جمّ : الجيم والميم في المُضاعف له أصلان : الأوّل كثرةُ الشَّيء واجتماعه، والثاني عَدَم السِّلاح.
فالأوّل الجَمُّ وهو الكَثِير، قال الله جلّ ثناؤه : ) وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ( والجِمام : المِلْءُ، يقال : إناءٌ جَمَّانُ، إذا بَلَغَ جِمامَهُ. قال :
أو كماء المثمودِ بعد جِمام
زَرِمَ الدمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورَا
زَرِمَ الدمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورَا
زَرِمَ الدمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورَا
ويقال : الفرس في جَمَامِه؛ والجَمَام الرَّاحة؛ لأنَّه يكون مجتمعاً غيرَ مضطرب الأعضاء، فهو قياس الباب. والجُمَّة : القَوم يَسْأَلون في الدّيّة، وذلك يتجمَّعون لذلك. قال :
وجُمَّة تَسْأَلُنِي أعْطَيْتُ
والجميم مجتمعٌ من البُهْمَى. قال :
رَعَى بارِضَ البُهْمَى جميماً وبُسْرةً
وصمعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها
وصمعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها
وصمعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها
والجُمَّة من الإنسان مُجتمعُ شَعْر ناصيته. والجَمَّة من البئر المكانُ الذي يجتمع فيه ماؤها. والجَمُوم : البئر الكثيرة الماء، وقد جَمَّتْ جُمُوماً. قال :
يَزيدُها مَخْجُ الدِّلاَ جُمُوماً
والجَمُومُ من الأفراس : الذي كلّما ذهَبَ منه إحضارٌ جاءَه إحضارٌ آخَر. فهذا يدلُّ على الكثْرة والاجتماع. قال النَّمْر بنُ تَولَب :
جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى
تخالُ بياضَ غُرّتِها سِراجا
تخالُ بياضَ غُرّتِها سِراجا
تخالُ بياضَ غُرّتِها سِراجا
والجُمجمة : جُمجْمَة الإنسان؛ لأنّها تجمع قبائلَ الرأس. والجمجمة : البئر تُحفَر في السَّبَخَة. وجَمَّ الفرس وأجمَّ إذا تُرك أنْ يُركَبَ. وهو من الباب؛ لأنَّه تَثُوب إليه قوّتُه وتجتمع. وجَماجِم العرب : القبائل التي تجمع البطون فيُنسَب إليها دونَهم، نحو كَلْب بن وَبْرة، إذا قلت كلبيٌّ واستغنيتَ أن تنسُِبَ إلَى شيء من بطونها.
والجَمَاء الغَفير : الجماعة من الناس. قال بعضم : هي البيضةُ بَيْضة الحديد؛ لأنّها تجمع شَعرَ الرَّأس .
ومن هذا الباب أجَمّ الشَّيءُ : دنا.
والأصل الثاني الأجمّ، وهو الذي لا رُمْحَ معه في الحرب. والشّاة الجمّاء التي لا قَرْن لها. وجاء في الحديث : « أُمرْنا أن نبنيَ المساجدَ جُمّاً »، يعني ن لا يكون لجدرانها شُرَفٌ.
جمن : الجيم والميم والنون ليس فيه غير الجُمان، وهو الدرُّ. قال المسيّب :
كجُمانةِ البَحْرِيَ جَاءَ بِها
غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحْرِ
غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحْرِ
غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحْرِ
جمهر : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للرَّمْلة المشرفة على ما حولها جُمْهُور. وهذا من كلمتين من جَمَرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلُّ على الاجتماع، ووصفنا الجَمَرات من العرب بما مضى ذِكره. والكلمة الأُخرَى جَهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ. فالجمهور شيءٌ متجمِّعٌ عال.
جمى : الجيم والميم والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدةٌ، وهو الجمَاءُ، وهو الشَّخص. وربّما ضُمّت الجيم. قال :
وقُرْصَة مثلِ جَُمَاء التُّرْسِ
جنأ : الجيم والنون والهمزة أصلٌ واحد، وهو العَطْف على الشَّيء والحُنُوّ عليه. يقال : جَنِئَ عليه يجْنَأُ جَنأً، إذا احْدَوْدَب، ورجل أدنأ وأجنأ بمعنَى واحد. وتجانَأْتُ على الرّجلُ، إذا عطَفْتَ عليه. والتُّرْسُ المُجَنَأُ مِنْ هذا. قال :
ومُجْنَاً أسْمَرَ قَرَّاعِ
جنب : الجيم والنون والباء أصلان متقاربان أحدهما : النَّاحية، والآخر البُعْد.
فأمّا الناحية فالجَنَاب. يقال : هذا من ذلك الجَناب؛ أَي الناحية. وقعَدَ فلانٌ جَنْبَةً، إذا اعتَزَل الناسَ. وفي الحديث : « عليكُم بالجَنْبَةِ فإِنّه عَفاف ». ومن الباب الجَنْبُ للإنسان وغيره. ومن هذا الجَنْب الذي نُهِي عنه في الحديث. أن يَجْنُبَ الرجل مع فرسه عند الرِّهان فرساً آخَرَ مخافةَ أنْ يُسْبَق فيتحوَّل عليه. والجَنَبُ : أنْ يشتدَّ عطَش البعير حتَّى تلتصق رِئتُهُ بجَنْبه. ويقال : جَنِبَ يَجْنَبُ قال :
كأنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ
والمَِجْنَبُ : الخير الكثير، كأنّه إلَى جَنْب الإنسان. وجَنَبْت الدابّةَ إذا قُدْتَها إلَى جنبك. وكَذلك جَنَبْتُ الأسير. وسُمِّي التُّرْسُ مِجْنَباً لأنَّه إلَى جَنب الإنسان.
وأمّا البُعْدُ فالجَنَابة. قال الشاعر :
فلا تَحْرِمنّي نائلاً عن جَناية
فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ
فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ
فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ
ويقال : إنّ الجُنُب الذي يُجامِع أهْلَه مشتقٌّ من هذا؛ لأنَّه يبعُد عمّا يقرُب منه غيرُه، من الصَّلاةِ والمسجد وغير ذلك.
وممّا شذّ عن الباب ريح الجَنُوب. يقال : جُنِبَ القَومُ : أصابَتْهم ريحُ الجَنُوب؛ وأجنبوا، إذا دخلوا في الجَنُوب. وقولُهم جَنَّب القومُ، إذا قلّت ألبانُ إبلهم . وهذا عندي ليس من الباب . وإنْ قال قائل من البُعْد، كأنَّ ألبانَها قلَّت فذهبَتْ، كان مذهَباً. وجَنْبٌ قبيلة، والنِّسبة إليها جَنْبِيٌّ. وهو مشتقٌّ مِن بعض ما ذكرناه.
جنبل : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للعُسِّ الضَّخْم : جُنْبُل فهذا ممّا زيدت فيه النون كأنّه جَبَل، والجَبَل كلمة وجْهها التجمُّع. وقد ذكرناها.
جنث : الجيم والنون والثاء أصلٌ واحد، وهو الأصل والإحكام. يقال للأصلِ كلِّ شيء جِنْثُه. ثمّ يُفَرَّع منه، وهو الجُنْثِيّ ، وهو الزّراد؛ لأنَّه يُحكِم عَمَلَ الزّرَد. فأمَّا قوله :
أحْكَمَ الجِنْثِيَُّ مِنْ عَوْرَاتِها
كُلَُّ جِرْباء إذا أُكْرِه صَلْ
كُلَُّ جِرْباء إذا أُكْرِه صَلْ
كُلَُّ جِرْباء إذا أُكْرِه صَلْ
فإنّه أراد الزرّاد؛ أَي أحكم حَرَابِيَّها، وهي المسامير. ومَن نصَبَ الجنثيّ أراد السيف، يجعل الفعل لكلّ حِرباء، ويكون معنَى أحكم منَعَ. يقول : هو زرَدٌ يمنع حِرباؤُهُ السيفَ أن يَعمل فيه. وقال الشاعر في السيف :
ولكنَّها سُوقٌ يكون بِياعُها
بِجُنْثِيّة قد أخلصَتْها الصَّياقلُ
بِجُنْثِيّة قد أخلصَتْها الصَّياقلُ
بِجُنْثِيّة قد أخلصَتْها الصَّياقلُ
جنح : الجيم والنون والحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْلِ والعُدْوان. ويقال : جنح إلَى كذا؛ أَي مَالَ إليه. وسمِّي الجَناحانِ جَناحَيْنِ لميلهما في الشَّقّين. والجُنَاح : الإثم؛ سمِّّي بذلك لمَيْلِه عن طريق الحقِّ.
وهذا هو الأصل ثمَّ يشتقّ منه، فيُقال للطائفة من الليل جُنْح وجِنْح، كأنَّه شُبِّه بالجَناح، وهو طائفةٌ من جسم الطائر. والجوانح : الأضلاع؛ لأنّها مائلة. وجُنِح البعيرُ إذا انكسرَتْ جَوانحُه من حِمْل ثقيل. وجَنَحَت الإبل في السّير : أسرعت. فهذا من الجَنَاح، كأنَّها أعْمَلَت الأجنحة.
جند : الجيم والنون والذال يدلُّ على التجمّع والنّصرة. يقال : هم جُنده؛ أَي أعوانه ونُصّاره. والأجناد : أجناد الشّام وهي خمسة : دمشق، وحِمْصٌ، وقِنَّسْرِينُ، والأُرْدُنّ، وفِلَسطين. يقال لكلِّ واحدة من هذه جُنْدٌ. وجَنَدٌ : بلدٌ . والجَنَد : الأرضُ الغليظة فيها حجارةٌ بِيض؛ فهذا محتمل أن يكون من الباب، ويجوز أن يكون من الإبدال، والأصل الجَلَد.
جندب : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للجرادة جُنْدَُبٌ. فهذا نونه زائدةٌ، و هو من الجَدْب؛ وذلك أنّ الجراد يَجْرُد فيأتِي بالجدْب. وربّما كَنَوا في الغَشْم والظُّلم بأُمِّ جُنْدَُب، وقياسُه قياسُ الأصل.
جندع : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للداهية ذات الجَنادِع ومعلوم في الأصل الذي أصَّلناه أنّ النون زائدة، وأنّه من الجَدْع، وقد مضى. وقد يقال : إنّ جَنادع كلِّ شيء أوائلُه، وجاءت جنادع الشرِّ.
جندف : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للجافي : جُنادِفٌ فالنون فيه زائدة، والأصل الجَدْفُ وهو احتقار الشَّيء؛ يقال : جَدَف بكذا أي احتقر، فكأنّ الجُنادِفَ المحتقر للأشياء، من جفائه.
جندل : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للحجر : جَنْدَل فممكنٌ أن يكون نونه زائدة، ويكون من الجَدْل وهو صلابةٌ في الشَّيء وطَيٌّ وتداخُل، يقولون : خَلْقٌ مَجْدُول. ويجوز أن يكون منحوتاً من هذا ومن الجَنَد، وهي أرضٌ صُلْبة. فهذا ما جاء على المقاييس الصحيحة.
جنز : الجيم والنون والزاء كلمةٌ واحدةٌ. قال ابن دُريد : جَنَزْتُ الشَّيءَ أجْنِزُه جَنْزاً، إذا ستَرتَه، ومنه اشتقاق الجَنَازة . فأمّا الخليل فمذهبُه غيرُ هذا، قال : الجَنازة الميّت، و الشَّيءُ الذي ثقُل على القوم واغتَمُّوا به هو أيضاً جَنَازة. وقال :
وما كنت أخْشَى أن أكون جَنَازَةً
عليكِ ومَنْ يَغْتَرُّ بالجَدَثَانِ
عليكِ ومَنْ يَغْتَرُّ بالجَدَثَانِ
عليكِ ومَنْ يَغْتَرُّ بالجَدَثَانِ
قال : وأمّا الجِنَازة فهو خَشَبُ الشَّرْجَع. قال : ويقول العرب : رُمِي بجنازَتِه فمات . قال : وقد جَرَى في أفواه النَّاس الجَنَازَة، بفتح الجيم، والنَّحارِير يُنكرونه.
جنس : الجيم والنون والسين أصلٌ واحد وهو الضّربُ مِن الشَّيء. قال الخليل : كلُّ ضرب جِنْس، وهو من النّاس والطَّير والأشياء جملة. والجمع أجْنَاس. قال ابن دريد : وكان الأصمعي يدفع قولَ العامّة : هذا مُجانِسٌ لهذا. ويقول : ليس بعربيٍّ صحيح. وأنا أقول : إنّ هذا غَلَط على الأصمعيّ؛ لأنَّه الذي وضع كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللَّقب في اللُّغة.
جنف : الجيم والنون والفاء أصلٌ واحد وهو المَيْل والمَيَل. يقال : جَنِفَ إذا عَدَل وجار. قال الله تعالَى جَلَّ ثناؤه : ) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوص جَنَفاً) البقرة : 182. ورجلٌ أجْنَفُ إذا كان في خَلْقِه مَيَلٌ. ويقال : لا يكون ذلك إلاّ في الطُّول والانحناء. ويقال : تجانَفَ عن كذا، إذا مال. قال :
تَجَانَفُ عَنْ جُلِّ اليمَامَةِ ناقَتِي
وما عَدلَتْ عن أهْلِهَا لِسِوائِكا
وما عَدلَتْ عن أهْلِهَا لِسِوائِكا
وما عَدلَتْ عن أهْلِهَا لِسِوائِكا
جنّ : الجيم والنون أصل واحد، وهو السَّتْر و التستُّر. فالجَنَّة ما يصير إليه المسلمون في الآخرة، وهو ثواب مستورٌ عنهم اليومَ. والجَنّة البستان، وهو ذاك لأنّ الشجر بِوَرَقه يَستُر. وناسٌ يقولون : الْجَنَّة عند العرب النَّخْل الطّوَال، ويحتجُّون بقول زهير :
كأنّ عَيْنَيّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة
مِن النَّواضحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا ( )
مِن النَّواضحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا ( )
مِن النَّواضحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا ( )
والجنين : الولد في بطن أُمّه. والجنين : المقبور. والجَنَان : القَلْب. والمِجَنُّ : الترسُ. وكلُّ ما استُتِر به من السِّلاح فهو جُنَّة. قال أبو عبيدَة : السّلاح ما قُوتِل به، والجُنَّة ما اتُّقِيَ به. قال :
حيث تَرَى الخيل بالأبطال عابِسَةً
ينهَضْن بالهُنْدُوانيّاتِ والجُنَنِ
ينهَضْن بالهُنْدُوانيّاتِ والجُنَنِ
ينهَضْن بالهُنْدُوانيّاتِ والجُنَنِ