ويقال : جِرابٌ كَفِيتٌ : لا يُضَيِّعُ شيئاً يُجعَل فيه . وأمّا قولهم إنّ الكَفْتَ : صرفُكَ الشَّيءَ عن وجهه فيَكْفِتُ أي يرجع ، فهذا صحيح ، لأنَّه يضمّه عن جانب . والكفَتُ : السَّوق الشديد ، لأنَّه يضمّ الإبِل ضمّاً ويَسوقُها ، كما يقال يَقْبِضُها . وسيرٌ كَفِيتٌ؛ أَي سريع ، من هذا .
كفر : الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد ، وهو السَّتْر والتَّغطية . يقال لمن غطّى دِرعَه بثوب : قد كَفَر دِرَعه . والمُكَفِّر : الرّجل المتغطِّي بسلاحه . فأمّا قولُه :
فيقال : إنّ الكافر : مَغِيب الشَّمس . ويقال : بل الكافر : البحر . وكذلك فُسِّرَ قولُ الآخَر :
والنّهر العظيم كافر ، تشبيهٌ بالبحر . ويقال للزّارع كافر ، لأنَّه يُغطِّي الحبَّ بتُراب الأرض . قال الله تعالى : ) أعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ (الحديد : 20 . ورَمادٌ مكفور : سَفَت الرِّيحُ التُّرابَ عليه حتّى غطَّتْه . قال :
قد دَرَسَتْ غَيرَ رماد مكفورْ
والكُفْر : ضِدّ الإيمان ، سمِّي لأنَّه تَغْطِيَةُ الحقّ ، وكذلك كُفْران النِّعمة : جُحودها وسَترُها . والكافور : كِمُّ العِنَب قبل أن يُنوِّر . وسمِّي كافوراً لأنَّه كفَر الوَلِيع؛ أَي غطّاه . قال :
كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافورِ
ويُقال له : الكفرَّى . فأمّا الكَفِرات والكَفَر فالثَّنايا من الجبال ، ولعلَّها سمِّيت كَفِرات ، لأنَّها متطامنة ، كأنَّ الجبالَ الشوامخَ قد سترَتْها . قال :
تَطَلَّعُ ريّاهُ من الكَفِراتِ
والكَفْرُ من الأرض : ما بَعُدَ من النّاس ، لا يكاد ينزلُه ولا يمرُّ به أحد . ومَن حَلَّ به فهم أهل الكُفور . ويقال : بل الكفُور : القُرَى . جاء في الحديث : « لتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً » .
كفّ : الكاف والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قبض وانقباض من ذلك الكَفُّ للإنسان ، سمِّيت بذلك لأنَّها تَقبِض الشَّيءَ . ثمَّ تقول : كففت فلاناً عن الأمر وكفكَفتُه . ويقال للرجل يَسأل النّاسَ : هو يَستكِفُّ ويتكفَّف . الأصل هذا ، ثمّ يَفرِقون بين الكلمات تختلف في بعض المعنَى والقياسُ واحد : كان الأصمعيُّ يقول : كلُّ ما استطالَ فهو كُفّة بضمّ الكاف نحو كُفّة الثَّوب ونحوه وهو حاشيته ، وإنّما قيل لها كفّة لأنّها مكفوفة ، وكذلك كُفّة الرَّمل . قال : وكلُّ ما استدارَ فهو كفّة ، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصّائد ، وهي حِبالتُه . والكلمتان وإن اختلفتا في الذي قاله الأصمعيُّ فقياسهما واحد . والمكفوف : الأعمى . فأمّا الكِفَف في الوَشْم ، فهي داراتٌ تكون فيه . ويقال : استكفَّ القومُ حولَ الشَّيء ، إذا دارُوا به ناظِرِينَ إليه . قال ابن مقبل :
بَدا والعيونُ المستكِفَّةُ تلمحُ
فأمّا قول حُمَيد :
إلى مستكِفّات لهنَّ غُروبُ
فقال قوم : هي العُيون . وقال قوم : هي إبلٌ مجتمعة . والغُروب : الظِّلال . واستكففتُ الشَّيءَ ، وهو أن تضَعَ يدَك على حاجِبيك كالذي يَستظِلُّ من الشَّمس ينظرُ إلى شيء هل يَراه ، وإنَّما سُمِّيَ استكفافاً لوَضْعِه كفَّهُ على حاجبه . ويقولون : لقيتُه كَفَّةً كَفَّهً ، إذا فاجأتَه ، كأنَّ كفَّكَ مسَّتْ كَفَّه . والله أعلم بالصواب .
كفل : الكاف والفاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تضمُّنِ الشَّيء للشيء . من ذلك الكِفْل : كِساءٌ يدار حَولَ سَنام البعير . ويقال : هو كساءٌ يُعقَد طَرَفاه على عَجُز البعير ليركبَه الرَّدِيف . وفي الحديث : « لا تَشْرَبوا من ثُلْمةِ الإناء فإِنَّة كِفْلُ الشَّيطان » ، وإنَّما سمِّي بذلك لما ذكرناه من أنَّه يدور على السَّنام أو العَجُز ، فكأنَّه قد ضُمِّنه . فأمّا قولُهم للرّجل الجَبان كِفْل ، وهو الذي يكون في آخِرِ الحرب إنَّما هِمَّتُه الإحجام ، فهذا إنّما شبه بالكِفْل الذي ذكرناه؛ أَي إنَّه محمولٌ لا يَقِدرُ على مَشْي ولا حركة ، شَبَّهوه بالكِفْل ، كما قال الشّاعر :
وللشُّعراء في هذا كثير . وجميع هذا الكِفْل أكفال . قال الأعشى :
ولا عُزَّل ولا أكْفالِ
ومن الباب ـ وهو يصحِّح القياس الذي ذكرناه ـ الكَفِيل ، وهو الضّامن ، تقول : كَفَل به يَكفُل كَفالةً . والكافل : الذي يكفُل إنساناً يَعُوله . قال الله جلّ جلالُه : ) وَكَفَلَها زَكَرِيّا ( وأكفَلْتُه المالَ : ضمَّنتُه إيّاه . والكَفَل : العَجُز ، سمِّيَ لما يجمع من اللَّحم . والكِفْل في بعض اللُّغات : الضِّعف من الأجر ، وأصله ما ذكرناه أوّلاً ، كأنّه شيء يحمله حامُله على الكِفْل الذي يحملُه البَعير . ويقال ذلك في الإثم . فأمّا الكافل فهو الذي لا يأكل ، ويقال : إنّه الذي يصل الصِّيام ، فهو بعيدٌ ممّا ذكرناه ، وما أدري ما أصْلُه ، لكنَّه صحيح في الكلام . قال القُطاميّ :
كفن : الكاف والفاء والنّون أصلٌ ، فيه الكَفَن ، وهو معروف . والكَفْن : غَزْل الصُّوف . يقال : كَفَنَ يَكفُنُ . قال الرّاعي :
ويكْفُنُ الدَّهرَ إلاَّ ريْثَ يَهتبِدُ
كفا : الكاف والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الحَسْب الذي لا مُستَزادَ فيه . يقال : كفاك الشَّيءُ يَكفِيك وقد كَفَى كِفاية ، إذا قام بالأمر . والكُفْيَةُ : القوت الكافِي ، والجمع كَفَى . ويقال : حَسْبُك زيدٌ من رجل ، وكافيك .
كلأ : الكاف واللام والحرف المعتلّ أو الهمزة أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مراقبة ونَظَر ، وأصلٌ آخر يدلُّ على نبات ، والثالث عضوٌ من الأعضاء ثمّ يُستعار .
فأمّا النّظر والمراقَبة فالكِلاءَة ، وهي الحِفْظ ، تقول : كلأه الله؛ أَي حَفِظه . قال الله عزّ وعلا : ) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ مِنَ الرَّحْمـنِ (الأنبياء : 42؛ أَي يحفظُكم منه ، بمعنى لا يَحميكم أحدٌ منه ، وهو الباب الذي ذكرناه أنّه المراقَبة ، لأنَّه إذا حفظه نَظَر إليه ورَقَبه . ومن هذا القياس قولُ العرب : تكلأْت كُلاْةً؛ أَي استنسأْت نَسِيئَة؛ وذلك من التأخير . ومنه الحديث : « نَهَى عن الكالئ بالكالئ » بمعنى النَّسيئة بالنسيئة . وقول القائل :
وعينُه كالكالِئ الضِّمارِ
فمعناه أنّ حاضرَه وشاهده كالضِّمار ، وهو الغائب الذي لا يُرجَى . وإنّما قلنا إنّ هذا البابَ من الكُلاَْة لأنَّ صاحبَ الدَّين يرقُب ويَحفَظ متى يحُلُّ دَينه . فالقياسُ الذي قسِناه صحيحٌ . و يقال : اكتلاَْت من القوم؛ أَي احترستُ منهم . وقال :
ويقال : اكلأت بصرِي في الشَّيء ، إذا ردَّدته فيه . والمُكَلاُّ : موضع تُرفَأُ فيه السُّفُن وتُستَر من الرِّيح . ويقال : إنّ كَلاَّءَ البَصرة سمِّيت بذلك .
والأصل الآخر الكلاَ ، وهو العُشب؛ يقال : أرضٌ مُكْلِئة : ذات كلأ ، وسواءٌ يابسُهُ ورطبُه . ومكانٌ كالئ مثل مُكْلِئ .
والأصل الثالث الكُلْيةُ ، وهي معروفة ، وتستعار فيقال الكُلْية : كُلية المزادة جُليدةٌ مستديرة تحتَ العُروة قد خُرِزَت . ويقال ذلك في القَوس ، فالكُلْيتان من القَوس : مَعْقِد الحِمالة من السَّهْم ، ما عن يَمِين النَّصلِ وشِماله . وكُلْية السَّحاب : أسفلُه ، والجمع كُلىً .
كلب : الكاف واللام والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على تَعلُّق الشَّيء بالشَّيء في شِدَّة وشِدَّة جَذْب . من ذلك الكَلْب ، وهو معروف ، والجمع كِلابٌ وكَليب . والكَلاَّب والمكلِّب : الذي يعلّم الكلبَ الصَّيد . والكلْبُ الكلِبُ : الذي يَكْلَب بلحوم النّاس ، يأخُذُه شِبهُ جُنون فإذا عَقَر إنساناً كلِبَ ، فيقال رجلٌ كَلِبٌ ورجالٌ كَلْبى . قال :
ومن الباب كُلْبة الزَّمان وكَلَبُه : شِدَّته . وأرضٌ كَلِبَة ، إذا لم يَجِدْ نباتُها رِيّاً فيَبِس ، إنّما قيل ذلك لأنَّه إذا يَبِس صار كأنياب الكلاب وبراثِنِها . والكَلْبُ : سيرٌ أحمرُ يُجعَل بين طرَفَي الأديم إذا خُرِز . يقال : كَلَبْتُه . قال :
والكَلْب : حديدةٌ عَقْفاء يُعَلِّق عليها المسافرُ الزّادَ من الرَّحل . والكُلاَّب معروف ، وهو الكَلُّوب . فأمّا قول طُفَيل :
فإن المكلَّب هو المكَبَّل .
والكَلْب : المسمار في قائم السَّيف ، وفيه الذُّؤابة . والكُلاب : موضعٌ . ورأس كلب : جبل .
كلت : الكاف واللام والتاء ليس بأصل أصيل ، لكنَّهم يقولون : الكَلْت : الجمع ، يقال : امرأةٌ كَلُّوت . ويقولون : الكِلِّيت حَجَرٌ يسدُّ به وِجارُ الضَّبع . وكلُّ هذا ليس بشيء .
كلث : الكاف واللام والثاء ليس بأصل أصيل ، لكنّهم يقولون : إلى بشيء . وربَّما قالوا : انكلث فلانٌ : تقدَّم .
كلثم : الكَلْثَمة : اجتماعُ لحمِ الوَجْه من غير جُهُومة . وهذا ممّا زيدت فيه اللام ، وإنَّما هو من كثم وهو الامتلاء ، وقد مرَّ تفسيره .
كلح : الكاف واللام والحاء أصلٌ يدلُّ على عُبوس وشَتامة في الوجه . من ذلك الكلُوح ، وهو العبوس . يقال : كَلَح الرَّجُل ، و دهرٌ كالِحٌ . قال الله تعالى : ) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ( المؤمنون: 104. وربّما قالوا للسَّنَة المُجْدِبة : كَلاَحِ . وما أقْبَح كَلَحَته؛ أَي إذا كلَحَ فقَبُح فمُه وما حوالَيه .
كلد : الكاف واللام والدال كلمةٌ تدلُّ على الصَّلابة في الشَّيء . فالكَلَدَةُ : القطعة من الأرض الغليظة ، ومنه الحارث بن كَلَدة .
قال ابن دريد : تكلَّد الإنسانُ : غَلُظَ لحمُه .
كلز : الكاف واللام والزاء . يقولون : إنّه صحيح ، وإنّ الكَلْز : الجمع . يقال : كَلَزْت الشَّيء وكلَّزته ، إذا جمعتَه . وقد رُوِيَتْ كلمةٌ فيه صحيحة لا يُرْتابُ بها ، يقولون : اكلازَّ الرّجُل : تقبَّض .
كلس : الكاف واللام والسين يدلُّ على امتلاء في الشَّيء . يقولون : تَكَلَّسَ تكلُّساً ، إذا رَوِيَ . قال :
ذو صَولة يُصْبِحُ قد تكلَّسا
ويقولون للجادِّ أيضاً : كلَّسَ . قال :
إذا الفَتَى حكّمَ يوماً كَلَّسا
كلع : الكاف واللام والعين كلماتٌ تدلُّ على دَرَن ووسَخ . يقولون للشُّقاقِ والوسَخ بالقدم : كلَعٌ ، وقد كَلِعت رجلُه تكْلَعُ كلَعاً . وإناءٌ كَلِعٌ ، إذا الْتَبَدَ عليه الوسَخ . وسِقاء كَلِع ، إذا تراكَبَ عليه التُّراب . و يقال إنّ الكُلْعَة : داءٌ يأخذ البعيرَ في مُؤَخّره .
وممّا يُحمَلُ على هذا من معنىً واحد وهو التّراكُب دونَ الوسخ : الكَلَعة من الغَنَم ، سمِّيت بذلك لتجمُّعها .
كلف : الكاف واللام والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إيلاع بالشيء وتعلُّق به . من ذلك الكَلَف ، تقول : قد كَلِف بالأمر يَكْلَفُ كَلَفاً . ويقولون : « لا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفاً ، ولا بُغْضُك تَلَفاً » . والكُلْفة : ما يُتَكلَّفُ من نائبة أو حقٍّ . والمتكلِّف : العِرِّيض لما لا يَعنيه . قال الله سبحانه : ) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر وَما أَنا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ( ص : 86 . ومن الباب الكَلَف : شيءٌ يعلو الوجهَ فيغيِّر بشرتَه .
كلّ : الكاف واللام أُصولٌ ثلاثةٌ صِحاحٌ . فالأوَّل يدلُّ على خلاف الحِدّة ، والثاني يدلُّ على إطافة شيء بشيء ، والثالث عضوٌ من الأعضاء .
فالأول كَلَّ السَّيف يكِلُّ كُلُولاً وكَلّةً . والكليل : السيف يكِلُّ حَدُّه . وربّما قالوا في المصدر كَلالةً أيضاً . وكذلك اللِّسان والطَّرف الكليلان . ويقال : أكَلَّ القومُ ، إذا كَلَّت إبلُهم . وكَلَّلَ فلانٌ مثل نَكَل ، وقال قومٌ : كَلَّلَ : حَمَل؛ وهذا خلاف الأوّل ، ولعلّه أنْ يكون من المتضادّات . ومن الباب الكَلُّ : العِيالُ ، قال الله تعالى : ) وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ ( النحل : 76 . ويقال : الكَلُّ : اليتيم؛ وسمِّي بذلك لإدارته . والإكليل : منزلٌ من منازل القَمر ، وهذا على التَّشبيه . والإكليل : السَّحابُ يدور بالمكان . قال محمّد بن يزيد : سمِّي الإكليل لإطافته بالرَّأس . فأمّا الكَلالة فقال محمّد : الكلالةُ هم الرِّجالُ الوَرَثة ، كما قال أعرابيّ : « مالي كثير ، ويَرِثُنِي كلالَةٌ مُتَراخ نسبُهم » . قال : وهو مصدرٌ من تَكَلَّلَه النَّسبُ؛ أَي تعطَّفَ عليه ، فسمَّوا بالمصدر . والعلماء يقولون في الكلالةِ أقوالاً متقارِبة . قالوا : الكلالة : بنو العَمِّ الأباعدُ ، كذا قال ابنُ الأعرابيّ ، فأمّا غيرُه من أهل العلم فروى زُهير عن جابر عن عامر ، قال : لمّا قال أبو بكر : « مَن ماتَ وليس له ولدٌ ولا والد فورثَتُه كَلالة » ضَجَّ عليٌّ منها ، ثمّ رجع إلى قوله . قال المبرّد : والولد خارجٌ من الكلالة . قال : والعرب تقول : لم يرِثه كلالةً؛ أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قُرْب واستحقاق ، كما قال الفرزدق :
وأمّا الآخَر فالكَلكَل : الصّدر . ومحتملٌ أن يكون هذا محمولاً على الذي قبله ، كأنَّ الصّدر معطوفٌ على ما تحته .
وممّا شذّ عن الباب الكُلْكُل : القصير . وانكلّتِ المرأة ، إذا ضحكت تَنْكَلُّ . فأمّا كُلّ فهو اسمٌ موضوع للإحاطة مضافٌ أبداً إلى ما بعده . وقولهم : الكُلّ وقام الكُلّ فخطأ ، والعربُ لا تعرفه .
كلم : الكاف واللام والميم أصلانِ : أحدهما يدلُّ على نطق مُفهِم ، والآخَر على جراح .
فالأوَّل الكَلام . تقول : كلّمته أُكلّمه تكليماً؛ وهو كَلِيمِي إذا كلّمك أو كلَّمتَه . ثمَّ يتَّسِعون فيسمُّون اللّفظةَ الواحدة المُفهِمَةَ كلمة ، والقِصَّةَ كلمة ، والقَصيدةَ بطولها كلمة . ويجمعون الكلمةَ كلمات وكَلِماً . قال الله تعالى : ) يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ( النساء : 46 .
والأصل الآخر الكَلْم ، وهو الجُرْح؛ والكِلام : الجراحات ، وجمع الكَلْم كلومٌ أيضاً . ورجل كليمٌ وقومٌ كَلْمَى؛ أَي جرحى ، فأمّا الكُلاَم ، فيقال : هي أرضٌ غليظةٌ . وفي ذلك نَظَر .