النتيجه - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
دابه ليلا فى مجالس الأنصار تسألهم النصره، فكانوا يقولون يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، و لو أن زوجك و ابن عمك سبق اليا قبل أبى بكر ما عدلنا به. فيقول على (كرم الله وجهه) أفكنت أدع رسول الله (صلى الله عليه و آله) فى بيته لم أدفنه و أخرج انازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمه: «ما صنع أبوالحسن الا ما كان ينبغى له، و لقد صنعوا ما الله حسيبهم و طالبهم».

النتيجه


لم يستسلم أبوبكر لفاطمه (عليهاالسلام) و قاوم جهادها المستمر، و أصر على عناده، و لم يرجع اليها فدكا.

و كذلك فاطمه (عليهاالسلام) لم تهن و لم تنكل، فاستطاعت تمزيق القناع عن وجه الجهاز الحاكم و كشف ظلمه و جوره، و اثبات حقها و مظلوميتها، و عرف العالم كله ذلك، فبقيت فدك شجى فى حلوق الظالمين، و بركانا يهددهم بالأنفجار فى كل حين، و يهز أركان حكمهم بعنف و أكبر وسيله اعلاميه ضدهم، فكانوا اذا أرادوا كسب رضا العلويين أعادوها اليهم، و اذا ما نقموا منهم سلبوها منهم.

فلما ولى الأمر معاويه أقطع مروان بن الحكم ثلثها، و أقطع عمر بن عثمان بن عفان ثلثها، و أقطع يزيد بن معاويه ثلثها، فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته، فوهبها لعبدالعزيز ابنه، فوهبها عبدالعزيز لابنه عمر بن عبدالعزيز، فلما ولى عمر بن عبدالعزيز الخلافه ردها الى الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب.

و قيل: بل ردها الى على بن الحسين (عليه السلام).

و كانت بيد أبناء فاطمه (عليهاالسلام) مده ولايه عمر بن عبدالعزيز.

فلما ولى يزيد بن عاتكه قبضها منهم، فصارت فى أيدى بنى مروان كما كانت، يتداولونها حتى انتقلت الخلافه عنهم.

فلما ولى أبوالعباس السفاح على عبدالله بن الحسن بن الحسن، ثم قبضها أبوجعفر لما غضب على ولد الحسن، ثم ردها المهدى- ابنه- على ولد فاطمه (عليها السلام).

ثم قبضها موسى بن المهدى و هارون أخوه، فلم تزل فى أيديهم حتى ولى المأمون فردها على الفاطميين، ففى ذات يوم جلس المأمون للمظالم فأول

رقعه وقعت فى يده نظر فيها و بكى و قال للذى على رأسه: ناد أين وكيل فاطمه، فقام شيخ فتقدم فجعل يناظره فى فدك و المأمون يحتج و هو يحتج على المامون،ثم أمر أن يسجل لهم بها، فكتب السجل و قرى فأنفذه.

فلم تزل فى أيديهم حتى كان فى أيام المتوكل فأقطعها عبدالله بن عمر البازيار، و كان فيها احدى عشره نخله غرسها رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده، فكان بنو فاطمه يأخذون ثمرها فاذا قدم الحجاج أهدوا لهم من ذلك التمر،فيصلونهم، فيصير لهم من ذلك مال جزيل جليل، فصرم عبدالله عمر البازيار ذلك التمر، و وجه رجلا يقال له (بشران بن اميه الثقفى) الى المدينه فصرمه ثم عاد الى البصره ففلج

[ شرح نهج البلاغه لأبن أبى الحديد 16 /216.]

فاطمه و بيت الاحزان


لم تبق الزهراء (عليهاالسلام) بعد أبيها سوى شهور- أو أيام- معدوده قضتها بالبكاء و النجيب و الأنين، حتى عدت من البكائين، و لم تر ضاحكه قط

[ طبقات ابن سعد 2/ القسم 2/ 85.]

و كان لبكائها اسباب و دوافع كثيره، أهمها انحراف المسلمين عن الطريق المستقيم، و انزلاقهم فى مهاو تؤدى الى الاختلاف و الفرقه و التشتت و التعاسه لا محاله. و فقدانها أبيها، و غضب الخلاقه و الاحداث التى آلت اليها.

ففى ذات يوم دخلت ام سلمه على فاطمه (عليهاالسلام) فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك، يا بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟

قالت: «أصبحت بين كمد و كرب، فقد النبى (صلى الله عليه و آله)، و ظلم الوصى (عليه السلام)، هتك والله حجاب من أصبحت امامته مقبضه على غير ما شرع الله فى التنزيل، و سنها النبى (صلى الله عليه و آله) فى التأويل، و لكنها أحقاد بدريه و ترات احديه»

[ البحار 43/ 156.]

و عن على (عليه السلام) قال: «غسلت النبى (صلى الله عليه و آله) فى قميصه، فكانت فاطمه تقول: أرنى القميص، فاذا شمته غشى عليها، فلما رأيت ذلك غيبته»

[ البحار 43/ 157.]

وروى أنه لما قبض النبى (صلى الله عليه و آله) امتنع بلال من الأذان، قال: لا أؤذن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و ان فاطمه (عليهاالسلام)قالت ذات يوم: انى أشتهى أن أسمع صوت مؤذن أبى (صلى الله عليه

و اله) بلال، فبلغ ذلك بلالا، فأخذ فى الأذان. فلما قال: الله أكبر، الله أكبر، ذكرت أباها و أيامه فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ الى قوله: أشهد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه و آله) شهقت فاطمه (عليهاالسلام) و سقطت لوجهها و غشى عليها.

فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال، فقد فارقت ابنه رسول الله (صلى الله عليه و آله) الدنيا، و ظنوا أنها قد ماتت، فقطع أذانه و لم يتمه، فأفاقت فاطمه (عليهاالسلام) و سألته أن يتم الأذان فلم يفعل، و قال لها: يا سيده النسوان، انى أخشى عليك، مما تنزلينه بنفسك اذا سمعت صوتى بالأذان، فأعفته عن ذلك

[ البحار 43/ 157.]

هكذا أخذت فاطمه (عليهاالسلام) بالبكاء و العويل ليلها و نهارها، و لا ترقأ لها دمعه حتى جزع لذلك جيرانها، فاجتمع شيوخ أهل المدينه و أقبلوا الى أميرالمؤمنين (عليه السلام): و قالوا يا أباالحسن ان فاطمه نبكى الليل و النهار، فلا أحد منا يتهنا بالنوم فى الليل على فراشنا، و لا بالنهار لنا قرار على أشغالنا و طلب معايشنا، و انا نخبرك أن تسألها اما أن تبكى ليلا أو نهارا.

فأقبل أميرالمؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على فاطمه (عليهاالسلام) فقال لها:

«يا بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) ان شيوخ المدينه يسألوننى أن أسألك اما أن تبكى أباك ليلا و اما نهارا».

فقالت: «يا أباالحسن، ما أقل مكثى بينهم، و ما أقرب مغيبى من بين أظهرهم»

[ البحار 43/ 177.]

و لا أدرى ما كان تأثير بكاء السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) على

القوم و على النفوس التى شعرت و أحست بوصمه العار و ثقل مسؤوليه ما أرتكبوه من وديعه رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و هل بكاء امرأه جالسه فى بيتها يسلب راحه الحكام الى هذا الحد؟ و لكنهم أدركوا ان بكاءها، هو احتجاج صارخ على ظلمها، و اغتصاب حق زوجها و ضربات تأنيت شديده على رؤوسهم ربما تعيد الامه الى رشدها و تقيق من غفوتها، و بالتالى تثور على الحكام و تقلعهم كما تقلع النخله من جذورها؟

و لكن- مع الأسف- السياسه الزمنيه فرضت عليهم ذلك، و يعلمون كل العلم بأن لها كل الحق ان لا تمتنع عن البكاء، على من؟ على فقدانها سيد البشر الرسول العظيم (صلى الله عليه و آله) و على المصائب و الفواجع التى صبت عليها بعد فراقه، لاجل من تمتنع؟ لاجل حفنه حاكمه غاصبه، لاجل غايات و أهداف يريدون تمريرها على الامه لتثبيت عروشهم.

فاضطر أميرالمؤمنين (عليه السلام) بناء بيت خلف البقيع خارج المدينه و سماه «بيت الأحزان» و كان اذا أصبحت قدمت الحسن و الحسين (عليهماالسلام) أمامها، و خرجت اليه و هى تمر على البقيع باكيه

[ البحار ج 43/ 177.] ، فاذا جاء الليل أقبل أميرالمؤمنين (عليه السلام) اليها و رافقها الى منزلها.

عن أنس قال: لما فرغنا من دفن النبى (صلى الله عليه و آله) أتيت الى فاطمه (عليهاالسلام) فقالت: «كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله)» ثم بكت

[ أسد الغابه لابن أبى الأثير 5/ 524. طبقات ابن سعد 2/ القسم 2/ 83.]

و عن محمود بن لبيد قال: مررت على قبور شهداء احد، و اذا بفاطمه تبكى عند قبر حمزه (رضى الله عنه)- و كانت تأتى قبره بعد رفاه أبيها- فصبرت حتى هدأت، فسلمت و قلت: يا سيدتى، لقد قطع بكاؤك نياط قلبى.

فقالت: «كيف لا أبكى و قد فقدت أبى خير الآباء و أفضل الأنبياء؟! ما أشوقنى الى رسول الله (صلى الله عليه و آله)».

فقلت: يا سيدتى: أحب أن أسألك مسأله؟

فقالت: «سل».

فقلت: هل صرح النبى (صلى الله عليه و آله) بامامه على (عليه السلام) فى حياته؟

فقالت: «عجبا، أو نسيتم غدير خم؟».

فقلت: أعرف يوم الغدير، و لكنى اريد أن أسمع ما قاله لكم فى ذلك.

فقالت: «والله لقد سمعت النبى (صلى الله عليه و آله) يقول: على خليفتى من بعدى و هو بعدى و هو الامام، و الحسن و الحسين امامان، و يكون من صلب الحسين (عليه السلام) تسعه أئمه من تبعهم اهتدى و نجى، و من خالفهم ضل و هوى»

[ رياحين الشريعه 1/ 25.]

أسفى على تلك الذات الطاهره و على شبابها الذابل بضعه المصطفى و روحه التى بين جنبيه، و الشمعه التى تنطفى، و هى تنظر الى زوجها و ابن عمها العظيم، جليس الدار، و مسلوب الاراده و الامكانات، مغصوبا حقه، و مدفوعا عن منصبه الذى نصبه الله سبحانه و رسوله الكريم، و تنظر الى أملاكها التى صودرت و أموالها التى غصبت، و تنظر الى فلذاتها و أطفالها المفجوعين الذين لم تهدأ لهم حسره أو زفره، و لا تقر لهم دمعه، و هى أسيره الكرب و المرض و رهينه الفراش، تنتظر أمر ربها ساعه بهد ساعه فانا لله و انا اليه راجعون.

و قد تفجرت قرائح الشعراء لما ألم بهم الخطب و نظموا هذه المأساه فى قصائد جزله عصماء سنوافيك بها فى ما يأتى من فصول الكتاب ان شاءالله.

الفصل السادس


فاطمه على فراش المرض

عياده النساء لفاطمه (عليهاالسلام)

خطبه الزهراء فى نساء المهاجرين و الأنصار

مصادر الخطبه

العياده المبغوضه

الاستعداد للرحيل

لحظات عمرها الأخيره

التشييع و الدفن

و قوف الامام على قبرها

محاولات فاشله

على فى تأبين الزهراء

تاريخ وفاتها

فاطمه على فراش المرض


انتشر خبر مرض السيده فاطمه الزهراء فى المدينه، و سمع الناس بانحراف صحتها،و لم تكن تشكو السيده فاطمه الزهراء من داء عضال، غير ما حدث لها بين الحائط و الباب من عصرها و كسر ضلعها و سقوط جنينها و لطمها على خدها و غيرها.

كل هذه الأمور ساهمت فى انحراف صحتها، و قعودها عن ممارسه أعمالها و كان زوجها العطوف هو الذى يتولى تمريضها، و تعينه على ذلك أسماء بنت عميس

[ البحار 43/ 211.] ، جاءت نسوه من أهل المدينه لعيادتها، و خطبت فيهن تلك الخطبه التى ستمر عليك، و أعادت النسوه كلامها على رجالهن، فجاء الرجال يعتذرون، فما قبلت اعتذارهم، فقالت: «اليكم عنى لا عذر بعد تعذير و لا أمر بعد تقصير».

ان الأمر لا ينتهى هنا، بل انتشر خبر استياء السيده فاطمه من السلطه، و نقمتها على الذين آزروا تلك السلطه، و نبذوا وراءهم جميع المفاهيم و القيم، و تناسوا كل آيه من القرآن نزلت فى آل الرسول.

و أعرضوا عن كل حديث سمعوه من شفتى الرسول فى حق السيده فاطمه الزهراء و زوجها و ولديها.

و أخيرا تولد شى ء من الوعى عند الناس، و عرفوا أنهم مخطئون فى دعم السلطه الحاكمه التى لا تعترف بها أسره رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لا العدل و لا المنطق.

تلك السلطه التى كان موقفها تجاه بنت الرسول موقفا غير حسن.

عياده النساء لفاطمه الزهراء


لا نعلم- بالضبط- السبب الحقيقى و الدافع الأصلى دعا بنساء المهاجرين و الأنصار لعياده السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، فهل كان ذلك بايعاز من رجالهن فما الذى دها أولئك الرجال لارسال نسائهم الى دار السيده فاطمه؟

أو هل حصل الوعى عند النساء و شعرن بالتقصير بل الخذلان لبنت رسول الله، فانتشر هذا الشعور بين النساء فأنتج حضورهن للعياده و المجامله أو ارضاء لضمائرهن المتألمه مما حدث و جرى على سيده النساء؟؟

أو كانت هناك أسباب سياسيه فحضرن لتلطيف الجو و تخفيف توتر العلاقات بين السيده فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) و بين السلطه الحاكمه فى ذلك اليوم؟

خاصه و ان الموقف الاعتزالى الذى اختارته السيده فاطمه لنفسها، و انسحابها عن ذلك المجتمع لم يكن خاليا عن التأثير، بل كان جالبا لانتباه الناس، و بالأخص حين حمل الامام أميرالمؤمنين السيده فاطمه يطوف بها على بيوت المهاجرين و الأنصار تستنجد بهم و تستنهضهم فلم تجد منهم الاسعاف بل وجدت منهم التخاذل، و قد مرت عليك نتيجه الحوار الذى جرى بين السيده فاطمه الزهراء و بين معاذ بن جبل، و عرفت موقف ابنه فى ذلك الرد السى ء.

و على كل تقدير فلا يعلم- أيضا- عدد النساء اللاتى حضرن عند السيده فاطمه و هى طريحه الفراش، و لكن المستفاد أن العدد لم يكن قليلا بل كان العدد كثيرا يعبأ به.

/ 35