جلف : الجيم واللام والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على القطع وعلى القَشْر. يقال : جلَفَ الشَّيءَ جَلْفاً، إذا استأصله؛ وهو أشدُّ من الجرْف. ورجل مُجَلَّف جلَّفه الدّهرُ أتَى على ماله. وهو قول الفرزدق :
والجِْلْفَة : القِطعة من الشَّيء. والجِلْف المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ـ ولذلك يقولون هو جِلْفٌ جَاف ـ وسمِّي بذلك لأنّ أطرافه مقطوعة.
جلفز : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للعجوز المُسِنّة جَلْفَزِيزٌ. فهذا من جَلَزَ وجلف. أمّا جلز فمن قولنا مجلوز؛ أَي مطويٌّ، كأنّ جسمَها طُوِي من ضُمْرها وهُزالها. وأمّا جَلَفَ فكأنَّ لحمها جُلِفَ جَلْفاً أي ذُهِب به.
جلفع : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم ممّا وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً : الجَلْنْفَعُ : الغليظ من الإبل
جلق : الجيم واللام والقاف ليس أصلاً ولا فَرْعاً. وجِلَّق : بلد، وليس عربياً. قال :
جلّ : الجيم واللام أُصولٌ ثلاثة : جَلَّ الشَّيءُ : عَظُمَ، وجُلُّ الشَّيء مُعْظَمُه. وجلال الله : عَظَمته. وهو ذُو الجلالِ والإكرام. والجَلَلُ الأمر العظيم. والجِلَّةُ : الإبل الْمَسَانّ . قال :
والجُلالَة : النَّاقة العظيمة. والجَليلة : خِلافُ الدَّقيقة. ويقال : ما له دقيقة ولا جَليلة؛ أَي لا ناقةَ ولا شاة. وأتيت فلاناً فما أجَلَّنِي ولا أحْشَانِي؛ أَي ما أعطاني صغيراً ولا كبيراً من الجِلَّة ولا من الحاشية. وأدقَّ فلانٌ وأجلَّ، إذا أَعْطَى القليلَ والكثير. قال :
يقول : أتَتْ بقليلِ البكاء وكثيرِه. ويقال : فَعَلْت ذاك من جَلاَلك. قالوا : معناه من عِظَمِك في صَدْرِي. قال كثيِّر :
وإكرامِي العِدَى من جَلاَلِها
والأصل الثاني شيءٌ يشمل شيئاً، مثل جُلِّ الفَرَس، ومثل المجَلِّل الغَيْث الذي يجلِّل الأرض بالماء والنَّبات. ومنه الجُلُول، وهي شُرُعُ السُّفُن . قال القُطاميّ :
الواحد جَُلٌّ.
والأصل الثالث من الصَّوت؛ يقال : سحاب مُجَلْجِلٌ إذا صوَّت. والجُلْجُل مشتقٌّ منه. ومن الباب جَلجلْتُ الشَّيءَ في يدي، إذا خلطْتَه ثمّ ضربتَه.
ومحتمل أن يكون جُلجُلانُ السِّمسمِ من هذا؛ لأنَّه يتجلجل في سِنْفِه إذا يَبِس.
وممّا يحمل على هذا قولهم : أصبْتُ جُلْجُلانَ قَلْبِه؛ أَي حبَّةَ قلبه. ومنه الجَُِلَّ قَصَب الزَّرْع؛ لأنّ الريح إذا وَقَعَتْ فيه جلجلَتْه. ومحتمل أن يكونَ من الباب الأوّل لغِلَظهِ. ومنه الجَلِيل وهو الثُّمام. قال :
وأمّا المَجَلَّة فالصَّحيفة، وهي شاذّة عن الباب، إلاّ أنْ تُلحَق بالأوّل؛ لِعظَم خَطَرِ العِلْم وجلالته.
قال أبو عبيد : كلُّ كتاب عند العرب فهو مَجَلَّة.
وممّا شذَّ عن الباب الجلّة البَعْرَ .
جلم : الجيم واللام والميم أصلان : أحدهما القَطْع، والآخر جمْع الشَّيء.
فالأوّل : جَلَمْتُ السَّنَام قطعتُه. والجَلَم معروفٌ، وبه يُقطَع أو يجَزُّ.
والآخر قولهم : أخذت الشَّيء بجَلَمَتِه أي كلَّه. وجَلمةُ الشاة مسلوخَتُها إذا ذهبَتْ منها أكارِعُها وفُصُولها. ويقال : إنّ الجِلاَم الجِدَاءُ في قول الأَعشَى :
وهذا لعلّه يصلح في الثاني، أو يكونُ شاذّاً.
جلمد : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للحَجَر وللإبل الكثيرة جَلْمَدٌ. قال الشاعر في الحجارة :
وقال آخر في الإبل الجَلْمَد :
وهذا من كلمتين : من الجَلَد، وهي الأرض الصُّلبة، ومن الجَُمَُد، وهي الأرض اليابسة، وقد مرَّ تفسيرهما.
جلنظ : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم ممّا وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً : المُجْلَنْظِي : الذي يستلقي على ظهره ويرفع رِجْلَيْهِ.
جله : الجيم واللام والهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انكشافِ الشَّيء. فالجَلَه انحسارُ الشَّعَْر عن جانِبَي الرَّأس. قال رؤبة :
وجَلْهتا الوادِي : ناحيتاه، إذا كانت فيهما صلابةٌ. وذلك مشتقّ من قولهم : جَلَهْتُ الحَصَى عن المكانِ، إذا نَحَّيْتَه.
جلو : الجيم واللام والحرف مثل أصلٌ واحد، وقياسٌ مطّرد، وهو انكشاف الشَّيء وبروزُه. يقال : جَلَوتُ العروسَ جَلْوَةً وجَلاَءً ، وجَلَوْت السيف جَلاَءً. وقال الكِسائيّ : السماء جَلْواءُ أي مُصْحِية. ويقال : تجلَّى الشَّيءُ، إذا انكشَفَ. ورجُلٌ أَجْلَى، إذا ذهب شَعَْر مقدّم رأسِه؛ وهو الجَلاَ. قال :
مِنَ الجَلاَ ولائح القَتِيرِ
ومن الباب جَلا القومُ عن منازلهم جَلاءً، وأجْليْتُهمْ أنا إِجْلاءً. ويقولون : هو ابن جلاَ، إذا كان لا يَخْفَى أمرُهُ لشُهرته. قال :
ويقال : جلاَ القَومُ وأجْليْتُهم أنا، وجلَوْتُهم. قال أبو ذؤيب :
جمح : الجيم والميم والحاء أصلٌ واحد مطّرد، وهو ذَهاب الشَّيء قُدْماً بغَلبة وقُوَّة. يقال : جَمَح الدّابةُ جِماحاً إذا اعتَزَّ فارسَه حتَّى يغْلِبَه. وفرس جَموح. قال :
وجَمَحَ الصَّبيُّ الكعبَ بالكعبِ، إذا رماه حتَّى يُزيلَه عن مكانه. وفي هذه نظر؛ لأنّها تقال بغير هذا اللفظ، وقد ذكرت . والجُمَّاحُ : مَنهم يُجْعَلُ على رأسه طِينٌ كالبُنْدُقة يَرْمِي به الصَّبيان. قال :
قال بعض أهل اللغة : الْجَمُوح الرَّاكبُ هواه. فأمّا قولُه تعالَى : ) لَوَلَّوا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ) التوبة : 57 فإِنّه أراد يَسْعَون. وهو ذاك. وقال :
وجَمَحَت المَرأَةُ إلَى أهلِها : ذَهَبَت مِن غَير إذن.
جمخ : الجيم والميم والخاء كلمةٌ واحدةٌ لعلّها في باب الإبدال. يقولون : جامَخْت الرجل فاخَرْتُه. وإنّما قلنا إنّها من باب الإبدال لأنَّ الميم يجوز أن يكون منقلبةً عن فاء، وهو الجَفْخُ والجخف بمعنىً.
جمد : الجيم والميم والدال أصلٌ واحد، وهو جُمُوس الشَّيء المائع من برد أو غيره. يقال : جَمَدَ الماء يجمُد. وَسَنَةٌ جمادٌ قليلة المطر. وهذا محمول على الأوّل، كأَنَّ مطرها جَمَدَ. وكان الشيبانيّ يقول : الجماد الأرض لم تمْطرْ. ويقول العرب للبخيل : « جَمادِ له »؛ أَي لا زال جامدَ الحال. وهو خلاف حَمَادِ. قال المتلمّس :
جمر : الجيم والميم والراء أصلٌ واحدٌ يدلٌّ على التجمُّع. فالجمر جمر النَّار معروف، الواحد جمرة. والجمّار جُمّار النخل وجَامُورُهُ أيضاً، وهي شَحْمَةُ النَّخْلة. ويقال : جَمَّرَ فلانٌ جيشَه إذا حَبَسَهم في الغَزْوِ ولم يُقْفلْهُم إلَى بلادهم. وحَافِرٌ مُجْمَرٌ وَقَاحٌ صُلْبٌ مجتمع. والجَمَرَات الثلاثُ اللَّواتي بمكّة يُرْمَيْنَ من ذلك أيضاً، لتَجَمُّعِ ما هناك من الحَصَى.
وأمّا جمرات العرب فقال قوم : إذا كان في القَبِيل ثلاثمئةِ فارس فهي جَمْرَةٌ. وقال قوم : كلُّ قبيل انضمُّوا وحاربوا غيرَهُم ولم يُحالفوا سواهم فهُمْ جمْرة. وكان أبو عبيد يقول : جَمَراتُ العرب ثلاث : بنو ضَبَّة بن أُدّ، وبنو نُمير بن عامر، وبنو الحأرث بن كعب، فطَفِئَتْ منهم جمرتان، وبقيت واحدة، طَفِئَت ضبّة لأنّها حَالفت الرِّباب، وطَفِئَتْ بنو الْحارث لأنّها حالفت مَذْحِجاً، وبقيت نُميرٌ لم تَطْفَأ؛ لأنّها لم تُحَالِفْ.
ويقال : جَمَّرَتِ المرأةُ شَعْرَها، إذا جمعَتْهُ وعَقَدَتْهُ في قفائها . وهذا جميرُ القوم أي مجتَمِعُم. وقد أجْمَرَ القوم على الأمر اجتَمَعُوا. وابن جَمير : اللّيلُ المظلم.
جمز : الجيم والميم والزاء أصلٌ واحد، وهو ضَرْبٌ من السَّير. يقال : جَمَزَ البَعيرُ جَمْزاً وهو أشَدُّ من العَنَق. وسُمِّي بَعير النَّجَاشيِّ جمّازاً، لسُرْعة سَيره. قال :
وحِمارٌ جَمَزَى أي سريع. قال :
وشذَّت عن هذا القياس كلمةٌ. يقال : الْجمْزَة الكتْلَةُ من التَّمْر .
جمس : الجيم والميم والسِّين أصلٌ واحد، من جُمُوس الشَّيء. يقال : جَمَس الوَدَك إذا جَمَدَ. والجمْسَة البُسْرَة إذا أرْطَبَتْ وهي بعد صُلْبَة.
جمش : الجيم والميم والشين أصلٌ واحد، وهو جِنْسٌ من الحَلْق. يقال : جَمَشْت الشَّعر إذا حلقْتَه. وشَعَْر جميشٌ. وفي الحديث : « إنْ رَأَيتَ شاةً بخَبْتِ الجَمِيش »، فالخَبْت المفازة، والجَمِيش الذي لا نَبْتَ به. وسنَةٌ جَمُوشٌ إذا احْتَلَقَت النَّبْت. قال رُؤبة :
أوْ كاحتلاقِ النُّورَةِ الجميشِ
وممّا شذَّ عن الباب الجَمْش الحَلْبُ بأطراف الأصابع. والجَمْش : الصَّوْت.
جمع : الجيم والميم والعين أصلٌ واحد، يدلُّ على تَضَامِّ الشَّيء. يقال : جَمَعْتُ الشَّيءَ جَمْعاً. والجُمَّاع الأُشَابةُ من قبائلَ شتَّى. وقال أبو قيس :
ويقال للمرأة إذا ماتت وفي بطنها ولَدٌ : ماتَتْ بِجُمْع. ويقال : هي أنْ تموت المرأة ولم يمسسها رجُلٌ. ومنه قول الدَّهناء « إنِّي منه بِجُمْع ».
والجامع : الأتانُ أوّل ما تَحمِل. وقدرٌ جِماعٌ وجامعة، وهي العظيمة. والجَمْع : كلُّ لون من النَّخل لا يُعرف اسمُه، يقال : ما أكثر الجَمْعَ في أرضِ بني فلان لنَخْل خرجَ من النَّوَى. ويقال : ضربته بِجُمْعِ كَفِّي وجِمْع كَفِّي . وتقول : نهبٌ مُجْمَع. قال أبو ذُؤَيب :
وتقول : استَجْمَعَ الفَرسُ جَرْياً. وجَمْع : مكّة ، سمِّي لاجتماع النَّاسِ به وكذلك يوم الجمعة . وأجمعت على الأمر إجماعاً وأجمعته. قال الحارث بن حِلِّزَة :
ويقال : فَلاَةٌ مُجْمِعَة : يجتمع الناس فيها ولا يتفرَّقُون خَوْفَ الضَّلال. والْجوامع : الأغلال. والجَمْعاء من البهائم وغيرها : التي لم يذهَبْ من بدنها شيْء.
جمعر : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للأرض ذات الحجارة جَمْعَرة. وهذا من الجمرات، وقد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، ومن المَعِر وهو الأرض لا نبات به .
جمل : الجيم والميم واللام أصلان : أحدهما تجمُّع وعِظَم الخَلْق، والآخر حُسْنٌ.
فالأوّل قولك : أجْمَلْتُ الشَّيءَ، وهذه جُمْلة الشَّيء. وأجمَلْتُه : حصّلته. وقال الله تعالَى : ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ( .
ويجوز أنْ يكون الجَمَل من هذا؛ لعِظَم خَلْقه. والجُمَّل : حَبْل غَليظ، وهو من هذا أيضاً. ويقال : أجْمَلَ القومُ كثُرت جمالُهم. والجُماليّ : الرَّجُل العظيم الخَلْق، كأنّه شُبِّه بالجمل؛ وكذلك ناقةٌ جُمَالِيَّة. قال الفرّاء : ( جِمَالاَتٌ ) جمع جَمَل. والجِمَالات : ما جمع من الحِبال والقُلُوس .
والأصل الآخر الجَمَال، وهو ضدُّ القبح. ورجلٌ جميل وجُمال . قال ابن قتيبة : أصله من الجمِيل وهو وَدَك الشَّحمِ المُذابِ. يراد أنَّ ماءَ السِّمَنِ يجري في وجهه. ويقال : جَمَالَكَ أن تَفعَلَ كذا؛ أَي أُجْمُلْ ولا تَفْعَلْه. قال أبو ذؤيب :
وقالت امرأةٌ لابنتها : « تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي »؛ أَي كُلِي الجَميلَ ـ وهو الذي ذكرناه من الشّحم المذاب ـ واشربي العُفَافَة، وهي البقيّة من اللبن.