سكت : السين والكاف والتاء يدلُّ على خِلاف الكلام. تقول : سكت يَسْكُت سكوتاً ، ورجلٌ سِكِّيت. ورماه بسُكاتَة؛ أَي بما أسكته. وسَكَت الغضبُ ، بمعنى سكن. والسُّكْتَةُ : ما أسكتَّ به الصبيّ. فأمّا السُّكّيت فإنّه من الخيل العاشر عند جريها في السّباق. ويمكن أن يكون سمِّي سُكَيتاً لأنَّ صاحبَه يسكت عن الافتخار ، كما يقال : أجَرَّه كذا ، إذا منعه من الافتخار ، وكأنّه جَرَّ لسانَه.
سكر : السين والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. يقال : سَكِر سُكْراً ، ورجلٌ سِكِّير؛ أَي كثير السُّكْر. والتَّسْكير : التَّحيير في قوله عزّ وجلّ : ) لَقَالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا ( الحجر : 15 وناس يقرؤونها ) سُكِرَتْ (مخفّفة . قالوا : ومعناه سُحِرت. والسِّكْر : ما يُسكَر فيه الماء من الأرض. والسَّكْر : حَبْس الماء ، والماءُ إذا سُكِر تحيَّر. وأمّا قولهم : ليلة ساكرة ، فهي السَّاكنة التي هي طلقةٌ ، التي ليس فيها ما يؤذِي. قال أوس :
ويقال : سَكَرت الرّيح؛ أَي سكَنت. والسَّكَر : الشَّراب. وحكَى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب. والبعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه. قال :
غَثَّ الرِّباعِ جَذَعاً يُسْكَّرُ
سكف : السين والكاف والفاء ليس أصلاً ، وفيه كلمتان : أحدهما أُسْكُفّة الباب : العتَبة التي يُوطأَ عليها. وأُسْكُفّ العين ، مشبّه بأُسْكُفّة الباب. وأمّا الإسكاف فيقال إنّ كلَّ صانع إسكافٌ عند العرب. وينشد قول الشمّاخ :
وشُعْبَتَا مَيْس بَرَاها إِسكافْ
قالوا : أراد القَوَّاس.
سكّ : السين والكاف أصلٌ مطّرد ، يدلُّ على ضِيق وانضمام وصِغَر. من ذلك السَّكَك ، وهو صِغَر الأُذن. وهذه أذنٌ سَكَّاء. ويقال : استكَّت مَسامعه؛ إذا صَمَّت. قال النابغة :
والسّكّة : الطريقة المصطفّة من النخل. وسمِّيت بذلك لتضايقها في استواء. ومن هذا اشتقاق سكّة الدراهم ، وهي الحديدة؛ لتضايُق رَسم كتابتها. والسَّكُّ : أن تَضُبَّ البابَ بالحديد. والسَّكّيّ : النّجّار . ويقال : إنّ السُّكَّ من الرّكايا المستوية الجِرَاب . ويقال : السُّكُّ : جُحر العقرب. ويقال للدِّرع الضّيقة أو الضيقة الحَلَق : سُكٌّ. ويقال للنبت إذا انسدَّ خَصَاصُه : قد استَكَّ. والقياس مطّردٌ في جميع ما ذكرناه.
وممّا حُمل عليه ما حكاه ابنُ دريد : سَكَّه يَسُكُّه سَكّاً ، إذا اصْطَلم أذنَيه.
وممّا شذّ عن الباب : السُّكاك : اللُّوح بين السّماء والأرض. والسُّكُّ : الذي يُتطيَّبُ به. ويقال : إنّه عربيٌّ صحيح.
سكم : السين والكاف والميم ليس بشيء. على أنّ بعضهم ذكر أنّ السكم مقارَبة الخطو.
سكن : السين والكاف والنون أصلٌ واحد مطّرد ، يدلُّ على خلاف الاضطرار والحركة. يقال : سكَنَ الشَّيءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن. والسَّكْن : الأهل الذين يسكُنون الدّار. وفي الحديث : « حتَّى إنّ الرُّمّانَة لَتُشْبِعُ السَّكْن ». والسَّكَن : النار ، في قول القائل :
قَدْ قُوِّمَتْ بسَكَن وأَدْهانْ
وإنَّما سمّيت سَكَناً للمعنى الأوّل ، وهو أنَّ النّاظر إليها يَسْكُن ويَسْكن إليها وإلى أهلها. ولذلك قالوا : « آنَسُ من نار ». ويقولون : « هو أحسن من النّار في عين المقرور ». والسَّكَن : كلُّ ما سكنتَ إليه من محبوب. والسِّكِّين معروف ، قال بعضُ أهل اللغة : هو فِعِّيل لأنَّه يسكّن حركةَ المذبوح به. ومن الباب السَّكينة ، وهو الوقار. وسُكّان السفينة سمِّي لأنَّه يُسكّنها عن الاضطراب ، وهو عربيٌّ.
سلب : السين واللام والباء أصلٌ واحد ، وهو أخْذ الشَّيء بخفّة واختطاف. يقال : سلبتُه ثوبَه سلْباً. والسَّلَب : المسلوب. وفي الحديث : « مَن قَتَل قتيلاً فله سَلَبُه ». والسَّليب : المسلوب. والسَّلوب من النوق : التي يُسلَبُ ولدها والجمع سُلُب. وأسلبت الناقةُ ، إذا كانت تلك حالَها. وأمّا السَّلَب وهو لِحاء الشجر فمن الباب أيضاً؛ لأنَّه تَقشَّرَ عن الشجر ، فكأنّما قد سُلِبَته. وقول ابن مَحْكانَ :
ففيه روايتان : رواه ابن الأعرابي « قاتل » بالقاف. ورواه الأصمعي بالفاء. وكان يقول : السَّلَب لحاء الشّجَر ، وبالمدينة سوقُ السَّلابين ، فذهب إلى أنّ الفاتل هو الذي يَفتِل السَّلَب. فسمعتُ عليّ بن إبراهيم القطّان يقول : سمعت أبا العبّاس أحمد بن يحيى ثعلباً يقول : أخطأ ابنُ الأعرابيّ ، والصحيح ما قاله الأصمعيّ.
ومن الباب تسلّبَت المرأة ، مثل أحَدَّتْ. قال قوم : هذا من السُّلُب ، وهي الثياب السُّود. والذي يقرب هذا من الباب الأوّل أنّ ثيابَها مشبّهة بالسَّلَب ، الذي هو لِحاء الشجر. قال لبيد :
في السُّلُب السُّودِ وفي الأمساحِ
وقال بعضهم : الفرق بين الإحداد والتَّسلُّب ، أنّ الإحداد على الزّوج والتَّسلُّب قد يكون على غير الزّوج.
فأمّا قولهم : فرس سَلِيبٌ ، فيقال : إنَّه الطويل القوائم. وقال آخرون : هو الخفيف نَقل القوائم. يقال : رجل سليب اليدين بالطَّعن ، وثورٌ سليب القرن بالطَّعن. وهذا أجود القولَين وأقيسُهما؛ لأنَّه كأنَّه يسلب الطّعنَ استلاباً.
سلت : السين واللام والتاء أصلٌ واحد ، وهو جَلْفُ الشَّيء عن الشَّيء وقَشره. يقال : سلتت المرأةُ خضابَها عن يدها. ومنه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلان بالسيف سَلْتاً ، وذلك إذا أخذه كلَّه. والرّجُل أسْلَتُ. ويقال : إنّ المرأة التي لا تتعهَّد الخضاب يقال لها السَّلْتَاء. ومن الباب السُّلْت : ضربٌ من الشعير لا يكاد يكون له قشر. والعرب تسمّيه العُرْيان.
سلتم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين ممّا وُضِع وضعاً وليس قياسُه ظاهراً : السِّلْتِم : الغُول. والسِّلْتِم : السّنة الصَّعبة. قال الشّاعر :
والسِّلتِم : الداهية.
سلج : السين واللام والجيم أصلٌ يدلّ على الابتلاع. يقال : سلج الشَّيء يسلَجُه ، إذا ابتلعه سَلْجاً وسَلَجاناً. وفي كلامهم : « الأخْذ سَلَجَانٌ والقَضَاءُ لَِيَّانٌ ». ومن الباب : فلان يتسلَّج الشراب؛ أَي يُلِحُّ في شُرْبه.
سلجم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين ممّا وُضِع وضعاً وليس قياسُه ظاهراً : السَّلْجَم : الطويل.
سلح : السين واللام والحاء السلاح ، وهو ما يُقاتَل به. وكان أبو عبيدة يفرِق بين السّلاح والجُنة ، فيقول : السلاح ما قُوتل به ، والجُنّة ما اتُّقي به ، ويحتجّ بقوله :
فجعل الجُنَن غيْرَ السُّيوف . والإسليح : شجرةٌ تغزُرُ عليها الإبل وقالت الأعرابية : « الإسليح ، رُغوَةٌ وسَريح ، وسَنامٌ وإطريح ».
سلحب : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين ممّا وُضِع وضعاً وليس قياسُه ظاهراً : المُسْلَحِبّ : المستقيم.
سلخ : السين واللام والخاء أصلٌ واحد ، وهو إخراج الشَّيء عن جلده. ثمّ يُحْمَل عليه. والأصل سلختُ جلدةَ الشاةِ سلخاً. والسِّلخ : جلد الحيّة تنسلخ. ويقال : أسود سالخ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام فيما يقال. وحكَى بعضُهم سلختِ المرأة دِرْعَها : نزعَتْه. ومن قياس الباب : سلخت الشَّهرَ ، إذا صرتَ في آخر يومه. وهذا مجاز. انسلخ الشهرُ ، وانسلخ النَّهارُ من الليل المقْبِل. ومن الباب نخلة مِسلاخٌ ، وهي التي تنثُر بُسرَها أخضر.
سلس : السين واللام والسين يدلُّ على سهولة في الشَّيء. يقال هو سَهلٌ سَلِسٌ. والسَّلْس : جنس من الخَرز ، ولعلَّه سمِّي بذلك لسلاسته في نَظْمه. قال :
وقلائدٌ مِن حُبْلَة وسُلوسِ
سلط : السين واللام والطاء أصلٌ واحد ، وهو القوّة والقهر. من ذلك السَّلاطة ، من التسلّط وهو القَهْر ، ولذلك سمِّي السُّلْطان سلطاناً. والسلطان : الحُجَّة. والسَّليط من الرجال : الفصيح اللسان الذَّرِب. والسَّليطة : المرأة الصَّخَّابة.
وممّا شذّ عن الباب السَّلِيط : الزّيت بلغة أهل اليَمَن ، وبلغة غيرهم دهن السِّمسِم.
سلطح : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين اسْلَنْطح الشَّيء ، إذا انبسط وعَرُض ، وإنّما أصلُه سطح ، وزيدت فيه اللام والنون تعظيماً ومبالَغة.
سلع : السين واللام والعين أصلٌ يدلّ على انصداع الشَّيء وانفتاحه. من ذلك السَّلْع؛ وهو شقٌّ في الجبل كهيئة الصَّدْع ، والجمع سُلُوع. ويقال : تَسَلَّع عَقِبُه ، إذا تشقّقَ وتزَلَّع. ويقال : سَلَعَ رأسه ، إذا فَلَقَه. والسِّلعة : الشيء المبِيع ، وذلك أنّها ليست بقُِنْيَة تُمْسك ، فالأمر فيها واسعٌ. والسَّلَع : شجر.
سلغ : السين واللام والغين ليس بأصل ، لكنّه من باب الإبدال فسينُه مبْدَلة من صاد. يقال : سَلَغت البقرةُ ، إذا خرج نابُها ، فهي سالغ. ويقولون : لحمٌ أسلَغُ ، إذا لم ينضج. ورجل أسلَغُ : شديد الحمرة.
سلف : السين واللام والفاء أصلٌ يدلُّ على تقدُّم وسبْق. من ذلك السلَف : الذين مضَوا. والقومُ السُّلاّف : المتقدِّمون. والسُّلاَف : السائل من عصير العنب قبل أن يُعصَر. والسُّلْفة : المعجَّل من الطَّعام قبل الغَدَاء. والسّلوف : النّاقة تكون في أوائل الإبل إذا وَرَدَت. ومن الباب السَّلَف في البيع ، وهو مالٌ يقدّم لما يُشترى نساءً . وناس يسمُّون القَرض السّلَف ، وهو ذاك القياسُ لأنَّه شيء يُقدَّم بعوض يتأخّر.
ومن غير هذا القياس السِّلْف سِلْف الرّجال ، وهما اللذان يتزوّج هذا أُخْتاً وهذا أُخْتاً. وهذا قياس السَّالفتين ، وهما صفحتا العُنق ، هذه بحذاء هذه.
وممّا شذَّ عن البابين السَّلْف وهو الجراب. ويقال : إنّ القلفة تسمَّى سَلْفاً .
ومنه أسْلفتُ الأرضَ للزَّرْع ، إذا سوَّيتها. وممكن أن يكون هذا من قياس الباب الأوّل؛ لأنَّه أمرٌ قد تقدّم في إصلاحه.
سلفع : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين ممّا وُضِع وضعاً وليس قياسُه ظاهراً : السَّلْفَع بالفاء : المرأة الصَّخَّابة. والسَّلفَع من الرِّجال : الشجاع الجَسور. قال الشّاعر :
وقال في المرأة :
سلق : السين واللام والقاف فيه كلماتٌ متباينة لا تكاد تُجْمع منها كلمتانِ في قياس واحد؛ وربُّك جلّ ثناؤُه يفعل ما يشاء ، ويُنْطِق خَلْقه كيف أراد.
فالسَّلَق : المطمئنّ من الأرض. والسِّلْقَة : الذِّئبة. وسَلَقَ : صاح. والسَّلِيقة : الطبيعة. والسَّليقة : أثَر النِّسع في جنب البعير. وسَلُوقُ : بلدٌ. والتَّسلُّق على الحائط : التَّوَرُّد عليه إلى الدار. والتسلِيق : ما تَحَاتَّ من الشجر. قال الراجز :
والسُّلاَق : تقشُّرِ جِلد اللِّسان. وسَلَقْت المزَادةَ ، إذا دهنْتَها. قال امرؤ القيس :
والسَّلق : أن تُدخِل إحدى عُروتي الجُوالِق في الأُخرَى ، ثمّ تثنيَها مرّةً أُخرى.
سلقع : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين ممّا وُضِع وضعاً وليس قياسُه ظاهراً : السَّلْقَع بالقاف : المكان الحزْن.
سلك : السين واللام والكاف أصلٌ يدلّ على نفوذ شيء في شيء. قال : سلكت الطّريقَ أسلُكه. وسَلكت الشَّيء في الشَّيء : أنفذْته. والطَّعْنَة السُّلْكَى ، إذا طعنَه تِلقاءَ وجهِه. والمسلَكَة : طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحية الثوب . وإنَّما سمّيت بذلك لامتدادها. وهي كالسِّكَك.
وممّا شذَّ عن الباب السُّلَكَة : الأُنثى من ولد الحَجَل ، والذكر سُلَك ، وجمعه سِلْكانٌ. والله أعلم.
سلّ : السين واللام أصلٌ واحد ، وهو مدُّ الشَّيء في رِفق وخَفاء ، ثمّ يُحمَل عليه. فمن ذلك سَلَلْتُ الشَّيء أسُلُّه سَلاًّ. والسَّلَّة والإسلال : السَّرِقة. وفي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين كتب : « لا إِغْلالَ ولا إِسْلال ». فالإغلال : الخيانة. والإسلال : السرقة.
ومن الباب : السَّليل : الولد؛ كأنّه سُلَّ من أُمِّه سَلاًّ. قالت امرأةٌ من العرب في ابنها :
وممّا حُمل عليه : السِّلْسِلَة ، سمِّيت بذلك لأنّها ممتدّة في اتّصال. ومن ذلك تَسَلْسَلَ الماء في الحلْق ، إذا جرَى. وماءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَالٌ وسُلاسِل. قال الأخطل :
قال بعضُ أهل اللغة : السَّلْسَلَة اتّصال الشَّيء بالشيء ، وبذلك سُمِّيت سِلسلة الحديد ، وسِلسِلة البرق المستطيلة في عَرض السحاب. والسَّالُّ : مَسِيل في مَضيق الوادي ، وجمعه سُلاّنٌ ، كأنَّ الماء ينسَلُّ منه أو فيه انْسِلالاً. ويقال : فرس شديد السَّلَّة ، وهي دَفعته في سِباقه . ويقال : خرَجَت سَلَّته على جميع الخيل. والمِسَلَّة معروف؛ لأنّها تسلّ الخيط سَلاًّ. والسُّلاَّءَة من الشوك مِن هذا أيضاً؛ لأنّ فيها امتداداً. ومنه السُّلاَل من المرض ، كأنّ لحمه قد سُلَّ سَلاًّ منه ، أسَلَّه الله.
سلم : السين واللام والميم معظم بابه من الصحّة والعافية؛ ويكون فيه ما يشذُّ ، والشاذُّ عنه قليل. فالسّلامة : أن يسلم الإنسان من العاهة والأذَى. قال أهلُ العلم : الله جلَّ ثناؤُه هو السلام؛ لسلامته ممّا يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء. قال الله جلَّ جلاله : ) وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ( يونس : 25 فالسلام الله جلَّ ثناؤه ، ودارُه الجنّة. ومن الباب أيضاً الإسلام ، وهو الانقياد؛ لأنَّه يَسْلم من الإِباء والامتناع. والسِّلام : المسالمة. وفِعالٌ تجيء في المفاعلة كثيراً نحو القتال والمقاتلة. ومن باب الإِصحاب والانقياد : السَّلَم الذي يسمَّى السَّلف ، كأنّه مالٌ أسلم ولم يمتنع من إعطائه. وممكن أن تكون الحجارة سمِّيت سِلاماً لأنّها أبعَدُ شيء في الأرض من الفَناء والذَّهاب؛ لشدّتها وصلابتها. فأمّا السَّليم وهو اللّديغ ففي تسميته قولان : أحدهما أنَّه أُسلم لما به. والقول الآخر أنّهم تفاءَلوا بالسّلامة. وقد يسمُّون الشَّيءَ بأسماء في التفاؤُل والتطيُّر. والسُّلَّم معروف ، وهو من السلامة أيضاً؛ لأنّ النازل عليه يُرْجَى له السَّلامة. والسَّلامة : شجر ، وجمعها سَلاَم.
والذي شذَّ عن الباب السَّلْم : الدلو التي لها عروة واحدة. والسَّلَم : شجر ، واحدته سلَمة. والسَّلامانُ : شجرٌ .
ومن الباب الأوّل السَِّلْم وهو الصُّلح ، وقد يؤنَّث ويذكَّر، قال الله تعالى : ) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَِّلْم فَاجْنَحْ لَهَا( الأنفال : 61. والسَّلمَة : الحجر ، فيه يقول الشّاعر :
وبنو سلِمَة : بطنٌ من الأنصار ليس في العرب غيرهم. ومن الأسماء سَلْمى : امرأةٌ. وسلمى : جبلٌ. وأبو سُلمى أبو زُهَير ، بضمّ السين ، ليس في العرب غيره.
سلهب : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين المُسْلَهِبُّ : الطويل ، والهاء فيه زائدة ، والأصل السَّلب ، وقد مضى.
سلهم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله سين قولهم : اسْلهَمَّ ، إذا تغيَّر لونُه. فاللام فيه زائدة ، وإنّما هو سَهُمَ وجهه يسْهُم ، إذا تغيَّر. والأصل السُّهام.
سلوى : السين واللام والحرف المعتلّ وأصلٌ واحد يدلّ على خفض وطيب عيش. من ذلك قولهم : فلان في سَلْوة من العيش؛ أَي في رغَد يسلِّيه الهمّ. ويقول : سَلاَ المحبّ يَسلو سلُوّاً ، وذلك إذا فارقه ما كان به من همٍّ وعشق. والسُّلْوانة : الخَرزة ، وكانوا يقولون إنّ من شرب عليها سَلاَ ممّا كان به ، وعَمَّن كان يحبّه. قال الشّاعر :
قال الأصمعيّ : يقول الرجل لصاحبه : سقيتَني منك سَلْوةً وسُلواناً؛ أَي طيَّبت نفسي وأذهلتَها عنك. وسَلِيت بمعنى سلوت. قال الرّاجز :
لو أشربُ السُّلوانَ ما سَليتُ
ومن الباب السَّلا ، الذي يكون فيه الولد ، سمِّي بذلك لنَعْمته ورقّته ولينه.
وأمّا السين واللام والهمزة فكلمة واحدة لا يقاس عليها. يقال : سلاََ السّمن يَسْلؤه سلأً ، إذا أذابه وصفّاه من اللَّبن. قال :
سمت : السين والميم والتاء أصلٌ يدلّ على نَهج وقصد وطريقة. يقال : سَمَتَ ، إذا أخذ النَّهْج. وكان بعضُهم يقول : السَّمْت : السّير بالظنّ والحَدْس. وهو قول القائل :
ليس بها ربعٌ لِسَمْتِ السَّامِت
ويقال : إنّ فلاناً لحَسَنُ السَّمْتِ ، إذا كان مستقيمَ الطريقة متحرِّياً لفعل الخَير. والفعل منه سَمَت. ويقال : سَمَت سَمْتَه ، إذا قصد قصده.
سمج : السين والميم والجيم أصلٌ يدلّ على خلاف الحُسن. يقال : هو سَمِجٌ وسَمْجٌ ، والجمع سِمَاجٌ وسَمَاجَى. ومن الباب السَّمْج من الألبان ، وهو الخبيث الطَّعْم.
سمح : السين والميم والحاء أصلٌ يدلّ على سَلاسة وسُهولة. يقال : سَمَح له بالشيء. ورجل سَمْحٌ؛ أَي جواد ، وقومٌ سُمَحاء ومَسامِيح. ويقال : سَمَّح في سيره ، إذا أسرع. قال :
سَمَّحَ واجتابَ فلاةً قِيّا