الفصل الثانى - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأجر المرصول لمن يصلى فيه (فى حديث مشهور ذكرناه فى الجزء الأول و الثانى من هذا المسلسل).


و بعد استراحه الركب سار (صلى الله عليه و آله) بمن معه من أصحابه و أهله متوجها الى يثرب و يقدرون بأكثر من مائه رجل مدججين بالسلاح و سيوفهم على عواتقهم و محيطين به كالسوار، فاستقبلته الجماهير المسلمه بالأشعار، و الأهازيج، و الشعارات الترحيبيه و هم يترنمون بصوت واحد بهذا النشيد:





  • طلع البدر علينا
    وجب الشكر علينا
    أيها المبعوث فينا
    جئت شرفت المدينه
    مرحبا يا خير داع



  • من ثنيات الوداع
    ما دعى لله داع
    جئت بالأمر المطاع
    مرحبا يا خير داع
    مرحبا يا خير داع







وأستقبله سادات يثرب و زعماء الأوس و الخزرج مرحبين بقدومه باذلين كل ما وسعهم من أمكانات ماليه و عسكريه، و كان عندما يمر على حى من أحيائهم يتقدم الأشراف ليأخذوا بخطام ناقته رجاء أن ينزل فى حيهم حيث الضيافه و المنعه، فكان (صلى الله عليه و آله) يدعوا لهم بالخير و يقول دعوا الناقه تسير فانها مأموره.


ثم بركت فى رحبه من الأرض بجوار دار أبى أيوب الأنصارى، فنزل و نزلت السيده الطاهره فاطمه الزهرا مع الفواطم و دخلن على ام خالد و بقيت السيده مع أبيها (صلى الله عليه و آله) زهاء السنه حتى تم بناء المسجد و دار رسول الله (صلى الله عليه و آله) فانتقلت اليه مع أبيها و زوجاته.


و تستقر الزهراء فى دار هجرتها و فى دار بيت أبيها، ذلك البيت البسيط المتواضع فى دار الاسلام، لتنعم بعنايته و حبه و رعايته، تلك العنايه و الرعايه و الحب التى لم تحظ بمثلها امرأه و لا أحد من الناس سواها.

و كانت (عليهاالسلام) تعيش فى ذلك الجو الطافح بالمكارم و الحنان و فى ذلك الظل الوارف ظل الرسول العظيم (صلى الله عليه و آله) الذى شمل عطفه و حنانه القريب و البعيد على حد سواء، عوضها عما كانت تعانيه فى سالف أيامها المنصرمه المقرونه بالعواصف العاتيه الهوجاء المدمره المشجيه ابتداء من وفاه امها السيده خديجه الكبرى، الى هجره أبيها (صلى الله عليه و آله) من وطنه و مسقط رأسه و دار عزه و عاشت حوادث هجوم المشركين من قريش على دار أبيها، و تبع ذلك هجرتها من مكه، و مطارده قريش لها و للركب المهاجر معها.


فلما استقر النبى (صلى الله عليه و آله) با لمدينه تزوج (سوده) و هى أول من تزوجها بعد السيده خديجه ثم تزوج (ام سلمه بنت أبى أميه) و فوض أمر ابنته اليها.


فقالت ام سلمه تزوجنى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و فوض امر ابنته (فاطمه) الى، فكنت أؤدبها و أدلها، و كانت والله أأدب منى و أعرف بالاشياء كلها


[ دلائل الامامه ص 11.]


الفصل الثانى



زواج الزهراء (عليهاالسلام)


اقتراح درس عملى


تأجج العواطف جهاز الزهراء


على يتقدم للخطبه درس عام للمسلمين


زواجهما فى السماء مفاوضات الزفاف


التوافق حفل الزفاف


اختيار الصهر الزفاف


خطبه العقد زياره الزهراء


مهر الزهراء تاريخ اقتران النور بالنور


زواج الزهراء



من مبادى الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) الحث على الزواج و دفع الشباب المسلم الى بناء النبيه الاجتماعيه المسلمه على مكارم الأخلاق و العفه و الكرامه و تكوين اسره صالحه تستطيع أن تكون لبنه أساسيه لمجتمع صالح ذو قيم أخلاقيه فاضله، لتحمل مسؤولياتها الى الأجيال الصاعده، كما أمر الله سبحانه و تعالى به فى محكم كتابه المجيد:


(و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) (النور: 32).


كما وردت أحاديث و روايات كثيره فى الحث على الزواج و تكوين الاسره النظيفه منها:


قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله فى النصف الاخر»


[ وسائل الشيعه ج 14/ أبواب مقدمات النكاح.]


و لم يكتف (صلى الله عليه و آله) بالحث على الزواج نظريا و انما عمد الى تطبيق ذلك عمليا و ببساطه بعيده عن التعقيد و التكليف، لكنه كان يلاحظ و يؤكد على الكفاءه و الموازنه بين الزوجين فى جميع المستويات، دينيا و خلقيا و اجتماعيا بعيدا عن عالم الماده و الزخرفه و البهرجه، و كان يرى (صلى الله عليه و آله) أن تجرى الامور على مجراها الطبيعى، و كان النبى الاكرام (صلى الله عليه و آله) ينتظر الكف ء المناسب لأبنته (عليهاالسلام).


فاقت فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) نساء عصرها فى الحسب و النسب، فهى بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه و آله) و خديجه (عليهاالسلام)،


وسليله الفضل و العلم و السجايا الخيره، و غايه الجمال الخلقى و الخلقى، و نهايه الكمال المعنوى و الانسانى، علا شأوها و تألق نجمها، و هى بالاضافه الى خصائصها (عليهاالسلام) الشخصيه بنت محمد (صلى الله عليه و آله) الذى غزا الكفر و الشرك فى عقر داره، و قويت شوكته و ظهرت قوته.


و كانت (عليهاالسلام) تمتاز من صغر سنها بالنضخ الفكرى، و الرشد العقلى، و قد وهب الله تعالى لها عقلا كاملا و ذهنا وقادا، و ذكاء حادا و حسنا و جمالا فى اشراقه محياها النوارنيه؛ فما أكثر موابها و ما أعظم فضائلها، و هى تكبر يوما بعد يوم تحت ظلال النبى (صلى الله عليه و آله).


فما أدركت (عليهاالسلام) مدرك النساء حتى خطبها أكابر قريش من أهل الفضل و السابقه فى الاسلام و الشرف و المال، و كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله (صلى الله عليه و آله) أعرض عنه الرسول (صلى الله عليه و آله) بوجهه، حتى كان الرجل منهم يظن فى نفسه ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) ساخط عليه


[ كشف الغمه ج 1 ص 353.]


و رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان قد حبسها على على، و يرغب فى أن يخطبها منه


[ كشف الغمه ج 1 ص 354.] ، لأنه مأمور أن يزوج النور من النور


[ دلائل الامامه ص 19.]


عن بريده قال: خطب أبوبكر فاطمه (عليهاالسلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «انها صغيره، و انى أنتظر بها القضاء».


فليقه عمر فأخبره، فقال: ردك، ثم خطبها عمر فرده


[ تذكره الخواص ص 306.]


وروى أن عبدالرحمن عوف خطبها فلم يجبه (و فى روايه غير انه قال بكذا من المهر) فغضب رسول الله (صلى الله عليه و آله) و مد يده الى حصوات


فرفعها فسبحت فى يده و جعلها فى ذيله فصارت درا و مرجانا، يعرض به جواب المهر.


و فى أمالى الطوسى: عن أبى عمرو، معنعنا عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده ( عليهم السلام)، عن جابر بن عبدالله قال: لما زوج رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمه من على، أتاه اناس من قريش فقالوا: انك زوجت عليا بمهر خسيس، فقال: «ما أنا زوجت عليا، و لكن الله عز و جل زوجه ليله اسرى بى عند سدره المنتهى، أوحى الله الى السدره أن أنثرى ما عليك، فنثرت الدر و الجوهر و المرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه و يتفاخرن و يقلن: هذا من نثار فاطمه بنت محمد (صلى الله عليه و آله)»


[ البحار ج 43 ص 92، كشف الغمه ج 1 ص 472.]


و عن أبى الحسن على بن موسى الرضا، عن أبيه، عن ابائه، عن على (عليهم السلام) قال: قال لى رسول الله (صلى الله عليه و آله): «يا على لقد عاتبنى رجال من قريش فى أمر فاطمه و قالوا: خطبناها اليك فمنعتنا و زوجت عليا؟ فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم و زوجه، بل الله منعكم و زوجه، فهبط على جبرئيل ( عليه السلام) فقال: يا محمد ان الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمه ابنتك كف ء على وجه الأرض، آدم فمن دون»


[ البحار ج 43 ص 145، كتاب المختصر ص 133.]


اقتراح



ذات يوم كان أبوبكر و عمر جالسين فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه و آله) و معهما سعد بن معاذ الانصارى، فتذاكروا فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال أبوبكر: قد خطبها الأشراف من رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال: ان أمرها الى ربها، ان شاء يزوجها زوجها. و ان على بن أبى طالب لم يخطبها من رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و لم يذكرها له، و لا أراه يمنعه من ذلك الا قله ذات اليد، و انه ليقع فى نفسى ان الله- عز و جل-، و رسوله (صلى الله عليه و آله) انما يحبسانها عليه، فان منعه قله ذات اليد و اسيناه و أسعفناه، فقال له سعد بن معاذ: وفقك الله.


قال سلمان الفارسى: فخرجوا من المسجد و التمسوا عليا فلم يجدوه، و كان ينضح ببعير- كان له- الماء على نخل رجل من الانصار بأجره فأنطلقوا نحوه.


فلما نظر اليهم على (عليه السلام) قال: «ما وراءكم، و ما الذى جئتم له؟».


فقال أبوبكر: يا أباالحسن، انه لم يبق خصله من خصال الخير الا ولك فيها الصحبه و السابقه، و قد خطب الاشراف من قريش الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) ابنته فاطمه فردهم، و قال: ان أمرها الى ربها ان شاء يزوجها زوجها، فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله (صلى الله عليه و آله) و تخطبها منه؟ فانى أرجو أن يكون الله- عز و جل- و رسوله (صلى الله عليه و آله) انما يحبسانها عليك.


قال: فتغرغرت عينا على بالدموع، و قال: «يا أبابكر لقد هيجت منى ساكنا، و أيقظتنى لأمر كنت غافلا، والله ان فاطمه لموضع رغب، و ما مثلى قعد عن مثلها،غير أنه لا يمنعنى من ذلك الا الحياء و قله ذات اليد».


فقال أبوبكر: لا تقل هذا يا أباالحسن فان الدنيا و ما فيها عندالله تعالى و رسوله كهباء منثور، فعجل فى خطبتها


[ بحارالأنوار ج 43 ص 125.]


و بينما على بن أبى طالب متجها الى دار النبى (صلى الله عليه و آله) و كان فى بيت السيده ام سلمه هبط ملك من السماء بأمر الهى اليك مضمونه ملخصا.


(معانى الأخبار، و الخصال، و الامالى للصدوق) عن ابن مسرور مرفوعا، عن على بن جعفر قال: سمعت أباالحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول: «بينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) جالس اذ دخل عليه ملك، فحسبه جبرئيل، فقال: حبيبى جبرئيل، لم أرك فى مثل هذه الصوره! فقال الملك: لست بجبرئيل، أنا محمود بعثنى الله عز و جل أن أزواج النور من النور، قال: من ممن؟ فقال: فاطمه من على، قال: فلما ولى الملك اذا بين كتفيه: محمد رسول الله، على وصيه،فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): منذكم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله عز و جل آدم باثنين و عشرين ألف عام، و فى (المناقب) لابن شهر آشوب، بأربعه و عشرين ألف عام


[ معانى الأخبار 103 ح 1، الخصال 640 ح 17، أمالى الصدوق 474 ح 19، البحار ج 43 ص 111 ح 23.]


تأجج العواطف



عاش على (عليه السلام) و فاطمه (عليهاالسلام) تحت سقف واحد


[ مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 18.] و تخرجا من مدرسه واحده، هى مدرسه النبى (صلى الله عليه و آله) و خديجه (رضى الله عنها)، و قد عرف على فاطمه عن كثب، و هو يعلم أن الأرض لا تحمل على ظهرها امرأه كفاطمه جمعت الفضائل و الكمالات، و حبها فى أعماق قلبه خالص صميمى، و الفرصه تمر مر السحاب و قد لا تعود.


تأمل الامام اقتراح أبى بكر و بقى (عليه السلام) بين الحاله التى يعيشها هو و المجتمع الاسلامى من فقر وفاته وضيق فى المعيشه يصرفه عن التفكير فى الزواج و يشغله عن نفسه و هواجسها فى بناء الاسره، و بين واقعه الشخصى و قد تجاوز الواحده و العشرين من العمر


[ ذخائر العقبى ص 26.] و آن له أن يتزوج من فاطمه التى لاكف ء لها سواه و لا كف ء له سواها، و هى نسيج لا يتكرر،و قد حانت الفرصه و آن الآوان، و من أين يأتى بفاطمه اذا ما فرط بالفرصه، فلينطلق اذن.


على يتقدم للخطبه



وقع اقتراح أبى بكر موقع القبول عند على (عليه السلام)، و تأججت فى روحه جذوه الحب، فما أكمل عمله و انما حل عن ناضحه و أقبل يقوده الى منزله فشده فيه، و لبس نعله و أقبل الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) فى منزل ام سلمه، فدق على (عليه السلام) الباب.


فقالت ام سلمه: من بالباب؟


فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله): (من قبل أن يقول على: أنا على): «قومى يا ام سلمه فأفتحى له الباب و مريه بالدخول، فهذا رجل يحبه الله و رسوله و يحبهما».


فقالت ام سلمه: فداك أبى و امى، من هذا الذى تذكر فيه هذا و أنت لم تره؟!


فقال: «مه يا ام سلمه، فهذا رجل ليس بالخرق و لا بالنزق هذا أخى و ابن عم و أحب الخلق الى».


فقالت ام سلمه: فقمت مبادره أكاد أعثر بمرطى، ففتحت الباب فاذا أنا بعلى بن أبى طالب (عليه السلام).


فدخل على رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: «السلام عليك يا رسول الله و رحمه الله و بركاته».


فقال له النبى (صلى الله عليه و آله): «و عليك السلام يا أباالحسن، أجلس»، فجلس على بن أبى طالب (عليه السلام) بين يدى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و جعل ينظر الى الأرض كأنه قصد لحاجه و هو يستحى أن يبينها، فهو مطرق الى الأرض حياء من رسول الله (صلى الله عليه و آله).


فكأن النبى (صلى الله عليه و آله) علم ما فى نفسى على (عليه السلام)


فقال له: «يا أباالحسن، انى أرى انك أتيت لحاجه، فقل حاجتك و أبد ما فى نفسك، فكل حاجه لك عندى مقضيه».


قال على (عليه السلام): فقلت: «فداك أبى و امى انك أخذتنى من عمك أبى طالب و من فاطمه بنت أسد و أنا صبى، فغذيتى بغذائك، و أدبتنى بأدبك، فكنت الى أفضل من أبى طالب و من فاطمه بنت أسد فى البر و الشفقه، و ان الله تعالى هدانى بك و على يديك. و انك والله ذخرى و ذخيرتى فى الدنيا و الآخره، يا رسول الله فقد أحببت مع ما شد الله من عضدى بك، أن يكون لى بيت و أن تكون لى زوجه أسكن اليها، و قد أتيتك خاطبا راغبا، أخطب اليك ابتك فاطمه، فهل أنت مزوجى يا رسول الله؟».


فتهلل وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله) فرحا و مسرورا، و أتى فاطمه فقال:«ان عليا قد ذكرك و هو من قد عرفت»، فسكتت، فقال: «الله اكبر، سكوتها رضاها»فخرج فزوجها


[ بحارالانوار ج 43 ص 27، ذخائر العقبى ص 29.]


/ 35