موسوعة المصطفی والعترة

حسین الشاکری

نسخه متنی -صفحه : 35/ 14
نمايش فراداده
و ذكر الامام (عليه السلام) ذلك فى لحظات عمر الزهراء (عليهاالسلام) الآخيره حين قالت: «يا ابن عم، ما عهدتنى كاذبه و لا خائنه، و لا خالفتك منذ عاشرتنى».

فقال: «معاذ الله، أنت أعلم بالله و أبر و أتقى و أكرم و أشد خوفا منه، و الله جددت على مصيبه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و قد عظمت وفاتك و فقدك، فانا لله و انا اليه راجعون»

[ بحارالانوار 43/ 191.]

من أجل هذا أحزر الامام (عليه السلام) كل هذا التوفيق و النجاح و النتصار فى حياته.

هذه هى الزهراء (عليهاالسلام)، و أما على (عليه السلام) فلا يتصور أنه كان- و العياذ بالله- من الرجال المغرورين، الذى ينتظر من زوجته كل شى ء و يعقد عليها آلاف الآمال و التوقعات، و لا يهتم بمسؤولياته و واجباته، و يتعامل معها معامله الاماء و الرقيق.

أبدا، لم يكن على (عليه السلام) كأولئك، و انما كان و فيا مخلصا يجازى الاحسان بالاحسان، و يعلم أنه يقتحم الموت فى سلحه المعركه، و زوجته تجاهد من وارء فى معقل البيت، و تقوم بكل مهام البت فى غيابه، تطبخ الطعام، و تغسل الثيلب، و تربى الاطفال، و تؤمن احتياجات المنزل رغن القحط و الشحه و العسر فى زمن الحرب، تتألم لما تسمعه من أخبار الحرب الواصله.

و خلاصه القول: انها كانت تدير بيتا لا تقل ادارته عن اداره دوله كامله.

و الامام على (عليه السلام) يعلم ان الجندى المضحى الداخلى يحتاج الى من يسمح بالحنان قبله و يشجعه و يرفق به، فكان اذا دخل البيت سأل عما جرى فيه أثناء غيابه، و عما تحملته الزهراء (عليهاالسلام) من المشقه و العناء و ينثر محبته و وده، فيريل أتعاب الجسد المكدود، و يهدى القلب المغموم بلطفه،

و يواسيها و يعينها على الفقر و العسر و الفاقه، و يدفعها بقوه للاستمرار فى العمل و الحياه.

فألمرأه تحتاج الرجل، كى يغدق عليها حبه و حنانه و يعشرها بالخلاصه لها و تشجيعه اياها على ما تبذله من جهد، و تقوم به من دور، و ذلك عين ما يحتاجه الرجل من المرأه.

هكذا عاش هذان الزوجان المنوذجيان فى الاسلام و أديا واجباتهما، و ضربا با المثل الأعلى للأخلاق الاسلاميه الساميه.

كيف لا؟ و قد قال النبى (صلى الله عليه و آله) فى ليله الزفاف لعلى (عليه السلام): «يا على! نعم الزوجه زوجتك».

و قال لفاطمه: «يا فاطمه نعم البعل بعلك»

[ بحارالأنوار 43/ 132 و 117.]

و قال (صلى الله عليه و آله): «لولا على لم يكن لفاطمه كف ء»

[ كشف الغمه 2/ 98.]

وروت فاطمه (عليهاالسلام) عن أبيها أنه قال: «خياركم ألينكم مناكبه و أكرمهم لنسائهم»

[ دلائل الامامه/ 7.]

و قال على (عليه السلام) صبيحه عرسه، حينما سأله النبى (صلى الله عليه و آله): «كيف وجدت أهلك؟».

قال: «نعم العون على طاعه الله»

[ بحارالأنوار 43/ 117.]

فاطمه الام

ان الامومه من الوظائف الحساسه و المهام الثيقله التى القيت على عاتق الزهراء (عليهاالسلام) حيث رزقت (عليهاالسلام) خمسه أطفال هم: الحسن، و الحسين، و زينب، و ام كلثوم، و محسن- الذى اسقط و هو جنين فى بطن امه- و بقى لها ولدان و بنتان. و قد قدر الله سبحانه أن يكون نسل رسول الله (صلى الله عليه و آله) و ذريته من فاطمه (عليهاالسلام).

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «ان الله جعل ذريه كل نبى من صلبه خاصه و جعل ذريتى من صلبى و من صلب على بن أبى طالب»

[ مناقب ابن شهر آشوب 3/ 387.]

لهذا تحملت فاطمه (عليهاالسلام) مسؤوليه التربيه، و قد تبدو لفظه «تربيه الأطفال» مختصره صغيره ليس فيها كثير عناء، الا أن معناها عميق واسع و حساس جدا.

فالتربيه ليست مجرد أن يوفر الأب الطعام و الشراب و اللبس، و يسعى للمحصول على لقمه العيش، بينما تهى ء الام الطعام و تغسل الملابس، و تراعى نظامه الطفل و ما شاكل، و أن لا مسؤوليه اخرى سوى هذه.

لا، أبدا، فالاسلام لا يكتفى بهذا الحد، و انما يجعل مسؤوليه الأبوين أكبر بكثير مرهونه بتربيه أبويه و مراقبتهما و متابعتهما له، و كل صغيره و كبيره من حركاتها و سكناتهما و أفعالهما و سلوكهما- كأبوين- تؤثر فى روح الطفل الشفيفه، فهو يقلد أبويه، و يعكس سلوكهما تماما كالمرآه.

من هنا أصحبت مسؤوليه الأبوين مراقبه أطفالهم بدقه، و الاعداد لمستقبلهم بجديه، و حمايه فطرتهم السليمه من التلوب- لأن الله خلقهم على

فطره الايمان-.

و الزهراء (عليهاالسلام) ربيبه الوحى التى كبرت فى أحضان النبوه، تعرف مناهج التربيه الاسلاميه، و لا تغفل عنها و عن تأثيرها فى الطفل، ابتداء من تغذيته من لبن امه و قبلتها على وجهه، الى سلوكها و أفعالها و أقوالها.

تربى (عليهاالسلام) مثل الحسن (عليه السلام) ليتجرع الغصص فى المواقف الحرجه،و يختار السكوت و يصالح معاويه، و يفهم العالم أن الاسلام يرجح السلام على الحرب، فيسقط ما فى يد معاويه و يفشل ريحه، و يميت مؤامرته، و يكشف تظيله للناس، و تنتهى اللعبه التى أراد معاويه أن يمررها على المسلمين.

و الزهراء (عليهاالسلام) تريد أن تربى مثل الحسين (عليه السلام) الذى يضحى بنفسه و بكل أهله و أصحابه و أعزائه فى سبيل الله و من أجل الدفاع عن الذين، و مقارعه الظلم و الظالمين، ليروى بدمه شجره الاسلام.

و تربى نساء مثل زينب و ام كلثوم، و تعلمهن فى مدرسه البيت دروس التضحيه و الفداء و الصمود أمام الظالمين، حتى لا يرعن و لا يخضعن للظالم و قوته، و يقلن الحق، و تعلمهن كيف ديوان يعرضن مظلومه الحسين على الاسماع، فيبكى العدو و المحب فى ديوان بنى اميه، تعلمهن كيف يقفن تلك المواقف المشرفه، و يخطبن على الملا بشجاعه، و يفضحن مخططات الأمويين و جرائمهم و يحلن دون تحقيق الظالم لأهدافه.

من هذه النماذج المعجزه تتجلى عظمه الزهراء (عليهاالسلام) و قوتها الروحيه الفريده.

نعم، لم تكن الزهراء (عليهاالسلام) من تلك النساء القاصرات الجاهلات- و العياذ بالله- لتتصور البيت بمحيطه الصغير الضيق و انما كانت تحسب محيط واسعا شاسعا مهما، باعتباره مصنعا لانتاج الانسان

الرسالى، و جامعه لتعليم دروس الحياه و معكسر لتلقى تمارين التضحيه و الفداء التى سيطبقها غدا فى المجتمع الواسع خارج البيت.

و الزهراء (عليهاالسلام) لم تشعر بعقده النقص لأنها امرأه، فالمرأه- عندها- وجود مقدس له مكانته العاليه، و مقامه الشامخ، و قد فوض الله اليها أصعب مسؤوليه و أثقل مهمه فى الحياه

[ انظر: فاطمه الزهراء المرأه النموذجيه فى الاسلام/ ابراهيم أمينى/ تعريب: على جمال الحسينى/ 59- 68.]

و هذه نماذج من نمط حياتهما داخل البيت

عن أبى سعيد الخدرى قال: أصبح على بن أبى طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغبا فقال: يا فاطمه هل عندك شى ء تغذينيه؟ قالت: لا، والذى أكرم أبى بالنبوه و أكرمك بالوصيه اوثرك به على نفسى و على ابنى هذين الحسن و الحسين، فقال على:يا فاطمه ألا كنت أعلمتنى فأبغيكم شيئا؟ فقالت: يا أباالحسن انى لاستحى من الهى أن اكلف نفسك ما لا تقدر عليه

[ البحار ج 43 ص 51 و 59.]

و دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على على و فاطمه (عليهماالسلام) فى البيت فوجدهما يطحنان فى (الجاروش)، فقال (صلى الله عليه و آله): «أيكما أعبى؟ فقال على: فاطمه يا رسول الله، فقال لها: قومى يا بنيه، فقامت، و جلس النبى (صلى الله عليه و آله) موضعها مع على (عليه السلام) فواساه فى طحن الحب

[ البحار ج 43 ص 51 و 59.]

و عن أبى عبدالله، عن أبيه عليهماالسلام قال: «تقاضى على و فاطمه الى رسول الله صلوات الله عليهم فى الخدمه، قضى الخدمه، قضى على فاطمه بخدمه البيت مادون الباب، و قضى على على بما خلفه، قال: فقالت فاطمه: فلا يعلم ما دخلنى من السرور الا الله باكفأئى رسول الله تحمل رقاب الرجال. ذكر ذلك صاحب كتاب (فاطمه الزهراء) بهجه قلب المصطفى ص 495.

ولاده الامام الحسن

و حملت السيده فاطمه الزهراء بولدها الحسن (عليه السلام) و عمرها اثنتا عشره سنه و انتقل شى ء من نور الامام و الامامه من صلب على الى فاطمه، و من الطبيعى أن النور يتجلى فى وجهها، و يزهر وجهها كى يصدق عليها اسم (الزهراء).

و اقتربت الولاده، و اتفقت للرسول سفره جاء يودع ابنته فاطمه، فأوصاها بوصايا تتعلق بالمولود المنتظر و منها: أن لا يلفوه فى خرقه صفراء.

و وضعت فاطمه وليدها الأول فى النصف من شهر رمضان (على قول) سنه ثلاث من الهجره، فكان يوما عظيما، و قد حضرت عند الولاده أسماء بنت عميس فلفوه فى خرقه صفراء لا تعمدا و مخالفه للرسول، بل سهوا و غفله أو جهلا من النسوه اللاتى حضرن الولاده.

فأقبل النبى (صلى الله عليه و آله) و قال: «أرونى ابنى، ما سميتوه؟».

و كانت فاطمه قالت لعلى (عليه السلام): «سمه». فقال على: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله، فلما جاء النبى و أخذ المولود قال: «ألم أنهكم أن تلفوه فى خرقه صفراء؟». ثم رمى بها، و أخذ خرقه بيضاء فلفه بها.

ثم قال لعلى (عليه السلام): «هل سميته؟» فقال على: «ما كنت لأسبقك باسمه». فقال النبى (صلى الله عليه و آله): «و ما كنت لأسبق ربى عز و جل».

فأوحى الله الى جبرئيل: أنه قد ولد لمحمد ابن، فاهبط، فاقرأه السلام، و هناه و قل له: «ان عليا منك بمنزله هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون».

فهبط جبرئيل فهناه من الله عز و جل، ثم قال: ان الله تبارك و تعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون.

فقال النبى (صلى الله عليه و آله): «و ما كان اسمه؟».

قال جبرئيل: شبر.

فقال النبى: «لسانى عربى»

[ لأن شبر كلمه عبريه و ليست عربيه.]

قال جبرئيل سمه الحسن.

فسماه الحسن، و أذن رسول الله (صلى الله عليه و آله) فى أذنه اليمنى و أقام فى اليسرى.

فلما كان يوم السابع عق النبى (صلى الله عليه و آله) بكبشين أملحين و أعطى القابله فخذا و دينارا. و حلق رأسه، و تصديق بوزن الشعر فضه، و طلى رأسه بالخلوق (طيب مركب من الزعفران و غيره) و قال: «يا أسماء الدم فعل الجاهليه»أى أن أهل الجاهليه كانوا يطلون رأس المولود بالدم.

و كان الرسول يقبله، و يدخل لسانه فى فم الحسن فيمصه الحسن و قيل: كان ذلك كله يوم السابع من الولاده.

عن أبى ملكيه قال: كانت فاطمه (عليهاالسلام) تنفز الحسن بن على و تقول: بأبى شبه النبى ليس شبيها بعلى

[ مسند أحمد ج 6 ص 282 و 283، و نفزت الام ولدها، أى رقصته.]

و عن فاطمه (عليهاالسلام) قالت: قلت: «يا رسول الله، أنحل أبنى الحسن و الحسين، فقال: أنحل الحسن المهابه و الحلم، و أنحل الحسين السماحه و الرحمه»و فى روايه، «نحلت هذا الكبير المهابه و الحلم، و نحلت الصغير المحبه و الرضا» و فيه أيضا قال (صلى الله عليه و آله): «أما الحسن فان له هيبتى و سؤددى، و أما الحسين فان له جرأتى وجودى

[ نظم درر السمطين ص 212، نقلنا ذلك من كتاب فاطمه الزهراء بهجه قلب المصطفى ص 268، 271 ح 11 و 18.]

ولاده الامام حسين

حملت السيده فاطمه الزهراء بطفلها الثانى، و مضت سته أشهر على الحمل، و اذا بها تشعر بعلائم الولاده. كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد بشر بولاده الحسين كما قال الامام الصادق (عليه السلام) قال: أقبل جيران أم ايمن الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقالوا: يا رسول الله ان أم ايمن لم تنم البارحه من البكاء، لم تزل تبكى حتى أصبحت. فبعث رسول الله الى أم ايمن فجاءته فقال لها: «يا ام أيمن! لا أبكى الله عينيك! ان جيرانك أتونى و أخبرونى أنك لم تزل الليل تبكين أجمع، فلا أبكى الله عينيك منا الذى أبكاك؟». قالت: يا رسول الله، رأيت رؤيا عظيمه شديده، فلم أزل أبكى الليل أجمع فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله): «فقصيها على رسول الله، فان الله و رسوله أعلم». فقالت: تعظم على أن أتكلم بها. فقال لها: «ان الرؤيا ليست على ترى، فقصيها على رسول الله».

فقالت: رأيت ليلتى هذه كأن بعض أعضائك ملقى فى بيتى! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله): «نامت عينك و رأيت خيرا، يا ام ايمن تلد فاطمه الحسين فتربينه و تلبينه فيكون بعض أعضائى فى بيتك».

فلما ولدت فاطمه الحسين (عليهماالسلام) أقبلت به أم أيمن الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال: «مرحبا بالحامل و المحمول، يا أم أيمن هذا تأويل رؤياك».

و رأت أم الفضل زوجه العباس (عم النبى) رؤيا شبيه برؤيا أم أيمن.

و حضرت النسوه وقت الولاده، منهن: صفيه بنت عبدالمطلب (عمه النبى) و أسماء بنت عميس و أم سلمه، فلما ولد الحسين قال النبى (صلى الله عليه و آله): «يا عمى هلمى الى ابنى». فقالت: يا رسول الله انا لم ننظفه بعد.

فقال: «يا عمه أنت تنظفينه؟ ان الله تبارك و تعالى قد نظفه و طهره».

و هبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أمراه أن يسميه: الحسين باسم ابن هارون، و كان اسمه بالعبريه (شبير) و معناها بالعربيه: الحسين.

و هبط على النبى (صلى الله عليه و آله) أفواج من الملائكه لتهنئه بولاده الحسين و تعزيه بشهادته، و أخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) الحسين، فجعل لسانه فى فمه، فجعل الحسين يمص و كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يأتيه كل يوم. فيلقمه لسانه فيمصه الحسين حتى نبت لحمه و أشتد عظمه من ريق رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لم يرتضع الحسين (عليه السلام) من أمه، و لا من امرأه اخرى! قال سيدنا بحرالعلوم (عليه الرحمه):

  • لله مرتضع لم يرتضع أبدا يعطيه ابهامه آنا فآونه لسانه فاستوت منه طبائعه

  • من ثدى انثى و من طه مراضعه لسانه فاستوت منه طبائعه لسانه فاستوت منه طبائعه

و فى يوم السابع من ولادته أمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) فحلق رأى الحسين، و تصديق بوزن شعره فضه، و عق عنه

[ العاشر من البحار.] . هذا و تجد التفصيل فى كتابنا «الحسين عليه السلام» الحلقه الخامسه من السلسله الذهيبه لموسوعه المصطفى و العتره.

ولاده السيده زينب الكبرى

ولدت السيده زينب الكبرى فى السنه الخامسه من الهجره، و هى المولود الثالث للبيت النبوى العلوى الشريف الأرفع.

و اننى أراها- هنا- فى غنى عن التعريف و الوصف، و ما عسانى أن أقول فى سيده أبوها: الامام المرتضى على بن أبى طالب (عليه السلام) و أمها التى أنجبتها: سيده نساء العالمين الصديقه الكبرى فاطمه الزهراء بضعه الرسول (صلى الله عليه و آله) و أخواها سيدا شباب أهل الجنه الامامان: الحسن و الحسين (عليهماالسلام).

فهى حصيله الفضائل، و نتيجه العظمه، محاطه بهاله من الشرف الرفيع من جميع جوانبها.

فلا تسأل عن صدر أرضعها، و حجر رباها، و تربيه شملتها، و رعايه أحاطت بها، و البيت الذى فتحت فيه عينيها.

و لا تسأل عن عوامل الوراثه، تفاعل التربيه، و تأثير الجو العائلى المقدس فى نفسيه السيده زينب، مضافه الى أخلاقها المكتسبه، و مواهبها التى ظهرت من الامكان الى الفعل.

و كم يؤلمنى أن أقول بأن التاريخ قد ظلم السيده زينب كما ظلم أباه و أمها و أسرتها أجمعين، اذ لم يعبا بها التاريخ كما ينبغى، و لم يتحدث عنها كما تقتضيه و تتطلبه شخصيه سيده مثل زينب الكبرى عقيله الهاشميين، حفيده رسول الله (صلى الله عليه و آله).

سماها جدها الرسول زينبا.

و قد ذكر الشيخ محمد جواد مغينه فى كتابه: (الحسين و بطله كربلاء) نقلا عن جريده (الجمهوريه) المصريه 1972/10/31 م مقالا للكاتب المصرى يوسف محمود، نقتطف منه موضع الحاجه: