الفصل الثالث - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الثالث


الزهراء فى بيت الزوجيه

اداره البيت

حسن التبعل

فاطمه الام

ولاده الامام الحسن (عليه السلام)

ولاده الامام الحسين (عليه السلام)

ولاده السيده زينب (عليهاالسلام)

ولاده السيده ام كلثوم (عليهاالسلام)

المدرسه التربويه

الدرس الأول

الدرس الثانى

الدرس الثالث

الدرس الرابع

الدرس الخامس

الزهراء فى بيت الزوجيه


انتقلت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) الى البيت الزوجى، و كان انتقالها من بيت الرساله و النبوه الى دار الامامه و الوصايه و الخلافه و الولايه، و حصل تطور فى سعاده حياتها، فبعد أن كانت تعيش تحت شعاع النبوه صارت قرينه الامامه.

كانت حياتها فى البيت الزوجى تزداد اشراقا و جمالا، اذ كانت تعيش فى جو تكتنفه القداسه و النزاهه، و تحيط به عظمه الزهد و بساط العيش، و كانت تعين زوجها على امر دينه و آخرته، و تتجاوب معه فى اتجاهاته الدينيه، و تتعاون معه فى جهوده و جهاده.

و ما أحلى الحياه الزوجيه اذا حصل الانسجام بين الزوجين فى الاتجاه و المبدأ و نوعيه التفكير، مبينا على أساس التقدير و الاحترام من الجانبين.

و ليس ذلك بعجيب، فان السيده فاطمه الزهراء تعرف لزوجها مكانته العظمى و منزلته العليا عندالله تعالى، و تحترمه كما تحترم المرأه المسلمه امامها، بل أكثر و أكثر، فان السيده فاطمه كانت عارفه بحق على حق معرفته، و تقدره حق قدره، و تطيعه كما ينبغى، لأنه أعز الخلق الى رسول الله.

لأنه صاحب الوالايه العظمى، و الخلافه الكبرى، و الامامه المطلقه.

لأنه أخو رسول الله و خليفته، و وارثه و وصيه.

لأنه صاحب المواهب الجليله، و السوابق العظيمه.

و هكذا كان على (عليه السلام) يحترم السيده فاطمه الزهراء احتراما لائقا بها،لا لأنها زوجته فقط:

بل لأنها أحب الخلق الى رسول الله.

لأنها سيده نساء العالمين.

لأن نورها من نور رسول الله.

لأنها من الذين بهم فتح الله كتاب الايجاد و الوجود، أنها كتله من العظمه.

لأنها مجموعه من الفضائل، و لو كانت فضيله واحد من تلك الفضائل متوفره فى امرأه واحده لا ستحقت التقدير و التعظيم.

فكيف بفاطمه الزهراء، و قد اجتمعت فيها من المزايا و المواهب و الفضائل و المكارم ما لم تجتمع فى أيه امرأه فى العالم كله، من حيث النسب الشريف الأرفع، و الروحانيه و القدسيه، من حيث بدء الخلقه و منشأ ايجادها و كرامتها عندالله، و عبادتها و عملها و ديانتها و زهدها و تقواها و طهارتها و نفسيتها و شخصيتها، و غير ذلك من مئات المزايا مما بطول الكلام بذكرها.

بعد ما قصصنا و ما لم نقصص عليك يمكن لك أن تدرك الجو الذى كان الزوجان السعيدان يعيشانه، و الحياه الطيبه السعيده الحلوه (بجميع معنى الكلمه) التى كانا يتمتعان بها:

حياه لا يعكرها الفقر، و لا تغيرها الفاقه، و لا تضطرب بالحوادث.

حياه يهب عليها نسيم الحب و الوئام، و تزينها العاطفه بجمالها المدهش.

لم يعلم بالضبط مده اقامه الامام و السيده فاطمه (عليهماالسلام) فى دار حارثه بن النعمان، الا أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) بنى لها بيتها ملا صقا لمسجده، له باب شارع الى المسجد، كبقيه الحجرات التى بناها لزوجاته،و انتقلت السيده فاطمه الى ذلك البيت الجديد الملاصق لبيت الله، المجاور لبيت رسول الله (صلى الله عليه و آله).

و قد تحملت فتاه الاسلام النموذيجه فى بيتها الجديد عند على بن أبى طالب قائد الجند، و وزير الرسول (صلى الله عليه و آله) و مشاوره الأول، وظائف جسيمه. و مسؤوليات عظيمه، اذ كان عليها أن ترسم معالم البيت الاسلامى النموذجى فى الاسلام بوضوح، و تعطى الدروس العمليه لنساء

العالم أجمع عن الوفاء و الحب و الانسجام و حسن التبعل و تربيه الابناء، و القيام بواجبات البيت و الاحتفاظ بدفئه و حرارته و طراوته، فكانت القدوه الصالحه، و كانت حقيقه الدين النورانيه، و الاسلام المتحرك الشمع المجسد فى الوسط النسوى و الاجتماعى.

كانت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) تسكن و تعيش فى بيت محاطا بالقداسه و الروحانيه و النور، و كان نبينا على الاحترام المتبادل و التقدير، و لم يعرف حق ذلك البيت الا كل من عرف حق فاطمه و بعلها و بنيها.

روى شيخنا المجلسى (رحمه الله) عن أنس ابن مالك و عن بريده قال: قرأ رسول الله (صلى الله عليه و آله) (فى بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال)

[ سوره النور آيه 36.] فقام رجل فقال: أى البيوت هذه يا رسول الله؟ قال: «بيوت الأنبياء». فقام اليه أبوبكر، فقال: يا رسول الله! هذا البيت منها؟ و أشار الى بيت على و فاطمه ( عليهماالسلام) قال: «نعم، من أفضلها!!».

اداره البيت


بيت على و فاطمه، هو البيت الوحيد الذى يضم بين جدرانه زوجين معصومين مطهرين منزهين عن ارتكاب الذنوب و اكتساب المآثم، و يتصفان بالفضيله الاخلاقيه و الكمال الانسانى.

فعلى (عليه السلام) نموذج الرجل الكامل فى الاسلام، و فاطمه نموذج المرأه الكامله فى الاسلام.

على بن أبى طالب كبر و ترعرع منذ نعومه أظفاره على يدى الرسول الاكرم (صلى الله عليه و آله)، و كان محور اهتمامه (صلى الله عليه و آله)، غذاه العلم و الخلق و الفضائل و الكمالات، و الزهراء تربت فى أحضان النبى الطاهره أيضا.

استأنست أذنهم الواعيه منذ الصغر بالقرآن الكريم، و هم يسمعون النبى (صلى الله عليه و آله) يرتله ليلا و نهارا و فى كل آن، و أطلوا على العيب و ارتشفوا العلوم و المعارف الاسلاميه من معينها الاصيل و منبعها العذاب الزلال، ورأوا الاسلام يتحرك فى شخصيته رسول الله (صلى الله عليه و آله) و...فكيف اذن لا تكون اسرتهم النموذج الامثال للاسره المسلمه؟!

كان بيت على و فاطمه (عليهاالسلام) اروع نموذج فى الصفاء و الاخلاص و الموده و الرحمه، تعاونا فيه بوئام و اخلاص على اداره شوون البيت و انجاز اعماله. و قد تقاضيا فى ابن حياتها الزوجيه الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و فى الخدمه فقضى (صلى الله عليه و آله) بخدمه فاطمه ما دون الباب، و قضى على على (عليه السلام) بما خلفه.

فقالت فاطمه (عليهاالسلام): «فلا يعلم ما داخلنى من السرور الا الله، بكفايتى رسول الله (صلى الله عليه و آله) تحمل رقاب الرجال»

[ بحارالأنوار 43/ 81.]

نعم فخريجه مدرسه الوحى (فاطمه) تعلم أن البيت معقل المرأه و من المواقع المهمه فى الاسلام، و اذا ما تخلت عنه و سرحت فى البيع و الشراء، عجزت عن القيام بوطائف البيت و تربيه الابناء كما ينبغى، فتهلل وجهها بالبشر و داخلها السرور حينما قضى الرسول (صلى الله عليه و آله) على على (عليه السلام)بأداء الاعمال الصعبه خارج البيت....

و لم تستنكف وحيده الرسول- و هى بنت أعظم رجل فى الاسلام و العالم- من العمل فى البيت، و لم تتنصل من أداء مهام البيت، حتى أن عليا (عليه السلام) رق لحالها و امتدح صنعها، و قال لرجل من بنى سعد:

«ألا احدثك عنى و عن فاطمه؟... انها كانت عندى و كانت من أحب أهله (صلى الله عليه و آله) اليه، و انها استقت بالقربه حتى أثر فى صدرها، و طحنت بالرحى حتى مجلت يداها، و كسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، و أوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد.

فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا العمل.

فأتت النبى (صلى الله عليه و آله) فوجدت عنده حداثا، فاستحت فانصرفت».

قال على (عليه السلام): «فعلم النبى (صلى الله عليه و آله) أنها جاءت لحاجه.

قال: فغذا علينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و نحن فى لفاعنا.

فقال: السلام عليكم.

فقلت: و عليك السلام يا رسول الله، ادخل، فلم يعد أن جلس عندنا.

فقال: يا فاطمه، ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟

قال: فخشيت ان لم تجبه أن يقوم.

فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله انها استقت بالقربه حتى أثرت فى صدرها، و جرت بالرحى حتى مجلت يداها، و كسحت البيت حتى أغبرت ثيابها، و أقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا العمل.

قال (صلى الله عليه و آله): أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ اذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا و ثلاثين و احمدا ثلاثا و ثلاثين و كبرا أربعا و ثلاثين. فذلك مائه باللسان و ألف حسنه فى الميزان».

فقالت: رضيت عن الله و رسوله (صلى الله عليه و آله)»

[ بحارالأنوار 43/ 82 و 134.]

و فى روايه اخرى: أنها لما ذكرت حالها و سألت جاريه، بكى رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال:

«يا فاطمه، والذى بعثى بالحق، ان فى المسجد اربعمائه رجل ما لهم طعام و لا ثياب، و لو لا خشيتى لأ عطتيك ما سألت.

يا فاطمه، و انى لا اريد أن ينفك عنك أجرك الى الجاريه و انى أخاف أن يخصمك على بن أبى طالب (عليه السلام) يوم القيامه بين يدى الله- عز و جل- اذا طلب حقه منك ثم علمها صلاه التسبيح».

فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «مضيت تريدين من رسول الله (صلى الله عليه و آله) الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخره»

[ بحارالأنوار 43/ 85.]

و فى ذات يوم دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على على (عليه السلام) فوجده هو و فاطمه (عليهاالسلام) يطحنان فى الجاروش فقال النبى (صلى الله عليه و آله): أيكما أعيى؟

فقال على (عليه السلام): «فاطمه، يا رسول الله».

فقال لها: «قومى يا بنيه». فقامت و جلس النبى (صلى الله عليه و آله) موضعها مع على (عليه السلام) فواساه فى طحن الحب

[ بحارالانوار 43/ 50.]

وروى عن جابر الأنصارى أنه رأى النبى (صلى الله عليه و آله) فاطمه و عليها كساء من أجله الأبل، و هى تطحن بيديها و ترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه و آله). فقال: «يا بنتاه، تعجلى مراره الدنيا بحلاوه الآخره» .

فقالت: «يا رسول الله، الحمدلله على نعمائه، و الشكر لله على آلائه»، فأنزل الله (و لسوف يعطيك ربك فترضى)

[ بحارالأنوار 43/ 86.]

و عن أبى عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: «كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) يحتطب و يستقى و يكنس، و كانت فاطمه (عليهاالسلام) تطحن و تعجن و تخبز»

[ بحارالأنوار 43/ 151.]

و عن أنس: أن بلالا أبطأ عن صلاه الصبح، فقال له النبى (صلى الله عليه و آله): «ما حسبك؟».

قال: مررت بفاطمه تطحن و الصبى يبكبى، فقلت لها: ان شئت كفيتك الرحى و كفيتينى الصبى، و ان شئت كفيتك الصبى و كفيتينى الرحى.

فقالت: «أنا أرفق بابنى منك».

فذاك الذى حبسنى.

قال: «فرحمتها، رحمك الله»

[ ذخائر العقبى/ 51.]

حسن التبعل


عاشت الزهراء (عليهاالسلام) فى بيت ثانى أعظم شخصيه اسلاميه، رجل الشجاعه القوى، و قائد الجند، و وزير الرسول (صلى الله عليه و آله)، و مشاوره الخاص،و هى تعرف مكانته و أهميته، فلو لا سيف على ما قامت للدين قائمه.

عاشت (عليهاالسلام) فى بيت على (عليه السلام) فى ظروف حساسه و غايه فى الحطوره، يوم كانت جيوش الاسلام فى حاله انذار دائم، و كانت تشتبك فى حروب ضروس فى كل عام، و قد اشترك الامام على (عليه السلام) فيها جميعا أو فى أكثرها.

و الزهراء (عليهاالسلام) تعرف مسؤولياتها الثقيله جيدا، و دورها و نفوذها فى التأثير على زوجها. فالمرأه لها نفوذ واسع على زوجها، و يمكنها أن توجهه الى أى جهه تشاء. و من الواضح أن سعاده الرجل و تعاسته، و رقيه و تراجعه، و انشراحه و كآبته، و نجاحه و فشله فى الحياه، لها علاقه و ثيقه بالمرأه و تعاملها فى داخل البيت.

و البيت هو المللجأ الذى يلجأ اليه الرجل فرارا من متاعب الحياه و مشاكل الدنيا و مصائب المجتمع و آلامه، ليسريح فى ظلاله الوارفه، و يستعيد قواه و يتزود للقاء جديد مع الحياه خارج البيت، و يتحمل المهام و الوظائف اللمقاه على عاتقه، و المرأه هى المسؤول الأول عن هذا المتجع، و قد جعل الله الزوجه سكن للرجال كما روى عن الامام موسى بن جعفر (عليه السلام): «جهاد المرأه حسن التبعل»

[ الوافى كتاب التكاح/ 114.]

و الزهراء (عليهاالسلام) تعلم أن قائد الجيش الشجاع- على (عليه السلام)- يدخل ساحه الوغى و ينتصر على عدوه اذا ما سكن و اطمأن لزوجته، و سعد و فرغ باله فى بيته. فكان الامام- و هو سيد المحاربين و المضحى من أجل الدين- يعود الى البيت بجسد متعب مكدود، فيجد الدف ء و الحنان و الموده فى زوجته العزيزه، حين تضمد جراحه، تغسل الدم عن جسده، و ثيابه، تسأله عن أخبار الحرب. الزهرا؟ (عليهاالسلام) كانت تقوم بكل هذه المهام، بل كانت تغسل الدم عن ثياب النبى (صلى الله عليه و آله) أحيانا.

وروى ان النبى (صلى الله عليه و آله) و عليا (عليه السلام) حينما عادا من غزوه احد دفعا بسيفيهما الى فاطمه و قالا: «اغسلى عنهما الدم»

[ سيره ابن هشام 3/ 106.]

كانت الزهراء (عليهاالسلام) تشجع زوجها، و تمتدح شجاعته و تضحيته و تشد على يده لتعده للمعارك المقلبه و تسكن جراحه و تمتص آلامه، و تسرى عنه أتعابه، حتى قال الامام على (عليه السلام): «و لقد كنت أنظر اليها فتنجلى عنى الغموم و الاحزان بنظرتى اليها»

[ المناقب للخوارزمى/ 256.]

ما خرجت فاطمه من بيتها بدون اذن زوجها، و ما اسخطته يوما، لأنها تعلم ان الله لا يقبل عمل امرأه اسخطت زوجها حتى ترضيه

[ الوافى كتاب النكاح/ 114.]

الزهراء (عليهاالسلام).. لم تغضب زوجها يوما، و لم تخرج من البيت بدون اذنه.و ما كذبت فى بيته، و ما خانته، و ما عصمت له أمرا حتى قال الامام (عليه السلام):

«فوالله ما أغضبتها و لا أكربتها من بعد ذلك حتى قبضها الله اليه، و لا أغضبتنى و لا عصت لى أمرا»

[ المناقب للخوارزمى/ 256.]

/ 35