مواجهه قصيره - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قلت- و الكلام لابن أبى الحديد-: و هذا الخبر أيضا قأته على النقبب أبى جعفر فقال: «اذا كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) أباح دم هبار بن الأسود لنه روع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمه حتى ألقت ذا بطنها».


و لقد خاطب الامام الحسن (عليه السلام) المغيره بن شعبه فى مجلس معاويه بقوله: «و أنت ضربت فاطه بنت رسول الله حتى أدميتها، و ألقت ما فى بطنها، استذلالا منك لرسول الله، و مخالفه منك لأمره، و انتهاكا لحرمته، و قد قال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله): انت سيده نساء أهل الجنه. والله مصيرك الى النار».


و فى كتاب سليم بن قيس، عن ابن عباس: فضربها بالسوط فماتت حين ماتت و ان فى عضدها كمثل الدملج من ضربته.. فألجأها الى عضاده بيتها و دفعها، فكسر ضعلها من أضلاعها فالقت جنينا من بطنها...


و كذا قال الامام الصادق (عليه السلام): «و كان سبب وفاتها أن قنفذا- مولى عمر بن الخطاب- لكزها بنعل السيف بأمره.. فأسقطت محسنا، و مرضت من ذلك مرضا شديدا فماتت، و آثار الضرب فى عينها و عضدها».


و يستفاد من جمله الأحدايث و الأخبار ان الذين ضربوا بضعه الرسول (صلى الله عليه و آله) كانوا أكثر من واحد.


و نظموا قصائد عصماء جسدوا و الحادثه بقرائحهم و هذه نماذج منها:





  • فأستقطت بنت الهدى و ازنا
    جنينها ذاك المسمى محسنا



  • جنينها ذاك المسمى محسنا
    جنينها ذاك المسمى محسنا






و قال آخر:





  • و الدخلين على البتوله بيتها
    و القائدين امامهم بنجاده
    خلوا ابن عمى أو لأكشف فى الدعا
    رأسى و أشكوا للاله شجونى



  • و المسقطين لها أعز جنين
    و الطهر تدعو خلفهم برنين
    رأسى و أشكوا للاله شجونى
    رأسى و أشكوا للاله شجونى







و قال آخر:





  • أو تدرى ما صدر فاطم ما المسمار
    ما سقط الجنين؟ ما حمره العين؟
    ما بال قرطها المنثور؟



  • ما حال ضعلها المكسور
    ما بال قرطها المنثور؟
    ما بال قرطها المنثور؟







و قال آخر:


و لست أدرى ما خبر المسمار
سل صدرها خزانه الاسرار



و انفجرت قرائح الشعراء بدموع القوافى لتبكى مصاب الزهراء (عليهاالسلام):


و لايه الله الصدر:







  • غصبوها حقها جهرا و من
    من لحاها اذ بكت والدها
    و يلهم ما ضرهم لو بكيت
    من سعى فى ظلمها؟ من راعها؟
    من غدا ظلما على الدار التى
    طالما الأملاك فيها أصبحت
    و من النار بها ينجو الورى
    و النبى المصطفى كم جاءها
    و عليها هجم القوم و لم
    لست أنساها و يا لهفى لها
    فتك الرجس على الباب و لا
    لا تسلنى كيف رضوا ضلعها
    و اسألن أعتابها عن محسن
    و اسألن لؤلؤ فرطيها لما
    و هل المسمار موتور لها
    فغذا فى صدرها يدرك ثارا



  • عجب أن تغضب الزهرا جهارا
    قائلا فلتبك ليلا أو نهارا
    بضعه المختار أياما قصارا
    من على فاطمه الزهراء جارا؟
    اتخذتها الانس و الجن مزارا
    تلثم الاعتاب فيها و الجدارا
    من على أعتابها أضرم نارا
    يطلب الاذن من الزهرا مرارا
    تك لاثت، لا و عليها، خمارا
    اذ وراء الباب لاذت كى توارا
    تسألن عما جرى و صارا
    و اسألن الباب عنها و الجدارا
    كيف فيها دمه راحا جبارا
    انتثرت و العين لم تشكو احمرارا
    فغذا فى صدرها يدرك ثارا
    فغذا فى صدرها يدرك ثارا





[ آثار الحجه للشريف الرازى 1/ 210.

.

و للسيد صالح الحلى:





  • يا مدرك الثار البدار البدار
    تنسى على الدار هجوم العدى
    و رض من فاطمه ضلعها
    تعدو و تدعوا خلف أعدائها
    قد أسقطوا جنينها و اعترى
    فما سقوط الحمل؟ ما صدرها؟
    ما و كزها بالسيف فى ضلعها؟
    ما ضربها بالسوط ما منعها
    من البكا و ما لها من قرار؟



  • شن على حرب عداك المغار
    مذ أضرموا الباب بحزل و نار
    و حيدر يقاد قسرا جهار
    يا قوم خلوا عن على الفخار
    من لطمه الخد العيون احمرار
    ما لطمها؟ ما عصرها بالجدار
    و ما انتشار قرطها و السوار
    من البكا و ما لها من قرار؟
    من البكا و ما لها من قرار؟








و لصالح الكواز:





  • لو لا سقوط جنين فاطمه لما
    و بكسر ذاك الضلع رضت أضلع
    و كذا على قوده بنجاده
    و كما لفاطم رنه من خلفه
    و بزجرها بسايط قنفذ و شحت
    بالطف من زجر لهن متون



  • اوذى لها فى كربلاء جنين
    فى طيها سر الاله مصون
    فله على بالوثاق قرين
    لبناتها خلف العليل رنين
    بالطف من زجر لهن متون
    بالطف من زجر لهن متون







و قال آخر:







  • قال سليم قلت يا سلمان
    قال بلى و عزه الجبار
    و فاطم لاذت وراء الباب
    و مذ رؤاها عصروها عصره
    كادت بنفسى أن تموت حسره



  • هل دخلوا و لم يك استيذان
    و ما على الزهراء من خمار
    رعايه للستر و الحجاب
    كادت بنفسى أن تموت حسره
    كادت بنفسى أن تموت حسره















  • فأسقطت بنت الهدى و احزنا
    تقول يا فضه سندينى
    فقد و ربى اسقطوا جنينى



  • جنينها ذاك المسمى محسنا
    فقد و ربى اسقطوا جنينى
    فقد و ربى اسقطوا جنينى






للشيخ محمد حسين الغروى الكمبانى:





  • أيضرم النار بباب دارها
    لكن كسر الضلع ليس ينجبر
    اذ رض تلك الأضلع الزكيه
    و من نبوغ الدم من ثدييها
    و جاوزوا الحد بلطم الخد
    فأجرت العين و عين المعرفه
    و لا تزيل حمره العين سوى
    و للسياط رنه صداها
    و الآثر الباقى كمثل الدملج
    و من سواد متنها اسود الفضا
    و وكز نعل السيف فى جنبيها
    و لست أدرى خبر المسمار
    و فى جنين المجد ما يدمى الحشا
    و الباب و الجدار و الدماء
    شهود صدق ما به خفاء



  • و آيه النور على منارها
    الا بصمصام عزيز مقتدر
    رزيه ما بعدها رزيه
    يعرف عظم ما جرى عليها
    شلت يد الطغيان و التعدى
    تذرف بالدمع على تلك الصفه
    بيض السيوف يوم ينشر اللوى
    فى مسمع الدهر فما أشجاها
    فى عضد الزهراء أقوى الحجج
    يا ساعد الله الامام المرتضى
    أتى بكل ما أتى عليها
    سل صدرها خزانه الاسرار
    و هل لهم اخفاء أمر قد فشا
    شهود صدق ما به خفاء
    شهود صدق ما به خفاء








و قال آخر:







  • الواثبين لظلم آل محمد
    و القائلين لفاطم آذيتنا
    و القاطعين أراكه كى ما تقيل
    و مجمعى حطب على البيت الذى
    و الداخلين على البتوله بيتها
    و المسقطين لها أعز جنين



  • و محمد ملقى بلا تكفين
    فى طول نوح دائم و حنين
    بظل أوراق لها و غصون
    لم يجمع لولاه شمل الدين
    و المسقطين لها أعز جنين
    و المسقطين لها أعز جنين















  • و القائدين امامهم بنجاده
    خلوا ابن عمى أو لأكشف فى الدعا
    ما كان ناقه صالح و فصيلها
    ورنت الى القبر الشريف بمقله
    أبتاه هذا السامرى و عجله
    أى الرزايا أتقى بتجلدى
    فقدى أبى أم غصب بعلى حقه
    أم أخذهم حقى و فاضل نحلتى
    قهروا يتيميك الحسين و صنوه
    و سألتهم ارثى و قد نهرونى



  • و الطهر تدعو خلفهم برنين
    رأسى و أشكو للاله شجونى
    بالفضل عند الله الا دونى
    عبرى و قلب مكمد محزون
    تبعا و مال الناس عن هارون
    هو فى النوائب ما حييت قرينى
    أم كسر ضلعى أم سقوط جنينى
    أم جهلهم قدرى و قد عرفونى
    و سألتهم ارثى و قد نهرونى
    و سألتهم ارثى و قد نهرونى




[ رياض المدح و الرثاء/ 107.



و اليك: خمسه أبيات مقتطفه من قصيده الأزرى، و الخمسه الاخرى من قصيده شريف مكه:





  • تركوا عهد أحمد فى أخيه
    و هى العروه التى ليس ينجو
    لم ير الله للرساله أجرا
    يوم جاءت ياللمصاب اليهم
    فدعت و اشتكت الى الله شكوى
    جرعاها بعد والدها الغيظ
    أهل بيت لم يعرفوا سنن الجور
    ما كان تحت الخضراء بنت نبى
    بنت من؟ ام من؟ حليله من؟
    ختم الله رسله بأبيها
    و اصطفا لوحيه و اصطفاها



  • و أذا اقوا البتول ما أشجاها
    غير مستعصم بحبل ولاها
    غير حفظ الزهراء فى قرباها
    و من الوجد ما أطال بكاها
    و الرواسى تهتز من شكواها
    مرارا فبئس ما جرعاها
    التباسا عليهم واشتباها
    صادق ناطق أمين سواها
    ويل لمن سن ظلمها و اذاها
    و اصطفا لوحيه و اصطفاها
    و اصطفا لوحيه و اصطفاها







مواجهه قصيره



بالرغم من أن المعركه التى خاضتها فاطمه (عليهاالسلام) كانت لفتره قصيره و وقعت فى محيط محدود، غير أن صداها بقى لأجيال و أجيال و الى يومنا هذا و يجدر الالتفات الى عده امور فيها:


الأول: ان الزهراء (عليهاالسلام) هبت للدفاع عن الوصى و وقفت وراء الباب بصلابه متناهيه حينما حاصروا البيت ليأخدوا عليا و لم تنهزم و تلوذ بزوايه البيت فرارا.


الثانى: ان الزهراء (عليهاالسلام) رفضت الفرار بعد أن أقتحموا الدار، و أصرت على الصمود و المقاومه و الوقوف بوجوههم، حتى و جأوا صدرها المقدس بغمد السيف، و ضربوها حتى أسود عضدها المبارك.


الثالث: دخلت فاطمه (عليهاالسلام) الميدان من جديد، عندما استخرجوا عليا و تعلقت به، و حالت بينهم و بينه، و ما تراجعت حتى اسود بدنها من سياط قنفذ.


الرابع: حينما أخرجوا عليا (عليه السلام) راحت الزهراء (عليهاالسلام) تدافع فى آخر المواقع، فلحقت به لعلها تمنعهم عنه، و صمدت و قامت فى موقعها هذا حتى عصروها بين الحائط و الباب، و كسروا ضلعها و أسقطوا جنينها


[ فاطمه الزهراء/ ابراهيم أمينى/ تعريب على جمال الحسينى ص 124 ط- بيروت.] ]


و بعد كل هذا انطلقت الى المسجد- تريد اعلان سخطها و تخليص زوجها من أيدى الأعداء- صارخه مستغيثه بالله و رسوله على رؤوس الأشهاد.


و حينما يئست منهم انصرفت للدعاء عليهم لولا أن الامام (عليه السلام) أدركها فرجعت الى البيت بعد أن خلصت زوجها.


نعم، هكذا وقفت فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، بكل ما اوتيت من قوه، للدفاع عن على (عليه السلام)، و منعهم عن أخذ البيعه منه قهرا و اظهار السخط على الخلافه و الخلفاء و أهل الشورى بل و عليهم أجمعين.


و ان ضربها، و كسر ضلعها، و اسقاط جنينها، كشف مؤامراتهم و أسقط أقنعتهم.


و فهم العالم- عمليا- نتائج الانحراف عن الخلافه الحقه فمن أجل الاحتفاظ بالملك و السلطان ما تورعوا عن كسر ضلع عزيزه نبيهم، و قتل ابنها فى بطن امه، و بذلك تنذر المسلمين، و تقدم لهم أنموذجا واضحا من نتائج خلافه الشورى.


و الزهراء (عليهاالسلام) خريجه مدرسه النبوه و الامامه، درست التضحيه و الفداء، و الشجاعه فى هذين البيتين، فلا تخاف كسر الضلع و لا الضرب، و لا تخشى سوى الله فى مواقع الدفاع عن الحق و الاهداف المقدسه.


المرحله الثالثه: فدك



أحسن كلام نفتتح به هذا الحديث، و أصدق حديث نبدا به فى هذا الموضوع هو كلام الله تعالى: (و من أصدق من الله قيلا و من أصدق من الله حديثا).


قال تعالى: فآت ذاالقربى حقه و المسكين و ابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله و اولئك هم المفلحون).


هذه الآيه كما تراها خطاب من الله عز و جل الى حبيبه محمد (صلى الله عليه و آله) يأمره أن يؤتى ذاالقربى حقه، فمن ذواالقربى؟ و ما هو حقهم؟


لقد ذكرنا- فى آيه القربى أو آيه الموده- أن المقصود من القربى هم أقرباء الرسول و هم على و فاطمه و الحسن و الحسين (عليهم السلام) فيكون المعنى: و أعط ذوى قرباك حقوقهم.


أما فدك فقريه تبعد عن المدينه عده فراسخ، كان فيها بساتين و مزارع لليهود، فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه و آله) من خيبر قذف الله الرعب فى قلوب أهل فدك، فبعثوا الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) فصالحوه على النصف منها فقبل منهم ذلك. و كانت فدك لرسول الله (صلى الله عليه و آله) خالصه له


[ شرح ابن أبى الحديد 16/ 210.] ] ، لأنه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.


و كانت فدك ملكا عظيما، و أرضا واسعه، و بساتين مثمره يانعه، و تدر أرباحا طائله حتى قالوا: كان دخلها أربعه و عشرين ألف دينار، و فى روايه: سبعين ألف دينار


[ سفينه البحار 2/ 351.] سنويا.


عن عطيه قال: لما نزلت (فآت ذاالقربى حقه)، دعا رسول الله (صلى


الله عليه و آله) فاطمه (عليهاالسلام) فأعطاها فدكا


[ كشف الغمه 2 /152، الدر المنثور 4/ 177.]


و عن على بن أبى طالب (عليه السلام) قال: «أقطع رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمه فدكا»


[ كشف الغمه 2/ 152، الدر المنثور 4/ 177.]


وروى عن أبى سعيد الخدرى و غيره أنه لما نزلت هذه الآيه على النبى (صلى الله عليه و آله) أعطى فاطمه فدكا و سلمه اليها، و هو المروى عن الامام الباقر و الامام الصادق (عليهماالسلام) و هو المشهور بين جميع علماء أهل البيت.


كما ذكر ذلك من علماء العامه عدد كثير بطرق عديده، منها.


صرح فى (كنز العمال) و فى مختصره المطبوع فى الهامش من الكتاب (المسند) لأحمد بن حنبل فى مسأله صله الرحم من كتاب (الأخلاق) عن أبى سعيد الخدرى قال:لما نزلت (فآت ذاالقربى حقه) قال النبى (صلى الله عليه و آله): «يا فاطمه لك فدك».


قال: رواه الحاكم فى تاريخه و فى ص 177 من الجزء الرابع من تفسير (الدر المنثور) للسيوطى أنه أخرج البزاز و أبويعلى و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال: لما نزلت هذه الآيه: (فآت ذاالقربى حقه) أقطع رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمه فدكا.


قال ابن أبى الحديد المعتزلى فى شرح النهج: و قد روى من طرق مختلفه غير طريق أبى سعيد الذى ذكره صاحب الكتاب: أنه لما نزل قوله تعالى: (فآت ذاالقربى حقه)دعا النبى (صلى الله عليه و آله) فاطمه فأعطاها فدكا.


و ذكر ابن حجر فى الصواعق المحرقه، و الشيخ السمهودى فى تاريخ المدينه أن عمر قال: انى أحدثكم عن هذا الأمر: ان الله خص نبيه فى هذا الفى ء بشى ء لم يعطه أحدا غيره فقال: (و ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب و لكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شى ء


قدير)، فكانت هذه خالصه لرسول الله... الخ.


اذن فالمستفاد من مجموع الآيات و الروايات أن فدك كانت لرسول الله (صلى الله عليه و آله) خالصه، و أن النبى (صلى الله عليه و آله) أعطى فاطمه فدكا بعنوان النحله و العطيه بأمر الله تعالى حيث أمره بقوله: (فآت ذاالقربى حقه).


و يستفاد أيضا من تصريحات المؤرخين و المحدثين أن السيده فاطمه الزهراء كانت تتصرف فى فدك، و أن فدكا كانت فى يدها.


فمنها تصريح الامام أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (عليه السلام) فى الكتاب الذى أرسله الى عثمان بن حنيف و هو عالمه على البصره فانه ذكر فيه: «... بلى كانت فى أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم الله... الخ»


[ نهج البلاغه باب (المختار من رسائله عليه السلام).]


و ذكر ابن حجر فى (الصواعق المحرقه) فى الباب الثانى: ان أبابكر انتزع من فاطمه فدكا... الخ.


و معنى كلام ابن حجر أن فدكا كانت فى يد الزهراء (عليهاالسلام) من عهد أبيها الرسول فانتزعها أبوبكر منها.


و قد روى العلامه المجلسى عن كتاب (الخرائج):


فلما دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) المدينه (بعد استيلائه على فدك) دخل على فاطمه (عليهاالسلام) فقال: «يا بنيه ان الله قد أفاء على أبيك بفدك،و اختصه بها، فهى له خاصه دون المسلمين، أفعل بها ما أشاء، و انه قد كان لأمك خديجه على أبيك مهر، و ان أباك قد جعلها لك بذلك، و أنحلها لك و لولدك بعدك». قال: فدعا بأديم و دعا بعلى بن أبى طالب فقال: «اكتب لفاطمه بفدك نحله من رسول الله». فشهد على ذلك على بن


أبى طالب و مولى لرسول الله و ام أيمن.


و لما توفى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و استولى أبوبكر على منصه الحكم و مضت عشره أيام. و استقام له الأمر بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله).


كانت فدك للسيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) من ثلاثه وجوه:


اوجه الأول: انها كانت ذات اليد، أى كانت متصرفه فى فدك، فلا يجوز انتزاع فدك من يدها الا بالدليل و البينه. كما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):«البينه على المدعى، و اليمين على من أنكر». و ما كان على السيده فاطمه أن تقيم البينه لأنها ذات اليد.


الوجه الثانى: انها كانت تملك فدكا بالنحله و العطيه و الهبه من أبيها رسول الله (صلى الله عليه و آله).


الوجه الثالث: انها كانت تستحق فدك بالارث من أبيها الرسول و لكن القوم خالفوا هذه الوجوه الثلاثه، فقد طالبوها بالبينه، و طالبوها بالشهود على النحله، و أنكروا وراثه الأنبياء على غير أساس من شرع أو عرف.


و بامكان السيده فاطمه أن تطالب بحقها بكل وجه من هذه الوجوه الثلاثه.


و لهذا طالبت بفدك عن طريق النحله أولا، ثم طالبت بها عن طريق الارث ثانيا كما صرح بذلك الحلبى فى سيرته ج 3 ص 39 قال:


ان فاطمه اتت ابابكر بعد وفاه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و قالت: «ان فدكا نحله ابى، اعطانيها حال حياته». و انكر عليها ابوبكر و قال:اريد بذالك شهودا فشهد لها على، فطلب شاهدا آخر فشهدت لها ام أيمن فقال لها: أبرجل و امره تستحقينها؟؟


و ذكر الطبرسى فى الاحتجاج: فجاءت فاطمه (عليهاالسلام) الى أبى بكر ثم قالت: «لم تمنعنى ميراثى من أبى رسول الله؟ و أخرجت وكيلى من فدك


و قد جعلها لى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بأمر الله تعالى؟». الى آخر ما ذكره أصحاب السير و المفسرون.


و بلفظ آخر:


و حاج الامام على (عليه السلام) أبابكر و هو فى المسجد و حوله المهاجرون و الانصار فقال: «يا أبابكر لم منعت فاطمه ميراثها من أبيها رسول الله (صلى الله عليه و آله) و قد ملكته فى حياته؟؟» قال أبوبكر: هذا فى المسلمين، فان أقامت شهودا أن رسول الله جعله لها و الا فلا حق لها فيه! فقال على: «يا أبابكر تحكم بيننا بخلاف حكم الله فى المسلمين؟» قال: لا، قال: «فان كان فى يد المسلمين شى ء يملكونه فادعيت أنا فيه، من تسأل البينه؟» قال: أياك اسال، قال: «فما بال فاطمه سالتها البينه على ما فى يديها و قد ملكته فى حياه ابيها رسول الله و بعده و لم تسأل المسلمين على ما ادعوها شهودا كما سألتنى على ما دعيت عليهم؟؟» فكست أبوبكر فقال عمر: يا على دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حجتك، فان أتيت بشهود عدول، و الا فهى فى ء للمسلمين، و لا حق لك و لا لفاطمه فيه؟؟


احتجاج



لما بويع أبوبكر و استقام له أمر بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) منها، فجاءت فاطمه (عليهاالسلام) الى أبى بكر ثم قالت: «لم تمنعنى ميراثى من أبى رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟ و أخرجت وكيلى من فدك و قد جعلها لى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بأمر الله تعالى؟».


فقال: ان شاءالله انك تقولين الا حقا و لكن هاتى على ذلك شهودا. فجاءت بام أيمن فقالت له ام أيمن: لا أشهد- يا أبابكر- حتى أحتج عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله)، أنشدت بالله ألست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: «ام أيمن امراه من أهل الجنه»؟.


فقال: بلى.


قالت: فأشهد أن الله- عز و جل- أوصى الى رسول الله (صلى الله عليه و آله): (فآت ذالقربى حقه) فجعل فدكا لها طعمه بأمر الله.


فجاء على (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك.


فكتب لها كتابا و دفعه اليها.


فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال ان فاطمه ادعت فدكا و شهدت لها ام أيمن و على، فكتبته لها، فأخذ عمر الكتاب من فاطمه فتفل فيه و مزقه، فخرجت فاطمه (عليهاالسلام) تبكى.


فلما كان بعد ذلك جاء على (عليه السلام) الى أبى بكر و هو فى المسجد فقال: «يا أبابكر، لم منعت فاطمه ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟ و قد ملكته فى حياه رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟».


فقال أبوبكر: هذا فى ء المسلمين، فان أقامت شهودا أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) جعله لها، و الا فلا حق لها فيه.


فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «يا أبابكر أتحكم فينا بخلاف حكم الله فى المسلمين؟».


قال: لا.


قال: «فان كان فى يد المسلمين شى ء يملكونه، ثم أدعيت أنا فيه، من تسأل البينه؟».


قال: اياك أسأل البينه.


قال: «فما بال فاطمه سألتها البينه على فى يدها و قد ملكته فى حياه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و بعده، و لم تسأل المسلمين بينه على ما ادعوا شهودا كما سألتنى على ما أدعيت عليهم؟».


فكسبت أبوبكر.


فقال عمر: يا على، دعنا من كلامك، فانا لا نقوى على حجتك، فان أتيت بشهود عدول، و الا فهو فى ء للمسلمين لا حق لك. و لا لفاطمه فيه


[ الاحتجاج للطبرسى 1/ 121 ط- النجف 1386، كشف الغمه 2/ 104، شرح نهج البلاغه ابن أبى الحديد 16/ 274.]


فقال الامام على (عليه السلام): «يا أبابكر تقرأ كتاب الله؟» قال: نعم. قال: «أخبرنى عن قوله عز و جل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) فيمن نزلت فينا أو فى غيرنا؟» قال: بل فيكم! قال: «فلو ان شهودا شهدوا على فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) بفاحشه ما كنت تصنع بها؟» قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء العالمين؟! قال على:«كنت اذن عند الله من الكافرين!» قال: و لم؟ قال: «لأنك رددت شهاده الله بالطهاره و قبلت شهاده الناس عليها، كما رددت حكم الله و حكم رسوله أن جعل لها فدكا و زعمت أنها فى ء للمسلمين، و قد قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): البينه على المدعى، و اليمين على من أدعى عليه».


/ 35