وَقُومُوا للهِِ قانِتِينَ ( البقرة: 238.
قنح : القاف والنّون والحاء ليس هو عندنا أصلاً . على أنَّهم يقولون : قَنَحَ الشّارِبُ ، إذا رَوِيَ فرَفَعَ رأسَه رِيّاً . وهذا من قَمَحَ من باب الإبدال ، وقد مرَّ ذِكرُه .
ومن طرائف ابن دُريد : قَنَحْتُ العُود قَنْحاً : عطفتُه . قال : والقُنّاح : المِحجَن بلغة أهل اليمن .
قند : القاف والنّون والدال كلمتانِ زعَمُوا أنَّهما صحيحتان . قالوا : القَنْد عربيٌّ . يقولون : سَوِيقٌ مقنود ومُقَنَّد . والكلمةُ الأُخرى القِنْدأوَة ، قالوا : هو السيِّيء الْخُلُق .
قندأو : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القِنْدَأوة : العظيم .
قنر : القاف والنّون والراء كلمة : القَنَوَّر : الضَّخْم الرَّأْس .
قنزع : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القَنازِع من الشَّعر ، وهو ما ارتَفَعَ وطال ، وأصله من القزع ، والنّون زائدة ، وقد ذكَرْناه .
قنس : القاف والنّون والسين أُصَيْلٌ صحيحٌ يدلُّ على ثَباتِ شيء . من ذلك : القَِنس : مَنْبِتُ كلِّ شيء وأصلُه . قال :
في قَِنْسِ مجد فاتَ كُلَّ قَِنسِ
قالوا : وكلُّ شيء ثَبَت في شيء فذلك الشَّيءُ قَِنْسٌ له . قالوا : والقَوْنَس في البَيْضة : أعلاها . وقَوْنَسُ ناصيةِ الفَرَس : ما فَوقَها؛ وهي ثابتة . قال :
اطرُدَ عَنْكَ الهُمُومَ طارِقَها
ضَرْبَكَ بالسَّيْفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ
ضَرْبَكَ بالسَّيْفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ
ضَرْبَكَ بالسَّيْفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ
قنص : القاف والنّون والصّاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على الصَّيد قَطْ . فالقانِص : الصّائد . والقَنَص : الصَّيد . والقَنْص : فِعْل القانص . قال ابن دُريد : القَنيص : الصّائد . وبَنُو قَنَص بن مَعدّ : قومٌ دَرَجُوا .
قنط : القاف والنّون والطاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على اليأس من الشَّيء . يقال : قَنَط يَقْنِط ، وقَنِط يَقْنَط . قال الله تعالى : ) وَمَنْ يَقْنَِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ ( .
قنع : القاف والنّون والعين أصلانِ صحيحان ، أحدُهما يدلُّ على الإقبال على الشَّيء ، ثمَّ تَختلفُ معانيه مع اتِّفاق القياس؛ والآخَر يدلُّ على استدارة في شيء .
فالأوَّل الإقناع : الإقبال بالوجه على الشَّيء . يقال : أقْنَعَ لهُ يُقنِع إقناعاً . والإقناع : مَدُّ اليدِ عند الدُّعاء . وسمِّي بذلك عند إقباله على الجهة التي يمدُّ يدَه إليها . والإقناع : إمالةُ الإناء للماء المنحدِر .
ومن الباب : قَنَع الرَّجُل يَقْنَعُ قُنوعاً ، إذا سَأَلَ . قال الله سبحانه : ) وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ( الحج : 36. فالقانع : السّائل؛ وسمِّي قانعاً لإقبالِهِ على مَنْ يسألُه . قال :
لَمالُ المرءِ يُصلِحُه فيُغنِي
مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ
مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ
مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ
ويقولون : قَنِعَ قَناعةً ، إذا رَضِيَ . وسمِّيتْ قناعةً لأنَّه يُقْبِلُ على الشَّيء الذي لهُ راضياً . والإقناع : مَدُّ البَعيرِ رأسَه إلى الماءِ للشُّرْب . قال ابنُ السِّكِّيت : قَنَعت الإبلُ والغَنَمُ للمرتع ، إذا مالَتْ له . وفلانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ؛ وهذا من قَنِعْتُ بالشَّيء ، إذا رَضِيتَ به؛ وجمعه مَقانع . تقول : إنَّه رضىً يُقْنَع به . قال :
وعاقَدْتُ ليلَى في الخَلاءِ ولم تَكُنْ
شُهودِي على لَيْلَى شهودٌ مَقانعُ
شُهودِي على لَيْلَى شهودٌ مَقانعُ
شُهودِي على لَيْلَى شهودٌ مَقانعُ
وأمّا الآخر فالقِنع ، وهو مستديرٌ من الرَّمل . والقِنْع والقِناع : شِبْهُ طَبَق تُهدَى عليه الهديَّة . وقِناعُ المرأةِ معروفٌ ، لأنَّها تُدِيرهُ برأسها . وممّا اشتُقَّ من هذا القِناع قولُهم : قَنَّع رَأْسَه بالسَّوطِ ضَرباً ، كأنَّه جَعَله كالقِناعِ له .
وممّا شَذَّ عن هذا الأصل الإقناع : ارتِفاعُ الشَّيء ليس فيه تَصَوُّبٌ . وقد يُمكنُ أن يُجعَلَ هذا أصلاً ثالثاً ، ويُحتَجَّ فيه بقوله تعالى : ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ ( ابراهيم : 43 . قال أهلُ التَّفسير : رافِعي رُؤوسِهِم .
قنعس : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : القِنْعاس ، وهو الشَّديد . وهذا ممّا زيدت فيه النّون ، وأصله من الأقْعَس والقعساء ، وقد فسَّرناه .
ومنه رجل قُناعِسٌ : مجتمِع الخَلْق .
قنف : القاف والنّون والفاء أُصَيْلٌ يدلُّ على تجمُّع في شيء . من ذلك القَنِيف : الجَماعة من النّاس . والقَنِيف ، فيما ذكره ابن دريد : القِطعة من اللَّيْل . يقال : مرَّ قَنِيفٌ من اللَّيل .
ومن الباب : القَنَف : صِغَرُ الأُذُنَين وغِلَظُهما . وهو ذلك القياس ، وكذلك القُِناف ، وهو الغليظ الأَنْف .
قنلهب : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القَلَهْبَسَة : الهامة المُدوَّرة .
قنم : القاف والنّون والميم كلمةٌ واحدة . يقولونَ : قَنِمَ الشَّيءُ قَنَماً ، إذا نَدِيَ ثمّ رَكِبَه غُبارٌ فتوسَّخَ . ويكونُ ذلك في شُعور الخَيْلِ والإبل .
قنّ : القاف والنّون بابٌ لم يُوضَع على قياس ، وكلماتُه متباينة . فمن كلماته القِنُّ ، وهو العَبْد الذي مُلِك هو وأبوه . والقُنَّة : أعلَى الجَبَل . والقُنانُ : رِيح الإبِطِ أشَدَّ ما يكون . والقُناقِن : الدليل الهادي ، البصيرُ بالماء تحتَ الأرض ، والجمع قَناقِن .
قنا : القاف والنّون والحرف المعتلُّ أصلان يدلُّ أحدُهما على ملازمة ومُخالَطَة ، والآخَر على ارتقاع في شيء .